بازگشت

ابو أحمد العسكري


أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن اسماعيل بن زيد بن حکيم العسکري الخراساني المتوفي 382 [1] .

کان أحد الأئمة في الأدب والحفظ. وکان رواية للأخبار والنوادر متوسعا في ذلک، وفي التصريف في أنواع العلوم، والتبحر في فنون الفهوم، سمع ببغداد، والبصرة، واصبهان، وغيرها من أبي القاسم البغوي، وأبي بکر بن دريد، ونفطويه، وغيرهم واکثر وبالغ في الکتابة واشتهر في الأفاق بالدراية والاتقن، وانتهت إليه رياسة التحديث والاملاء للآداب والتدريس، بقطر خوزستان، ورحل إليه الأجلاء، روي عنه أبو


نعيم الاصبهاني، وأبي سعد الماليني وغيرهما.

وکان الصاحب بن عباد، الوزير الأديب المشهور يود الاجتماع به ولا يجد إليه سبيلا، فقال لأميره مؤيد الدولة بن بويه، ان معسکر مکرم قد اختلت أحوالها واحتاج الي کشفها بنفسي فاذن له في ذلک. فلما أتاها توقع ان يزوره أبو أحمد العسکري فلم يزره، فکتب الصاحب إليه:


ولمـا أبيتم أن تـزوروا وقلـتم

ضعفنا فلم نقدر علي الوخـدان


أتـيناکم من بعد أرض نزورکم

وکـم منـزل بـکر لنا وعوان


نسائکم هل من قري لنـزيلکـم

بملء جفون لا بـملء جفـان


وکتب مع هذه الأبيات شيئا من النثر، فجاد به أبو أحمد عن النثر، بنثر مثله وعن هذه الأبيات بالبيت المشهور:


أهم بأمر الحزم لو استطيعه

وقد حيل بين العير والنزوان


فلما وقف الصاحب علي الجواب، عجب من اتفاق هذا البيت له، وقال: والله لو علمت انه يقع له هذا البيت لما کتبت إليه علي هذا الروي.

وهذا البيت لصخر بن عمرو بن الشريد، أخي الخنساء وهو من جملة أبيات، فقد کان صخر هذا حضر محاربة بني أسد، فطعنه ربيعة بن ثور الاسدي، وامه وزوجته سليمي تمرضانه، فضجرت زوجته منه فمرت بها امه فسألتها عن حاله فقالت: ما هو حي فيرجي، ولا ميت فينسي، فسمعها صخر فأنشد:


أري أم صـخـر لا تمـل عيـادتي

وملت سليمي مضجعي ومـکـانـي


وما کنت أخـشـي ان اکـون جنازة

علـيک ومـن يـغتـر بالحـدثـان


لعمري لقد نبهت مـن کان نـائمـا

وأسمـعت مـن کانت لـه اذنــان


وأي امـرئ ساوي بـأم حـلـيلـة

فلا عـاش الا فـي شقي وهــوان





أهم بأمر الحزم لو استطيعه

وقد حيل بين العير والنزوان


فللموت خبر من حياة کأنها

معرس يعسوب برأس سنان


له تصانيف منها: البديعية. التصحيف، الحکم والأمثال. ديوان شعر. الزواجر. المنطق. راحة الأرواح. المختلف والمؤتلف. وغير ذلک. ولد أبو احمد العسکري شوال 293 ومات من ذي الحجة 382. وأخذ وتتلمذ علي ابي بکر الجوهري، وسمع منه وکتب عنه الکثير واعترف به في تصانيفه وأقر علي وثقاته وضبطه، فقال في کتابه شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف ص 457 ما نصه:

وقرأت علي أبي بکر أحمد بن عبد العزيز الجوهري، وکان ضابطا صحيح العلم.


پاورقي

[1] معجم المؤلفين 3: 239. ويضاف الي مصادره، الکني والألقاب 1: 182. الأنساب: 39. خزانة الأدب 1: 97. ذکر اخبار اصفهان 1: 272 ريحانة الأدب 4: 136. قاموس الاعلام 4: 3153. راهنمادي دانشوران 2: 17. دائرة المعارف وجدي 6: 436. تاريخ آداب اللغة 2: 616. الاعلام 2: 211. نوابغ الرواة: 88.