بازگشت

والصبر معونة علي استيجاب الاجر


وتکشف لنا الزهراء (عليها السلام) حقيقة کبري تتجسّد علي يديها کلّ الآمال، وکلُّ الأهداف التي رسمتها الرسالة الإسلامية لهذا الإنسان تلک الحقيقة هي: الإرادة والإقدام علي تحقيق متطلّبات الشرع، فبغير الإرادة والصّبر في العمل لا يمکن لإنسان أن يحقّق مطالب الرسالة الإسلامية. إذاً، فالصّبر ـ في منطق الرسالة ـ: الجسر المعقود بين الواقع النّظريّ للشّريعة والواقع العملي لها، حيث تتجسّد الأفکار علي يديه واقعاً محسوساً يبرز في فکر الفرد وسلوکه وکافة ألوان نشاطه، وقد يصبح الأمر من القضايا البديهيّة المسلم بها إذا قلنا: أنّ الصبر المرادف للإقدام ومواصلة العمل والإستمرار في بذل الجهد من أجل تطبيق معالم الشّريعة الإسلامية قد جعله الإسلام علي لسان دستوره الخالد رکناً أساسيّاً من أرکان المجتمع الذي يقف تحت راية التّوحيد المقدّسة کما جاء ذلک في قوله


سبحانه: «والعصر إنّ الانسان لفي خسر الاّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر...».

والصبر ـ في منطق الحضارة الإسلامية ـ يلتزم جانبين في حياة المجتمع المسلم والفرد المسلم، فهو صبر علي الطاعة، وصبر علي المعصية.

ولما کان الإسلام أساساً لا ينهض إلاّ علي هذين المفهومين الکبيرين في تحديد معالم تشريعه، إذاً، فقد أصبح للصّبر ـ بشطريه الإيجابي والسلبيّ من واقع الشّريعة الإسلامية ـ عظيم الأثر في تحقيق أهداف الرسالة کعامل مساعد أو کعنصر يدخل في إطار کلّ الفعّاليّات التي ينهض الفرد أو المجتمع المسلم بأعبائها.

وحين يملک الصّبر هذا المقام الرّفيع في التّشريع الإسلامي، فقد أصبحنا أکثر إحاطة بالغاية التي دفعت الزهراء (عليها السلام) لتعطي هذا المفهوم: هذا الجانب الکبير من الإهتمام، حيث ضربت علي الوتر الحسّاس من المسألة بإعلانها: أنّ الصّبر معونة علي استيجاب الأجر، أجل فهو عنصر مساعد فعّال يجعل المرء المسلم أکثر قدرة علي کسب الأجر والرّضوان.