بازگشت

ايثار الطعام و الوفاء بالنذر- نزول المائدة




قوله تعالي: (ان الابرار يشربون من کاس کان مزاجها کافورا) [1] .

و قوله تعالي: (و ان من شي ء...).

و قوله تعالي: (کلما دخل عليها زکريا...).

و قوله تعالي: (هو من عند الله...).

22- تفسير فرات الکوفي: ابو القاسم العلوي، عن فرات بن ابراهيم- معنعنا- عن جعفر بن محمد، عن ابيه، عن جده عليهم السلام قال: «مرض الحسن و الحسين (عليهماالسلام) مرضا شديدا، فعادهما سيد ولد آدم محمد (صلي الله عليه و آله)، و عادهما ابوبکر و عمر، فقال عمر لاميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام): يا ابا الحسن! ان نذرت لله نذرا واجبا، فان


کل نذر لا يکون لله فليس فيه وفاء.

فقال علي بن ابي طالب (عليه السلام): ان عافي الله ولدي مما بهما صمت لله ثلاثة ايام متواليات.

و قالت الزهراء (عليهاالسلام): مثل ما قاله زوجها، و کانت لهم جارية نوبيه تدعي «فضة»، قالت: ان عافي الله سيدي مما بهما صمت لله ثلاثة ايام، فلما عافي الله الغلامين مما بهما، انطلق علي (عليه السلام) الي جار يهودي، يقال له (شمعون بن حارا) فقال له: يا شمعون! اعطني ثلاثة اصوع من شعير، و جزة من صوف، تغزله لک ابنه محمد (صلي الله عليه و آله)، فاعطاه اليهودي الشعير و الصوف، فانطلق الي منزل فاطمة فقال لها: يا بنت رسول الله! کلي هذا و اغزلي هذا، فباتوا و اصبحوا صياما، فلما امسوا قامت الجارية الي صاع من الشعير و عجنته، و خبزت منه خمسه اقراص: قرص لعلي، و قرص لفاطمة، و قرص للحسن و قرص للحسين عليهم السلام و قرص للجارية، و ان عليا صلي مع النبي (صلي الله عليه و آله) ثم اقبل الي منزل فاطمه ليفطر، فلما ان وضع بين ايديهم الطعام، و ارادوا اکله فاذا سائل قد قام بالباب فقال: السلام عليکم يا اهل بيت محمد انا مسکين من مساکين المسلمين، اطعموني اطعمکم الله من موائد الجنة، فالقي علي (عليه السلام)، و القي القوم من بين ايديهم الطعام، و انشا علي بن ابي طالب (عليه السلام) هذه الابيات:


فاطم ذات المجد و اليقين

يا بنت خير الناس اجمعين


اما ترين البائس المسکين

قد قام بالباب له حنين


يدعوا [2] . الي الله و يستکين

يشکو الينا جائع حزين


کل امري ء بکسبه رهين

و فاعل الخيرات من يدين


موعده في الخلد عليين

حرمه الله علي الضنين


و للبخيل موقف حزين

تهوي به النار الي سجين


شرابه الحميم و الغسلين

يمکث الدهر و السنين




فانشات فاطمه (عليهاالسلام) تقول:


امرک سمع واجب [3] و طاعة

اطعمه و لا ابالي الساعة [4] .


ارجو اذا اشبعت ذا المجاعة

ان ادخل الخلد ولي شفاعة


اني ساعطيه و لا انهيه ساعة

ارجو ان اطعمت من مجاعة


ان الحق الاخيار و الجماعة

و ادخل الجنة لي شفاعة


فاعطوه طعامهم، و باتوا علي صومهم، لم يذوقوا الا الماء، فلما امسوا قامت الجارية الي الصاع الثاني فعجنته، و خبزت منه خمسة اقراص، و ان عليا (عليه السلام) صلي مع النبي (صلي الله عليه و آله) ثم اقبل الي منزله ليفطر، فلما وضع بين ايديهم الطعام، و ارادوا اکله اذا يتيم قد قام بالباب، فقال: السلام عليکم، يا اهل بيت محمد! انا يتيم من يتامي المسلمين، اطعموني اطعمکم الله من موائد الجنة.

قال: فالقي علي (عليه السلام)، و القي القوم من بين ايديهم، و انشا علي بن ابي طالب (عليه السلام) يقول:


فاطم بنت السيد الکريم

بنت نبي ليس بالزنيم [5] .


قد جاءنا الله بذا اليتيم

من يرحم اليوم فهو رحيم


موعده في جنة النعيم

حرمها الله علي اللئيم


من يسلم البخل يعش سليم

و صاحب البخل يقف ذميم


هذا صراط الله مستقيم

و انشات فاطمه (عليهاالسلام) تقول:


اني ساعطيه و لا ابالي

و اوثر الله علي عيالي


امسوا جياعا و هم اشبالي

اصغرهم يقتل باغتيال




فاطعوا طعامهم، و باتوا علي صومهم، و لم يذوقوا الا الماء و اصبحوا صياما، فلما امسوا قامت الجارية الي الصاع الثالث فعجنته، و خبزت منه خمسه اقراص، و ان عليا (عليه السلام) صلي مع النبي (صلي الله عليه و آله) ثم اقبل الي منزله يريد ان يفطر، فلما وضع بين ايديهم الطعام، و ارادوا اکله، فاذا اسير کافر قد قام بالباب فقال: السلام عليکم، يا اهل بيت محمد و الله، ما انصفتمونا من انفسکم، تاسرونا و تعبدونا و لا تطعمونا، اطعموني فاني اسير محمد فالقي علي (عليه السلام) و القي القوم من بين ايديهم الطعام، فانشا علي بن ابي طالب (عليه السلام) و هو يقول:


فاطم يا بنت النبي احمد

بنت نبي سيد مسود


قد زانه الله بجيد اغيد

هذا اسير للنبي المهتدي


مکمل في غله مقيد

يشکو الينا الجوع قد تمدد


من يطعم اليوم يجده في غد

عند العلي الواحد الموحد


ما زرع الزارع سوف يحصد

فاطعمي من غير من انکد


حتي نجازي بالذي لا ينفد

فانشات فاطمه (عليهاالسلام) تقول:


لم يبق مما جئت صاع [6]

قد ذهبت [7] کفي من [8] الذراع


ابناي و الله من الجياع

ابوهما للحمد ذو اصطناع [9] .


ابوهما في المکرمات ساع

يصطنع المعروف بالاسراع


يصطنع المعروف بابتداع [10] .


قال: فاعطوه طعامهم، و باتوا علي صومهم، لم يذوقوا الا الماء، فاصبحوا و قد قضي الله عليهم نذرهم، و ان (اميرالمؤمنين) علي بن ابي طالب (عليه السلام) اخذ بيد الغلامين، و هما کالفرخين لا ريش لما يرتججان [11] من الجوع، فانطلق بهما الي منزل النبي (صلي الله عليه و آله) فلما نظر اليهما النبي (صلي الله عليه و آله)، اغرورقت عيناه بالدموع، و اخذ بيد الغلامين، فانطلق بهما الي منزل فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) فلما نظر اليها رسول الله (صلي الله عليه و آله) و قد تغير لونها، و اذا بطنها لاصق بظهرها، انکب عليها يقبل بين عينيها، و نادته باکية: و اغوثاه بالله! ثم بک يا رسول الله (صلي الله عليه و آله) من الجوع.

قال: فرفع يده الي السماء، و هو يقول: اللهم! اشبع آل محمد، فهبط جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد! اقرا، قال (صلي الله عليه و آله): و ما اقرا؟ قال: اقرا: (ان الابرار يشربون من کاس کان مزاجها کافورا) الي اخر ثلاث آيات.

ثم ان عليا اميرالمؤمنين (عليه السلام) مضي من فور ذلک، حتي اتي ابا جبلة الانصاري (رضي الله عنه)، فقال له: يا ابا جبلة هل عندک من قرض دينار؟ قال: نعم، يا ابا الحسن! اشهد الله و ملائکته ان شطر مالي لک حلال من الله و من رسوله (صلي الله عليه و آله) قال (عليه السلام): لا حاجة لي في شي ء من ذلک، ان يک قرضا قبلته.

قال: فدفع اليه دينارا، و مر علي بن ابي طالب (عليه السلام) يتخرق ازقة المدينه ليبتاع بالدينار طعاما، فاذا هو بمقداد بن الاسود الکندي قاعد علي الطريق، فدني منه و سلم عليه، فقال: يا مقداد! مالي اراک في هذا الموضع کئيبا حزينا؟ فقال: اقول کما قال العبد الصالح موسي بن عمران (عليه الصلاة و السلام) (رب اني لما انزلت اليمن خير فقير) [12] .

قال (عليه السلام): و منذ کم يا مقداد؟

قال: هذا اربع.


فرجع علي (عليه السلام) مليا، ثم قال: الله اکبر، الله اکبر، آل محمد منذ ثلاث، و انت يا مقداد! مذ اربع؟ انت احق بالدينار مني.

(قال): فدفع اليه الدينار، و مضي حتي دخل علي رسول الله (صلي الله عليه و آله) في مسجده، فرآه قد سجد، فلما انفتل رسول الله (صلي الله عليه و آله) ضرب بيده الي کتفه، ثم قال: يا علي! انهض بنا الي منزلک لعلنا نصيب طعاما، فقد بلغنا اخذک الدينار من ابي جبلة.

قال: فمضي و اميرالمؤمنين (علي عليه السلام) يستحي من رسول الله (صلي الله عليه و آله)، و رسول الله رابط علي بطنه حجرا من الجوع حتي قرعا علي فاطمه (عليهاالسلام) الباب، فلما نظرت فاطمه (عليهاالسلام) الي رسول الله (صلي الله عليه و آله) و قد اثر الجوع في وجهه، ولت هاربة، و قالت: واسواتاه! من الله و من رسوله، کان ابا الحسن ما علم ان لم يکن (ليس) عندنا شي ء منذ ثلاث، ثم دخل مخدعا لها فصلت رکعتين، ثم نادت: يا اله محمد! هذا محمد نبيک، و فاطمه بنت نبيک، و علي ختن نبيک و ابن عمه، و هذان الحسن و الحسين سبطا نبيک (صلوات الله عليهم اجمعين)، اللهم! فان بني اسرائيل سالوک: ان تنزل عليهم مائدة من السماء، فانزلتها عليهم و کفروا بها، اللهم! فان آل محمد لا يکفرون بها، ثم التفتت مسلمة، فاذا هي بصحيفة مملوءة من ثريد و عراق، فاحتملتها فوضعتها بين، يدي رسول الله (صلي الله عليه و آله)، فاهوي بيده الي الصحيفة فسبحت الصحفة و الثريد و العراق.

فتلا النبي (صلي الله عليه و آله): (و ان من شي ء الا يسبح بحمده) [13] ثم قال: يا علي! کل من جوانب القصعة و لا تهدموا (ذروتها) صومعتها، فان فيها البرکة، فاکل النبي و علي و فاطمه و الحسن و الحسين (عليهم السلام)، و ياکل النبي (صلي الله عليه و آله) و ينظر الي علي متبسما، و علي (عليه السلام) ياکل و ينظر الي فاطمه (عليهاالسلام) متعجبا، فقال له النبي (صلي الله عليه و آله): کل يا علي! و لا تسال فاطمه الزهراء (عليهاالسلام) عن شي ء، الحمد لله الذي جعل مثلک و مثلها مثل مريم بنت عمران و زکريا (کلما دخل عليها زکريا المحراب و جد عندها رزقا قال يا مريم اني


لک هذا. قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب) [14] يا علي! هذا بالدينار الذي اقرضته، لقد اعطاک الله الليلة خمسا و عشرين جزءا من المعروف فاما جزء واحد: فجعل لک في دنياک ان اطعمک من جنته، و اما اربعة و عشرون جزءا قد ذخرها لک الآخرتک» [15] .

و قوله تعالي: (و يطعمون الطعام علي حبه مسکينا و يتيما و اسيرا) [16] .

23- غاية المرام: ابو المؤيد موفق بن احمد، قال: اخبرني الشيخ الامام الحافظ سيد الحفاظ ابو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي- فيما کتب الي من همدان- (ح) [17] الشيخ الامام عبدوس بن محمد بن عبدوس الهمداني- اجازة-، (ح) الشيخ ابو طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري- في داره باصبهان في سکة الخوار- حدثنا الشيخ الحافظ ابوبکر احمد بن موسي بن مردويه بن فورک الاصبهاني، (ح) محمد بن احمد بن سالم، حدثنا ابراهيم بن ابي طالب النيسابوري، (ح) محمد بن النعمان بن سبيل، حدثنا يحيي بن ابي روق الهمداني، عن ابيه عن الضحاک، عن ابن عباس (رضي الله عنه) في قوله تعالي: (و يطعمون الطعام علي حبه مسکينا و يتيما و اسيرا) قال: نزلت هذه الآية في علي بن ابي طالب و فاطمه (رضي الله عنهما) ظلا صائمين حتي اذا کان في آخر النهار، و اقترب الافطار قامت فاطمة (عليهاالسلام) الي شي ء من الطحين کان عندها فخبزته قرص لمه، و کان عندها نحي فيه شي ء من سمن، فاذنت القرصة المله شيئا من السمن ينتظران بهما افطارهما، فاقبل مسکين رافعا صوته، ينادي: المسکين الجائع المحتاج، فهتف علي بابهم.

فقال علي (عليه السلام) لفاطمه (عليهاالسلام): «عندک شي ء تطعمينه هذا المسکين الجائع المحتاج».

قالت فاطمه (عليهاالسلام): «هيأت قرصا و کان في النحي شي ء من سمن فجعلته فيه


انتظر به افطارنا».

فقال علي (عليه السلام): «آثري بهذا، المسکين الجائع المحتاج».

فقامت فاطمه (عليهاالسلام) بالقرص مادوما، فدفعته الي المسکين، فجعله المسکين في حضنه فخرج من عندهما متوجها ياکل من حضن نفسه.

فاقبلت امرأة معها صبي صغير ينادي: اليتيم المسکين الذي لا اب له و لا ام و لا احد، فلما رأت المرأة- التي معها اليتيم- المسکين ياکل من حضن نفسه، اقبلت باليتيم، فقالت: يا عبدالله! اطعم هذا اليتيم المسکين مما اراک تاکل؟ فقال لها المسکين: لا لعمرک الله ما کنت لاطعمک من رزق ساقه الله الي، و لکني ادلک علي من اطعمني، فقالت: ادلني عليه. فقال لها: اهل ذلک البيت الذي ترين- و اشار اليه من بعيد- فان في ذلک البيت رجلا و امرأة اطعمانيه.

قالت المرأة: فان الدال علي الخير کفاعله، فاقبلت باليتيم حتي وردت بباب علي و فاطمه (رضي الله عنهما) و نادت: يا اهل المنزل! اطعموا اليتيم المسکين الذي لا ام له و لا اب، اطعموه من فضل ما رزقکم الله.

فقال علي (عليه السلام) لفاطمه (عليهاالسلام): «عندک شي ء»؟

قالت (عليهاالسلام): «فضل طحين عندي فجعلتها حريرة، و ليس عندنا شي ء غيره، و قد اقترب الافطار».

فقال لها علي (عليه السلام): «آثري به هذا اليتيم، فما عند الله خير و ابقي».

فقامت فاطمه (عليهاالسلام) بالقدر بما فيها فکبتها في حضن المرأة، فخرجت المرأة تطعم الصبي اليتيم مما في حضنها.

فلم تجز بعيدا حتي اقبل اسير من اسراء المشرکين، ينادي: الاسير الغريب الجائع، فلما نظر الاسير الي المرأة تطعم الصبي من حضنها، اقبل اليها، و قال: يا امه الله! اطعميني مما اراک تطعمينه هذا الصبي.

قالت المرأة للاسير: لا لعمر الله ما کنت لاطعمک من رزق رزقه الله هذا اليتيم المسکين، و لکني ادلک علي من اطعمني، کما دلني عليه سائل قبلک.


قال لها الاسير: و ان الدال علي الخير کفاعله.

قالت له: ائت اهل ذلک المنزل الذي تري، فان فيه رجلا و امرأة اطعما مسکينا سائلا قبل اليتيم.

فانطلق الاسير الي باب علي و فاطمه (عليهماالسلام) فهتف باعلي صوته: يا اهل المنزل! اطعموا الاسير الغريب المسکين من فضل ما رزقکم الله تعالي.

فقال علي (عليه السلام) لفاطمه (عليهاالسلام) اعندک شي ء»؟ قالت (عليهاالسلام):«ما عندي طحين، اصبت فضل تميرات فخلصتهن من النواة، و عصرت النحي فقطرته علي التميرات، و دفعت ما کان عندي من فضل الاقط، فجعلته حيسا فما فضل عندنا شي ء نفطر عليه غيره».

فقال لها علي(عليه السلام):«آثري به الاسير الغريب المسکين».

فقامت فاطمه (عليهاالسلام) بذلک الحيس، و دفعته الي الاسير، و باتا يتزودان من الجوع من غير افطار و لا عشاء و لا سحور، ثم اصبحا صائمين حتي آتاهما الله سبحانه برزقهما عند الليل، و صبرا علي الجوع فنزل في ذلک: (و يطعمون الطعام علي حبه): علي شدة شهوتهم له (مسکينا) قرص له (و يتيما) حريرة (و اسيرا) حيسا (انما نطعمکم) يخبر عن ضمير هما: (لوجه الله) يقول: ارادة ما عند الله من الثواب (لا نريد منکم جزاء): ثوابا في الدنيا (و لا شکورا) يقول: ثناء تثنون به علينا (انا نخاف) يخبر عن ضميرهما (من ربنا يوما عبوسا قمطريرا) قال: العبوس تقبض ما بين العينين من اهواله و خوفه و القمطرير: الشديد (فوقاهم الله شر ذلک اليوم) يقول: خوف ذلک اليوم (و لقاهم نضرة) يقول: بهجات الجنة (و سرورا) يقول: ما يسرهما من قرة العين بالجنة (و جزاهم بما صبروا) يقول: و اثابهم بما صبروا اي: علي الجوع حتي آثروا بالطعام لافطارهم المسکين و اليتيم و الاسير (جنة و حريرا) (متکئين فيها علي الارائک): الاسرة من موله بالدر و الياقوت و الزبرجد في عليين مضروبة عليها الحجال (لا يرون فيها شمسا) يؤذيهم حرها (و لا زمهريرا) يقول: يعني برده (و دانية) قريبة (عليهم ظلالها و ذللت قطوفها) يعني: قربت الثمار منهم


(تذليلا) ياکلونها قياما و قعودا (متکئين) يعني: مستلقين علي ظهورهم ليس القائم باقدر عليها من القاعد، و ليس القاعد باقدر عليها من المتکي ء، و ليس المتکي ء (و لا المتکي ء) باقدر عليها من المستقلي(و يطوف عليهم ولدان) من الوصفاء(مخلدون) قالوا: مسورون باسورة الذهب و الفضة، و يقال: مخلدون لم يذوقوا طعم الموت قط، انما خلقوا لاهل الجنة (اذا رأيتهم حسبتهم) من بياضهم و حسنهم (لؤلؤا منثورا) لکثرتهم، فشبه بياضهم و حسنهم باللؤلؤ المنثور، و لشرفهم باللؤلؤ المنثور [18] .

قوله تعالي:(يوفون بالنذر) [19] .

قوله تعالي: (هل اتي علي الانسان حين من الدهر [20] .

24- امالي الصدوق: عن الجلودي البصري، قال: حدثنا محمد بن زکريا، قال: حدثنا شعيب بن واقد، عن القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس، و حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق، قال: حدثنا ابو احمد عبد العزيز بن يحيي الجلودي، عن الحسن بن مهران، عن مسلمة بن خالد، عن الصادق جعفر بن محمد، عن ابيه(عليهماالسلام)، في قوله عز و جل: (يوفون بالنذر) قالا: «مرض الحسن و الحسين (عليهماالسلام) و هما صبيان صغيران فعادهما رسول الله (صلي الله عليه و آله) و معه رجلان، فقال احدهما: يا ابا الحسن لو نذرت في ابنيک نذرا ان الله عافاهما.

فقال: اصوم ثلاثة ايام شکرا لله عز و جل، و کذلک قالت فاطمة (عليهاالسلام)، و قال الصبيان: و نحن ايضا نصوم ثلاثة ايام، و کذلک قالت جاريتهم «فضة»، فالبسهما الله عافيته، فاصبحوا صياما، و ليس عندهم طعام، فانطلق علي (عليه السلام) الي جار له من اليهود يقال له: «شمعون» يعالج الصوف، فقال (عليه السلام): هل لک ان تعطيني جزة من صوف تغزلها لک ابنة محمد ثلاثة اصوع من شعير؟


قال: نعم، فاعطاه فجاء بالصوف و الشعير، و اخبر فاطمة (عليهاالسلام)، فقبلت و اطاعت، ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف، ثم اخذت صاعا من الشعير فطحنته و عجنته، و خبزت منه خمسة اقراص لکل واحد قرصا، و صلي علي (عليه السلام) مع النبي (صلي الله عليه و آله) المغرب، ثم اتي منزله فوضع الخوان، و جلسوا خمستهم فاول لقمة کسرها علي (عليه السلام) اذا مسکين قد وقف بالباب، فقال: السلام عليکم، يا اهل بيت محمد انا مسکين من مساکين المسلمين، اطعموني مما تاکلون، اطعمکم الله علي موائد الجنة.

فوضع (علي عليه السلام) اللقمة من يده، ثم قال:


فاطم ذات المجد [21] و اليقين

يا بنت خير الناس اجمعين


اما ترين البائس المسکين

الي الباب [22] له حنين


يشکو الي الله و يستکين

يشکو الينا جائعا [23] حزين


کل امري ء يکسبه رهين

من يفعل الخير يقف سبين


موعده في جنة رهين

حرمها الله علي الضنين


و صاحب البخل يقف حزين

تهوي به النار الي سجين


شرابه الحميم و الغسلين

فاقبلت فاطمة (عليه السلام) تقول:


امرک سمع يابن عم و طاعة

مابي من لؤم و لا وضاعة


غذيت باللب و بالبراعة [24]

ارجو اذا اشبعت [25] من مجاعة


ان الحق الاخيار و الجماعة

و ادخل الجنة في [26] شفاعة




و عمدت (عليهاالسلام) الي ما کان علي الخوان، فدفعته الي المسکين، و باتوا جياعا و اصبحوا صياما لم يذوقوا الا الماء القراح.

ثم عمدت (عليهاالسلام) الي الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثم اخذت صاعا من الشعير و طحنته و عجنته، و خبزت منه خمسة اقرصه، لکل واحد قرصا، و صلي علي المغرب مع النبي (صلي الله عليهما) ثم اتي منزله، فلما وضع الخوان بين يديه، و جلسوا خمستهم، فاول لقمة کسرها علي (عليه السلام) اذا يتيم من يتامي المسلمين قد وقف بالباب، فقال: السلام عليکم، يا اهل بيت محمد، انا يتيم من يتامي المسلمين، اطعموني مما تاکلون، اطعمکم الله علي موائد الجنة، فوضع علي (عليه السلام) اللقمة من يده، ثم قال:


فاطم بنت السيد الکريم

بنت نبي ليس بالزنيم [27] .


قد جاءنا الله بذا اليتيم

من يرحم اليوم فهو رحيم


موعده في جنة النعيم

حرمها الله علي اللئيم


و صاحب البخل يقف ذميم

تهوي به النار الي الجحيم


شرابه الصديد و الحميم

فاقبلت فاطمه(عليهاالسلام) و هي تقول:


فسوف اعطيه و لا ابالي

و اؤثر الله علي عيالي


امسوا جياعا و هم اشبالي

اصغر هم يقتل في القتال


بکربلا يقتل باغتيال

لقاتليه الويل مع الوبال


تهوي به النار الي سفال

کبوله زادت علي الاکبال


ثم عمدت فاعطته (عليهاالسلام) جميع ما علي الخوان، و باتوا جياعا، لم يذوقوا الا الماء القراح، و اصبحوا صياما.

و عمدت فاطمه (عليهاالسلام) فغزلت الثلث الباقي من الصوف، و طحنت الصاع الباقي و عجنته، و خبزت منه خمسة اقراص، لکل واحد قرصا، و صلي علي(عليه السلام) المغرب


مع النبي (صلي الله عليه و آله) ثم اتي منزله فقرب اليه الخوان، و جلسوا خمستهم، فاول لقمة کسرها علي (عليه السلام) اذا اسير من اسراء المشرکين، قد وقف بالباب، فقال: السلام عليکم، يا اهل بيت محمد (صلي الله عليه و آله)! تاسروننا، و تشدوننا، و لا تطعموننا، فوضع علي (عليه السلام) اللقمة من يده، ثم قال:


فاطم يا بنت النبي احمد

بنت نبي سيد مسود


قد جاءک الاسير ليس يهتدي

مکبلا فيغله مقيد [28] .


يشکو الينا الجوع قد تقدد [29]

من يطعم اليوم يجده في غد


عند العلي الواحد الموحد

ما يزرع الزارع سوف يحصد


فاعطيه لا تجعليه ينکد

فاقبلت فاطمه(عليهاالسلام) و هي تقول:


لم يبق مما کان [30] غير صاع

قد دبرت [31] کفي مع الذراع


شبلاي [32] و الله هم [33] اجياع

يا رب لا تترکهما ضياع


ابوهما للخير ذو اصطناع

عبل الذراعين طويل الباع


و ما علي رأسي من قناع

الا عب انسجتها بصاع


و عمدوا الي ما کان علي الخوان، فاعطوه و باتوا جياعا، و اصبحوا مفطرين، و ليس عندهم شي ء».

قال شعيب في حديثه: و اقبل علي بالحسن و الحسين (عليهم السلام) نحو رسول الله (صلي الله عليه و آله) و هما يرتعشان کالفرخ من شدة الجوع، فلما بصر بهم النبي (صلي الله عليه و آله) قال:«يا ابا الحسن!


شد ما يسوؤني ما اري بکم؟ انطلق الي ابنتي فاطمة».

فانطلقوا اليها، و هي في محرابها، قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، و غارت عيناها، فلما رآها رسول الله (صلي الله عليه و آله) ضمها اليه و قال:«و اغوثاه بالله! انتم منذ ثلاث فيما أري»؟

فهبط جبرئيل، فقال: يا محمد! خذ ما هيأ الله لک في اهل بيتک.

قال (صلي الله عليه و آله): «و ما آخذ يا جبرئيل»؟

قال: (هل اتي علي الانسان حين من الدهر) حتي اذا بلغ (ان هذا کان لکم جزاء و کان سعيکم مشکورا) [34] .

قوله تعالي: (يوفون بالنذر) [35] .

25- کشف الغمة: من «مناقب» الخوارزمي، عن ابن عباس، و قد ذکره الثعلبي، و غيره من مفسري القرآن المجيد، في قوله تعالي: (يوفون بالنذر و يخافون يوما کان شره مستطيرا) قال: مرض الحسن و الحسين (عليهماالسلام) فعادهما جدهما محمد (صلي الله عليه و آله)، و معه ابوبکر و عمر، و عادهما عامة العرب، فقالوا: يا ابا الحسن! لو نذرت علي ولديک نذرا- و کل نذر لا يکون له وفاء فليس بشي ء-.

فقال علي (عليه السلام): «ان بري ء ولداي مما بهما صمت ثلاثة ايام شکرا لله».

و قالت فاطمه (عليهاالسلام): «ان بري ء ولداي مما بهما صمت ثلاثة ايام شکرا لله».

و قالت جارية- يقال لها: «فضة»-: ان بري ء سيداي مما بهما صمت ثلاثة ايام شکرا لله.

فالبس الغلامان العافية، و ليس عند آل محمد قليل و لا کثير، فانطلق علي(عليه السلام)


الي شمعون بن حانا الخيبري- و کان يهوديا- فاستقرض منه ثلاثة اصواع من شعير، و ساق الحديث بما يقرب من الحديث السابق [36] .


پاورقي

[1] الانسان: 5.

[2] في نسخة: يشکو.

[3] واجب: في نسخة: يابن العم.

[4] في نسخة: ما بي من لؤم و لا ضراعة.

[5] في نسخة: بالذميم.

[6] في نسخة: غير صاع.

[7] في نسخة: دميت.

[8] في نسخة: مع.

[9] يا رب لا تترکهما ضياع (خ ل).

[10]

ابوهما في المکرمات ساع

يصطنع المعروف بالاسراع (خ ل)

عبل الذراعين شديد الباع.

[11] يرتعشان (خ ل).

[12] القصص: 24.

[13] الاسراء: 44.

[14] آل عمران: 37.

[15] تفسير فرات: 196، بحار الانوار 35: 249.

[16] الانسان: 8- 19.

[17] يعني: حدثنا.

[18] غاية المرام: 369.

[19] الانسان: 1 و 7 و 22.

[20] 1 و 7 و 22.

[21] في نسخة: الخير.

[22] في نسخة: قد قام بالباب.

[23] في نسخة: جائع.

[24] في نسخة: اطعمه و لا ابالي الساعة.

[25] في نسخة: لئن اشبع.

[26] في نسخة: ولي.

[27] بالذميم (خ ل).

[28] هذا اسير للنبي المهتد- مثقل في غله فقيد (خ ل).

[29] تمدد (خ ل).

[30] جئت (خ ل).

[31] دميت (خ ل).

[32] ابناي (خ ل).

[33] هما (خ ل).

[34] بحار الانوار 35: 237- 247، عن «الامالي» للصدوق: 192، و رواه البحراني، عن ابي اسحاق احمد بن محمد بن ابراهيم الثعلبي، بسنده عن ابن عباس، في قوله: (يوفون بالنذر) انظر: غاية المرام: 368، و کذا رواه البحراني، عن الحمويني في کتاب «فرائد السمطين» مع اختلاف، کما في «غاية المرام»: 370.

[35] الانسان: 7.

[36] بحار الانوار 245:35، ينابيع المودة: 93، کشف الغمة: 88، تفسير فرات الکوفي: 90.