بازگشت

الدعوة الي النهضة


ولکن الخطبة لا تنتهي عند هذا الحد، انّ للزهراء رسالة الثورة علي خطّ الانحراف، رسالة تحميل المسؤليّة، للخاصرين والتذکير بدورهم


في تصحيح المسيرة: (ليحي من حيّ عن بيّنة، ويهلک من هلک عن بيّنة).

«يامعشر السقيفة، وأعضاد الملّة، وحضنة الاسلام ما هذه الغميزة في حقّي والسنة عن ظلامتي أما کان رسول الله الي أبي يقول: المرء يحفظ في ولده؟ سرعان ما أخلفتم وعجلان ذا أهالة (مثل علي سرعة التحوّل) ولکم طاقة بما احاول، وقوة علي ما أطلب».

وتزداد وتيرة الکلمات حدّة في التصريح بضرورة النّهضة، والوقوف الي جانب الحقّ.. تثير الضمائر وتتنهّض الهمم، وتذکرهم بالقرآن مرّة، وبالنّبيّ وتراثه العظيم، وما يهدّد خطّه من انحراف نحو الجاهلية مرة أخري.. (إيهاً بني قيلة أأهضم تراث أبي؟ وأنتم بمرآي منّي ومسمع، ومنتدي ومجمع، تلبسکم الدعوة، وتشملکم الخبرة، وأنتم ذوو العدد والعدّة، والادارة والقوّة، وعندکم السلام والجنّة توافيکم الدعوة فلا تجيبون، وتأتيکم الصرخة فلا تعينون؟ وأنتم موصوفون بالکفاح، معروفون بالخير والصلاح..) وتستمرّ الزهراء في خطبتها القاصعة مندّدة ومحذّرة، متحدّية جبروت الحکم الذي تحميه سيوف أبناء السقيفة.. الي أن تبلغ ذروة التحريض حيث تکشف عن أن وراء «الانقلاب في السقيفة» حزب المنافقين الذين همّوا باخراج الرسول وانّ الهدف ليس شخص عليّ بل هو خطّ الرسول الذي يمثّله علي بن أبي طالب فتقول: (ألا تقاتلون قوماً نکثوا أيمانهم وهمّوا بإخراج الرسول، وهم بدؤکم أوّل مرّة، اتخشونهم فالله أحقّ أن تخشوه إن کنتم مؤمنين).