بازگشت

تصدي الصديقة الكبري لشؤون الأمة


تصدي الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها سمة من سمات خلقها العظيم. فلم تکن يوما ما بمعزل عن أمة أبيها، سيما وهي التي نشأت وترعرت في بيت الرسالة المحمدية السمحاء التي جاءت لإنقاذ مجتمع خيم عليه ظلام الجهل واستحوذت عليه العصبية القبلية، وليس ادل علي ذلک من وقوفها سلام الله عليها إلي جنب الرسالة وحضورها في الساحة ابان البعثة وفيما بعدها في کل قضية وکل موقع وموقف، فقد کانت ومنذ صغرها خير مواسي لأبيها وهو يتعرض لأذي الحاقدين علي الرسالة الجديدة، فتراها تمسح جبينه الشريف بيديها الشريفتين الصغيرتين، وبعد رحيله صلي الله عليه وآله ما فتأت تدافع عن الدين وتدافع عن الرسالة والقيم، وکان وقوفها الي جنب إمامها وقسيمها في النور الإلهي حين أنکر عليه وعليها المنکرون، وجحدهما الجاحدون، وراحت تتصدي لشؤون أمة أبيها. ولعل آخر موقف بينها وبين أمير المؤمنين عليه السلام بکاؤها، حيث يقول لها الإمام عليه السلام: يا بنت رسول الله لم بکاؤک؟ فتقول عليها السلام: أبکي لما تلقي أنت يا علي من بعدي. وهذا يعني فيما يعنيه تصديها لشؤون الأمة واهتمامها بمستقبل الإسلام والمسلمين بعد رحيلها لما سيلقاه أمامها عليه السلام من المتاعب والمصاعب.