بازگشت

معجزتها مع ثلاث جوار من الجنة


وکلامها معهنّ وإتحافهنّ لفاطمة عليها السلام تمراً من الجنّة

عن عبداللَّه بن سلمان الفارسي، عن أبيه، قال: خرجت من منزلي يوماً بعد وفاة رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وسلم بعشرة أيّام، فلقيني علي بن أبي طالب عليه السلام إبن عم الرسول صلي الله عليه وآله وسلم فقال لي: يا سلمان! جفوتنا بعد رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وسلم. فقلت: حبيبي أباالحسن! مثلکم لا يُجفي، غير أنّ حزني علي رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وسلم طال، فهو الذي منعني من زيارتکم. فقال عليه السلام لي: يا سلمان! ائت منزل فاطمة بنت رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وسلم فإنّها إليک مشتاقة، تريد أن تتحفک بتحفة قد أُتحفت بها من الجنّة. قلت لعليّ عليه السلام: قد أُتحفت فاطمة عليها السلام بشي ء من الجنّة بعد وفاة رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وسلم؟ قال: نعم، بالأمس.

قال سلمان الفارسي: فهرولت إلي منزل فاطمة عليها السلام بنت محمّد صلي الله عليه وآله وسلم، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء [1] ... قالت عليها السلام: يا سلمان! جفوتني بعد وفاة أبي. قلت: حبيبتي أأجفاکم؟! قالت: فمه [2] ، اجلس واعقل ما أقول لک. إنّي کنت جالسة بالأمس في هذا المجلس، وباب الدار مغلق، وأنا أتفکّر في انقطاع الوحي عنّا، وانصراف الملائکة عن منزلنا، فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد، فدخل عليّ ثلاث جوار لم ير الراؤون بحسنهنّ، ولا کهيئتهنّ ولا نضارة وجوههنّ، ولا أزکي من ريحهنّ، فلمّا رأيتهنّ قمت إليهنّ متنکّرة لهنّ، فقلت: أنتنّ من أهل مکّة أم من أهل المدينة؟ فقلن: يا بنت محمّد! لسنا من أهل مکّة ولا من أهل المدينة، ولا من أهل الأرض جميعاً، غير أنّنا جوار من الحور العين من دار السلام، أرسلنا ربّ العزّة إليک، يا بنت محمّد! إنّا إليک مشتاقات.

فقلت للتي أظن أنّها أکبر سنّاً: ما اسمک؟ قالت: اسمي مقدودة، قلت: ولم سمّيت مقدودة؟ قالت: خلقت للمقداد بن الأسود الکندي صاحب رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وسلم. فقلت للثانية: ما اسمک؟ قالت: ذرة، قلت: ولم سمّيت ذرة وأنت في عيني نبيلة؟! قالت: خلقت لأبي ذر الغفاري صاحب رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وسلم. فقلت للثالثة: ما اسمک؟ قالت: سلمي، قلت: ولم سمّيت سلمي؟ قالت: أنا لسلمان الفارسي مولي أبيک رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وسلم. قالت فاطمة: ثمّ أخرجن لي رطباً أزرق کأمثال الخشکنانج [3] الکبار، أبيض من الثلج، وأزکي ريحاً من المسک الأذفر. فقالت لي: يا سلمان! أفطر عليه عشيّتک، فإذا کان غدا فجئني بنواه، أو قالت: عجمه.

قال سلمان: فأخذت الرطب، فما مررت بجمع من أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وسلم إلّا قالوا: يا سلمان أمعک مسک؟ قلت: نعم. فلمّا کان وقت الإفطار أفطرت عليه فلم أجد له عجماً ولا نوي. فمضيت إلي بنت رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وسلم في اليوم الثاني، فقلت لها عليها السلام: إنّي أفطرت علي ما أتحفتني به، فما وجدت له عجماً ولا نوي، قالت: يا سلمان، ولن يکون له عجم ولا نوي، وإنّما هو نخل غرسه اللَّه في دار السلام، ألا أُعلّمک بکلام علّمنيه أبي محمّد صلي الله عليه وآله وسلم کنت أقوله غدوة وعشيّة؟ قال سلمان: قلت: علّميني الکلام يا سيّدتي. فقالت: إن سرّک أن لا يمسّک أذي الحمّي ما عشت في دار الدّنيا فواظب عليه؛...

بسم اللَّه الرحمن الرحيم، بسم اللَّه النور، بسم اللَّه نور النور، بسم اللَّه النور علي نور، بسم اللَّه الذي هو مدبّر الأمور، بسم اللَّه الذي خلق النور من النور، الحمد للَّه الذي خلق النور من النور، وأنزل النور علي الطور، في کتاب مسطور، في رقّ منشور، بقدر مقدور، علي نبي محبور، الحمد للَّه الذي هو بالعزّ مذکور، بالفخر مشهور، وعلي السرّاء والضرّاء مشکور، وصلّي اللَّه علي سيّدنا محمّد وآله الطاهرين (الميامين المبارکين الأطهار وسلّم تسليماً دائماً کثيراً).

قال سلمان: فتعلّمتهنّ، فواللَّه لقد علّمتهنّ أکثر من ألف نفس من أهل المدينة ومکّة ممّن بهم الحمّي، فکلٌّ بري ء من مرضه بإذن اللَّه تعالي [4] .


پاورقي

[1] علماً بأنّ سلماناً لا يدخل بيتاً لا يدخله الرسول صلي الله عليه وآله وسلم قبل أن يؤذن له.

[2] فمه: أي فما السبب في ترک زيارتنا؟ أو اسکت.

[3] الخشکنانج لعلّه معرّب، أي الخبز اليابس.

[4] مهج الدعوات. عوالم العلوم للأبطحي.