بازگشت

سورة الكوثر


کما نزلت فيها سورة (الکوثر):

قال تعالي: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاکَ الْکَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّکَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَکَ هُوَ الأَبْتَرُ [1] .

فقد صرح العديد من المفسرين بأن الکوثر يراد به فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) [2] .

وهناک تفاسير أخري ولا مانع من الجمع، فان الآيات القرآنية کالشمس ـ حسب المروي عن الإمام الصادق (عليه الصلاة والسلام) ـ تنطبق في کل يوم منذ نزولها إلي يوم القيامة علي مختلف الأفراد بحسب أعمالهم، نعم هناک من تنطبق عليه الآيات انطباقاً کفرد أفضل، وهناک من تنطبق عليه کفرد متوسط أو کفرد في أول الطريق..

مثلاً: المؤمن الوارد في القرآن الحکيم ينطبق علي سلمان کفرد ثان، وينطبق علي المعصومين کفرد أول، وينطبق علي المؤمن العادي کفرد ثالث، إلي غير ذلک من الأمثلة.


پاورقي

[1] سورة الکوثر: 1ـ 3.

[2] وقد أخرج ذلک عديد من مفسري العامة أيضا:

منهم: البيضاوي في تفسيره، عند تفسير کلمة: الکوثر قال: «وقيل: أولاده» (أنوار التنـزيل وأسرار التأويل: مخطوط ص1156).

ومنهم: الفخر الرازي، في تفسيره الکبير، قال: «الکوثر أولاده لأنّ هذه السورة إنّما نزلت ردّاً علي من عابه بعدم الأولاد، فالمعني: أنّه يعطيه نسلاً يبقون علي مرّ الزمان، فأنظر کم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أميّة في الدنيا أحد يعبأ به» (التفسير الکبير: ج30 تفسير سورة الکوثر).

ومنهم: شيخ زاده في حاشيته علي تفسير البيضاوي عند تفسير سورة الکوثر، قال: «إنّ المفسرين ذکروا في تفسير الکوثر أقوالاً کثيرة (منها): أنّ المراد بالکوثر: أولاده، ويدل عليه أن هذه السورة نزلت رداً علي من قال في حقّه: إنّه أبتر ليس له من يقوم مقامه» (الحاشية علي تفسير البيضاوي: ج9 ص341).

ومنهم: شهاب الدين في حاشيته علي تفسير البيضاوي (حاشية الشهاب المسمّاة بـ (عناية القاضي): ص403).

ومنهم: العلاّمة أبو بکر الحضرمي في کتابه (القول الفصل) (القول الفصل: ص457).