بازگشت

اعطاء قميصها في ليله الزواج




قوله تعالي:(و لا تبسطها کل البسط فتقعد...).

26- التبر المذاب: ذکر في کتاب «العقائد» هذا الخبر، فمحصله: انه لما اشتد المرض بسيده النساء (عليهاالسلام) دخل علي (عليه السلام) و عندها ولداها و تحت رأسها مخدة من جلد کبش، و فراشها من وبر جمل، و لسانها لا تفتر عن ذکر ربها فقالت: «يا ابن عمي، و يا باب مدينة علم النبي، و يا زوجي في الدنيا و الآخرة، و يا صاحب السلالة الطاهرة، اوصيک من بعدي بحفظ هذين الولدين، فهما قرتا عين الرسول، و کفاهما مالقياه من فراق جدهما، و عن قريب يفقدان امهما، و لا تمنعهما من زيارة قبري، فان قلبي معهما، ثم اعلم يا ابن عمي، اني راضية عنک، فهل انت راض عني؟ خدمتک بقدر جهدي و طاقتي، و اعنتک علي دنياک مقدار قوتي، طحنت الشعير بالنهار، و استقيت بالقربة بالليل، و بعد ذلک فاني اعترف بالتقصير في حقک، فسامحني فان امامنا عقبة لا يقطعها الا المخفون.»

فبکي علي (عليه السلام) و قال: «يا بنت المصطفي، و يا سيدة النساء، روحي لروحک الفداء، يا بنت البشير النذير، و من ارسل رحمة للعالمين».

فلما عرفت الرضا من المرتضي، قالت (عليهاالسلام): «اذا فرغت من امري، و وضعتني في قبري، فخذ تلک القارورة و الحقة، وضعهما في لحدي».

فقال علي (عليه السلام) يا سيدة النساء! ما الذي في هذه القارورة».

قالت: «يا ابا الحسن! اني سمعت ابي يقول: ان الدمعة تطفي ء غضب الرب، و ان القبر لا يکون روضة من رياض الجنة، الا ان يکون العبد قد بکي من خيفة الله، و قد


علم العزيز الجبار اني بکيت خوفا بهذه الدموع التي في القارورة، عند الاسحار، و جعلتها ذخيرة في قبري، اجدها يوم حشري».

فبکي علي (عليه السلام) فجعلت فاطمه (عليهاالسلام) تاخذ من دموعه، و تمسح به وجهها.

ثم قالت (عليهاالسلام): «يا ابا الحسن! لو بکي محزون في امه محمد لرحم الله تعالي تلک الامة، و انک لمحزون يا ابن عمي لفراقي، فاني امة الله، و بنت رسول الله (صلي الله عليه و آله).»

اخذت بالبکاء فبکي الحسن و الحسين (عليهماالسلام)، ثم سألها علي (عليه السلام): «ما في هذه الحقة» ففتحها فاذا فيها حريرة خضراء، و في الحريرة ورقة بيضاء، فيها اسطر مکتوبة، و النور يلمع.

قالت (عليهاالسلام): يا ابا الحسن! لما زوجني منک ابي کان عندي في ليل الزواج قميصان:

احدهما: جديد، و الآخر: عتيق مرقع، فبينما انا علي سجادة، اذ طرق الباب سائل و قال: يا اهل بيت النبوة، و معدن الخير و الفتوة، ان کان عندکم قميص خلق فاني به جدير، لاني رجل فقير، يا اهل بيت محمد! فقيرکم عاري الجسد، فعمدت الي القميص الجديد فدفعته اليه، و لبست القميص الخلق.

قالت: (عليهاالسلام) يا ابا الحسن! فلما اصبحت عندک بالقميص الخلق، دخل رسول الله (صلي الله عليه و آله) علي، فقال: يا بنية! أليس قد کان لک القميص الجديد؟ فلم لا تلبسيه؟ فقلت: يا ابة! تصدقتها لسائل، فقال: نعم ما فعلت و لو لبست الجديد لاجل بعلک و تصدقت: بالعتيق لحصل لک بالحالين التوفيق.

قلت: يا رسول الله! بک اهتدينا و اقتدينا، انک لما تزوجت بامي خديجة، و انفقت جميع ما اعطتک في طاعة المولي، حتي افضت بک الحال ان وقف ببابک بعض السائلين، فأعطيته قميصک و التحفت بالحصير، حتي نزل جبرئيل بهذه الآية (و لا تبسطها کل البسط فتقعد ملوما محسورا) [1] .


فبکي النبي (صلي الله عليه و آله) ثم ضمني الي صدره، فنزل جبرئيل(عليه السلام)، و قال: ان الله يقرؤک السلام، و يقول لک: اقرأ علي فاطمة السلام، و قل لها: تطلب ما شاءت، و لو طلبت ما في الخضراء و الغبراء، و بشرها اني احبها، فقال لي: بنية ان ربک يسلم عليک، و يقول لک: اطلبي ما شئت.

فقلت: يا ابتاه! قد شغلني لذة خدمته عن مسالته، لا حاجة لي غير النظر الي وجهه الکريم في دار السلام، فقال: يا بنية! ارفعي يديک، فرفعت يدي و رفع يديه، و قال: اللهم! اغفر لامتي، و انا اقول: آمين، فجاء جبرئيل (عليه السلام) برسالة من الجليل قد غفرت لعصاة امتک ممن في قلبه محبة فاطمة و امها و بعلها و بنيها (صلوات الله عليهم اجمعين).

فقال صلي الله عليه و آله: اريد بذلک سجلا، فامر الله جبرئيل (عليه السلام) ان يأخذ سندسة خضراء، و سندسة بيضاء، و کان فيهما: کتب ربکم علي نفسه الرحمة، و شهد جبرئيل و ميکائيل و شهد الرسول، و قال: يا بنية! يکون هذا الکتاب في هذه الحقه، فاذا کان يوم وفاتک، فعليک بالوصية ان يوضع في لحدک، فاذا قام الناس في القيامة، و انقطع المذنبون، و سحبتهم الزبانية الي النار فسلمي الوديعة الي، حتي اطلب ما انعم الله علي و عليک فانت و ابوک رحمة للعالمين» [2] .


پاورقي

[1] الاسراء: 29.

[2] الکوکب الدري: ج 1: 251- 254، الکبريت الاحمر: 283.