بازگشت

زينب الكبري


يقول المؤرخون: ان ولادتها في الخامس من شهر جمادي الاول في السنة الخامسة او السادسة للهجرة. والارجح عندي ان ولادتها کانت في الخامسة من الهجرة وذلک حسب الترتيب الوارد في اولاد الزهراء «عليهم السلام».

يروي المجلسي في (البحار) فيقول: عن العلل في باب معاشرة فاطمة مع علي عليهما السلام جاء فيه: حملت الحسن علي عاتقها الايمن والحسين


علي عاتقها الايسر واخذت بيد ام کلثوم اليسري بيدها اليمني ثم تحولت الي حجرة ابيها «صلي الله عليه وآله وسلم»، وام کلثوم هذه انه کانت هي زينب «عليها السلام» فلذلک دليل علي انها کانت کبيرة وان کانت اختها فذاک دليل علي انَّ امها «عليها السلام» ترکت زينب لتنوب منابها في الشؤون المنزلية، فهي کانت کبيرة اذن، وقد روي صاحب (ناسخ التواريخ) في کتابه: ان زينب اقبلت عند وفاة امها وهي تجر رداءها وتنادي يا ابتاه يا رسول الله، الآن عرفنا الحرمان من النظر اليک [1] .

ومما يذکر عنها انها کانت کثيرة العبادة والتهجد تصلي النوافل وتتلو القرآن الکريم ملازمة له ولم يفتر لسانها عن ذکر الله قط، فقد کانت من القانتات العابدات اللواتي وقفن حرکاتهن وسکناتهن للباري عز وجل، ولهذا حازت علي المنازل الرفيعة والدرجات العالية. ومن دعاء ابيها کانت تدعو به بعد صلاة العشاء وهو:

"اللهم اني أسألک يا عالم الامور الخفية، ويا من الارض بعزته مدحية، ويا من الشمس والقمر بنور جلاله مشرقة مضيئة، ويا مقبلاً علي کل نفس مؤمنة زکية، يا مسکن رعب الخائفين واهل التقية. يا من حوائج الخلق عنده مقضية، يا من ليس له بواب ينادي، ولا صاحب يغشي، ولا وزير يؤتي ولا غير رب يدعي، يا من لا يزداد علي الالحاح الا کرماً وجوداً صلي علي محمد وآل محمد واعطني سؤالي انک علي کل شيء قدير [2] .


ومما کانت تناجي ربها به هذه الابيات وهي من مناجاة ابيها امير المؤمنين «عليه السلام»:

لک الحمد يا ذا الجود والمجد والعلي إلهي وخلاقي وحـرزي وموئلـي إلهي لئن جلـت وجمت خـطيئتي إلهي لئن اعطيت نفـسي سـؤلها إلهي تري حالي وفقري وفاقتـي إلهي فلا تقطع رجائي ولا تـزغ إلهي لئن خيبتـني او طردتنـي إلهي اجرني من عذابـک اننـي إلهـي فآنسنـي بتلقيـن حجـتي إلهي لئن عذبتـني الـف حجـة إلهي اذقني طعـم عفـوک يـوم إلهـي لئن لم ترعني کنت ضائعاً إلهي اذا لم تعف عن غير محسنٍ إلهي لئن فرطت في طلب التقـي إلهي لئن اخطـأت جهلاً فطالمـا إلهي ذنوبي بذت الطود واعتلـت إلهي ينحـي ذکر طولک لـوعتي إلهي اقلني عثرتي وامح حوبـتي إلهي انلني منک روحـاً وراحـة تبارکـت تعطي من تـشاء وتمنـع اليک لدي الاعسار واليـسر افـزع فعفـوک عن ذنبي اجـل واوسـع فها انا في روض الندامـة ارتـع وانت مناجاتـي الخفـية تسـمع فؤادي فلي في سيب جودک مطمع فمن ذا الذي ارجو ومن ذا اشـفع اسيـر ذليل خائـف لک اخضـع اذا کان لي في القبر مثوي ومضجع فـجل رجـائي منـک لا يتـقطع لا بنـون ولا مال هنـالک ينـفع وان کنـت ترعاني فلـست اضيع فمـن لمسـيئ بالهـوي يتمـتع فها انـا أثر العفو اقفـو واتبـع رجوتک حتي قيـل ما هو يجزع وصفـحک عن ذنبي اجل وارفـع وذکـر الخطـايا العين مني يدمع فـأني مقـر خائـف متـضرع فلست سوي ابواب فضلک اقـرع


إلهي لئن اقصيتـني او اهنتـني إلهي حليف الحب في الليل ساهر إلهي وهذا الخلـق ما بين نائـم وکلهـم يرجو نـوالک راجـياً إلهي يمـنيني رجائـي سلامة إلهي فان تعفو فعـفوک منقذي إلهي بحـق الهاشـمي محمـد إلهي بحق المصطفي وابن عمه ولا تحـرمني يا إلهي وسيـدي وصل عليهم ما دعـاک موحـد فما حيلتي يا رب ام کيف اصنع يناجي ويدعو والمغـفل يهـجع ومنتبـه في ليـلـه يتـضرع لرحمتک العظمي وفي الخلد يطمع وقبـح خطيئـاتي علي يشـنع والا فبالذنب المدمـر اصـرع وحرمة اطهارهـم لک خضـع منيباً تـقياً قانتـاً لک اخضـع شفاعته الکبري فـذاک المشفـع وناجـاک اخيـار ببابک رکـع [3]

ولزينب ام المصائب وعقيلة بني هاشم مواقف مشهودة مع اخيها الحسين «عليه السلام» في يوم عاشوراء. تزوجت من عبد الله بن جعفر الطيار، ومن اولادها عون المدفون مع قبور الشهداء في الحرم الحسيني بکربلاء، توفيت العقيلة في السفرة الاخيرة حيث کانت مع زوجها عبد الله بن جعفر حين جاء بها الي دمشق ليتعاهد امور ملکه في قرية راوية وتوفيت ودفنت في زاوية من اعمال دمشق ويعرف اليوم بقرية قبر الست.


پاورقي

[1] فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفي، للشيخ احمد الرحماني الهمداني / ص 634.

[2] عقيلة بني هاشم، علي بن الحسين الهاشمي الخطيب / ص 16.

[3] عقيلة بني هاشم / علي بن الحسين الهاشمي الخطيب ص 16 ـ 19.