بازگشت

الخطاب


وقال النبي (ص) للإمام تکلم لنفسک خطيباً، فقال الإمام (ع):

(الحمد لله الذي قرب من حامديه، ودنا من سائليه، ووعد الجنة لمن يتقيه، وأنذر بالنار من يعصيه. نحمده علي قديم إحسانه وأياديه، حمد مَن يعلم أنه خالقه وباريه، ومميته ومحييه، وسائله عن مساويه. ونستعينه ونستهديه، ونؤمن به ونستکفيه.

ونشهد أن لا إله إلاّ اللـه وحده لاشريک له، شهادة تبلغه وترضيه، وأنّ محمداً عبده ورسوله (ص) صلاةً تزلفه وتحضيه، وترفعه وتصطفيه، وهذا رسول اللـه (ص) زوجني ابنته فاطمة علي خمسمائة درهم، فاسألوه وأشهدوا).

فقال رسول اللـه (ص):

(قد زوجتک ابنتي فاطمة علي ما زوّجک الرحمن، وقد رضيت بما رضي اللـه فنعم الختن [1] أنت، ونعم الصاحب أنت، وکفاک برضي اللـه رضيً).

ثم أمر رسول اللـه (ص) بطبق بسر أو تمر وأمر بنهبه.

وهناک حديث آخر يروي قصة الزواج عن لسان الإمام أمير المؤمنين (ع)، سوف نثبته فيما يلي لأهمية هذه الزيجة في الإسلام. ويدل علي هذه الأهمية أننا نجد في کتب الحديث والتاريخ حشداً ضخماً من الأخبار التي تتناول بتفصيل أو بإيجاز زواج علي من فاطمة عليهما السلام، مما يعکس اهتمام السابقين من المسلمين بهذه الزيجة.

والحديث مروي عن الضحاک بن مزاحم قال: سمعت علي بن أبي طالب (ع) يقول:

(أتاني أبو بکر وعمر فقالا: لو أتيت رسول اللـه فذکرت له فاطمة.

قال: فأتيته فلما رآني رسول اللـه (ص) ضحک ثم قال: ما جاء بک يا ابا الحسن، حاجتک؟

فذکرت له قرابتي، وقدمي في الإسلام، ونصري له، وجهادي، فقال: يا علي صدقت، فأنت أفضل مما تذکر.

فقلت: يا رسول اللـه، فاطمة تزوجينها؟

فقال: يا علي، إنه قد ذکرها قبلک رجال فذکرت ذلک لها فرأيت الکراهة في وجهها، ولکن علي رسلِک حتي أخرج إليک.

فدخل عليها فقامت فأخذت رداءه ونزعت نعليه وأتته بالوضوء فوضأته بيدها وغسلت رجليه، ثم قعدت،

فقال لها: يا فاطمة! فقالت: لبيک لبيک، حاجتک يا رسول اللـه؟

قال: إن علي بن أبي طالب مَن قد عرفت قرابته، وفضله، وإسلامه، وإني قد سألت ربي أن يزوجک خير خلقه وأحبهم إليه، وقد ذکر من أمرک شيئاً، فما ترين؟

فسکتت ولم تحوّل وجهها، ولم يَرَ فيه رسول اللـه (ص) کراهة، فقام وهو يقول: اللـه أکبر، سکوتها إقرارها.

فأتاه جبرائيل (ع) فقال: يا محمد زوجْها علي بن أبي طالب، فإن اللـه قد رضيها له ورضيه لها فقال علي: فزوجني رسول اللـه (ص) ثم أتاني فأخذ بيدي فقال: قم بسم اللـه، وقل علي برکة اللـه، وما شاء اللـه، لا قوة إلا باللـه، توکلت علي اللـه. ثم جاء بي حتي أقعدني عندها (عليه السلام)، ثم قال: اللـهم إنهما أحب خلقک إليّ فأحبهما، وبارک ذريتهما، واجعل عليهما منک حافظاً، وإني أعيذهما بک وذريتهما من الشيطان الرجيم. [2] .


پاورقي

[1] أي الصهر.

[2] بحار الأنوار: ج 43، ص 31.