بازگشت

هل الاذهاب يستلزم الثبوت؟


خلاصة هذا السوَال ترجع إلي أنّ الاِذهاب يتعلّق بشيء موجود، فعلي ذلک يستلزم أن يکون هناک رجس موجود أذهبه اللّه وطهرهم منه، وهذا يضاد مقالة أهل العصمة، ولکن السائل أو المعترض غفل عن أنّ هذه التراکيب کما تستعمل في إذهاب الشيء الموجود، کذلک تستعمل فيما إذا لم يکن موجوداً، ولکن کانت هناک مقتضيات ومعدات له حسب الطبيعة الاِنسانية وإن لم يکن موجوداً بالفعل کقول الاِنسان لغيره: أذهبَ اللّه عنک کل مرض، ولم يکن

حاصلاً له، ولکن کانت بعض المعدات للمرض موجودة.


وفي المقام نزيد توضيحاً: انّ الاِنسان حسب الطبيعة الاَوّلية مجهّز بالغرائز والميول العادية المتجاوزة عن الحدود، ولم يشذ أهل البيت عنها ولم تکن لهم في العالم الجسماني خلقة خاصة بهم، فکانت هناک أرضية صالحة للتعدي والطغيان، فلمّا جهّزوا بهذه الغرائز أوّلاً، ثم بالعصمة ـ بالمعني الذي عرفت ـ ثانياً صح أن يقال: إنّه سبحانه أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً من العصيان.

وهذه الاَسئلة وأشباهُها لا تحتاج إلي البسط في المقال، ولاَجل ذلک نطوي الکلام عنها.