بازگشت

وقفة قصيرة


إننا قبل أن نتعرض لشرح الآيات الخاصة بنبي الله يونس عليه الصلاة والسلام، نشير إلي أمرين:

أحدهما: إن ذلک البعض ـ حسبما أسلفنا ـ قد استوحي من قصة يونس(ع) أمورا ترتبط بما يبتلي الله به الدعاة من عباده ورسله، وذلک يعني: أن ما استوحاه من قصة هذا النبي ظهر له من قصته، وأنه مما ابتلي به هذا النبي نفسه، وذلک يعني أنه يمکن أن ينال جميع الأنبياء الآخرين، کما أنه قد قرر إمکانية ابتلاء الدعاة المؤمنين من عباد الله ورسله، بمثل ما ابتلي الله يونس، فيما يمکن أن يکونوا قد قصّروا فيه، أو تهربوا منه من مسؤوليات.. وها نحن هنا نذکر النقاط التي استوحاها، وهي التالية:

أ ـ الدعاة من الرسل قد يقصرون في واجباتهم کدعاة.

ب ـ الدعاة والرسل قد يتهربون من مسؤولياتهم.

ج ـ قد يضعفون أمام حالات الفشل الأولي.

د ـ ضعفهم أمام الفشل قد يجعلهم ينفعلون ويغضبون.

هـ ـ قد يلطف الله بهم لئلا يتعقدوا من الخطأ، أو الإنفعال.

و ـ يجب أن لا يتحول خطؤهم إليعقدة بل إلي فرصة للقاء الله.

ز ـ توبتهم تکون بفتح صفحة بيضاء جديدة، أو تاريخ جديد.

الثاني: قد ظهر أن هذا البعض يري أن تأديب الله لأنبيائه تابع لأحجامهم!! فثمّة أحجام تستدعي التأديب وتبرره، وقد کان يونس عليه السلام من هذا النوع بالذات!!

ولا ندري إذا کان السبب في اتخاذ يونس لهذا الحجم (!!) وهو کونه نبيا محليا(!!) الأمر الذي يجعله ـ بنظر ذلک البعض ـ غير جامع للکمالات المطلوبة، وليس في المستوي الذي يؤهله لتقدير مسؤولياته، ويمنعه من الهروب منها!!

ولکن ليت شعري أَيُّ نبي سَلِمَ من نسبة الخطأ في تقدير الأمور إليه، من قبل هذا البعض؟ فقد تقدم أن موسي عليه السلام – وهو من أولي العزم – وأخاه هارون (ع) قد أخطأا أو أحدهما في تقدير الأمور.. بل قد جُعِلَ الخطأ قاعدة – لدي هذا البعض ـ نالت جميع الأنبياء حتي سيّد المرسلين وأفضل الأنبياء نبيّنا محمد(ص).