بازگشت

المهدي من ولد فاطمه




عن ابي ايوب الانصاري قال: قال رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله و سلم) لفاطمه (سلام اللَّه عليها) «نبينا خير الانبياء و هو ابوک، و شهيدنا خير الشهداء و هو عم ابيک- حمزه- و منا من له الجناحان يطير بها في الجنه حيث شاء و هو ابن عمک- جعفر- و منا سبطا هذه الامه- الحسن و الحسين- و هما ابناک، و منا المهدي» [1] .

قال: اخرجه الطبراني في «مجمعه». و ذکره الهيثمي ايضا في «مجمعه» ج 9 ص 166،و قال: رواه الطبراني في «الصغير».

وروي الحاکم في «المستدرک» ج 4 ص 557: «المهدي من عترتي من ولد فاطمه»...

و قال: هو حق- يعني المهدي (عليه السلام) و هو من بني فاطمه (عليهاالسلام). و بطريق آخر قال: هو من ولد فاطمه (عليهاالسلام).

و ذکره الذهبي ايضا في «ميزان الاعتدال» ج 2 ص 24 و قال: المهدي من ولد فاطمه (عليهاالسلام).

و ذکره السيوطي ايضا في «الدر المنثور» في تفسير سوره محمد (صلي اللَّه عليه و آله) و قال: اخرجه ابوداود و ابن ماجه و الطبراني و الحاکم عن ام سلمه.

وروي المتقي الهندي في «کنزالعمال» ج 7 ص 261 قتل: عن علي (عليه السلام) قال:«المهدي رجل منا من ولد فاطمه».


قال: اخرجه ابونعيم

و فيه ايضا، ج 6 ص 318: «ابشري يا فاطمه! فان المهدي منک».

قال: اخرجه ابن عساکر عن الحسين (عليه السلام).

و في «ذخائرالعقبي» ص 135 قال: عن علي بن الهلال عن ابيه قال: دخلت علي رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله و سلم) في الحاله التي قبض فيها فاذا فاطمه (سلام اللَّه عليها) عند راسه (صلي اللَّه عليه و آله و سلم) فبکت حتي ارتفع صوتها،فرفع رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله و سلم) طرفه اليها... (الي ان) قال: «يا فاطمه! والذي بعثني بالحق ان منهما يعني- الحسن و الحسين- (عليهماالسلام)مهدي هذه الامه لاصارت الدنيا هرجا و مرجا و تظاهرت التفن و تقطعت السبل و اغار بعضهم علي بعض فلاکبير يرحم صغيرا، و لاصغير يوقر کبيرا، فيبعث اللَّه عز و جل عند ذلک من يفتح حصون الضلاله و قلوبا غلفا يقوم بالدين في آخر الزمان کما قمت به في اول الزمان، و يملا الارض عدلا کما ملئت جورا». قال: اخرجه ابوالعلاء الهمداني.

لقد مضي في النصوص المتواتره علي آبائه (عليهم السلام) اخبار جمع في خروجه و بقائه (عليه السلام) و سنورد ان شا اللَّه في هذا الباب اخبارا من طرق العمامه و الخاصه توجب القطع بوجوده، و الانکار علي جاحده. و قد بينا ان الامامه رکن عظيم من ارکان الاسلام، و ان الدين يکون متلاشيا بفقد الامام، و قد انزل اللَّه تعالي علي نبيه (صلي اللَّه عليه و آله) عند نصبه عليا (عليه السلام)علما لدينه: (اليوم اکملت لکم دينکم و اتممت عليکم نعمتي) [2] .

و المخالف يقول بهواه المزين: ان الامامه ليست من ارکان الدين فقد اتبع ما تتلو الشياطين، حيث عدل عن الکتاب المبين، و قد جعلوا من ارکان الدين اصول العبادات، و انما هو حاصل بجحد المعبود الاعظم، و النبي الاکرم، و الامام الاقدم،


و نحو ذلک مما علم ضروره من الدين القويم، و تلقته الامه بالقبول و التسليم.

ان قلت: فاذا کان کمال الدين قد حل باميرالمومنين (عليه السلام) فلاحاجه في کماله الي الباقين، قلت: الائمه کلهم في حکم و الدهم، و سنورد من ذلک طرفا في اتحادهم في التقدم، و الفضل، و الخلق، و العقل، و العدل، و الجد، و الاصل، و المجد، و النبل، حتي قيل: انهم کالحلقه المفرغه لايدري اين طرفاها،و کالنقطه التي تستوي الدائره بها.

و لان کل من قال بامامته و نص اللَّه و رسوله، قال بامامتهم لوجود العله فيهم،فمن قال بغيرهم فقد خرج عن اجماعهم.

و لان الامامه لطف عقلي في التکليف، واجب في الحکمه علي الخبير اللطيف و قد علم موت آباء المهدي (عليهم السلام)، فلا وجوده لخلا الزمان عن اللطف الذي هو الامام، و قد جرت عاده الملک الديان، بنصب الانبياء و الاوصياء في جميع الازمان.

و قد اسند ابوداود ذلک في «صحيحه» الي علي (عليه السلام) و الي ام سلمه (رضي اللَّه عنها) ايضا، و البغوي في «شرح السنه»، و مسلم و البخاري الي ابي هريره، و الترمذي الي ابن مسعود، و الثعلبي الي انس و سياتي.

و اسند الثعلبي في تفسير (يوم ندعوا کل اناس بامامهم) [3] قول النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «کل قوم يدعون بامام زمانهم».

قالوا: فابن قانع و عبدالرزاق و ابن الجوزي و محمد بن اسحاق اجمعوا علي ان العسکري (عليه السلام) مات لاعن عقب، قلنا: ذلک باطل، اول ما فيه انهم خصوم هذه المساله. و الثاني: شهادتهم علي نفي فهي مردوده. و الثالث: انه منقوص بما جاء من طريق المخالفين فضلا عما تواتر من احاديث المومنين.

فقد ذکر الکنجي الشافعي في کتاب «المناقب» قاعده قريبه من آخره من


اعقب من اولاد اميرالمومنين (عليه السلام) و ذکر ان العسکري (عليه السلام) خلف ابنه و هو الامام المنتظر، و نختم الکلام بذکره مفردا. هذا آخر کلامه.

و قال ابوالمظفر سبط ابن الجوزي في «الخصائص»: و قد ذکرنا وفاه الحسن بن علي (عليهماالسلام) و انها سنه ستين و مائتين و ذکر اولاده منهم: محمد الامام، و مثله رواه محمد بن طلحه الشافعي خطيب دمشق، و قال فخر المحققين (رحمه اللَّه)في کتابه «تحصيل النجاه» الصحيح ان العسکري (عليه السلام) توفي بعد ان بلغ ولده الخلف الصالح (عليه السلام) عشر سنين.

و بالجمله فتواريخ مواليد الائمه (عليهم السلام) مشهور في «ارشادالمفيد» و «کشف الغمه» و غيرهما، وللَّه النعمه.

ولو سلم نقصه عن ذلک لم يضر شيئا في امامته کما في يحيي و نحوه، فقد قال اللَّه فيه: (و آتيناه الحکم صبيا) [4] و جعل عيسي (عليه السلام) في المهد نبيا، و قد روي الخصم تفضيل المهدي (عليه السلام)علي عيسي (عليه السلام).

و قد ذکر ابوالعلاء و هو من اعاظم الجمهور: ان عيسي بن مريم (عليه السلام) يصلي خلفه (عليه السلام).

و اخرج نعيم بن حماد في کتاب «الفتن» و هو من اعيانهم و ثقاتهم قول عيسي للمهدي (عليهماالسلام): (انما بعثت وزيرا و لم ابعث اميرا). و لاشک ان الامير فوق الوزير.

و من الکتاب ايضا عن محمد بن سيرين و ذکر فتنه تکون فقال: اذا کان ذلک فاجلسوا في بيوتکم حتي تسمعوا علي الناس بخير من ابي بکر و عمر، قيل: خير من ابي بکر و عمر؟ قال: هو خير منهما.

و قد روي ابونعيم في کتاب «نعوت المهدي و خروجه»، و ما يکون في زمانه و مدته و نحو ذلک، مائه و سته و خمسين حديثا باسانيدها.


وروي الجعب المنادي في کتابه الذي سماه «الفيض علي محدثي الاعوام بنباء ملاحم غابر الايام» في خروج المهدي (عليه السلام) ثمانيه عشر حديثا باسانيدها ايضا.

قالوا: يبعد بقاوه هذه المده الطويله: قلنا: و هل يستبعد ذلک الا من سلب اللَّه قدرته، و قد مضي في السوالف نحوه، فقد بعث اللَّه شعيب (عليه السلام) الي خمس امم، و لبث نوح (عليه السلام) في قومه الف سنه الا خمسين عاما، وروي انه عاش الفا و اربعمائه سنه، و عاش لقمان النسوري ثلاثه آلاف و خمسائه سنه، و قيل: عاش عمر سبعه انسر، و سمي آخرها لبد، و قال: طال الابد علي لبد.

و قيل فيه:


يا نسرکم تعمري تعيش و کم

تسحب ذيل الحياه يالبد


و قال الاعشي:


بنفسک ان تحيي لسبعه انسر

اذا ما فني نسر خلوت الي نسر


فعمر حتي خال ان نسوره

خلود و هل تبقي النفوس علي الدهر


و قال لادناهن ادخل ريشه

هلکت و اهلکت ابن عاد و ما تدري


و سببه انه سال نبيا ان يسال اللَّه ان يطيل عمره، فاوحي اللَّه اليه: خيره في ان عمره عمر سبع بعراه في ظل جبل لايصل اليها ريح و لامطر اذا يقال: البعر اذا لم تصبه شمس و لامطر (او سبعه انسر کلما هلک نسر خلف بعده نسر) [5] .

بقي دهرا و عمر عمر سبعه انسر، و سمي آخرها لبد تفاولا بالابد، فلما کبر النسر ضعف لقمان و کان يدخل القصب تحت جناحه و يقول: انهض لبد فان هلکت اهلکتني و عاشت الانسر ثمانمائه سنه.


و قد روي المنکر لبقاء المهدي عن نافع عن ابن عمر خبر الدجال و غيبته، و بقاءه المده الطويله، و ظهوره آخرالزمان، و قال النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «ما بعث اللَّه نبيا الا انذر قومه فتنه الدجال، و ان اللَّه اخره الي يومکم هذا».

قالوا: انما اجري اللَّه عادته بالتطويل في غير هذه الامه، قلنا: لايضرنا ذلک بحال، مع اتفاق الاکثر علي بقاء الخضر و الدجال، علي ان ذلک و ان لم يقع لغيره لم يدل علي نفيه عنه و يکون معجزه له، فان کل المعجزات خوارق للعادات.

قالوا: نمنع حياه الخضر لقول النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «لو کان الخضر حيا لزارني».

قلنا: اخرج مسلم عن النبي (صلي اللَّه عليه و آله) في الدجال انه محرم عليه ان يدخل المدينه فينتهي الي بعض السباخ فيخرج اليه رجل هو خير الناس فيقول: اشهد انک الدجال الذي حدثنا النبي (صلي اللَّه عليه و آله) بحديثه. فيقول الدجال: ان قتلت هذا ثم احييته اتشکون في امري؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه فيقول: ما کنت فيک قط اشد بصيره مني الان، فيريد الدجال قتله ثانيا فلايسلط عليه، فقال ابراهيم بن سعد: يقال: هذا الرجل الخضر.

و ذکر قول الخضر: «حدثنا رسول اللَّه- صلي اللَّه عليه و آله» دل حديثه علي اجتماعه برسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله) و فيه تکذيب «لو کان حيا لزارني».

ذکر الصدوق في روايه ان اسمه خضرون بن قابيل بن آدم و يقال: جعليا و انه انما سمي الخضر لانه جلس علي روضه بيضاء فاهتزت خضرا، قال: و الصحيح ان اسمه تاليا بن ملکان بن عامر بن ارفخشد بن سام بن نوح و قد اخرجت الخبر فيه مسندا في کتاب «العلل».

ثم نرجع و نقول: عيسي ايضا حي الي الان، قال الضحاک و جماعه ايضا من مفسري المخالف في قوله تعالي: (اني متوفيک و رافعک الي) [6] اي بعد انزالک من


السماء، و قال الکلبي و الحسن و ابن جريح: رافعک من الدنيا الي من غير موت.

و يوکد ذلک ما رواه الفراء في کتابه «شرح السنه» و اخرجه البخاري و مسلم في «صحيحيهما» عن ابي هريره قول النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «کيف انتم اذا نزل ابن مريم فيکم و امامکم منکم؟».

و في تفسير (و ان من اهل الکتاب الا ليومنن به قبل موته) [7] .

قال ابن المرتضي: قال قوم: الهاء في «موته» کنايه عن عيسي اي قبل موت عيسي عند نزوله من السماء في آخرالزمان، فلايبقي احد الا آمن به حتي يکون به المله واحده مله الاسلام و يقع الامنه في الناس حتي ترتع الاسود مع الابل، و النمور مع البقر، و الذئاب مع الغنم، و تلعب الصبيان بالحيات.

و لاشک ان هذه المقاله معها ظاهر الايه، اذ لم يومن بها منهم منذ نزولها الي الان، فلابد من کون ذلک في آخرالزمان، و في الحديث: «ينزل عيس في ثوبين مهر و دين» اي مصبوغين بالهرد و هو الزعفران.

قالوا: في الحديث يواطي ء اسمه اسمي، و اسم ابيه اسم ابي، و محمد بن الحسن (عليهماالسلام) ليس کذلک.

قلنا: هذه الزياده من طريقکم فليس حجه علينا، و قد طعن الاصوليون في ناقل الزياده، قال الکنجي: و قد ذکر الترمذي الحديث في «جامعه» و ليس فيه «اسم ابيه اسم ابي» و ذکره ابوداود و ليس فيه ذلک [8] .

و لو سلمت الزياده فقد قال خطيب دمشق: المراد بالاب الحسين الذي هو الجد الاعلي و قد شاع في لسان العرب اطلاق الاب عليه، و في الکتاب (مله ابيکم ابراهيم) [9] (و اتبعت مله آبائي ابراهيم) [10] .


و المراد باسم الاب الذي هو الحسين کنيته و هو ابوعبداللَّه، و قد استعمل الفصحا الاسم في الکنايه، و قد اسند البخاري و مسلم الي سهل بن سعد الساعدي ان النبي (صلي اللَّه عليه و آله) سمي عليا (عليه السلام) ابا تراب و لم يکن له اسم احب اليه منه. فاطلق النبي (صلي اللَّه عليه و آله) علي الجد اسم الاب، و علي الکنيه لفظه الاسم، لتکون الالفاظ مختصره جامعه لتعريق صفات الامام، و انه من ولد الحسين (عليه السلام) و هذا بيان شاف کاف في ازاله ذلک الاشکال، فافهمه. انتهي کلام الخطيب الشافعي.

قالوا: قلتم انصاره ثلاثمائه و ثلاثه عشر، فلم لايخرج اليوم و انصاره اکثر؟ قلنا: علمنا ذلک بالخبر، علي ان الکثره لاتعتبر، فان النبي (صلي اللَّه عليه و آله) حارب في بدر بذلک العدد، و لم يکن فيهم الاسبعه اسياف، و الباقي بجريد النخل، و لم يحارب في الحديبيه و معه الف و سبعمائه بحسب المصلحه، و صالح الحسن (عليه السلام) معاويه في آلاف، و حارب الحسين (عليه السلام) في قوم قليلين.

قالوا: کيف يمکن الغاصب التوبه و هي بتسليم حقه اليه مع غيبته، قلنا: يکفيه خروج الغصب من يده و الوصاءه لکل احد به و شهره امره.

قالوا: ظهوره مشروط بزوال خوفه، و لاعلم له بما في قلوب الناس له، فلايزول خوفه، قلنا: عندنا ان آباءه اعلموه بمده غيبته و بعلامات وقت ظهوره بما نقلوه عن جده عن جبرائيل عن ربه عز و جل، علي ان خروجه يجب اذا غلب السلامه في ظنه، کما يجب النهي عند اماره انجاعه، و غير ممتنع ان يعلمه اللَّه تعالي باياته و بالهامه انه متي غلب علي ظنه زوال خوفه، وجب خروجه تبعا لظنه الذي هو طريق الي علمه بزوال خوفه.

قالوا: في حال ظهوره زوال الشبهات عن رعيته، فاللطف معدوم او ناقص حال غيبته، قلنا: هو معارض بالنبي (صلي اللَّه عليه و آله) و استتاره، علي ان حال ظهوره انما الطريق هو الاستدلال علي امامته فکان حال ظهوره مساويا لحال غيبته في لطفيته.


قالوا: قد ادعيت المهديه لاسماعيل بن جعفر، و لمحمد ابنه، و لابي جعفر، و لموسي بن جعفر، ولابن الحنفيه، و لايمکن الجمع بين هذه الاقوال، و اذا تناقضت تساقطت، قلنا: اذا قامت الادله علي ما ذهبنا اليه من قول النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «لن يفترقا حتي يردا علي الحوض». و نحو ذلک من النصوص الواضحه، بطل ما عارضتم به.

علي ان المناقضه لاتوجب التساقط لامتناع کذب لنقيضين، و لو اوجبت التساقط بطل وجود الرب لقول المعطله بعدمه، و بطل دين الاسلام لقول الکفار بکذبه، و قد قال النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «ستفرق امتي علي نيف و سبعين فرقه منها واحده ناجيه»، و المذاهب الاربعه ساقطه لرد بعضها بعضا، و لعنه بعضها بعضا، يظهر ذلک لمن تامل المنتظم و البخاري و تعرضه بابي حنيفه.

قالوا: ليس فيما ذکرتم بطلان مهديه ابن الحنفيه لقولهم ببقائه الي آخرالزمان،قلنا: يبطله ما اسنده ابوداود في «صحيحه» الي ام سلمه من قول النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «المهدي من عترتي من ولد فاطمه».

و من کتاب «الفتن» مرفوعا الي الزهري قال: «المهدي من ولد فاطمه».

و منه عن علي (عليه السلام): «سمي النبي- صلي اللَّه عليه و آله- الحسين (عليه السلام) سيدا و سيخرج من صلبه رجلا اسمه اسم نبيکم- صلي اللَّه عليه و آله- يملا الارض عدلا کما ملئت جورا».

و عن عبداللَّه بن عمر: يخرج رجل من ولد الحسين (عليه السلام) من قبل المشرق لو استقبلها الجبال لهدها و اخذ منها طرقا.

فهذه الاحاديث، و الاحاديث بان الائمه اثني عشر، و اشتراط العصمه المنفيه عن غيره تبطل اقوال من خالفنا فيه.

قالوا: ما کفاکم ما تدعون من الهذيان، حتي سميتموه صاحب الزمان، و لاصاحب الزمان، الا خالق الاکوان؟ قلنا: بل البهتان منسوب الي من انکر القرآن،


في قوله تعالي: (توتي الملک من تشاء) [11] و قد ملک الامر لغيره، في قوله تعالي: (و اولي الامر منکم) [12] و لم ينف ذلک قوله تعالي: (الا له الخلق و الامر) [13] لانه المالک لما ملکهم و المالک لما عليه اقدرهم.

قالوا: من ضحکاتکم تدخرون له سيوفا، و تجعلون له من اموالکم اقساطا و تدعون لائمتکم الاحاطه بالغيب علما. و قد قال الامام العظم ابن تيميه الحنبلي: مهدي الرافضه لاخير فيه اذ لانفع ديني و لادنيوي لغيبته. قلنا: و اي عاقل ينکر ادخار السيوف لامام وقع الاتفاق علي خروجه و جهاده، فقد اخرج ابونعيم في کتاب «الفتن» قول ابي جعفر: و يظهر المهدي بمکه عند العشاء، و معه رايه رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله)، و قميصه، و سيفه، و علامات، و نور، و بيان،و ينادي من السماء: ان الحق في آل محمد (صلي اللَّه عليه و آله) و آخر من الارض: ان الحق في آل عيسي (عليه السلام).

قال ابوعبداللَّه: اذا سمعتم ذلک فاعلموا ان کلمه اللَّه هي العليا، و کلمه الشيطان هي السفلي. فهذه کتبهم تشهد بان قول من يقول: المهدي هو المسيح قول الشيطان.

و اما السهم من الاموال فمنطوق الکتاب حيث قال اللَّه تعالي: (و اعلموا انما غنمتم من شي ء) [14] الايه. و هذا القسط يصرف الي الذريه، و قولکم ندعي لهم علم الغيب فليس بصحيح، ل ما اطلع اللَّه تعالي عليه نبيه (صلي اللَّه عليه و آله) منه بقوله تعالي: (الا من آرتضي من رسول) [15] اوصله اليهم.

قد ذکر في کتاب «الفتن» ان عمر- و هو بالمدينه- قال لساريه- و هي بنهاوند


- «الجبل الجبل» و قد ذکر في ذلک الکتاب انه (عليه السلام) خير من ابي بکر و عمر.

و قد جاء في کتبهم قول علي (عليه السلام) عند الامتناع من البيعه لعمر: «احلب حلبا لک شطره، اسدده له اليوم يرده عليک غدا». و قال للجعشمي: «کاني بک و قد نعرت في هذه الفتنه و کاني بحوافر خيلي و قد شدخت راسک» فکان کما قال، و قال قبيصه: للَّه در ابي حسن ما حرک شفتيه بشي قط الا کان کما قال: و اذا جاز ان اللَّه يحصي کل شي ء في جسم جامد، و هو اللوح المحفوظ، فاحصاوه في جسم ناطق هو الامام اجوز.

و قد صنفتم في فضائل- سيدي احمد- کتابا مملوا من الحکايات و السخريات، منها:انه جر سفينه علي الارض فراسخ فينسب ذلک و نحوه الي جاهل فتسلموه، و لو نسب مثله الي اميرالمومنين علي (عليه السلام) لانکر تموه، و قولکم في ابن تيميه الاما الاعظم فللَّه الحمد حيث اجمعتم علي قتله لکفره بانکار نص الکتاب، حيث اباح شحم الخنزير و قال: ان اللَّه حرم لحم الخنزير، و کذا مضي في سالف الازمان، فعل الصحابه و التابعين بعثمان، لاحداثه الخبيثه في دين اللَّه.

و قد لعن رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله) من يفعل مثل ذلک، فقال صاحب کتاب «الشفا» منکم: قال النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «من احدث في المدينه حدثا او آوي محدثا فعليه لعنه اللَّه» و اسنده مسلم و البخاري و الحميدي.

و لانسلم عدم انتفاعنا بالامام، بل هو کالشمس المحجوبه بالغمام، و لو سلم فعدم الانتفاع به لايبطل حقيه امامته کما لم يبطل نبوه النبي بغيبته. مع جواز ان يعرض لعالم نزيل ما يشکل عليه و لايعرفه.

قالوا: اذا کان الامام لطفا واجبا عليه وجب ان يخلق له انصارا و لما لم يخلق بطلت لطفيته، قلنا: لايتم لکم ذلک، و عندکم لايسال عما يفعل و هم يسالون.

قالوا: لم لايخلق له خلقا يطيعونه و يسقط عنهم التکليف و ينفعهم بالاعواض، قلنا: يلزم الالجاء فيستغني عن الامام، اذ لم يبق من يکون الامام لطفا لهم.


قالوا: قلتم: يظهر في سن الشباب علي طول عمره و ذلک متناقض، قلنا: لاينکر ذلک الا من رفع قدره ربه، و الحق العجز به، و قدعاش ضبيعه السهمي مائتين و خمسين سنه و مات شابا فقالت اخته:


من يامن الحدثان بعد

ضبيعه السهمي ماتا


سبقت منيته المشيب

و کان ميتته انفلاتا


و قد ذکر ابوسعيد ان السمندل اذا انقطع نسله و هرم، القي في النار فعاد شبابه.

قالوا: مضت الاباء و الاعصار، و انتم في هذا الانتظار قلنا: ليس في ذلک شناعه مع قوله تعالي: (اقتربت الساعه) [16] .

قالوا: کم من واحد ادعي انه المهدي او نائبه قدتبين بموته کذبه قلنا: لو کان ذلک يبطل امامته لبطلت نبوه محمد (صلي اللَّه عليه و آله) بمن ادعي النبوه بعده.

اسند عبدالواحد الي السيد الحميري قال: کنت اقول بالغلو و اعتقد غيبه ابن الحنفيه فلما صح عندي بالدلائل التي شاهدت من الصادق (عليه السلام) انه الامام سالته عن الغيبه فقال: ستقع بالسادس من ولدي، و هو الثاني عشر من الائمه، لم يخرج من الدنيا حتي يطهرها، فرجعت عما کنت عليه.

قال السيد الحميري: و قلت: قصيدتي التي اولها:


تجعفرت باسم اللَّه و اللَّه اکبر

و ايقنت ان اللَّه يعفو و يغفر


و دنت بدين غيرما کنت دائنا

به و نهاني سيد الناس جعفر


فقلت: هب اني قد تهودت برهه

و الا فديني دين من ينتصر


فاني الي الرحمن من ذاک تائب

و اني قد اسلمت و اللَّه اکبر





فلست بغال ما حييت و راجع

الي ما عليه کنت اخفي و اضمر


و لاقائلا حي برضوي محمد

و ان عاب جهال مقالي و اکثروا


ولکنه ممن مضي لسبيله

علي افضل الحالات يقفي و يخبر


مع الطيبيين الطهرين الاولي لهم

من المصطفي فرع زکي و عنصر [17] .


وروي محمدبن زياد، قال دعبل الخزاعي: لما انشدت الرضا (عليه السلام) قصيدتي التائيه قال: فلما قلت:


خروج امام لامحاله خارج

يقوم علي اسم اللَّه و البرکات


يميز فينا کل حق و باطل

و يجزي علي النعماء و النقمات


بکي بکاء شديدا و قال (عليه السلام): «نطق روح القدس علي لسانک، اتدري من هذا؟ «قلت: لا، الا اني سمعت بخروج امام منکم يطهر الارض. فقال (عليه السلام):» الامام بعدي محمد ابني، و بعده ابنه علي، و بعده ابنه الحسن، و بعده ابنه الحجه القائم المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره، و قد حدثني ابي عن آبائه (عليهم السلام) ان النبي (صلي اللَّه عليه و آله) سئل عن وقت خروجه، فقال: «مثله کالساعه لايجلها لوقتها الا هو».

و اسند الحافظ الدار قطني من اهل السنه فيما جمعه من مسند فاطمه (عليهاالسلام) ان العبدي سال الخدري عما سمع من النبي (صلي اللَّه عليه و آله) في فضائل علي (عليه السلام) فقال: دخلت فاطمه (عليهاالسلام) علي ابيها (صلي اللَّه عليه و آله) في مرضه فبکت، فقال (صلي اللَّه عليه و آله): «اطلع اللَّه علي الارض اطلاعه فاختار منها اباک فبعثه نبيا، و ثانيه فاختار بعلک فاوحي الي ان اتخذه وصيا ثم قال (صلي اللَّه عليه و آله): اعطينا خصالا لم يعطها احد:نبينا خير الانبيا و هو ابوک،


و وصينا خير الاوصيا و هو بعلک، و شهيدنا خير الشهدا و هو حمزه عم ابيک، و سبطا هذه الامه ابناک، و منا مهدي هذه الامه الذي يصلي عيسي خلفه ثم ضرب علي منکب الحسين (عليه السلام) و قال: من هذا مهدي هذه الامه».

و هذا الحديث قد اسلفناه آنفا فاعدناه استئناسا.

و اسند محمدبن لاحق بن سابق من طريق العامه الي الجارود العبدي اسلم عن النصرانيه عام الحديبيه، و وفد علي النبي (صلي اللَّه عليه و آله) في رجال من عبد القيس و انشا:


يا نبي الهدي اتتک رجال

قطعت فدفدا و الافلالا


الي ان قال:


انبا الاولون باسمک فينا

ثم اسماء بعده تتلالا


فقال (صلي اللَّه عليه و آله و سلم): «افيکم من يعرف قسا؟» قال الجارود: نعم کان ينتظر زمانک، و يهتف باسمک و اسماء لااراها فيمن اتبعک. فقد شهدته خرج من ناد من انديه اياد الي ضحضح ذي قتاد. فوقف رافعا الي السماء وجهه و اصبعه و قال: اللهم رب هذه السبعه الارفعه، و الارضين الممرعه، و بمحمد و الثلاثه المحاميد معه، و العليين الاربعه، و سبطيه لنبعه الارفعه، و سمي الکليم من الفرعه، و الحسن ذي الرفعه.

اولئک النقباء الشفعه، و الطريق المهيعه، درسه الانجيل، و حفظه التنزيل، و عدد نقبا بني اسرائيل، محاه الاضاليل، و نفاه الاباطيل، الصادقون القيل، عليهم تقوم الساعه، و لهم فرض الطاعه، ثم انشا شعره، و آب يکفکف [18] دمعه، ويرن کرنين البکره و يقول:




اقسم قس قسما

ليس له مکتتما


لو عاش الفي عمر

لم يلق منها ساما


حتي يلاقي احمدا

و النقباء الحکما


هم اوصياء احمد

اکرم من تحت السماء


ذريه من فاطمه

اکرم بها من فطما


يعمي الانام عنهم

و هم جلاء للعمي


لست بناس ذکرهم

حتي احل الرجما


قال الجارود: فقلت: يا رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله)! اخبرني بهذه الاسماء التي لم نشهدها، و اشهدنا قس ذکرها؟

فقال (صلي اللَّه عليه و آله): «اوصي اللَّه الي ليله الاسري ان اسال من ارسلنا قبلک من رسلنا علي مابعثتهم؟ فسالتهم فقالوا: علي نبوتک و ولايه علي بن ابي طالب و الائمه منکما، فاوحي اللَّه الي ان التفت فالتفت فاذا علي، و الحسن،و الحسين، و علي ابن الحسين، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد، و موسي بن جعفر،و علي بن موسي، و محمد بن علي، و علي بن محمد، و الحسن بن علي، و الحجه بن الحسن فقال: هولاء اوليائي، و هذا المنتقم من اعدائي».

اسند صاحب «المقتضب» الي جماعه قالوا: کان علي (عليه السلام) اذا اقبل الحسن (عليه السلام) قال: «مرحبا يا بن رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و آله»، و اذا اقبل الحسين (عليه السلام) قال «بابي انت و امي يا ابا خير الامناء».

قلنا: من خير الامناء؟ قال (عليه السلام): «ذلک الفقيد الطريد الشريد، محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام».

و اسند الخزاز الي مسعده قال: کنت عند الصادق (عليه السلام) فاذا بشيخ قد انحني فسلم فرد عليه، فبکي فقال: «ما يبکيک؟» قال: قمت علي قائمکم انتظره مائه


سنه اقول: هذا الشهر، هذه السنه، و قد اقترب اجلي و لااري فيکم ما احب فدمعت عينا الصادق (عليه السلام) و قال: «ان بقيت حتي تري قائمنا کنت في السنام الاعلي معنا، و ان حلت بک المنيه جئت يوم القيامه مع ثقل محمد»، فقال الشيخ: لاابالي بعد سماع هذا الخبر.

ثم قال (عليه السلام): «يا شيخ اعلم ان قائمنا يخرج من صلب الحسن، و الحسن من صلب علي، و علي يخرج من صلب محمد، و محمد يخرج من صلب علي، و علي يخرج من صلب ابني هذا، و اشار الي موسي و هذا خرج من صلبي، نحن اثني عشر کلهم معصومون مطهرون، واللَّه لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول اللَّه ذلک اليوم حتي يخرج قائمنا اهل البيت، الا ان شيعتنا يقعون في فتنه و حيره في غيبته، هناک يثبت علي هداه الخلصون. اللهم اعنهم علي ذلک».

و اسند الديلمي في «الفردوس» الي ابن عباس قول النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «المهدي طاووس اهل الجنه».

و اسند الي حذيفه قول النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «المهدي ولدي، وجهه کالقمر الدري، اللون لون عربي، و الجسم جسم اسرائيلي، يملا الدنيا عدلا کما ملئت ظلما، يحبه اهل السماء و الارض، يملک عشرين سنه». و جمع ابونعيم الحافظ کتابا سماه «کتاب ذکر المهدي و نعوته و حقيقه مخرجه».

و اسند الثعلبي في تفسير قوله تعالي:«قل لااسالکم عليه اجرا الا الموده في القربي) [19] الي انس قول النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «نحن ولد عبدالمطلب ساده اهل الجنه، و ذکر نفسه و خمسه سماهم من اهل بيته، ثم قال: والمهدي».

و في تفسيره ان اهل الکهف يحييهم اللَّه للمهدي (عليه السلام).

وروي في «الجمع بين الصحاح السته» عن الخدري قول النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «المهدي فتي اجلي الجبهه اقني الانف، يملا الارض قسطا وعدلا کما ملئت


جورا و ظلما، يملک سبع سنين».

و في روايه هشام و الفراء في «المصابيح» تسع سنين.

و فيه ايضا عن علي (عليه السلام): انه نظر الي ابنه الحسين (عليه السلام) و قال: «ان ابني هذا سيد کما سماه رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله) يخرج من صلبه رجل باسم نبيکم يشبهه في الخلق يملا الارض عدلا».

و اسند ابن المغازلي اخبارا کثيره تتضمن البشاره بالمهدي (عليه السلام) و ذکر فضائل دولته.

و اسند الفراء في «مصابيحه» قول النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «يصيب هذه الامه بلاء حتي لايجد الرجل ملجا من الظلم، فيبعث اللَّه رجلا من عترتي فيملا به الارض قسطا وعدلا کما ملئت ظلما و جورا يرضي عنه ملائکه السماء و الارض، لاتدرع السماء من قطرها شيئا الا اخرجته، حتي تتمني الاحياء الاموات ان تعيش،يکون ذلک سبع سنين، او تسع، حتي يقول الرجل يا مهدي! اعطني، فيحثي له في ثوبه ما استطاع ان يحمله».

و ذکر ابن الخشاب الحنبلي في «تاريخ اهل البيت» و نصر بن علي الجهضمي في «تاريخ اهل البيت» و نصر بن علي الجهضمي في «تاريخ اهل البيت» مايتضمن تسميه الاثني عشر (عليهم السلام)، و قد ذکرنا في اخبار اعدادهم و اسمائهم و کون المهدي في جملتهم، من تصفح کتابا منه عثر علي الزلال، فينقع صداء الصادر و الوارد، و يقمع به راس کل شيطان مارد.

قال عبدالمحمود [20] : وجدت کتابا لبعض الشيعه اسمه (کشف) «المخفي في مناقب المهدي». روي فيه مائه و عشره احاديث من طرق المذاهب الاربعه منها في «صحيح البخاري» 3، و مسلم 11، و «الجمع بين الصحيحين» 2، و من «الجمع بين


الصحاح السته» 11، و من «فضائل الصحابه» 9، و من «تفسير الثعلبي» 5، و من «غريب الحديث» للدينوري 6، و من «فردوس الديلمي» 4، و من «کتاب الدار قطني» 9، و من «المفتقد» [21] للسکسکاني 2، و من «المصابيح» 5، و من «الملاحم» لاحمد بن جفعر 34، و من «کتاب الحضرمي» 3، و من «الرعايه لاهل الدرايه» للفرغاني 3، و من کتاب «الاستيعاب» للنميري 2، و خبر سطيح رواه الحميدي.

قال: و رايت في کتاب السنن سبعه احاديث باسانيدها في خروج المهدي (عليه السلام).

غايه طعن المنکرين لولادته متعلقه بنفي مشاهدته، قلنا: قداسلفنا مشاهده قوم من اوليائه، علي ان نفي رويته لايدل علي نفي وجوده، و لايقدح فيه قول المنحرف عنه بجحوده.

اذ ليس طرق العلم محصوره في المشاهده فاذا دلت البراهين علي امامته و وجوده،لم تکن غيبته عن الابصار ما نعه عن تولده، و اکثر المواليد انما تثبت بالشياع و هي حاصله هنا من الشيعه، و کيف يکر وجوده لعدم مشاهدته و الابدال موجودون و لايشاهدون.

قال ابن ميثم في شرحه للنهج: قد نقل انهم سبعون رجلا منهم اربعون بالشام، و ثلاثون في سائر البلاد، و في الحديث عن علي (عليه السلام): «الا بدال بالشام،و النجباء بمصر، و العصائب بالعراق، يجتمعون فيکون بينهم حرب».

و غيبته (عليه السلام) ليست من اللَّه لحکمته، و لامنه لعصمته، فهي من خوفه عن رعيته.

ان قلت: لو کان سبب ستره خوفه لاستتر آباوه، قلت: آباوه (عليهم السلام) خوطبوا بالتقيه، و خوطب هو بالخروج بالسيف، و من ثم لم يخافوا کفخوفه، خصوصا فيمن عرف من اعدائه انه القائم بامر ربه، دون آبائه، و ستره لم يخرجه عن امامته کما


ان ستر النبي (صلي اللَّه عليه و آله) في شعبه و غاره لم يخرجه عن نبوته.

ان قيل: انما استتر النبي (صلي اللَّه عليه و آله) بعد اداء ما وجب عليه، فلا ضروره حينئذ اليه، قلنا: و من الذي يسوغ استغناء الامه عن النبي حال ستره، و اکثر الاحکام انما ظهرت بعد خروجه عن غاره.

قالوا: غيبه النبي (صلي اللَّه عليه و آله) غير ضائره، و غيبه مهديکم (عليه السلام) طويله و هي ضائره، قلنا: لافرق بين طول الغيبه و قصرها، اذا استمر سببها.

ان قيل: کلما بعد الامام عنهم زاد فسادهم، فزاد خوفه منهم، و ذلک يوجب ان لايخرج ابدا اليهم، قلنا: و من الذي يقطع بزياده فسادهم، فکم من متاخر صالح،و متقدم صالح، علي انا اذا اثبتنا عدل اللَّه و عصمه الامام، احلنا سبب الغيبه علي العلام، کما في خلق الموذيات المجهول وجه حسنها.

ان قيل لم لم يظهر لاوليائه؟ قلنا: لخوف الاشاعه، فيشهره الولي بالعدو و لان الولي لايعلم انه الامام الا بمعجز و جائز تشکيک الولي فيه، فتمنعه هذه الوصمه من ذلک شفقه منه عليه.

ان قيل: فحال غيبته ان امکن الوصول الي الحق بغيره، استغني عنه، و ان امتنع کان الناس في حيره لاجله، قلنا: النظر کاف في العقليات، و الاصول المتواتره و القواعد التي القوها الي الناس، کافيه في السمعيات، فاذا انقطعت فان ظهر فلا کلام، و الا کان اللوم علي من اخاف الاما، علي انا اذا علمنا امامته من الايات و الروايات، لم تقدح فيها هذه الايهامات الواهيات.

وجد بخط الشيخ السعيد ابي عبداللَّه الشهيد و ذکره ايضا شيخنا المفيد (رحمه اللَّه) في اخبار کثيره: لايخرج القائم (عليه السلام) الا علي وتر من السنين، و يمکن ان تکون ولادته في وقت يقتضي طول غيبته، فقد حکي عن علماء المنجمين ان دور الشمس الف و اربعمائه و احدي و خمسون سنه، و هو عمر عوج بن عنق، عاش من نوح الي موسي، و دور القمر الاعظم ستمائه و اثنان و خمسون، و هو عمر شعيب بعث الي خمس امم، و دور زحل الاعظم مائتان و خمسه و خمسون، قيل:و هو عمر السامري من بني


اسرائيل، و دور المشتري الاعظم اربعمائه و اربعه و عشرون قيل: و هو عمر سلمان الفارسي (رضوان اللَّه عليه)، و دور الزهره الاعظم الف و مائه و احدي و خمسون قيل: و هو عمر نوح (عليه السلام)، و دور عطارد الاعظم اربعمائه و ثمانون قيل: و هو عمر فرعون، و قد کان في اليونان مثل بطلميوس، و في الفرس مثل الضحاک عاش الف سنه و اقل و اکثر، و قد حکي عن سام اذا مضي من الف السمکه سبعمائه سنه يکون العدل ببابل، و عن سابور البابلي نحو ذلک، و عن بعض العلما اذا نقضت سبعمائه سنه يکون الايات و العدل.

وردت الراويات بانه يکون امامه دلالات: خروج السفياني، و قتل الحسني، و اختلاف بني العباس، و کسوف الشمس في نصف شهر رمضان، و القمر في اخره، و خسف بالمشرق و المغرب، و قتل نفس زکيه بظهر الکوفه، و رجل هاشمي بين الرکن و المقام، و القبال رايات سود من خراسان، و خروج اليماني و المعربي، و نزول الترک الجزيره، و الروم الرمله، و طلوع نجم بالمشرق يضي ء کالقمر يتقوس، و نار تظهر بالمشرق و تبقي اياما.

اسند المفيد في «ارشاده» ان المنصور قال لسيف بن عميره: لابد من مناد من السماء باسم رجل من ولد ابي طالب و من ولد فاطمه (عليهماالسلام)، و نحن اول من يجيبه، لولا اني سمعته من ابي جعفر محمد بن علي (عليهماالسلام) ما قبلته لو حدثتني به اهل الارض.

و اسند الي عبداللَّه بن عمر قول النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «لاتقوم الساعه حتي يخرج المهدي من ولدي، و لايخرج حتي يخرج ستون کذابا کلهم يقول: انا نبي».

و في روايه ابي بصير: «يامر اللَّه الفلک بقله الحرکه فتطول الايام و السنون کما قال في القيامه: انه «کالف سنه مما تعدن»

وروي ان مده ملکه تسع سنين يطول فيها الايام و الاشهر. و الروايه الاولي اشهر.


ان قيل: استقرالدين علي انه لابعث الا في الحشر، قلنا: ذلک هو البعث العام فان القرآن الکريم ورد ببعث آخر في قوله تعالي: (و يوم نحشر من کل امه فوجاء) [22] و في موضع آخر (و حشرناهم فلم نغادر منهم احدا) [23] فلولا اختلاف القولين لزم تناقض الکلامين، و کذا قوله تعالي: (امتنا اثنتين و احييتنا اثنتين) [24] فالموته الاولي في الدنيا و الحياه فيها، و الاخره بعدها، نو الحياه في الاخره.

ان قيل: بل الموته الاولي قبل الخروج الي الدنيا لقوله تعالي: (کيف تکفرون باللَّه و کنتم امواتا فاحياکم) [25] الايه، قلنا: لاشک ان ذلک من المجاز، اذ يطلق الموت علي ما لايقع فيه، قال اللَّه تعالي: (بلده ميتا) [26] و (الارض الميته) [27] و ما نحن فيه لاضروره الي رده الي المجاز. و في القرآن الکريم: (و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمه و نجعلهم الوارثين، و نمکن لهم في الارض و نري فرعون و هامان و جنودهما منهم ما کانو يحذرون) [28] .

فقد ورد ان المسضعفين آل محمد (صلي اللَّه عليه و آله)، و فرعون و هامان الشيخان المتقدمان.

ان قيل: الايه ظاهره في بني اسرائيل، قلنا: ظاهر (نري) و اخواتها تدل علي الاستقبال، و يويده ما في ذلک من الاخبار. و قد ورد فيها رجوع الائمه الاطهار (عليهم السلام).

ان قيل: فعلي هذا يکون علي (عليه السلام) في دولته، و هو افضل منه، قلنا:


قد قيل: ان التکليف سقط عنهم، و انما يحييهم اللَّه ليريهم ما وعدهم، و بهذا يسقط ما خيلوا به من جواز رجوع معاويه و ابن ملجم و شمر و يزيد و غيرهم (لعنهم اللَّه)، فيطيعون الامام فينقلون من العقاب الي الثواب، و هو ينقص مذهبکم من انهم ينشرون لمعاقبتهم و الشقايه فيهم.

قلنا: مع ما سلف، لما ورد السمع بخلودهم في النيران، و تبرا الائمه منهم، و لعنهم الي آخرالزمان، قطعنا بانهم لايختارون الايمان، کما اخبراللَّه بتخليد قوم، و قال تعالي فيهم (و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) [29] و لانه اذا انشرهم للانتقام، لم تقبل توبتهم لو وقعت، بکونها الجاء کما لو وقعت في الاخره.

قال اللَّه تعالي لفرعون: (الان و قد عصيت) [30] و آمن فرعون عند الغرق فلم يقبل منه، و قد تظافرت عن الائمه (عليهم السلام) بمنع التوبه بعد خروج المهدي، و فسروا علي ذلک قوله تعالي: (يوم ياتي بعض آيات ربک لاينفع نفسا ايمانها لم تکن آمنت من قبل) [31] و قوله تعالي: (و اذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابه من الارض تکلمهم ان الناس کانوا باياتنا لايوقنون و يوم نحشر من کل امه فوجا ممن يکذب باياتنا فهم يوزعون) [32] الي تمام الايات و هي في سوره النمل. فليس بعد دوله القائم (عليه السلام) دوله وارده الا في روايه شاذه من قيام اولاده من بعده، و هي ما روي عن ابن عباس من قول النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «کيف تهلک امه انا اولها، و عيسي بن آخرها، و المهدي في وسطها»، و نحوها روي عن انس وزاد: «ولکن يهلک بين ذلک ثبج اعوج، ليس مني و لا انا منهم».

وهاتان تدلان علي دوله بعد دولته.


و نحن قد اسلفنا الکلام في ذلک عند النص علي آبائه و اکثر الروايات انه لن يمضي الا قبل القيامه باربعين يوما يکون فيها الهرج، و علامه خروج الاموات للحساب.

و هذه ابيات تتعلق بهذا الشان و بابائه من ائمه الازمان (عليهم السلام).


آل طه و آل حم و الحشر

عليهم و فيهم التنزيل


هم اولو الامر و الموده في القربي

و کل عن ودهم مسوول


طالبيون فاطميون عليون

لا عله و لاتعليل


نسب طاهر المعارس للشمس

بمعناه غره و حجول


کل فرع اذا رسي الاصل بالفرع

سمت بالغصون منه الاصول


کلهم للوري ائمه عدل

تتساوي شبانهم و الکهول


الهداه المعرفون اذا استعجم

عند التلاوه التاويل


بهم استدفع ابن متي و موسي

خوف بحر بهما و فاز الخليل


طاعه حکمها علي الماء و النار

عصاها للامره المستقيل


انا مولي لساده کل امر

لجميع الوري اليهم يول


و اذا ما الکتاب افصح بالمدح

فماذا عسي فصيح يقول


ليت شعري متي تقوم لاخذ

الثار ليث علي الاعادي تعول


قائم يقعد الضلاله و الکفر

و يسموا به الهدي و يطول


قائم يقعد الضلاه و الکفر

و يسموا به الهدي و يطول


يملا الارض عدله و نداه

ليس للعالمين عنه عدول


طال مطل الغريم يا آل طه

و اقتضي دينه الذميم المطول


و قال عامر البصري في عروض نظم السلوک:


امام الهدي حتي متي انت غائب

فمن علينا يا ابانا باوبه


مللنا وطال الانتظار فجد لنا

برايک يا قطب الوجود بلفته


فانت لهذا الامر قدما مينا

لذلک قال اللَّه انت خليفتي


فعجل ظهورا کي نراک فلذه

المحب قا محبوبه بعد غيبه




و في «الخرايج و الجرايح» بهمدان بيت مومنون، فسئلوا عن سبب ايمانهم فقالوا:حج جدنا سه، فرجع قبل الحاج بکثير فسالناه فقال: نمت و انتبهت فلم اجد احدا،فسرت فرايت قصرا فقصدته فوجدت شابا حسن الوجه، فقلت: من انت؟ قال: انا الذي ينکرني قومک و اهل بلدک، فقلت: متي تخرج؟ قال اذا انسل هذا السيف عفوا ثم قال: اتريد بيتک؟ فقلت: نعم، فقال لغلامه: خذ بيده فخرجنا نمشي و الارض تطوي لنا، فاراني منزلي و انصرف، فدخل الحاج بعد مده و حدثوا للناس بانقطاعي فتعجبنا و استبصرنا.

وروي ابوالعلا الهمداني من افضل علماء الجمهور، و قد اثني عليه الحافظ محمد بن النجار في «تذييله علي تاريخ الخطيب»، حتي قال: تعذر وجوده في اعصار کثيره، ذکر في کتاب «اخبار المهدي» احاديث في ذلک. منها:

1- عن عبداللَّه بن عمر، قال قال رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله): «يخرج المهدي و علي راسه ملک ينادي: الا ان هذا المهدي فاتبعوه».

2- عن شهر بن حوشب- قال النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «في المحرم ينادي مناد:الا ان صفوه اللَّه من خلقه فلان فاسمعوا له و اطيعوا».

3- عن عبداللَّه بن عمر، قال النبي (صلي اللَّه عليه و آله): «يخرج المهدي من قريه يقال لها: کرعه، علي راسه غمامه فيها مناد ينادي: هذا خليفه اللَّه فاتبعوه».

4- عن ابي رومان، قال علي (عليه السلام): «بعد الخسف ينادي مناد من السماء اول النهار: ان الحق في آل محمد (صلي اللَّه عليه و آله)، و في آخر النهار الحق في ولد عيسي، و ذلک و نحوه من الشيطان و يظهر المهدي علي افواه الناس و يشربون حبه».

5- اذا التقي فلان المهدي يسمع صوت من السماء: الا ان اولياء اللَّه اصحاب فلان يعني المهدي.

و عنه من طريق آخر: يخرج من مکه بعد الخسف في ثلاثمائه و ثلاثه عشر رجلا و يلتقي هو و صاحب جيش السفياني، و اصحاب المهدي يومئذ جننهم البراذع يعني


تراسهم و يسمع صوت مناد من السماء: الا ان اولياء اللَّه اصحاب فلان يعني المهدي و تکون الدائره علي اصحاب السفياني.

و من کتاب «مواليد اهل البيت عليهم السلام»: يظهر المهدي في آخرالزمان، علي راسه غمامه، تدور معه حيث دار، ينادي بصوت: هذا المهدي، وروي ان المنادي يفهمه کل قوم بلسانه.

و قد کانت الائمه (صلوات اللَّه عليهم) تتالف قلوب الشيعه بتقريب خروج المهدي (عليه السلام). و وجد کتاب بخط الکمال العلوي النيشابوري في خزانه اميرالمومنين (عليه السلام) فيه وصيه لابنه محمدبن الحنفيه:


بني اذا ما جاشت الترک فانتظر

ولايه مهدي يقوم فيعدل


و ذکر ملوک الظلم من آل هاشم

و بويع منهم من يلد و يهزل


صبي من الصبيان لاراي عنده

و لا هو ذو جد ولا هو يعقل


سمي نبي اللَّه نفسي فداوه

فلا تخذلوه يا بني و عجلوا


و حدث علي بن الفتح عن عبدالوهاب ابن ابي الفوارس ان صاحب الامر مساکنه بيوت اديم کبار، يدخل فيها الفارس برمحه، و ان التي يسکنها يکون فيها الماء والکلاء، فاذا رحل عنها زال ذلک، و وجدت آثار الاعلاف بها، و قد روي عن الامام الهادي (عليه السلام) نحو ذلک.



پاورقي

[1] ذخائرالعقبي للمحب الطبري: ص 44.

[2] سوره المائده: الايه 3.

[3] سوره الاسرا: الايه 71.

[4] سوره مريم: الايه 12.

[5] الزياده من مجمع الامثال: ج 1 ص 429.

[6] سوره آل عمران: الايه 55.

[7] سوره النسا: الايه 159.

[8] والعجب ان ذلک موجود في نسخه «سننه» ج 2 ص 422.

[9] سوره الحج: الايه: 78.

[10] سوره يوسف: الايه 37.

[11] سوره آل عمران: الايه 26.

[12] سوره النساء: الايه 59.

[13] سوره الاعراف: الايه 54.

[14] سوره الانفال: الايه 41.

[15] سوره الجن: الايه 27.

[16] سوره القمر: الايه 1.

[17] اعلام الوري: ص 278- 279.

[18] اي يمسح دمعه مره بعد اخري.

[19] سوره الشوري: الايه 23.

[20] هو السيد ابت طاووس، و قد اخرجه العلامه المجلسي في «البحار» راجع ج 51 ص 105 من طبعته الحديثه.

[21] في نسخه «البحار»: و من کتاب «المبتدا» للکسائي حديثان.

[22] سوره النمل: الايه 83.

[23] سوره الکهف: الايه 47.

[24] سوره المومن: الايه 11.

[25] سوره البقهر: الايه 28.

[26] سوره ق: الايه 11.

[27] سوره يس: الايه 33.

[28] سوره القصص: الايتان 5- 6.

[29] سوره الانعام: الايه 28.

[30] سوره يونس: الايه 91.

[31] سوره الانعام: الايه 158.

[32] سوره النمل: الايات 82- 87.