بازگشت

سد الابواب غير باب فاطمه




عن ام سلمه (رض) قالت: قال رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و آله و سلم: «الا ان مسجدي حرام علي کل حائض من النساء و علي کل جنب من الرجال الا علي محمد و اهل بيته: علي و فاطمه و الحسن و الحسين» [1] .

ورواه البيهقي في «السنن الکبري»: ج 7 ص 65، و ابن عساکر في ترجمه الامام علي عليه السلام: ج 1 ص 252- 280، و «منتخب کنزالعمال» بهامش «المسند»: ج 5 ص 29، «و کنزالعمال»: ج 15 ص 201 و ص 221 ط 2، و «سنن الترمذي»: ج 13 ص 176 و ج 5 ص 639، و ابن المغازلي في «المناقب»: ص 258، و النسائي في «الخصائص»: ص 75، «و فتح الباري بشرح البخاري»: ج 7 ص 12. و «ارشاد الساري»: ج 6 ص 81، و «حليه الاولياء»: ج 4 ص 152. و «مسند احمد»: ج 4 ص 369، و «مستدرک الحاکم»: ج 3 ص 125. و «مجمع الزوائد»: ج 9 ص 115، و «تاريخ الخطيب البغدادي»: ج 7 ص 205، و السمهودي في «وفاء الوفاء» ج 1 ص 338، و الطبراني في «المعجم الکبير»: ج 1 الورق 100، و «السيره الحلبيه»: ج 3ص 374، و غيرهم من الاعلام بمئه سند عن عشرين صحابيا.

هذا الحديث لمن اکبر الدلائل علي عظمه هذه الشخصيه الالهيه، قد وجدتها الشيعه من اول يومها فلزمتها مع الابد. لانه يتضمن معني النص من اللَّه و رسوله


لکونه بامراللَّه و فعل رسوله.

و في روايه ابي رافع: لما سد الابواب تکلموا فيه فصعد المنبر و قال (صلي اللَّه عليه و آله):

«ما فعلت الا عن امر ربي ان اللَّه تعالي اوحي الي موسي و هارون: (ان تبوا لقومکما بمصر بيوتا و اجعلوا بيوتکم قبله) [2] ثم امره ان يسکن مسجده فلايدخله جنب غيره و غير هارون و ذريته، و اعلموا ان علينا مني بمنزله هارون من موسي الا انه لانبي بعدي».

و هذا امر مستفيض رواه الفريقان، واتفق عليه الخصمان، فرواه عبداللَّه بن احمدبن حنبل، عن ابن عمر، و عن عمر، و عن زيدبن ارقم: و لماتکلموا فيه صعد المنبر و قال (صلي اللَّه عليه و آله): «امرت بسد هذه الابواب غير باب علي، و قال فيه قائلکم: فواللَّه ما سددت شيئا و لافتحته ولکن امرت بشي ء فاتبعته».

و اسند الحافظ الاصفهاني الي ابن عباس و فيه: «ان موسي سال اللَّه ان يطهر مسجده و لايسکن فيه الا هو و هارون و اولاد هارون، و اني سالت اللَّه لک و لذريتک ذلک».

و فيه: «ما انا سددت و لافتحت ولکن اللَّه سد ابوابکم و فتح باب علي» [3] .

و فيه انقض کوکب فقال النبي صلي اللَّه عليه و آله و سلم: «من انقض في داره فهو الوصي من بعدي»، فنظر فتيه من بني هاشم فاذا هو في دار علي فقالوا: غوي في حب علي. فنزل: (والنجم اذا هوا ماضل صاحبکم و ماغوي) [4] .

و فيه: انه (صلي اللَّه عليه و آله) بعث معاذبن جبل الي ابي بکر و عمر و عثمان و حمزه بسد ابوابهم، فقالوا: سمعا و طاعه، و قال لعلي عليه السلام: «اسکن طاهرا


مطهرا». فبلغ حمزه قول النبي فقال: تخرجنا و تسکن غلمان بني عبدالمطلب؟ فقال: (صلي اللَّه عليه و آله): «لوکان الامر لي ماجعلت من دونکم احدا، واللَّه ماعطاه اياه الا اللَّه» [5] .

و فيه: «لايحل ان يدخل مسجدي جنبا غيره و غير ذريته فمن شاء فهنا»، و اشار بيده نحو الشام، فقال المنافقون: لقد ضل في امر ختنه، فنزل: (ماضل صاحبکم و ماغوي).

ورواه ابن جبر في «نخبه» عن الباقر و الرضا عليهماالسلام، و عن نحو ثلاثين رجلا من الصحابه منهم: ابن عباس، و عن ام سلمه ايضا.

فاذا کان اللَّه هو المطلع علي البواطن سد ابوابهم و فتح بابه، فعلمه بصلاح باطنه دونهم، اوجب تميزه عنهم، و ارشد بذلک الي المنع من اتباعهم، اذ نوه بشرف ذکره و ظهور فضله، و عرض بنقصهم و عدم صلاحهم.

«شعر»

قال السيد الحميري:


و خص رجالا من قريش بانني

لهم حجرا فيه و کان مسددا


فقيل له: اسدد کل باب فتحته

سوي باب ذي التقوي علي فسددا


لهم کل باب اشرعوا دون بابه

و قد کان منفوسا عليه محسدا


و قال ايضا:


و اسکنه في مسجدالطهر وحده

و زوجته واللَّه من شا يرفع





فجاوره فيه الوصي و غيره

و ابوابهم في مسجد الطهر شرع


فقال لهم: سدوا عن اللَّه صادقا

فضنوا بها عن سده و تمنعوا


و له ايضا:


و خبر المسجد اذ خصه

مجللا من عرصه الدار


ان جنبا کان وان طاهرا

في کل اعلان و اسرار


و اخرج الباقين منه معا

بالوحي من انزال جبار [6] .


و قال الکميت:


علي اميرالمومنين و حقه

من اللَّه مفروض علي کل مسلم


و زوجته صديقه لم يکن لها

معادله غير البتوله مريم


وردم ابواب الذين بني لهم

بيوتا سوي ابوابه لم يردم [7] .


و قال الصاحب بن عباد:


و لم يک محتاجا الي علم غيره

اذا احتاج قوم في قضايا تبلدوا


و لاسد عن خير المساجد بابه

و بوابهم اذا ذاک عوه تسدد [8] .


و بعد مطالعه کتب العامه و ملاحظه ماقالوه في مدح علي عليه السلام و ذم ابي بکر... و مع قطع النظر عن اتفاقنا معاشر الاماميه في ذلک يظهر سخافه مارواه البخاري في صحيحه ج 1 ص 199 عن عکرمه، ان عبداللَّه بن عباس قال: خرج رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و آله و سلم في مرضه الذي مات فيه عاصبا راسه بخرقه،فقعد


علي المنبر فحمد ربه و اثني عليه، ثم قال: «انه ليس من الناس احد امن علي في نفسه و ماله من ابي بکر بن ابي قحافه، و لو کنت متخذا خليلا لاتخذت ابابکر خليلا، ولکن خله الاسلام افضل، سدوا کل خوخه في المسجد غير خوخه ابي بکر».

اقول: هذا الحديث موضوع و التناقض في معناه ظاهر فانه معزي الي عکرمه مولي عبداللَّه بن العباس، و قد تعرض لاعنف الهجمات و اسوا الاتهامات من المتقدمين علي البخاري و المتاخرين عنه، و مرد الطعون الموجهه اليه الي الامور التاليه:

الاول - انه کان يکذب في الحديث و ينسب لعبد اللَّه بن العباس، و جا عن ابن سيرين، و سعيد بن المسيب، و عطاء، و يحيي بن سعيد الانصاري، و مالک بن انس، و القاسم بن محمد، و غيرهم انه کان من الکذابين المعروفين، و حبسه علي بن عبداللَّه ابن العباس في «بيت الخلاء» لانه اسرف في الکذب علي ابيه، و قال سعيد بن المسيب لغلامه: لاتکذب علي کما کذب عکرمه علي بن عبداللَّه بن عباس، الي غير ذلک من النصوص التي تصفه بالکذب و الوضع.

الثاني - کان (عکرمه) يعتنق فکره الخوارج، و يدعو اليها في افريقيا و غيرها،و انتشرت في تلک البلاد بسببه، واکد هذه الحقيقه کل من يحيي بن بکير، و خالد بن ابي عمران الحصري، و مصعب الزبيري، و احمد بن حنبل.

الثالث - انه کان يساير الامرا و نقف علي ابوابهم طمعا في جوائزهم، و مَنْ کانت هذه حالته يضطر الي مجاراتهم و تقريض اعمالهم.

يورد الطبري - بعد ذکر خروج النبي صلي اللَّه عليه و آله و سلم من الغار- فلما قرب ابوبکر الراحلتين الي النبي صلي اللَّه عليه و آله و سلم قرب له افضلهما ثم قال له: ارکب فداک ابي و امي. فقال النبي صلي اللَّه عليه و آله و سلم: «اني لاارکب بعيرا ليس لي»، قال: فهو لک. قال صلي اللَّه عليه و آله و سلم: «لا، ولکن ماالثمن الذي ابتعتها به؟» قال: کذا و کذا. قال صلي اللَّه عليه و آله و سلم: «قد اخذتها بذلک». قال: هي لک.

و قد رووا بعد هذا ان النبي صلي اللَّه عليه و آله و سلم قال: «إنْ أمن الناس


علي في صحبته و ماله ابوبکر، و لو کنت متخذا خليلا لاتخذت ابابکر خليلا لاتبق خوخه في المسجد الا خوخه ابي بکر».

فاذا کان صلي اللَّه عليه و آله و سلم لم يقبل ان يرکب راحلته فراسخ کيف کان امن الناس عليه صلي اللَّه عليه و آله و سلم في ماله؟

ثم کيف يقول صلي اللَّه عليه و آله و سلم: «إنْ امن الناس علي» و قد قال تعالي له: (قل لاتمنوا علي اسلامکم بل اللَّه يمن عليکم ان هداکم للايمان انْ کنتم صادقين).

و کيف و کان صلي اللَّه عليه و آله و سلم اولي الناس من انفسهم فقد قال لهم يوم الغدير: «الست اولي بکم من انفسکم؟» فقالوا: بلي.

ثم کيف يقول صلي اللَّه عليه و آله و سلم: «لو کنت متخذا خليلا» فياتي ب(لو الامتناعيه)؟ فهل کان صلي اللَّه عليه و آله و سلم ارفع من اللَّه تعالي حيث اتخذ ابراهيم خليلا؟

ولکن ارادوا بجعل الخبر اخفا فضيله لاميرالمومنين علي عليه السلام.

و قد اعترف ابن ابي الحديد المعتزلي الحنفي: بان البکريه وضعوا هذا الحديث مقابل: «سد الابواب في المسجد الا باب علي عليه السلام» [9] .

و قد نسب الطبري هذا الخبر المجعول الي النبي صلي اللَّه عليه و آله و سلم حين وفاته، و کان سدالابواب في اوائل الهجره.

و قد کذب ابن تيميه هذا الحديث قائلا: ان هذا مما وضعته الشيعه علي طريق المقابله. الخ و هو موضوع باتفاق اهل المعرفه بالحديث.

و الجواب: لااجد لنسبه وضع هذا الحديث الي الشيعه دافعا الا القحه و الصلف، و دفع الحقايق الثابته بالجليه و السخب، فان نصب عيني الرجل کتب الائمه من قومه، و فيها مسند امام مذهبه احمد، قد اخرجوه فيها باسانيد جمه صحاح و حسان


عن جمع من الصحابه تربو عدتهم علي عدد مايحصل به التواتر عندهم.

حتي قال عمر بن الخطاب بروايه ابي هريره: لقد اعطي علي بن ابي طالب ثلاث خصال لان تکون لي خصله منها احب الي من ان اعطي حمرا النعم. قيل: و ما هن؟ قال: تزوجه فاطمه بنت رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله). و سکناه المسجد مع رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله)، يحل له فيه ما يحل له. و الرايه يوم خيبر.

اخرجه الحاکم في «المستدرک» ج 3 ص 125 و صححه. و ابويعلي في «الکبير»، و ابن السمان في «الموافقه»، و الجزري في «اسني المطالب» ص 12 من طريق الحاکم و ذکر تصحيحه له، و محب الدين الطبري في «الرياض النضره» ج 2 ص 192، و الخوارزمي في «المناقب» ص 261، و الهيثمي في «مجمع الزوائد» ج 9 ص 120، و السيوطي في «تاريخ الخلفا» ص 116، و «الخصائص الکبري» ج 2 ص 243، و ابن حجر في «الصواعق» ص 76.

و حديث عبداللَّه بن عمربن الخطاب، قال له العلاء بن عرار: اخبرني عن علي و عثمان، قال: اما علي فلاتسال عنه احدا وانظر الي منزله من رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و آله و سلم. فانه سد ابوابنا في المسجد و اقرا بابه.

اخرجه الحافظ النسائي من طريق ابي اسحاق السبيعي، قال ابن حجر في «القول المسدد»: ص 18، و «فتح الباري» ج 7 ص 12: سند صحيح و رجاله رجال الصحيح الا العلاء و هو ثقه. و ثقه يحيي بن معين و غيره.

و کان حق المقام ان يقول (ابن تيميه): ان هذا صحيح باتفاق اهل المعرفه، غير انه راقه ان يموه علي صحنه، و يشوهه ببهرجته کما هو دابه.

افهل يحسب الرجل ان من اخرج هذا الحديث من ائمه فنه ليسوا من اهل المعرفه بالحديث، و فيهم امام مذهبه احمد بن حنبل اخرجه باسناد صحيح، رجاله کلهم ثقات؟

و انت اذا احطت خبرا بهذه الاحاديث و اخراج الائمه لها بتلک الطرق الصحيحه و شفعتها بوقل ابن حجر في «فتح الباري» و القسطلاني في «ارشاد الساري»


ج 6 ص 81 من: ان کل طريق منها صالح للاحتجاج فضلا عن مجموعها.

فهل تجد مساغا لمايحسبه شيخ الضلاله (ابن تيميه) لاعفي عنه من ان الحديث من موضوعات الشيعه؟!

فهل في هولا احد من الشيعه؟! او ان من المحتمل الجائز الذي يرتضيه اصحاب الرجل ان يکون في هذه الکتب شي من موضوعات الشيعه؟! و هل ينقم علي الشيعه موافقتهم للقوم في اخراجهم الحديث بطرقهم المختصه بهم؟!

و انا لااحتمل ان الرجل لم يقف علي هذه کلها غير ان الحنق قد اخذ بخناقه فلم يدع له سبيلا الا قذف الحديث بما قذف غير مکترث لماسيلحقه من جراء ذلک الافک من نقد و مناقشه، و المسائله عنداللَّه غدا اشدو اخزي.

و تبعه تلميذه المغفل ابن کثير في «تفسيره» ج 1 ص 501 فقال بعد ذکر «سدوا کل خوخه في المسجد الا خوخه ابي بکر»: و من روي الا باب علي کما في بعض السنن فهو خطا والصواب ماثبت في الصحيح.

و قد بلغ من اخبات العلماء الي حديث سد الابواب انهم تحروا [10] و جهه الجمع «و ان لم يکن مرضيا عندنا» بينه و بين الحديث الذي اورده في ابي بکر و لم يقذفه احد غير ابن الجوزي «شقيق ابن تيميه في المخاريق» بمثل ما قذفه ابن تيميه.



پاورقي

[1] فرائد السمطين: ج 2 ص 29.

[2] سوره يونس: آيه 87.

[3] ورواه ابن المغازلي الشافعي من طرق ثمانيه: عدي بن ثابت و سعدبن ابي وقاص بسندين، و البرا بن عازب و ابن عباس بسندين، و نافع مولي عمر و حذيفه بن اسيد.

[4] سوره النجم: الايتان: 1- 2.

[5] ورواه احمد في فضائله و ابويعلي في مسنده و السمعاني و ذکره في الخصائص و حليه الاولياء و الخطيب في تاريخ بغداد و صاحب الابانه في مسند العشره، و شرف المصطفي، و الزمخشري في الفائق، و ابوصالح في الاربعين، و العطار الهمداني و الترمذي في جامعه و الخطيب ايضا في الحدائق.

[6] الغدير: ج 2 ص 218: للعلامه الامين الاميني (قده).

[7] تفسير ابي الفتوح الرازي: ج 2 ص 193 ط 1.

[8] هامش ابن عساکر في ترجمه الامام: ج 1 ص 278.

[9] شرح نهج البلاغه: ج 3 ص 17.

[10] منهم:الطحاوي في «مشکل الاثار»، ابن کثير في «تاريخه»، ابن حجر في غير واحد من کتبه، السيوطي في «اللالي» القسطلاني في «ارشاد الساري»، العيني في «عمده القاري».