بازگشت

شريف مكة و قصيدته الهائية


مالعيني قـد غاب عنـها کراهـا وعراها مـن عـبرة مـا عراها

الـدار نـعمت فيـهـا زمـانـا ثـمّ فارقتهـا فـلا أغـشـاهـا


أم لحيّ بـانــوا بـأقـمار تـمّ يتجلّي الـدجي بضـوء سناهـا

أم لخود غـريرة الطرف تهواهـا بصــدق الـوداد أو أهـواهـا





الـدار نـعمت فــيهـا زمـانا ثـمّ فـارقـتهـا فــلا أغشاهـا

أم لـحـي بـانـوا بـأقمـار تمّ يتجلـّي الـدجي بـضوء سناهـا


أم لخود غـريرة الطـرف تهـوا بصـدق الـــوداد أو أهـواهـا

أم لصافي المدام مـن مزة الطعم عـقار مشمــولـة أسقاهـا


حـاش الله لست أطـمع نفســي آخـر العمـر فـي اتّباع هواهـا

بل بکائي لذکـر مـن خصّها الله تعالـي بلــطفـه واجتباهـا


خـتم الله رســلـه بـأبيهـــا واصطفاه لـوحيـه واصطـفاهـا

وحباهـا بـالسيّديـن الـزکيـّين الإمامين منه حـين حـباهـا


ولفکري في الـصاحبين اللذين استحسنا ظلمهـا ومـا راعياهــا

منعـا بعلهـا مـن العهـد والـعقد وکـــان الـمنيب والأوّاهـا





واســتبدّا بـإمـرة دبـراهـا قبل دفـن النـبـي وانتهزاهـا

وأتت فــاطم تطـالب بــالإرث من المصطفي فمـا ورثـاها


ليت شعري لم خولفت سنن القـر آن فيــها والله قــد أبـداهـا

رضـي النـاس إذ تلوهـا بمالم يرض فيها النبـي حـين تـلاها


نسـخت آيـة المـواريث مـنها أم همـا بـعد فرضهـا بـدّلاها

أم تـري آيـة المـودّة لــم تأ ت بودّ الـزهراء فـي قـرباها


ثـمّ قالا أبـوک جـاء بهـــذا حجـّة مـن عنـادهم نصـباها

قـال لـلأنبيـاء حـکم بـأن لا يـورثوا فـي القديـم وانتهزاها


أفبنت النبـي لـم تـدر إن کـا ن نبـي الهــدي بذلـک فـاها

بضـعة مـن محـمّد خالفـت ما قـال حاشـا مـولاتنا حاشـاها





سـمـعته يقــول ذاک وجاءت تطـلب الإرث ضلـّة وسفـاها

هـي کـانت الله أتقي وکـانت أفضـل الخـلق عفـّة ونـزاها


أو تقول النبـي قـد خالف القرآ ن ويح الأخـبار مـمّن رواهـا

سل بإبطال قـولهم سورة النمـ ـل وسل مـريم الّتي قبل طاها


فهما ينبئان عــن إرث يحيـي وسـليمان مــن أراد انتباهـا

فدعت واشتکت إلي الله مـن ذا ک وفـاضـت بدمعهـا مقلتاها


ثـمّ قالت فـنحلة لـي مـن وا لـدي المـصطفي فلم ينحلاهـا

فـأقامت بـها شـهوداً فقالـوا بعلها شـاهد لـهـا وابنـاهـا


لم يجيزوا شهادة ابني رسول الـ ـله هـادي الأنـام إذ ناصباها

لم يکـن صـادقاً علـي ولافـا طمـة عـندهــم ولا ولـداها





کــان أتقـي لله مــنهم عـتيق قــبح القائل الــمحال وشـاها

جرعــاها من بعد والـدها الغيـ ـظ مــراراً فبئس ما جرعـاها


أهــل بيت لم يعرفوا سنن الجـور التباســاً عليـهم واشـتباهـا

ليت شعري ما کان ضرّهما الحفظ لعهد النبي لـو حفظـاهــا


کـان إکـرام خـاتم الـرسل الها دي البشير النـذير لـو أکـرماها

إنّ فــعل الجمـيل لــم يـأتياه وحـسان الأخـلاق مـا اعتمداها


ولـو ابتيـع ذاک بالثمــن الغـا لتي لمـا ضـاع فـي اتّباع هواها

ولکــان الـجميل أن يقطـعاها فــدکاً لا الـجميل أن يقطـعاها


أتري المسلمـين کانـوا يلومـو نهمـا فـي العطاء لـو أعطياها

کان تحت الخضـراء بنت نـبي صـادق ناطـق أمـين سـواها





بنت من!امّ مـن!حليلة مـن!ويـ ـل لمـن سـنّ ظلمـها وأذاهـا

ذاک ينبيک عـن حـقود صـدور فاعتبرها بالفکـر حيـن تـراهـا


قل لنا ايّهـا المـجادل فـي القو ل عن الغاصـبين إذ غصبـاهـا

أهمـا مـا تعمـّداها کــما قلت بظلـم کـلاّ ولا اهتضماهـا


فلمـاذا إذ جهــّزت للقـاء الـ ـله عـند الممات لـم يحضراهـا

شـيّعت نعشها ملائـکة الـرحـ ـمـن رفقاً بهـا ومــا شيّعاهـا


کـان زهداً فـي أجرها أم عناداً لأبيـها النبــــي لـم يتبعاهـا

أم لأنّ البتـول أوصـت بأن لا يشـهدا دفنهـا فــما شـهداهـا


أم أبوهـا أســرّ ذاک إليــها فاطـاعت بـنت النبـي أبـاهـا

کـيف ماشئت قل کفاک فـهذي فرية قد بـلغت أقـصي مـداهـا





أغضباها وأغضبا عـند ذاک الـ ـله ربّ السمـاء إذ أغضبـاهـا

وکـذا أخـبر النـبـي بأن الـ ـله يـرضي سبحـانه لرضـاها


لا نـبـي الهـدي اطـيع ولافا طــمة اکـرمت ولاحسنـاهـا

وحـقوق الوصـي ضيّع مـنها مـاتسامي فــي فضـله وتناها


تـلک کـانت حـزازة ليس تبرا حـين ردّا عنهـا وقـد خطبـاها

وغـداً يـلتقون والله يــجزي کـلّ نـفس بغيهـا وهـداهــا


فـعلي ذلک الأسـاس بنت صـا حـبة الهـودج المشـوم بنـاهـا

وبــذاک اقـتدت أمـيّة لمــّا أظـهرت حقدهـا عـلي مـولاها


لعـنته بـالشام سـبعين عـاماً لعـــن الله کـهلهـا وفتـاهـا

ذکـروا مـصرع المشايخ في بد رٍ وقـد ضـمخ الوصـي لحـاها





وباُحد من بعد بـدر وقـد أتعـ ـس فيهـا معـاطساً وجبـاهـا

فـاستجادت له السيوف بصفّيـ ـن وجرت يوم الطفوف قناهـا


لـو تمکّنت بالطفوف مـدي الد هـر لقـبّلت تربهـا وثـراهـا

أدرکت ثــارها أمـيّة بـالنا ر غـداً فـي معـادها تـصلاها


أشکـر الله أنـّنـي أتـولـّي عـترة المـصطفي وأشني عداها

نـاطقاً بالصواب لاأرهب الأع داء فــي حبّهم ولا أخشـاهـا


نـح بهـا أيّها الجذوعي واعلم أنّ إنشـادک الــّذي أنـشاهـا

لک معني في النوح ليس يضاهي وهـي تـاج للشـعر في معناها


قلتها للثواب والله يعطـي الـ أجر فيها مـن قـالها ورواهـا

مـظهراً فـضلهم بعزمة نفس بـلغت فـي ودادهـم منتهـاها





فـاستمعها من شـاعر عـلوي حسنـي فـي فضلهـا لا يضاهـي

سادة الخـلق قـومه غـير شکّ ثـمّ بطحـاء مـکـّة مـأواهــا