بازگشت

بداية و توطئة




سنبدأ حديثنا في هذا الفصل عن تاريخ ميلاد الزهراء (ع) لأن البعض يحاول ان يتحاشي، بل يأبي الالزام أو الالتزام بما ورد عن النبي الکريم (ص)، و عن الائمة الطاهرين عليهم السلام، من انها (ع) قد ولدت من ثمر الجنة بعد الاسراء و المعراج، أو يحاول تحاشي الالتزام بأنها عليهاالسلام قد تزوجت من علي (ع) في سن مبکر، لأنه يشعر بدرجة من الاحراج علي مستوي الاقناع، يؤثر أن لا يعرض نفسه له.. و قد لا يکون هذا و لا ذاک، بل ربما أمر آخر، هو الذي يدعوه الي اتخاذ هذا الموقف والله هو العالم بحقائق الامور، و المطلع علي ما في الصدور.

ثم نتحدث بعد ذلک، عن أمور لها ارتباط قريب بشأن عصمة الأنبياء، و الأوصياء، و الأولياء عليهم السلام لا سيما عصمة الصديقة الطاهرة صلوات الله و سلامه عليها.

و سيکون حديثنا هذا عن العصمة مدخلا مقبولا و تمهيدا لعرض بعض الحديث عن منازل الکرامة، و درجات القرب و الزلفي لسيدة نساءالعالمين عليها الصلاة

والسلام، في ظل الرعاية الربانية، و التربية الالهية، دون أن نهمل الاشارة الي موضوع ارتباطها بالغيب، الذي تمثل بما حباها الله سبحانه و تعالي به من صفات و خصوصيات،


و کرامات ميزتها عن سائر نساءالعالمين. فکانت المرأة التي تحتفل السماء قبل الارض بزواجها من علي عليه الصلاة والسلام، و کانت أيضا المرأة الطاهرة المطهرة عن کل رجس و دنس و نقص، حتي لقد نزهها الله عما يعتري النساء عادة من حالات خاصة بهن دون أن يکون لذلک أي تأثير سلبي علي شخصيتها فيما يرتبط بشأن الحمل، و الولادة.

ثم اننا: قبل أن نخرج من دائرة کراماتها الجلي، و ميزاتها و صفاتها الفضلي، کانت لنا المامة سريعة بما حباها الله به من علم متصل بالغيب، أتحفها الله به بواسطة ملک کريم کان يحدثها و يسليها بعد وفاة أبيها، الأمر الذي أنتج کتابا هاما جدا، کان الائمة الاطهار عليهم الصلاة والسلام يهتمون، بل و يعتزون به، و کانوا يقرأون فيه، و ينقلون عنه و هو ما عرف ب«مصحف فاطمة» عليهاالسلام، بالاضافة الي کتب أخري اختصت بها صلوات الله و سلامه عليها. اننا سنقرأ لمحات عن ذلک کله في هذا الفصل، مع توخي سلامة الاختيار و مراعاة الاختصار قدر الامکان.. و بالله التوفيق، و منه الهدي و الرشاد.