بازگشت

الشهادة...





کفـاني أسـيً لأتوقظنّ جراحيا ودع وجد قـلبي فـي مطـاويه ثاويا

أري الحقّ يهدي إن ملکت بصيرة ولـيس لأعمي الـفکر والـقلب هاديا


هـو العقل يهدي من يروم هداية ومـن رام مـهواة الضّـلال المهاويا

إذا أنت أنکرت الصّباح وضـوءه فحظّک قـد أنکـرت لا الصّبح ضاحيا


فـلا الشّمس يخبو نورهـا لمعاند ولا اللّـيل يـهدي لـلطّريقة سـاريا

وما النّجم في جوّ السّماء يضيرها علي الأرض أعمي ينکر النّجم ضاويا


بصائر فافتح في الضّمير شعاعها تري الدّهر دوّاراً علي الغدر طـاويا




علي خاطري ذکري وفي القلب لوعة يصعّد مـن جـمر المصائب آهيا

دع العين يسـقي الجرح فالقلب لاهب ضراماً ودع فـي النّائبات سـؤاليا


غداة بـدار الـوحي ألـقت رحـالها قـوافـل حـزنٍ مـثقلات مآسـيا

وسـل قـصّة الـغدر الـقديم سقيفة فـثمّة عـادت دورة الشّـرک ثانيا


وسل عـن أراکٍ هـاطلاتٍ دمـوعها وعـن فـدکٍ سل قهرها والخوافيا

وعن بيت أحـزان المـدينة حـزنها ودمع جري فيهـا ولازال جـارياً


وقـبر رســول الله مـرّ أنــينها وعن طول شکواها المـرير اللّياليا

وعـرّج عـلي بـيت البتولة فـاطم فـأنّ أنـين الدّار يکـفيک هـاديا


تأنّ وقـد هـدّ الفــراق قــرارها وذوّبها جلداً عـلي الـعظم ذاويـا

إلهي! قـد هدّ الأسـي قـلب فـاطم ولم يبق إلاّ الوجـد والحزن واريا





فـوا وحـشة الايّام بـعد محمّدٍ! ووا ذلّــة الأيـــّام ممّـا دهـانيا

رمتني مصيبـات الزّمان لـو أنّها رمت وضـح الأيّـام صـرن ليـاليا


ألهي قـد عـفت الحيـاة وأهـلها فـعجّل وفــاتي لا أريـد حيــاتيا

وما طال مـن بعد الحبيب فراقـها وسرعـان مـا کـان الفـراق تلاقيا


عـلي الجـمر أتلو ذکريات بلائها تـمرّ عـلي قـلبي فأنسـي بـلائيا

غـداة عـلي دار البـتولة جـمّعا جـموعاً مـن الغوغـاء ضلّت مراميا


علي باب دارٍ کان للوحـي والهدي منــاراً وميعــاداً ولـلدّين راعـيا

فجـاءت وقد مضّ المصاب فؤادها تـنـادي بـه مـالـلعتيق ومــاليا


وياويلکم! فـي الدّار أحفـاد أحمدٍ أبــالنّار جـئتم تـحرقون صغـاريا

أبـوا واصرّوا في العناد وأضرموا عـلي الباب أحطاب الضّغائن ضاريا





فدارت إلي جنب الجدار ولم يکن سـوي البـاب يحميها الهـجوم المعاديا

ولجّوا به دهساً وقد هدّه اللـّظي وردّ عـلي أضلاعهـا البـاب داويــا


فـويلي لبنت المـصطفي حـين حوصرت تنادي أباها والوصيّ المحاميا

أکان عـلي مرأي الإمام ومسمع غداة أصـابوا ضلعها؟ لست داريـا؟


سل الباب والمسمار ثمّة ما جري تـفـاصـيل آلام البـتولـة وافـــيا

هوت وهوي ورد تکسّـر غصنه عـزيزاً عـلي بــيت النّـبوّة غـاليا


وداروا عـلي ليث العرين بداره وبـالحبل قـادوا سـيّد القــوم نـائيا

يـصيح ألا واجـعفراه ولا أخ ويـدعــوا ألا واحـمزتـاه محـاميا


وتسألني عـن فـاطم ومصـابها تفـاصـيل مأســاة تـوالـت مآسـيا

فسـل ليلة تخفي الجروح بمتنها ونـعشاً عــلي کـفّ الاحـبّة عـاليا





وسـل عن يتامي فاطم عمر فاطمٍ وعـن حسـنٍ سـل والحسـين المراثيا

وعـن قـاهر الأحزاب فاتح خيبرٍ إذ انـهدّ وهـو الشّـامـخ الطّـود باکيا


يـقول أيـا ماضون بالنّعش مهلةً فمـا بـعد هـذا اليـوم أرجـوا تـلاقيا

دعوهـا يودّعهـا اليتـامي فـإنّها مضت لم تودّع ـ حين غابت ـ صغاربا


ويـانعش رفـقا بـالعزيزة إنّـها مـجرّحة لاتـخدش الجــرح ثــانيا

ألا آجـر الله الوصـيّ.. وکـفّه تـدس إلـي عـمق التّـراب الأمـانيا


رني نحو قبر المـصطفي ودموعه تـشـاطـره أحــزانـه والتّعـازيـا

وديعتک الزّهراء عادت کـما تري ولکنّهـا عــادت ولـيست کمـا هـيا


مکسّـرة الأضـلاع مقهورة الهوي مـقرّحـّة الأجنــان حــمراً مأقـيا

فسل کعبة الأسـرار حـالي وحالها وسل قــبلة الأحـزان حـزني وافـيا





فکـم مـن غليلٍ لايزال بصدرها مقيماً، وما بثّت إليّ الشّکاويا

ستعرف عـن مسودّة المتن مابها وتعلم عن محمرة العين مابيا


وديعة کنز العرش عـادت لدارها وقرّت ولکـن سلّبتني قراريا

علي زفرات الحزن نفسي حبيسة فياليتها قـد رافقت زفـراتيا