بازگشت

و خلاصة ما تقدم


إنه مرة يکون ذلک في مقام الإعزاز والمحبة، کما في ملاعبة النبي (صلي الله عليه وآله) لابنيه الحسن والحسين (عليهما السلام)..

ومرة يکون ذلک في مقام التعاون علي إنجاز الواجب، کما في تعاون النبي (صلي الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) في إسقاط الأصنام، وصعود علي عليه السلام علي کتف رسول الله (صلي الله عليه وآله)..

ومرة يکون ذلک في مقام التعامل الطبيعي مع الشخص وتحريکه برجله فيه تعدٍ علي شخصية الطرف الآخر بالإضافة إلي ما يتضمنه من اتهام له بالجهل أو الغفلة، أو بعدم المعرفة بالتکليف، والأحکام الشرعية البديهية.

غير أننا نحتمل أن يکون في الرواية بعض التحريف، بأن يکون النص هکذا: حرکها برجلها.. بملاحظة أن الإيقاظ من النوم إذا کان بواسطة تحريک رجل النائم فإنه ينتبه من نومه بصورة طبيعية وهادئة وبدون ذلک فإنه ينتبه مرعوباً.. وعلي هذا المعني يحمل ما روي بسند صحيح عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: انتهي رسول الله (ص) إلي أمير المؤمنين وهو نائم في المسجد، قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه، فحرکه برجله، ثم قال: قم يا دابة الله..الخ.. [1] .

وروي أيضاً عن أبي سعيد الخدري في حديث جاء فيه: "..فلما قضي رسول الله المغرب مر بعلي بن أبي طالب وهو في الصف الأول فغمزه برجله، فقام علي متعقباً خلف رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) حتي لحقه الخ.. [2] .

فان المراد کما هو الظاهر: أنه (ص) قد حرک رجل علي (ع)، في الأولي، وغمز رجل علي (ع) في الثانية. ولا أقل من أن ذلک محتمل ولا يستلزم شيئاً مما قلناه.


پاورقي

[1] تفسير القمي ج2 ص 130.

[2] البحار ج43 ص 60 وفي هامسه عن تفسير فرآت ص 21 وکشف الغمة للأربلي ج2 ص 26 ـ 27 وعن أمالي الصدوق.