بازگشت

عيادة ابي بكر و عمر




و جاء ابوبکر و عمر عائدين لها و استأذنا عليها فأبت أن تأذن لهما، فحلف أبوبکر أن لا يظله سقف حتي يدخل عليها و يترضاها و بات ليلة في البقيع لم يظله شي ء فجاء عمر إلي أميرالمؤمنين و قال له ان أبابکر شيخ رقيق القلب و له مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله صحبة في الغار و أتينا فاطمة غير مرة نريد الإذن عليها فأبت فإن رأيت أن تستأذن منها فأجابه عليه السلام: و دخل علي فاطمة، فعرفها بما يريد الرجلان فأبت أن تأذن لهما فقال عليه السلام: اني ضمنت لهما فقالت: البيت بيتک، والنساء تبع للرجال لا اُخالف عليک شيئاً فأدخلهما عليها.


و لما وقع بصرهما عليها سلّما فلم ترد عليهماالسلام.

فقال أبوبکر: يا بنت رسول اللّه انما أتيناک ابتغاء مرضاتک و اجتناب سخطلک، نسألک أن تغفري لنا، و تصفحي عما کان منا إليک، قالت: لا اُکلمکما من رأسي کلمة واحدة حتي ألقي أبي و أشکو کما إليه و أشکو صنيعکما و فعالکما و ما ارتکبتما مني، قال: انا جئنا معتذرين مبتغين مرضاتک فاغفري واصفحي عنا و لا تؤاخذينا بما کان منا.

فالتفتت إلي أميرالمؤمنين عليه السلام و قالت: اني لا اُکلمهما کلمة حتي أسألهما عن شي ء سمعاه من رسول اللّه فإن صدّقاني رأيت رأيي فقالا: سلي انا لا نقول إلا الحق، فقالت: انشدکما باللّه هل سمعتما رسول اللّه صلّي اللّه عليه و اله يقول: فاطمة بضعة مني و أنا منها من آذاها فد آذاني فقد آذي اللّه و من آذاها بعد موتي کان کمن آذاها في حياتي و من آذاها في حياتي کان کمن آذاها بعد موتي.

قالا: اللّهم نعم.

فقالت: اللّهم اني اشهدک انهما آذياني، واللّه لا اُکلمکما من رأسي کلمة واحدة حتي ألقي ربي و أشکو کما إليه بما صنعتما بي و ارتکبتما مني.

فدعا أبوبکر بالويل والثبور و قال: ليت اُمي لم تلدني، فقال له عمر: عجباً للناس کيف ولّوک أمورهم و أنت شيخ قد خرفت تجزع لغضب امرأة و تفرح برضاها [1] .

فقال أبوبکر: أنا عائذ باللّه من سخطه و سخطلک يا فاطمة.

فقالت عليهاالسلام: واللّه لأدعونّ اللّه عليک عند کل صلاة اُصلّيها [2] .



پاورقي

[1] علل الشرايع للصدوق ص 73 باب 149.

[2] الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 14.