بازگشت

مظلوميه اهل البيت




ثم اني رايت کثيرا ما عندا مراجعتي الي الکتب الاعتقاديه و الکلاميه ذکر قضايا الهجوم علي بيت فاطمه عليهاالسلام عند امتناع اميرالمومنين عليه السلام عن البيعه لابي بکر، و الاحتجاج بها، و رايت کثيرا من اهل السنه يصرون علي انکارها ورد الروايات الوارده فيها و تضعيفها و ان کانت في الکتب المعتبره عندهم و عن ثقاتهم، فانشکف لي اهميه هذا الموضوع و انه لم يکن مجرد قضيه تاريخيه فحسب، کيف و لها آثار مهمه في عقائدنا و في مبحث الامامه الکبري اذ بها يثبت عدم بيعه اميرالمومنين عليه السلام لابي بکر اخيتارا و انما بايع اجبارا بعد ان احرقوا باب الدار و ارادوا احراق البيت علي اهله، و هذا الذي


يوکد عليه اميرالمومنين عليه السلام في خطبه، کما ياتي قوله عليه السلام: ما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

قال ابن ابي الحديد بعد ذکر شکوي اميرالمومنين عليه السلام بقوله: ما زلت مظلوما، صبرت و في الحلق شجي و في العين قذي، اللهم اني استعديک علي قريش، لقد ظلمت عدد الحجر و المدر...:

و کان المرتضي- يريد السيد المرتضي صاحب الشافي- اذا ظفر بکلمه من هذه فکانما ظفر بملک الدنيا و يودعها في کتبه و تصانيه [1] .

و من تصفح کتب اهل السنه يجد ان طائفه منهم يذکرون يبعه اميرالمومنين عليه السلام لابي بکر بنحو من التدليس و التحريف و يوقعون الناس الغافلين عن الحقائق في الاشتباه فيتوهمون:

ان اميرالمومنين عليه السلام و ان کان لا يري ابابکر اهلا للخالفه و لکنه رضي ببيعه الناس له.

و لم ينافس خيرا ساقه الله الي ابي بکر!!

و المبايعه له وقعت في حال الاختيار!!

بل نادي ابوبکر و استقال الناس بيعتهم و لکن اميرالمومنين عليه السلام و بقيه المسلمين ابوا عن الاقاله.

نعم، هذه اکاذيب اختلقها اقوام و نقلها آخرون من دون تدبر وتفهم، تشبئوا بها لکنهم غافلون (يريدون ليطفوا نور الله بافواههم و الله متم نوره و لو کاره الکافرون) [2] .

فاذا اثبتنا بالدليل القطعي مظلوميتهم و انه عليه السلام لم يبايع ابابکر بالطوع


و الاختيار، لا يبقي مجال لهذه الدعاوي، و لهذا تري ان القوم قد غضبوا علي فاطمه عليهاالسلام التي يغضب الله لغضبها و يرضي لرضاها [3] ، اذ هي التي کشفت للناس عن الحقائق المخفيه و اظهرت بواطن الامور:

بدفاعها عن الامام اميرالمومنين عليه السلام قبل اخراجه و عند اخراجه من البيت.

و بحضورها في المسجد و اعتراضها علي ابي بکر.

و ببکائها ليلا و نهارا.

و بايراد الخطبه الفدکيه، ليعرف الناس الحق و الباطل.

و بايصائها بدفنها ليلا، و لعله من اهم ما صنعته بالهيئه الحاکمه و اودعت في صورهم ما لا يعلمه الا الله، فلماذا لم يصل عليها ابوبکر و عمر؟ و کذا سائر الناس الذين خذلوها و خذلوا بعلها و قعدوا عن نصره عتره نبيهم صلي الله عليه و آله و سلم؟

ليست العله في ذلک الا ان فاطمه عليهاالسلام کانت ساخطه عليهم، و قبرها المخفي اظهر دليل علي مظلوميه اميرالمومنين عليه السلام و اغتصاب حقه.

فاثبات مظلوميتهم، يوجب تمييز الحق من الباطل.


پاورقي

[1] شرح نهج البلاغه: 286:10.

[2] الصف: 8.

[3] راجع البدايه و النهايه: 307:5 لتعرف جهاله ابن کثير و تحکمه و تجاهله لمقام السيده فاطمه الزهرا عليهاالسلام في هذه القضيه.