بازگشت

المهر والتجهيز


کلما تکلف المرء في العيش کلما ازداد تعباً. بينما البساطة والزهد يعطيانه الراحة. وکما يقول الإمام علي (ع) في حديث يصف فيه المؤمنين:

(أصابوا لذة زهد الدنيا في دنياهم) [1] .

وتزداد أهمية هذه المعادلة عند الزعماء، وبالذات عند الأئمة والهداة الربانيين.

ولعل بساطة مهر سيدة النساء وتجهيز بيتها کانت - بالإضافة إلي الزهد في درجات الدنيا - تهدف إلي تيسير قضية الزواج ليصبح زواج فاطمة مثالاً يحتذي لکل زواج رسالي. أَوَليست فاطمة بنت محمد بن عبد اللـه، رسول اللـه صلَّي اللـه عليه وآله، وهي صدِّيقة وزوجها سيد الوصيين الإمام عليّ؟. فَلِمَ لا يصبح زواجها الرمز والنموذج.

وفعلاً إِنک تجد الأئمة (ع) لايتجاوزون في زيجاتهم هذا المثل بل يحددون أنفسهم ضمن " مهر السنّة " وهي قيمة مهر علي لفاطمة (ع).

لقد کان المهر مقدار " 480 " أربعمائة وثمانين درهماً، وفي بعض النصوص أنه کان خمسمائة درهــم.

أما التجهيز الذي قام بإعداده النبي (ص) فهو کالآتي:

1- قميص بسبعة دراهم.

2- خمار بأربعة دراهم (وهو بمنزلة العباءة).

3- قطيفة سوداء خيبرية (وهي دثار له خمل).

4- سرير مزمّل. [2] .

5- فراشان من خيش مصر (وهو قماش في نسجه رقة وخيوطها غلاظ). حشو أحدهما ليف، وحشو الآخر صوف الغنم.

6- أربع مرافق من أدم (وهي بمنزلة المخدّة) حشوهما أذخر (وهو نبت طيب الرائحة).

7- ستر رقيق من صوف.

8- حصير هجري (أي مصنوع في هجر وهو بلد في اليمن) وقد يکون الحصير من العلف.

9- رحي يدوية.

10- مخضب من نحاس (أي إناء تغسل فيه الثياب مثل الطشت).

11- سقاء من أدم.

12- قدح (کعب) من خشب.

13- قسنّ (سقاء).

14- مطهرة.

15- کيزان خزف.

16- نطع (وهو بساط من أدم کان يستعمل لمائدة الطعام).

17- عباءة من صنع الکوفة.

18- قربة ماء.

19- شيء من الطيب.

ولقد جهّز الإمام بيته بافتراش صحن داره بالرمل الناعم ونصب خشبة طويلة بين جانبي الحائط لغرض تعليق الثوب عليه (کالعلاقة). وافتراش غرفته بأهاب کبش ومخدة ليف فقط.


پاورقي

[1] نهج البلاغة رسائل (27).

[2] کان السرير يصنع علي الظاهر من سعف النخيل، ويقيد بليف حتي يکون بالإضافة إلي شد الأعواد بعضها إليبعض زينة وجمالاً.