بازگشت

التمهيد


(اللهم أني أسألک بحق فاطمة وأبيها

وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها...)

قبل الدخول في مضامين هذا الدعاء لابد من الإشارة إلي عدة أسئلة مهمة تتعلق بسند هذا الحديث، وهل ورد فيه سند؟ وفي أي کتاب مذکور؟ وهل جاء هذا الحديث علي لسان المعصوم أم لا؟

کل هذه الأسئلة لابد من الإجابة عليها قبل الدخول في صميم هذا البحث، فنقول: أن هذا الحديث لم نرَ له سنداً في أي کتاب من الکتب المتداولة ولم يروَّ عن أي معصوم من أهل بيت العصمة، ولکن وجدناه مکتوباً في کتاب فاطمة بهجة قلب المصطفي تحت عنوان (دعاء التوسل بها عليها السلام) حيث رواه مؤلف الکتاب الشيخ الهمداني بقوله: سمعت شيخي ومعتمدي أية الله المرحوم ملاّ عليّ المعصومي يقول في التوسل بالزهراء عليها السلام «الهي بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها... [1] ».

وأيضاً وجدنا هذا الدعاء ضمن الوصايا المهمة التي أوصي بها آية الله المرعشي النجفي أبناءه بالمداومة علي قراءته وبالخصوص ابنه الکبير حيث يقول: (وأوصيه ـ أي ابنه الأکبر ـ بمداومة قراءة هذا الدعاء الشريف في قنوتات فرائضه... اللهم أني أسألک بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها أن تصلي علي محمد وآل محمد وأن تفعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله...» [2] .


بما أعظمه من دعاء بحيث يذکره السيد المرعشي النجفي رحمه الله في ضمن وصاياه المهمة التي أوصي بها، وأي فضيلة لهذا الدعاء والتوسل بحق الزهراء عليها السلام کي يَکونَ من أهم الأدعية في قنوتات فرائض السيد المرعشي رحمه الله.

لابد له من کرامة عظيمة وأهمية جليلة بحيث لا يترک من الوقوف معه والإستضاءة من نوره وبيان مضامينهُ وتجليت حقائقه لکي نعرف فاطمة حتي معرفتها وعلي القدر المتيسر منه.

وهذا الحديث وان لم يکتب له سند في کتب الحديث، ولکن جاء مضمونه مطابقاً لکثير من الروايات الشريفه المأثورة في حق الصديقة الکبري فاطمة عليها السلام، وعلي مضمونه وحقائقه توجد أدلة وشواهد تؤکد حقيقته وان لم يرد في کتب الأدعية، ولکن يکفي في نقله علي ما استفدناه من الکتابين المذکورين اللذين ذکرا هذا الدعاء، ومن باب التسامح في أدلّة السنن يهون الخطب في سنده، وعلي ضوء ما تفهمه من هذا الدعاء سوف يکون حديثنا حوله في بحثين:

البحث الأول: التوسل والإستغاثه بالزهراء عليها السلام.

البحث الثاني: حقيقة السر المستودع في فاطمة عليها السلام.



پاورقي

[1] فاطمة بهجة قلب المصطفي 252.

[2] قبسات من حياة سيّدنا الأستاذ المرعشي النجفي رحمه الله: ص 124.

ولقد ذکر مؤلّف هذا الکتاب السيد العلوي: إنّ هذا الدعاء قد تلقّاه السيد المرعشي في ضمن الوصايا المهمة التي أعطاها الإمام المهدي (عج) للسيّد المرعشي في إحدي تشرفاته بلقاء الإمام (عج).