بازگشت

تحديثها امها في الرحم و كيفيه ولادتها




تحديث الجنين من الرحم امر خارق للعاده و خلاف الطبيعه في الخلقه البشريه، حيث جرت سنه الله تعالي في هذا العالم علي انت يتولد الجنين بعد مضي زمان من تکونه، ثم يتغذي و يمنو و يتعلم الکلام تدريجا، لکن ليس مستحيلا من قدره الله الذي انطق الانسان الکامل ان ينطق الجنين ايضا علي خلاف العاده لکرامته او کرامه امه و ابيه، کما ثبت بالقرآن انه تعالي انطق الجمادات والحيوانات والاطفال الصغار فقال تعالي: «و شهد شاهد من اهلها» فقد ورد انه کان رضيعا انطقه الله بالشهاده لکرامه يوسف الصديق (عليه السلام) و قال في شان عيسي (عليه السلام): «و يکلم الناس


في المهد وکهلا» و قال ايضا: «فناداها من تحتها» اي حدث امها حين التولد کما عن بعض المفسرين و قال: «يا جبال اوبي معه والطير» و قال: «و قالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذي انطق کل شي ء» وثبت ايضا بالتاريخ ان الحصاه سبحت في کف النبي (صلي الله عليه و آله) والجذع اليابس حنت له، فلامانع من قدره الله ان ينطق الزهراء (سلام الله عليها) جنينا فتحدث امها من الرحم تکريما لها حيث بذلت نفسها واموالها و شوونها الاجتماعيه في سبيل الخدمه لدين الله و رسوله.

ففي الخبر [1] عن المفضل بن عمر، قال: قلت لابي عبدالله الصادق (عليه السلام) کيف کان ولاده فاطمه (عليهاالسلام)؟ فقال: نعم ان خديجه (رضي الله عنها) لما تزوج بها رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) هجرتها نساء مکه، فکن لا يدخلن عليها و لايسلمن عليها و لا يترکن امراه تدخل عليه، فاستوحشت خديجه لذلک و کان جزعها و غمها حذرا عليه (صلي الله عليه و آله) فلما حملت بفاطمه تحدثها من بطنها و تصبرها، و کانت تکتم ذلک من رسول الله (صلي الله عليه و آله) فدخل رسول الله يوما فسمع خديجه تحدث فاطمه فقال: يا خديجه من تحدثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني و يونسني، قال: يا خديجه هذا جبرئيل يبشرني انها انثي و انها النسله الطاهره الميمونه، و ان الله تبارک و تعالي


سيجعل نسلي منها، و سيجعل من نسلها ائمه و يجعلهم خلفائه في ارضه بعد انقضاء وحيه.

فلم تزل خديجه علي ذلک الي ان حضرت ولادتها، فوجهت الي نساء قريش و بني هاشم ان تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء، فارسلن اليها انت عصيتنا و لم تقبلي قولنا و تزوجت محمدا يتيم ابي طالب فقيرا لامال له، فلسنا نجي ء و لانلي من امرک شيئا، فاغتمت خديجه لذلک، فبينا هي کذلک اذ دخل عليها اربع نسوه سمر طوال کانهن من نساء بني هاشم، ففزعت منهن لما راتهن، فقالت احداهن: لا تحزني يا خديجه فانا رسل ربک اليک و نحن اخواتک انا ساره، و هذه آسيه بنت مزاحم و هي رفيقتک في الجنه، و هذه مريم بنت عمران و هذه کلثم اخت موسي بن عمران، بعثنا الله اليک لنلي منک ما تلي النساء من النساء، فجلست واحده عن يمينها، و اخري عن يسارها، والثالثه بين يديها، والرابعه من خلفها، فوضعت فاطمه طاهره مطهره، فلما سقطت الي الارض اشرق منها النور حتي دخل بيوتات مکه، و لم يبق في شرق الارض و لاغربها الا اشرق فيه ذلک النور، و دخل عشر من الحور العين کل واحده منهن معها طست من الجنه و ابريق من الجنه، و في الابريق ماء من الکوثر، فتناولتها المراه التي کانت بين يديها فغسلتها بماء الکوثر واخرجت خرقتين بيضاوين اشد بياضا من اللبن واطيب ريحا من المسک والعنبر فلفتها بواحده وقنعتها بالثانيه.

ثم استنطقتها فنطقت فاطمه (عليهاالسلام) بالشهادتين و قالت: اشهد ان لا اله الا الله، و ان ابي رسول الله (صلي الله عليه و آله) و ان بعلي سيد الاوصياء و ولدي ساده الاسباط، ثم سلمت عليهن و سمت کل واحده منهن باسمها، واقبلن يضحکن اليها و تباشرت الحور العين، و بشر


اهل السماء بعضهم بعضا بولاده فاطمه، و حدث في السماء نور زاهر لم تره الملائکه قبل ذلک، و قالت النسوه: خذيها يا خديجه طاهره مطهره زکيه ميمونه بورک فيها و في نسلها، فتناولتها فرحه مستبشره و القمتها ثديها فدر عليها، فکانت فاطمه تنمي في اليوم کما ينفي الصبي في الشهر، و تنمي في الشهر کما ينمي الصبي في السنه.

قلت: و الله در العلامه الفقيد آيه الله الغروي الاصفهاني الشهير بکمپاني (رحمه الله) في ارجوزته لميلادها:


جوهره القدس من الکنز الخفي

بدت فابدت عاليات الاحرف


وقد تجلي من سماء العظمه

من عالم الاسماء اسمي کلمه


ام الائمه العقول الغربل

ام ابيها و هو عله العلل


بدا بذلک الوجود الزهرا

سر ظهور الحق في المظاهر


روح النبي في عظيم المنزله

و في الکفاء کفو من لا کفو له


في افق المجد هي الزهراء

للشمس من زهرتها ضياء


بل هي نور عالم الانوار

و مطلع الشموس والاقمار


اشرقت العوالم العلويه

بنور تلک الدره البهيه


بشراک يا ابا العقول العشره

بالبضعه الطاهره المطهره


ام الکتاب و ابنه التنزيل

ربه بيت العلم بالتاويل


من بقدومها تشرفت مني

و من بها تدرک غايه المني


هي البتول الطهر و الحوراء

کمريم الطهر و لا سواء


لانها سيده النساء

و مريم الکبري بلا خفاء


و مرکز الخمسه اصحاب العبا

و محور السبع علوا و ابا





پاورقي

[1] رواه الصدوق في الامالي في المجلس السابع والثمانين عن ابي عبدالله احمد بن محمد بن الخليلي عن محمد بن ابي بکر الفقيه عن احمد بن محمد النوفلي عن اسحاق بن يزيد عن حماد بن عيسي عن زرعه بن محمد عن المفضل بن عمر، و نحوه في البحار عن کتاب مصباح الانوار، و رواه المحب الطبري في ذخائر العقبي ملخصا عن الملا في سيرته والملا ابوحفص عمر الموصلي ذکره المحب الطبري في آخر کتابه القري له کتاب وسيله المتعبدين في سيره سيد المرسلين (صلي الله عليه و آله و سلم) ذکره في کشف الظنون و ذيله فراجع.