بازگشت

المقارنة الأولي


إنه يقول في النص الأول:

"إذا کان بعض الناس يتحدث عن بعض الخصوصيات غير العادية في شخصيات هؤلاء النساء، فإننا لا نجد هناک خصوصية إلا الظروف الطبيعية التي کفلت لهن إمکانات النمو الروحي والعقلي والإلتزام العملي بالمستوي الذي تتوازن فيه عناصر الشخصية بشکل طبيعي، في مسألة النمو الذاتي" [1] .

ثم هو قد شرحه بقوله الآتي:

"لا ريب أن هناک ظروفا طبيعية قد کفلت النمو الروحي والعقلي للسيدة الزهراء (ع) وغيرها من النساء الجليلات وذلک مثل تربية النبي (ص) لها، وتربية زکريا لمريم (ع)، ولکن إلي جانب ذلک هناک اللطف الإلهي الذي کساها بالطهارة و القدسية، وخصها ببعض الکرامات، وهي ما زالت جنينا في بطن أمها [2] وأکرمها بنزول الملک عليها [3] ".. [4] .

والسؤال هو:

أولاً:

إن النص الأول، قد أنکر وجود خصوصيات غير عادية في شخصيات تلک النسوة.. فهل کون الزهراء نوراً کما اعترف به، وهل حديثها مع أمها، وهي لا زالت جنينا في بطنها لا يعتبر خصوصية غير عادية في شخصيتها؟!

ثانياً:

إن هذا البعض قد ذکر أن مثل تربية النبي للزهراء، وتربية زکريا لمريم هو المقصود من الظروف الطبيعية..

والسؤال هو:

إذا کان زکريا قد ربي مريم، ورسول الله (ص) قد ربي الزهراء، فمن الذي ربي خديجة بنت خويلد، ومن الذي ربي آسية بنت مزاحم، فإنه قد ذکرهما مع الزهراء أيضاً..

ثالثاً:

قد ذکر: أن هذه الظروف الطبيعية التي هي مثل تربية النبي وزکريا کان الي جانبها اللطف الإلهي الذي کساها بالطهارة وبالقدسية وخصها ببعض الکرامات..

والسؤال هو:

هل يلتزم بمثل ذلک في أمر السيدة خديجة؟ وکذا بالنسبة للحوراء زينب (عليها السلام)، اللتين لم تکونا مشمولتين لآية التطهير، ولا ظهر أنهما اختصتا بنزول الملک عليهما، أو اختصتا ببعض الکرامات حين کانتا جنينين في بطن أمهما؟. مع انه قد ذکر السيدة زينب وخديجة في جملة هؤلاء النسوة اللواتي يتحدث عنهن.


پاورقي

[1] تأملات اسلامية حول المرأة: ص 8 و 9، ومجلة المعارج: عدد 28 ـ 31 ص 957.

[2] عوالم الزهراء: ص 201.

[3] المصدر السابق: 583.

[4] الزهراء القدوة: ص 171.