بازگشت

نار جهنم و سكانها




قوله تعالي: (لها سبعه ابواب...).

و قوله تعالي: (کلما ارادوا ان يخرجوا...).

45- علم اليقين: روي العامه باسنادهم، عن يزيد الرقاشي، عن انس بن مالک قال: جاء جبرئيل (عليه السلام) الي النبي صلي الله عليه و آله في ساعة ما کان يأتيه فيها، متغير اللون، فقال النبي صلي الله عليه و آله: «مالي اراک متغير اللون»؟

فقال: يا محمد! جئتک في الساعة التي امر الله تعالي بمنافخ النار ان ينفخ فيها، و لا يبغي لمن يعلم ان جهنم حق، و ان عذاب الله اکبر، ان تقر عينه حتي يأمنها.

فقال النبي صلي الله عليه و آله: «صف لي النار يا جبرئيل؟»

فقال: نعم، يا محمد! ان الله تعالي لما خلق جهنم اوقد عليها الف سنه، فاحمرت ثم اوقد عليها الف سنه فابيضت، ثم اوقد عليها الف سنه، فاسودت، فهي سوداء مظلمه، لا يضي ء لهبها و لاحمرتها.

و الذي بعثک بالحق نبيا، لو ان مثل خرم ابرة وقع منها، لأحرق اهل الدنيا عن آخرهم.

و الذي بعثک بالحق نبيا، لو ان ثوبا من ثياب اهل النار علق بين السماء و الارض، لماتوا عن آخرهم، لما يجدون من نتنها.

و الذي بعثک بالحق نبيا، لو ان ذرا من السلسلة التي ذکرها الله عز و جل في کتابه، وضع علي جبل لذاب حتي يبلغ الارضين.


و الذي بعثک بالحق نبيا، لو ان رجلا بالمغرب يعذب، لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها.

حرها شديد، و قعرها بعيد، و حليها حديد، و شرابها الحميم و الصديد، و ثيابها مقطعات النيران، (لها سبعة ابواب لکل باب منهم جزء مقسوم) [1] . من الرجال و النساء.

فقال النبي صلي الله عليه و آله: «اهي کأبوابنا هذه؟».

فقال: لا، و لکنها مفتوحه، بعضها اسفل من بعض، من باب الي باب مسيره سبعين سنه، کل باب منها اشد حرا من الذي يليه سبعين ضعفا، يساق اعداء الله اليها، فاذا انتهواالي ابوابها استقبلتهم الزبانية- بالاغلال و السلاسل، فتسلک السلسلة في فيه، و تخرج من دبره، و تغل يده اليسري الي عنقه، و تدخل يده اليمني في فؤاده، و تنزع من بين کتفيه، و يشد بالسلاسل، و يقرن کل آدمي مع شيطان في سلسلة، و يسحب علي وجهه، فتضربه الملائکه بمقامع من حديد (کلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها) [2] .

فقال النبي صلي الله عليه و آله: «من سکان هذه الابواب؟»

قال: فاما الباب الاسفل: ففيه المنافقون، و من کفر من اصحاب المائدة، و آل فرعون، و اسمها: «الهاوية».

و الباب الثاني: ففيه المشرکون، و اسمه: «الجحيم».

و الباب الثالث: ففيه الصابئون، و اسمه: «سقر».

و الباب الرابع: ففيه ابليس، و من تبعه من المجوس، و اسمه: «لظي».

و الباب الخامس: ففيه اليهود، و اسمه: «الحطمه».

و الباب السادس: ففيه النصاري، و اسمه: «السعير»، ثم امسک جبرئيل عليه السلام.

فقال النبي صلي الله عليه و آله: «الا تخبرني: من سکان الباب السابع؟»


قال: يا محمد! لا تسألني عنه.

فقال (صلي الله عليه و آله): «بلي، يا جبرئيل! اخبرني: عن الباب السابع؟»

فقال: فيه اهل الکبائر من امتک الذين ماتوا و لم يتوبوا، فخر النبي صلي الله عليه و آله مغشيا عليه، فوضع جبرئيل (عليه السلام) رأسه في حجره، حتي افاق، فلما افاق، قال (صلي الله عليه و آله): «يا جبرئيل! عظمت مصيبتي، و اشتد حزني، او يدخل من امتي النار؟» قال: نعم، اهل الکبائر من امتک.

ثم بکي رسول الله صلي الله عليه و آله، و بکي جبرئيل (عليه السلام)، و دخل رسول الله صلي الله عليه و آله منزله، و احتجب عن الناس، فکان لا يخرج الا الي الصلاة، فيصلي و يدخل، و لا يکلم احدا، و يأخذ في الصلاة، و يبکي و يتضرع الي الله تعالي.

فلما کان من اليوم الثالث، اقبل ابوبکر حتي وقف بالباب، فقال: السلام عليکم يا اهل بيت الرحمة! هل الي رسول الله من سبيل؟ فلم يجبه احد، فتنحي باکيا.

فاقبل عمر، فصنع مثل ذلک، فلم يجبه احد، فتنحي، و هو يبکي.

و اقبل سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، فوقف بالباب، فقال: السلام عليکم يا اهل بيت الرحمة! هل الي مولاي رسول الله (صلي الله عليه و آله) من سبيل؟ فلم يجبه احد، فاقبل مره يبکي، و يقع مرة، و يقوم اخري، حتي اتي بيت فاطمه عليهاالسلام، فوقف بالباب، ثم قال: السلام عليکم يا اهل بيت المصطفي (صلوات الله عليهم)- و کان علي عليه السلام غائبا- فقال سلمان: يا بنت رسول الله! ان رسول الله (صلي الله عليه و آله) احتجب عن الناس، فليس يخرج الا للصلاة، و لا يکلم احدا، و لا يأذن لأحد ان يدخل عليه. فاشتملت فاطمه (عليهاالسلام) بعباءة (قطوانية) و اقبلت، حتي وقفت علي باب رسول الله صلي الله عليه و آله، ثم سلمت و قالت: «يا رسول الله! انا فاطمه».

و رسول الله (صلي الله عليه و آله) ساجد يبکي، فرفع رأسه، فقال: «ما بال قرة عيني فاطمه حجبت عني؟ افتحوا لها الباب»، ففتح الباب.

فلما نظرت الي النبي صلي الله عليه و آله بکت بکاء شديدا لما رأت من حاله مصفرا، متغيرا لونه، مذابا لحم وجهه من البکاء و الحزن، فقالت (عليهاالسلام):


«يا رسول الله! ما الذي نزل عليک؟»

فقال النبي صلي الله عليه و آله: «جاءني جبرئيل (عليه السلام) و وصف لي ابواب جهنم، و اخبرني: بان في اعلي بابها اهل الکبائر من امتي، فذاک الذي ابکاني و احزنني».

قالت (عليهاالسلام): «يا رسول الله! او لم تساله کيف يدخلونها؟»

قال (صلي الله عليه و آله): «تسوقهم الملائکه الي النار، و لا تسود وجوههم، و لا تزرق عيونهم، و لا يختم علي افواههم، و لا يقرنون مع الشياطين، و لا يوضع عليهم السلاسل و الاغلال.»

قالت (عليهاالسلام): «يا رسول الله! کيف تقودهم الملائکة؟»

قال النبي صلي الله عليه و آله: اما الرجال فباللحي، و اما النساء فبالذوائب و النواصي، فکم من ذي شيبه من امتي قد قبض علي شيبته، يقاد الي النار و هو ينادي: و اشيبتاه، و اضعفاه، و کم من شباب من امتي تقبض علي لحيته يقاد الي النار و هو ينادي: و اشباباه، و احسن صورتاه، و کم من امرأة من امتي تقبض علي ناصيتها تقاد الي النار و هي تنادي: و افضيحتاه، و اهتک ستراه، حتي ينتهي بهم الي مالک، فاذا نظر اليهم مالک، قال للملائکة: ما هؤلاء؟ فما ورد علي من الاشقياء اعجب من هؤلاء، لم تتسود وجوههم، و لم توضع السلاسل و الاغلال في اعناقهم؟ فتقول الملائکة: هکذا امرنا ان ناتيک بهم علي هذه الحال.» [3] .


پاورقي

[1] الحجر: 44.

[2] السجدة: 20.

[3] علم اليقين 2: 1039.