بازگشت

مقدمه الكتاب




بسم الله النور، بسم الله الذي، يقول للشي ء: کن فيکون، بسم الله الذي يعلم خائنه الاعين، و ما تخفي الصدور، بسم الله الذي خلق النور من النور، بسم الله الذي هو بالمعروف مذکور، بسم الله الذي انزل النور علي الطور، بقدر مقدور، في کتاب مسطور، علي نبي محبور [1] .

و الصلاه و السلام علي محمد صاحب الضياء و النور، و المن و السرور، و اللسان الذکور، و البدن الصبور، و القلب الشکور، الذي هو بالعز مذکور، و بالفخر مشهور، و علي آله الطيبين الميامين، عامري البيت المعمور، و الذين هم في ذکرهم و مواعظهم شفاء لما في الصدور، و اللعن الدائم علي اعدائهم اجمعين، الي يوم ينفخ في الصور.

و بعد: فاني فحصت منذ سنوات عديده جمله من المکتبات الحاويه لتآليف و تصانيف في موضوعات مختلفه بغيه الحصول علي کتاب يشتمل علي درر الکلمات من النوريه السماويه لسيده نساء العالمين، و غرر حکمها عليه السلام فلم اظفر للاسف علي مجموعه تشتملها، و کتاب يحصيها.

ثم سألت اهل الخبره و الاطلاع عن وجود مثل ذلک، فاظهر و اعدم الاطلاع عليها،و کثيرا ما رأيت ان اهل المنابر و الخطباء (ايدهم الله تعالي) الذين هم من مفاخر الدين، و وسيله لترويج القرآن المبين، و شريعه سيد المرسلين، و حلقه الوصل بين الناس، و بين العتره الطاهره لتعليم علوم الائمه المعصومين (صلوات الله عليهم اجمعين) يتناولون علي المنابر کثيرا من الموضات الدينيه،


و يختارون من الاحاديث المرويه الماثوره روايات مختلفه، من دون ان يذکروا روايه او کلمه من کلمات ام الائمه النقباء، سيده النساء (عليهاالسلام) فکانها لم ترو من قلاده الصفوه، و درة صدف العصمه، روايه، او لم يبق منها اثر- کما زعمه السيوطي- في آخر مقدمه «مسنده»، حيث قال: ان ما روي عنها (عليه السلام) ثمانيه عشر حديثا، مع ان ما ورد عنها- من المکالمات و الادعيه و الخطب و الاحتجاجات و الوصايا و غير ذلک، التي تشتمل علي العقائد الحقه و التفسير و القضاء و الاحکام الفرعيه و مکارم الاخلاق و المعارف و الحکم، فوق فهم اهل النظر و الادراک- کثير.

فخطر ببالي ان ايديهم (ايدهم الله) قاصره عن تناول الغرر و الحکم المنتشره في اعماق بحارالانوار، و اعينهم بعيده عن الکواکب الدريه المضيئه في بطون الآثار، فعزمت بعد الاتکال علي الله تبارک و تعالي ان االف في هذا الموضوع کتابا: يشتمل علي جميع ما نقل عنها عليه السلام بحسب و سعي و قدرتي عليه فجمعت ما تفرق هنا و هناک، و طلبت العون منه تعالي فاعانني بحمده. و منه، فراجعت اکثر الکتب المعده لذلک، و رايت اکثر مباحث «البحار» و «الغدير» و «الوسائل» و «مستدرکها» و کذلک رايت کتبا کثيره ک- «مدينه المعاجز» و «کشف الغمه» و «المناقب» و «بصائر الدرجات» و «دلائل الامامه» و «مناقب» ابن مغازلي و «فضائل الخمسة» و غير ذلک من کتب المتقدمين و المتاخرين من الفريقين، فصار بحمد الله تعالي هذه المجموعه التي سميتها ب «مسند فاطمه الزهراء عليهاالسلام» او «مرآة الحکمة الصافية فيما ورد و نقل عن الصديقة الطاهرة عليهاالسلام» ثم انه لا يخفي ان دابنا في هذا الکتاب نقل الروايات التي فيها اقوال الصديقه الطاهرة عليهاالسلام و لو کانت جمله قصيره، و ذکرنا کل روايه بتمامها لئلا يکون في فهم مطلبها اجمال، و لفوائد مترتبه عليه کما لا يخفي علي الکيس الفطن.

و في الختام اسال الله تعالي ان يتقبل مني هذه البضاعه المزجاة، و يجزيني احسن الجزاء، و ارجو من رسوله المرتضي، و حبيبه المصطفي، و اوصيائه ائمه الهدي، لا سيما خاتم الاصفياء و الاوصياء بقية الله الاعظم، و وليه ولي امر المسلمين امام زمانا الحجه بن الحسن (روحي و ارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء) ايضا الاجر و القبول، و اسالهم عاجزا ان ينظروا الي بعين الرضا و العفو و الکرامة.

و السلام علينا و علي عباد الله الصالحين.



پاورقي

[1] اقتباس من حديث (167).