بازگشت

وقفة قصيرة


1 ـ إن هذا البعض قد ذکر في الصفحة المقابلة للصفحة التي جاء فيها هذا النص: أن الزهراء عليها السلام قد خطبت المهاجرين والأنصار خطبتها المعروفة بعد وفاة رسول الله (صلي الله عليه وآله) وجاء في النص ما يلي:

(فلاثت خمارها علي رأسها واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (صلي الله عليه وآله).

حتي دخلت علي أبي بکر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار، وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة، (يعني ستاراً)فجلست ثم أنّت أنّة أجهش القوم لها بالبکاء فارتج المجلس، ثم أمهلت هنيئة حتي إذا سکن نشيج القوم، وهدأت فورتهم، افتتحت الکلام بحمد الله والثناء عليه.. الخ) [1] .

2 ـ إن هذا البعض نفسه يوثق هذه الخطبة، فهو يقول:

"الظاهر أنه يمکن حصول الوثوق بصدور هذه الخطبة عن سيدتنا فاطمة الزهراء (ع)، لأنها مشهورة ومعروفة، وذکرها المؤرخون القدامي، وقد کان أهل البيت والعلويون يتناقلونها کابراً عن کابر، ويعلمونها ويحفظونها لصبيانهم، ما يدل علي أنها من المسلمات عندنا، هذا مضافاً إلي أن متنها قوي ومتناسب مع المضمون الفکري الإسلامي" [2] .

3 ـ والسؤال هو: إذا کانت الزهراء تري الرجال وتحادثهم، کما کان الرجال يرونها ويحادثونها، فلماذا؟

ألف: نيطت دونها هذه الملاءة يا تري؟! وقد کان ذلک بأمرها هي!! مع أنه قد کان بإمکانها أن تلتف بعباءتها، وتقف بينهم وتلقي خطبتها.

وکيف يمکنه بعد هذا أن يثبت لنا: أنها (عليها السلام) کانت تري الرجال، ويراها الرجال؟!

وبقية الکلام حول کلام هذا البعض في کتاب مأساة الزهراء ج1 ص 258 فما بعدها..

ب: ويوم وصل السبايا الي الکوفة:

(خطبت ام کلثوم بنت علي (عليه السلام) في ذلک اليوم، و من وراء کلتها [3] رافعة صوتها بالبکاء) [4] .

ج: وعندما حمل السبايا ورأس الحسين (عليه السلام) الي الشام يقول الراوي: (فلقد حدثني جماعة کانوا خرجوا في تلک الصحبة أنهم کانوا يسمعون بالليالي نوح الجن علي الحسين (عليه السلام) الي الصباح. وقالوا: (فلما دخلنا دمشق ادخل بالنساء والسبايا بالنهار مکشفات الوجوه) [5] .

د: و يقول ابن طاووس: (و حمل نساؤه علي اطلاس اقتاب بغير وطاء، مکشفات الوجوه بين الأعداء) [6] .

هـ: عن علي (عليه السلام) أن فاطمة بنت رسول الله (صلي الله عليه وآله) استأذن عليها أعمي فحجبته فقال لها النبي (صلي الله عليه وآله) لما حجبته وهو لا يراک؟

فقالت: إن لم يکن يراني فأنا أراه وهو يشم الريح فقال النبي (ص) (اشهد انک بضعة مني) [7] .

و: استأذن ابن ام مکتوم علي النبي (صلي الله عليه وآله) وعنده حفصة فقال (صلي الله عليه وآله): قوما فادخلا البيت فقالتا إنه أعمي فقال إن لم يکن يراکما فإنکما تريانه [8] .

وعن ام سلمة: کنت عند رسول الله، و عنده ميمونة، فأقبل ابن ام مکتوم، و ذلک بعد أن أمر بالحجاب.

فقال: احتجبا.

فقلنا: يا رسول الله أليس أعمي؟!

قال: افعمياوان أنتما؟! الستما تبصرانه؟ [9] .

ز: و تذکر رواية أخري أنها أرادت ان تأتي الي أبيها فتبرقعت ببرقعها، ووضعت خمارها علي رأسها، تريد النبي [10] .

والرواية: وان کان فيها إشکال من جهة أخري لکن هذه الفقرة سليمة عن الاشکال.. فان کان ثمة تصرف في الرواية فإنه في غير هذا المورد.

ح: في حديث زواج الزهراء (عليها السلام) بأمير المؤمنين (عليه السلام): أن ام سلمة أتت الي رسول الله (صلي الله عليه وآله) فلما وقفت بين يديه کشف الرداء عن وجهها حتي رآها علي. ثم اخذ بيدها فوضعها في يدي علي) [11] .

ط: قد خطبت السيدة زينب أمام يزيد لعنه الله، فکان مما قالته: (أمن العدل يابن الطلقاء، تخديرک حرائرک و اماءک، و سوقک بنات رسول الله (صلي الله عليه وآله) سبايا قد هتکت ستورهن، و أبديت وجوههن، يحدو بهن الأعداء من بلد الي بلد، و يستشرفهن أهل المناقل، و يبرزن لاهل المناهل، و يتصفح وجوههن القريب و البعيد، و الغائب والشاهد والشهيد.. الخ) [12] .


پاورقي

[1] الزهراء القدوة:ص277 وقد ذکرنا شطرا من مصادر هذه الخطبة الجليلة في کتابنا مأساة الزهراء ج 1 ص259.

[2] الزهراء القدوة: ص 238 والندوة: ج1 ص 429.

[3] الکلة: الستار.

[4] البحار45/112 عن اللهوف ص 65.

[5] البحار45/155 عن امالي الصدوق مجلس 33 رقم 3.

[6] البحار45/107 عن اللهوف عن اهل الطفوف ص 60.

[7] مسند فاطمة ص 337 مناقب ابن المغازلي 381 البحار 43/91 عن نوادر الراوندي ص 13 فاطمة بهجت قلب المصطفي ص 258 عوالم ج 11 ص 123

احقاق الحق10/258 و مستدرک الوسائل ج 14 ص 289 و 182 و في هامشه عن الجعفريات ص 95 و دعائم الاسلام ج 2 ص 214 و البحار ج 43 ص 91 و 92 ج 100 ص 250.

[8] وسائل الشيعة ج 20 ص 232

الکافي ج 5 ص 534.

[9] الوسائل ج 20 ص 232 عن مکارم الاخلاق ص 233 و مسند احمد ج 6 ص 296 و الجامع الصحيح للترمذي ج 15 ص 102.

[10] راجع بحار الانوار ج 39 ص 207 عن بشارة المصطفي ص 122 و 123.

[11] مسند فاطمة الزهراء ص 200 الي 205 عن امالي الطوسي ج 1 ص 39 بحار الانوار ج 43 ص 94 ـ 96.

[12] الاحتجاج ج 2 ص 125 و البحار ج 45 ص 158 و بلاغلات النساء ص 21 و الملهوف ص 127 و مثير الاحزان ص 101 و اعلام النساء ج 2 ص 504 و غير ذلک.