بازگشت

النشاط الاجتماعي للزهراء




قد يورد البعض ملاحظة ذات مغزي! تقول: «اننا لا نجد في التاريخ ما يشير الي نشاط اجتماعي للسيدة فاطمة الزهراء في داخل المجتمع الاسلامي الا في رواية أو روايتين».

و تعليقا علي هذا نقول:

کل زمان له متطلباته و تقنياته، وأطر نشاطه. و انما يطالب کل من الرجل و المرأة و يحاسب وفقا لذلک، و يتم تقويم نشاطاته أيضا علي هذا الأساس، من حيث حجم تأثيرها في الواقع الاسلامي کله.

و بالنسبة لعصر النبوة، فان تعليم الزهراء القرآن للنساء، و تثقيفهن بالحکم الشرعي، و بالمعارف الالهية الضرورية. ثم مشارکتها الفاعلة و المؤثرة في الدعوة الي الله سبحانه و تعالي في المواقع المختلفة،


حتي في المباهلة مع النصاري. ثم دورها الرائد في الدفاع عن القضايا المصيرية، و منها قضية الامامة. ثم خطبتها الرائعة في المسجد، التي تعتبر مدرسة و معينا يرفد الأجيال بالمعرفة...

هذا، عدا عن اسهامها المناسب لشخصيتها و لقدراتها، و لظروفها في حروب الاسلام المصيرية. و عدا عن طبيعة تعاملها مع الفئات المحتاجة الي الرعاية کاليتيم، و الأسير، و المسکين، و هو ما خلده الله سبحانه قرآنا يتلي الي يوم القيامة.

و أعظم من ذلک کله... موقفها القوي و المؤثر، الذي وظفت فيه حتي فصول موتها و دفنها لصالح حفظ ثمرات الجهاد، في سبيل قضية الاسلام الکبري، تماما کما فعلته ابنتها زينب (ع) في نطاق حفظها القوي و المؤثر لثمرات الجهاد و التضحيات الجسام للامام الحسين عليه السلام و صحبه في کربلاء..

نعم، ان ذلک کله، و نظائره، يدل علي ان الزهراء (عليهاالسلام)، قد شارکت في العمل الانساني، و السياسي، و الثقافي، و الايماني بما يتناسب مع واقع، و حاجات، و ظروف عصرها. و في نطاق أطر نشاطاته، وفقا للقيم السائدة فيه.. و قد حققت المجازات أساسية علي صعيد التأثير في حفظ الدعوة، و في نشرها، و تأصيل مفاهيمها، و سد الثغرات في مختلف المجالات التي تسمح لها ظروف ذلک العصر بالتحرک فيها.

و هذا الذي حققته قد لا يوازيه أي انجاز لأية امرأة عبر التاريخ، مهما تعاظم نشاطها، و تشعبت مجالاته، و تنوعت مفرداته؛ لأنه استهدف تأصيل الجذور. فکان الأبعد أثرا في حفظ شجرة الاسلام، و في منحها المزيد من الصلابة و التجذر، و القوة. و في جعلها اکثر غني


بالثمر الجني، و الرضي، و الهني..

فيتضح مما تقدم: ان الاختلاف في مجالات النشاط و حالاته، و کيفياته بين عصر الزهراء عليهاالسلام و هذا العصر، لا يجعل الزهراء في دائرة التخلف و النقص و القصور. و لا يجعل انجاز المرأة في هذا العصر أعظم أثرا، و أشد خطرا. حتي و لو اختلفت متطلبات الحياة، واتسعت و تنوعت آفاق النشاط و الحرکة فيها.. لأن من الطبيعي أن يکون عصر التأصيل لقواعد الدين. و التأسيس الصحيح لحقائق الايمان، و قضايا الانسان المصيرية هو الأهم، و الأخطر، و الانجاز فيه لابد أن يکون أعظم و أکبر..

و هکذا يتضح: أنه لا معني للحکم علي الزهراء عليهاالسلام بقلة النشاط الاجتماعي في عصرها قياسا علي مجالات النشاط للمرأة في هذا العصر..

و بعد ما تقدم فاننا نذکر القاري الکريم بالامور التالية:

أولا: ليته ذکر لنا الرواية أو الروايتين لنعرف مقصوده من النشاط الاجتماعي. فان کان المقصود به هو أنها قد تخلفت عن وظيفتها و لم تقم بواجبها کمعصومة و بنت نبي، و زوجة ولي.

فقد کان علي خصومها أن يعيبوها بذلک و کان علي أبيها و زوجها أن يسددوها في هذا الأمر و ان کان المقصود بالنشاط في داخل المجتمع الاسلامي هو انشاء المدارس، و المؤسسات الخيرية، أو تشکيل جمعيات ثقافية، أو خيرية، أو اقامة ندوات، و احتفالات، أو القاء محاضرات، و تأليف کتب تهدي أو تباع، فان من الممکن ان لا تکون الزهراء (عليهاالسلام) قد قامت بالکثير من هذا النشاط کما يقوم به بعض النساء اليوم، و لا يختص ذلک بالزهراء عليهاالسلام، بل


هو ينسحب علي کل نساء ذلک العصر، و العصور التي تلته. فان طبيعة حياة المجتمع و امکاناته و کذلک طبيعة حياة المرأة آنذاک کانت تحد من النشاط الذي يمکنها أن تشارک فيه الا في مجالات خاصة تختلف عن المجالات في هذه الايام، بقطع النظر عن المبررات الشرعية التي ربما يتحدث عنها البعض بطريقة أو بأخري.

اما اذا کان المقصود هو أن التاريخ لم يذکر: أنها کانت تجهر بالحق، لمن أراد معرفة الحق، و لا تقوم بواجباتها في تعليم النساء و توجيههن و في صيانة الدين، و حياطته، علي مستوي قضايا الاسلام الکبري، و غيرها خصوصا ما أثير عنها من معارف نشرتها، حتي و لو في ضمن اعمالها العبادية و غيرها. فان ما أنجزته في هذا المجال کالنار علي المنار، و کالشمس في رابعة النهار.

و ان خطبتها في مسجد النبي (صلي الله عليه و آله و سلم)، و مع نساء الأنصار تعتبر بحد ذاتها مدرسة للأجيال، و منبعا ثرا للمعرفة علي مدي التاريخ لو احسن فهمها، و صحت الاستفادة منها.

هذا مع وجود أبيها رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)، و ابن عمها أميرالمؤمنين عليه السلام، اللذين هما محور الحرکة الاجتماعية، و الانسانية و الاسلامية و کان نشاطها (ع) جزءا من مجموع النشاط العام الذي کان آنئذ.

علي أن قوله «الا في رواية أو روايتين» يبقي غير واضح و غير دقيق. فهناک العديد من الروايات التي ذکرت مشارکتها في أنشطة مختلفة، اجتماعية و سياسية و ثقافية و تربوية، و قد ذکرنا بعضا من ذلک فيما سبق، بل ان بعض الروايات تذکر: أنها کانت تشارک حتي في مناسبات غير المسلمين. و ذلک حينما دعاها بعض اليهود الي


حضور عرس لهم.

و ثمة تحدثت عن ذلک الأعرابي الذي أعطته عقدها، و فراشا کان ينام عليه الحسن والحسين (ع)، فاشتراهما عمار بن ياسر... في قصة معروفة.

بل ان الله سبحانه قد تحدث انها و أهل بيتها (ع) من طبيعتهم اطعام الطعام علي حبه مسکينا و يتيما و أسيرا.

و حين خطبت خطبتها في المسجد جاءت في لمة من النساء کانوا يؤيدونها في ما تطالب به، بل و يتحدث البعض عن وجود تکتل نسائي لها (ع) في مقابل تکتلات مناوئة.

هذا کله عدا عن أن اهتمامها «بالجار قبل الدار» يعطينا صورة عن طبيعة اهتماماتها، و أنها لو وجدت أية فرصة لأي نشاط اجتماعي أو نشاط انساني أو ثقافي فستبادر اليه بکل وعي و مسئولية و حرص.

و ثانيا: ان تأکيدات النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) للمسلمين بصورة مستمرة قولا و عملا، علي ما لها من مقام و دور، و موقع في الاسلام و الايمان، و المعرفة، قد جعل لها درجة من المرجعية للناس، و أصبح بيتها موئلا للداخلات و الخارجات [1] و کان «.. يغشاها نساء المدينة، و جيران بيتها [2] ». و صار الناس يقصدونها لتطرفهم بما عندها من العلم و المعرفة [3] .


و کان النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) نفسه يوجه حتي باصحاب الحاجات المادية الي بيت فاطمة (عليهاالسلام)، کما في قضية الاعرابي الذي أعطته عقدها، و فراشا للحسين کما أسلفنا.

و کان الناس يترددون عليها لطلب المعرفة أيضا، و کل ذلک من شأنه ان يملأ حياتها عليهاالسلام بالحرکة و النشاط، الذي يضاف الي نشاطاتها البيتية، حيث کانت تطحن حتي مجلت يداها...

ثالثا: انه لا يمکن تقييم انسان ما علي اساس انجازاته و نشاطاته الاجتماعية، أو ذکائه السياسي، فهناک أذکياء سياسيون کثيرون، ولکنهم لا يتمتعون بالقيمة الحقيقة للانسان، لأن النشاط الاجتماعي و الذکاء لا يعطي الموقف السياسي أو غيره قيمة، و انما تتقوم السياسة بمنطلقاتها و مبادئها، و هي انما تؤخذ من المعصوم: کالنبي و الوصي، و من الزهراء ايضا. فهي عليهاالسلام تحدد لنا ما به تکون القيمة للسياسة، أو لأي عمل آخر، اجتماعيا کان أو غيره، و لا تکتسب الزهراء قيمتها من سياساتها، أو من نشاطاتها الاجتماعية، و الا لکان بعض المجرمين او المنحرفين أعظم قيمة حتي من الأنبياء، و الاولياء، و الاصفياء، اذا قام بنشاط اجتماعي أو سياسي کبير، بسبب توفر المال، أو الجاه، أو السلطة له، مع عدم توفر ذلک للنبي أو الولي عليهم السلام.

و الحقيقة: أن قيمة الانسان انما تنبع من داخل ذاته، و من قيمه التي يجسدها، و من مثله و انسانيته، و من علمه النافع المنتج للتقوي و الخشية من الله سبحانه، و ما سوي ذلک فهو في سياق الاسباب و النتائج، و قد يکون في الطرف الآخر من المعادلة.

رابعا: اننا لا بد أن نتحقق أولا من حقيقة موقع الزهراء عليها


السلام فيما يرتبط بايمان الانسان المسلم، و نتحقق أيضا من حقيقة المهام التي يفترض فيها ان تضطلع بها في تأييد هذا الدين و تشييده؛ فنقول:

ان ولاء الانسان المسلم للنبي و الائمة و الزهراء (ع) له دور أساسي و مفصلي في بلورة ايمانه، و تحقيق هويته و شخصيته الرسالية و الانسانية، فوجود الزهراء- المرأة- التي ليست هي بامام و لا نبي، بصفتها المرأة الکاملة في انسانيتها هو الذي نحتاجه کضرورة حياتية، و اعتقادية، و سلوکية، و حتي منهجية في حياتنا، أما نشاطها الاجتماعي أو السياسي، فليس له هذه الدرجة من الاهمية أو الحساسية مع وجود ابيها و زوجها.

اننا نحتاج الي هذا الوجود لنرتبط به، و تحنو عليه قلوبنا، و هو يجسد لنا القيم و المثل، و الکمال الانساني الذي نحتاج اليه هو الآخر، لتحتضنه قلوبنا من خلال احتضانها للزهراء (ع)، وليسهم- من ثم- في بناء عقيدتنا، و ترکيز المفاهيم الاسلامية و القيم و القيم و المثل في قلوبنا و عقولنا، لتنتج و لتصوغ عواطفنا و أحاسيسنا و کل وجودنا، هذا هو دور فاطمة عليهاالسلام، و ليس دورها و دورهم هو بناء المؤسسات، أو انشاء الجمعيات الخيرية أو الانسانية، أو ما الي ذلک!!.

خامسا: انه لا شک في أن للزهراء عليهاالسلام الدور الکبير و الحساس في بقاء هذا الدين و نقائه، و لولاها لطمست معالمه و عفيت آثاره، فالزهراء هي نافذة النور، و هي برهان الحق، و هي- کما هو زوجها علي أميرالمؤمنين (ع)- مرآة الاسلام التي تعکس تعاليمه، و أحکامه، و مفاهيمه، و نظرته للکون و للحياة. فهي مع الحق يدور معها کيفما دارت و تدور معه کيفما دار.


انها المعيار و الميزان الذي يوزن به ايمان الناس، و درجة استقامتهم علي طريق الهدي و الخير و الخلوص و الاخلاص. و نعرف به رضا الله و رسوله، و غضب الله و رسوله (ص). و هذا ما يشير اليه قول النبي الأکرم صلي الله عليه و آله و سلم: هي بضعة مني و هي قلبي الذي بين جنبي، من آذاها فقد آذاني و من فقد آذي الله، أو يرضيني ما أرضاها و يسخطني ما أسخطها، او نحو ذلک.

و الملاحظ: انه (ص) قد جعل المرتکز لمقولة يرضيني ما يرضيها أو من آذاها فقد آذاني هو کونها بضعة منه (ص) [4] .


و من الواضح: أن کونها جزءا من کيانه الجسدي و المادي من حيث بنوتها النسبية له، ليس هو السبب في کون ما يرضيها يرضيه، و ذلک لأمرين:

الأول: انه (ص) لا ينطلق في مواقفه من موقع العصبية للقرابة أو للعرق أو ما الي ذلک، بل هو (ص) انما يريد ان يکون کل ما لديه من خصوصيات، أو امتيازات، أو قدرات مادية أو معنوية في خدمة هذا الدين، و من أجله، و في سبيله.

الثاني: ان البنوة النسبية أو بالتبني لا تکفي بحسب طبيعتها لاکتساب امتياز بهذا المستوي من الخطورة، و ان کانت لها أهميتها من حيث أنها تشير الي صفاء العنصر، و طهارة العرق، لأنها (ع) کانت نورا في الاصلاب الشامخة، و الارحام المطهرة، ولکن من الواضح ان الحفاظ علي هذا الطهر بحاجة الي جهد، و حين لم يبذل ابن نوح (ع)- الذي تحدثت بعض الروايات عن أنه ابن له (ع) بالتبني لا بالولادة [5] - هذا الجهد هلک و ضل، حتي قال الله عنه لأبيه نوح: (انه ليس من أهلک انه عمل غير صالح)، و لذلک لم يکن رضا ابن نوح رضا الله و رسوله، و لا غضبه غضب الله و رسوله.

فالمراد بکونها (بضعة منه) لا بد أن يکون معني يصلح أن يکون مرتکزا لکون رضاها رضاه (ص)، و أذاها أذاه، خصوصا مع علمنا بأنه (ص) قد قال ذلک حينما أجابت عن سؤال: ما خبر للمرأة؟ فقالت: أن لا تري الرجال و لا يراها الرجال، کما سيأتي


ان شاء الله تعالي.

أو أنه (ص) قد قال ذلک لعلي (عليه السلام) بحضور اولئک الذين تسببوا في أذي فاطمة (عليهاالسلام)، حين اخبروها بأنه قد خطب بنت ابي جهل.

فقال له علي (ع): والذي بعثک بالحق نبيا ما کان مني مما بلغها شي ء، و لا حدثت بها نفسي.

فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: صدقت و صدقت. ففرحت فاطمة عليهاالسلام بذلک و تبسمت حتي رأي ثغرها. فقال احد الرجلين لصاحبه: ما دعاه الي ما دعانا في هذه الساعة الخ... فالنبي اذن أراد أن يقول لمن أخبر فاطمة هذا الخبر الکاذب أنه آذاها و آذاه.

و مهما يکن من أمر، فان المراد بهذه الکلمة لابد أن يکون معني منسجما مع کون أذاها أذاه. و هو أن مزاياها من مزايا رسول الله (ص) و کمالها من کماله، فالحديث عنها بما هي جزء من کيان النبي (ص) و وجوده الانساني و الرسالي بکل ميزاته، و دقائقه، و خصوصياته التفصيلية، کانسان الهي کامل، يمثل الانسانية و الفطرة، و الکمال و الصفاء، و الحق و الصدق، بأجلي و أدق هذه المعاني و أسماها.

و واضح أن فاطمة انما انما تغضب اذا انتقصت الانسانية، و القيم واعتدي عليها، و ترضي اذا کرمت و تکاملت هذه الانسانية و القيم و تجذرت، فالاعتداء عليها لا يغضبها من حيث هي شخص بل يغضبها من حيث أنه اعتداء علي الانسانية، و علي الکمال الروحي و السمو المعنوي؛ و لکون ذلک محاولة للانتقاص، من هذا


الوجود الکريم.

ان العدوان عليها عدوان علي الحق، و علي الفطرة و علي الانسانية، و علي الفضل، و ذلک هو الذي يغضبها، و يغصب الله و رسوله، و کل عمل يأتي علي وفق الفطرة، و يصون هذا الوجود، فهو الذي يرضيها و يرضي الرسول و يرضي الله. و بذلک تصلح ان تکون معيارا و ميزانا حين ترضي، و حين تغضب.

و لنا ان نقرب هذا المعني بالاشارة الي شاهد قرآني و هو قوله تعالي: (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض، فکأنما قتل الناس جميعا، و من أحياها فکأنما أحيا الناس جمعا) [6] .

فان الجسد الذي هو لحم و عظم لا يزال موجودا، والذي فقد هو ارادته، و اختياره، و عقله، و خصائصه الانسانية، من نبل و کرم، و عواطف، و مشاعر، و... ان الجسد قد أفرغ من محتواه بواسطة ازهاق روحه.


پاورقي

[1] شرح نهج البلاغة للمعتزلي الشافعي: ج 9 ص 198.

[2] المصدر السابق: ج 9 ص 193.

[3] ستأتي حين الحديث عن «مصحف فاطمة» قصة مجي ء احدهم يطلب منها شيئا تطرفه به، فطلبت صحيفة کان رسول الله (ص) قد اعطاها اياها، فلم تجدها في بادي الامور. فانتظر.

[4] هذا الحديث لا ريب في تواتره و صحنه. و صرح بتواتر نقله بين الفريقين الشيخ جعفر کاشف الغطاء في کتابه المعروف کشف الغطاء: ص 12 فراجعة. و بما أن هذا الحديث قد ذکر في مختلف المصادر التي تحدثت عن الزهراء، فان استقصاء مصادره متعسر لنا الآن بل متعذر، و لا نري حاجة الي ذلک، و لذا فسوف نکتفي هنا بذکر ما تيسر منها. و من أزاد المزيد، فعليه بمراجعة الکتب التي تتحدث عن سيرة الزهراء (ع) أو عن کراماتها و مزاياها، فسيجد هذا الحديث أمامه أينما توجه.

أما المصادر التي نريد الاشارة اليها فهي التالية:

فرائد السمطين: ج 2 ص 46، و مجمع الزوائد: ج 9 ص 203، و مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 52 و 53، و کفاية الطالب: ص 364 و 365، و ذخائر العقبي: ص 37 و 38 و 39، و أسد الغابة: ج 5 ص 522، و صحيح البخاري، و صحيح مسلم، و ينابيع المودة: ص 173 و 174 و 179 و 198، و نظم درر السمطين: ص 176، و 177 و مستدرک الحاکم: ج 3 ص 154 و 158 و 159، و تلخيصه للذهبي مطبوع بهامشه، و کنز العمال: ج 13 ص 93 و 96 و ج 6، ص 219، و ج 7 ص 111، و الغدير: ج 7 ص 231- 236، و سير أعلام النبلاء: ج 2 ص 132 و الصواعق المحرقة: ص 186 و 188 و شرح المواهب للزرقاني: ج 4 ص 335 و غير ذلک کثير.

[5] فلا موقع لما يقوله البعض من أن العاطفة الأبوية لنوح قد أثرت عليه فانساق معها حتي انه لم يلتفت لخطاب الله له بهذا الشأن. راجع: البرهان في تفسير القرآن: ج 2 ص 220.

[6] سورة المائدة: 32.