بازگشت

فدك..


تاه في رفرف النّدي خضراها فتثنّي بخصرهـا عطفـاها

وترامت غنّاء رائعـة الحسن وطـيف مـن الحيا يغشاها


فـکأنّ الـحسناء أتعبها المشي بـصحراء تکتوي حصباها

في فلاة طغي بها الشمس حتّي لا تري قـطرة تبلّ الشّفاها


تترائي تحت النخيل مـروجا يتباري مـع النّسيم هـواها

عين مـاءٍ مبرّدٍ سقت الأرض وصابت بالبرد ريح صباها


قـد تدلّت ثمارهـا وتناجـت سعفات النّخيل في أجـواها

فـدک فـتنة الزّمـان وسـحر الأرض والجنّة الّتي تهواها





سلمت جنبها من الغزو والزّحف فـلم توجـف الخيـول ثـراها

وکـذاک الأنفال لــيس لـغير الله والمـصطفّي الأمين جناهـا


ولـه حکمهـا فـيعطـي قـليلاً أو کـثيراً لـمن يشـا مـايشاها

ولکـم اقـطع النّبـيّ وأعـطي النّاس من «نفلها» الّتي أعطاها


واصطفي من جميع تلک المغاني «فـدکاً» کـان عنده مجنـاها

(آت حـقّ الـقربي) أتته بآي لـم تکـن غـير فـاطم مرماها


فحبـاها لـبنته وهـــو أدري أنّ مـرضي الإله في مرضـاها

وتـوفّي عـن فـاطم لـيس إلاّ. لـم يکـن عـند أحـمدٍ إلاّهـا


وغـدت فـي يد البتول تدرّ ال خـير مـن کفّهـا الي فـقراها

وتـوالت بـعد النَّبـيِّ قضـايا فـتن عـمّت الـجميع عمـاها





تلک مرويّة عـن آبن الزّکيّ الـ سّبط، صحّ الأسناد عمّن رواهـا

ذاک لمّا استوي الخليفة في الحکم وصدّ الزّهـراء عـن مرعـاها


روي عبـد الله بن الحسـن (ع) باسـناده

عن آبائه انّه لمّا أجمع أبوبکـر علي منع


فـاطمة فدکا وبلغها ذلک، لاثت خمـارها

عـلي رأسـها، واشتمـلت بجلبابهــا،


وأقبلت فـي لمّة من حفدتها ونساء قومهـا

، تطأذيولها، ما تخرم مشيها مشية رسول


الله صلي الله عليه وآله، حتي دخلت علي

ابي بکر، وهو فـي حشد مـن المهاجرين


والانصار وغيرهـم، فنيطت دونها ملاءة

فجلست ثـم انّت أنّة أجهش القـوم بالبکاء


فـارتج المجلس، ثــم اذا امهلت هنيئة،

حـتي اذا سـکن نشـيج القـوم وهـدأت


فـورتهم افتتحت الکلام بحمد الله والثـناء

عليه، والصلاة علي رسوله فعاد القوم في


بکائهم، فلمّا أمسکوا عـادت فـي کلامها

فقالت، عليها السلام:





لبست ثـوبها ولاثت خمـاراً وبجلبـابها آسـتوت أنحـاها

تطأ الأرض فـي ذيول ثيابٍ سترت جسمها وغطّت عـلاها


فـاطم مـثل أحـمد ممشاها أو کـأنّ الرّسول يخطو خطاها

خـطوات لـو إنـّه کان حيّا وجري ما جري لکان خـطاها


فـتمشت فـي لمّة مـن حفيدٍ مـن بنيهـا ولـمّة من نساها

رحبة المسجد المقدّس غصّت بـؤفودٍ تـزاحـمت بفنـاهـا


وجموع المهاجـرين تـوالت وأتتها الأنصـار مـن أنحاها

وأبو بکـر والخـلافة والحکم وأسـياف طـوّقـت أفـناها


فـأنيطت مـلاءة وتـوارت بضعة المصطفّي الأمين وراها

سکـتت لـحظة وأنّت أنـيناً أجهش القـوم مـن أليم أساها





جـدّدت فـي نشيجها ذکريـاتٍ کـان لازال مـاثلاً ذکـراها

تـلکم الذّکريات عـزّت فـهزّت من نفوس الحضور مرّ شجاها


ثـمّ إذ أمـهلت قـليلاً وقـرّت واستراح الأسي بصدر عزاها

هـدأوافـانبرت لـتلقي عـليهم خطبة! ليس غيرها يـوتاها


حـمدت ربّهــاوأثـنت عـليه ثـمّ صـلّت علي المکرّم طه

وعلي اسم النّبيّ عادت بروق الـ ـوجد تستمطرالـعيون نداها


ثمّ إذ أمسکوا جرت في خـطاب وکـأنّ النـّبـيّ يملي يـداها

طاف فـي مجمع الزّمان وردّت ثائرات الـقرون رجع صداها


وعلي ذلـک الهـدير اسـتقامت خـطّةالـدّين باتّجـاه هداها

وستبقي الزّهـراء في کلّ عـصرٍ يقتفي الثّائرون نهـج رؤاها