بازگشت

فاطمة تقتدي بأبيها


وکذلک کانت فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) فقد رهنت بعض ألبستها عند يهودي لأجل أصوع من الشعير..

وفي المناقب: أنها رهنت کسوة لها عند امرأة زيد اليهودي في المدينة واستقرضت الشعير فلما دخل زيد داره قال: ما هذه الأنوار في دارنا، قالت: لکسوة فاطمة، فأسلم في الحال وأسلمت امرأته وجيرانه حتي أسلم ثمانون نفساً [1] .

وکانت (عليها الصلاة والسلام) يصفّر لونها ويلصق بطنها بظهرها وتغور عيناها من الجوع، وکان أولادها يرتعشون کما يرتعش الفرخ [2] .

وقد سبق في تفسير سورة هل أتي [3] أنهم أطعموا الفقير والأسير واليتيم، وصاموا ثلاثة أيام بالماء، ومع ذلک لم يأخذوا حتي درهما من أغنياء المسلمين، مع العلم أن في ذلک الوقت کان للمسلمين أغنياء.

وهکذا بالنسبة إلي أصحاب الصفة من أصحاب الرسول حيث کانوا ثلاثمائة أو أکثر وکانوا في أشد الفقر، ولکن الرسول لم يأخذ لهم حتي درهماً واحداً من أصحابه الأغنياء بعنوان أو بآخر، وکان بعض أصحاب الصفة من الفقر بحيث يغمي عليه من الجوع أحياناً، وبحيث إن ساتر بعضهم لم يکن يکفي لستر عورته في حالة السجود.

ولا يخفي انه لما استطاع رسول الله وأمير المؤمنين من تطبيق معظم قوانين الإسلام انتزع الفقر من البلاد الإسلامية.

ولکن قبل ذلک حيث جعل رسول الله بأمر من الله عزوجل الحقوق الشرعية: الخمس والزکاة والجزية والخراج، وطبق قوانين المالية الإسلامية، لم يتناول حتي درهماً واحداً من المسلمين بالقوة.

وهذا کان نموذجاً من صيانة الأموال في عهده.


پاورقي

[1] المناقب: ج3 ص339 فصل في معجزاتها.

[2] راجع الإقبال: ص528، والعمدة: ص347، ونهج الحق: ص184، وکشف الغمة: ج1 ص303.

[3] سورة الإنسان.