بازگشت

لماذا هذا البحث (أصل يوم العذاب...)


قال المفضل للإمام الصادق عليه السلام: يا مولاي ما في الدموع ثواب؟ قال: ما لا يحصي إذا کان من محقّ. فبکي المفضل (بکاءاً) طويلاً ويقول: يا ابن رسول الله إنَّ يومکم في القصاص لأعظم من يوم محنتکم، فقال له الصادق عليه السلام: ولا کيوم محنتنا بکربلاء وإن کان يوم السقيفة واحراق النار علي باب أمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة وزينب وأم کلثوم وفضة وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهي وأمرّ، لأنّه أصل يوم العذاب [1] .

من منطلق هذه الرواية التي رواها المفضل عن الإمام الصادق عليه السلام، واستناداً إلي کلام الإمام المعصوم الذي هو معصوم الکلام، والذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، حيث يعتبر کلام الإمام المعصوم من الادلة الشرعية الاربعة: القرآن الکريم والسنة والعقل والاجماع فهو داخل ضمن السنة النبوية الشريفة، باعتباره يمثل الامتداد الحية لها کان عنوان هذا البحث مستمداً من هذه الرواية والتي تروي قصة مظلومية فاطمة الزهراء سلام الله عليها والذي بَيّن فيه الإمام الصادق عليه السلام عِظم ومرارة مصيبة أهل البيت عليهم السلام عند هجوم القوم علي دار أمير المؤمنين سلام الله عليه بأعظم تعبير يجعل المؤمن الباحث عن الحقيقة والعقيدة والصحيحة يقف عنده کثيراً


ويدقق فيه طويلاً ليري لماذا عبّر عنه الإمام عليه السلام بهذا القول العظيم بأنه أصل يوم العذاب، لا شک ولا ريب ان کلام الإمام الصادق عليه السلام لا يأتي اعتباطا وعبثاً دون أن تکون هناک مقدمات أولية يقينية عنده بحيث تؤدي بالأمر إلي أن تصل فيه النتيجة النهائية وعلي ضوء هذه المقامات المهمة أن تکون المظلومية العظمي لأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائکة وبالخصوص اُم أبيها فاطمة الزهراء سلام الله عليها هي الاساس والاصل ليوم الحسرة أو کما عبر عنه الإمام عليه السلام بيوم العذاب.

لذا جاء هذا البحث أصل يوم العذاب في ظلامات فاطمة الزهراء سلام الله عليها باعتبارها قطب الرحي الي تدور حوله محورية أهل البيت عليهم السلام والذي اعتمدنا في تسميته هذه علي رواية المفضل عن لسان الإمام الصادق عليه السلام لکي لا نخرج حتي في تسميتنا لأي شيء عن تسميات وتعبيرات أهل البيت عليهم السلام.

وسيکون بحثنا في هذا الموضوع عن مقدمات مهمة، وخصوصيات قيمة مرتبطةٌ بصميم البحث وتکون هي المحور والاساس للنتيجة النهائية للبحث، وخصوصاً ما يتعلق بمقامات فاطمة الزهراء سلام الله عليها لما لها من الأثر الکبير علي عظم ومرارة مظلوميتها سلام الله عليها فانه کلما کان المقام سامي وعظيم للانسان المؤمن فانه بالنتيجة والقطع اليقيني سوف تکون ظلامته ومظلوميته عظيمة وکبيرة وعلي قدر ايمانه ومقامه الرفيع.

وکذلک سوف يکون هناک بحث مهم وعلي ضوء القرآن والسنة لبيان هذه المقامات وکذلک اظهار مظلومية أهل البيت وبالأخص الزهراء سلام الله عليها علي ضوء السنة الشريفة وآراء ومعتقدات العلماء الأبرار إلي أن نصل إلي مسألة ارتباط هذه المظلوميات بصميم عقائدنا وبالنتيجة کيفية تعبير الاماما الصادق عليه السلام بأن مظلومية أهل البيت عليهم السلام في ذلک الوقت وحتي وقتنا هذا هي الأصل ليوم العذاب.


پاورقي

[1] نوائب الدهور: 3: 194، الهداية الکبري: 417.