بازگشت

لم سميت فاطمه؟




عن ابي هريره قال: قال النبي صلي اللَّه عليه و آله و سلم: «انما سميت ابنتي فاطمه لان اللَّه فطمها و ذريتها و محبيها عن النار» [1] .

رواه الخطيب في (تاريخ بغداد) ج 13 ص 331 بسنده عن ابن عباس، و المحب الطبري في (ذخائر العقبي) ص 16 عنه ايضا، و النسائي کما في (اسعاف الراغبين) بهامش (نور الابصار) ص 191، و (ينابيع الموده) ص 194 عن جابر مرفوعا و اخرجه الحافظ الغساني، و اخطب خوارزم في (المقتل) ص 51 عن اميرالمومنين علي عليه السلام، و (ذخائرالعقبي) ص 26 عن علي عليه السلام ايضا.

«من شعر حسان»


و ان مريم احصنت فرجها

و جات بعيسي کبدر الدجي


فقد احصنت فاطم بعدها

و جات بسبطي نبي الهدي [2] .


يشير الي ما صح عن النبي الطاهر صلي اللَّه عليه و آله في بضعته الصديقه (فاطمه) سلام اللَّه عليها: «ان فاطمه احصنت فرجها فحرم اللَّه ذريتها علي النار» [3] .


اخرجه الخطيب في «تاريخه» ج 3 ص 54، و محب الدين الطبري في «ذخائرالعقبي» ص 48 عن ابي تمام في «فوائده»، صدر الحفاظ الکنجي الشافعي في «الکفايه» ص 222 باسناده عن حذيفه بن اليمان، و في ص 223 بسند آخر عن ابن مسعود بلفظ حذيفه، و السيوطي في «احيا الميت» ص 257 عن ابن مسعود من طريق البزاز و ابي يعلي و العقيلي و الطبراني و ابن شاهين، و اخرجه في «جمع الجوامع» من طريق البزار و العقيلي و الطبراني و الحاکم بلفظ حذيفه اليماني و ذکر المتقي الهندي في اکماله في «کنزالعمال» ج 6 ص 219 من طريق الطبراني بلفظ: «ان فاطمه احصنت فرجها و ان اللَّه ادخلها باحصان فرجها و ذريتها الجنه».

و ابن حجر في «الصواعق» من طريق ابي تمام [4] و البزار و الطبراني و ابي نعيم باللفظ و المذکور و قال: و في روايه فحرمها اللَّه و ذريتها علي النار. ورواه في ص 112 من طريق البزار و ابي يعلي و الطبراني و الحاکم باللفظ الثاني، و ذکره الشبلنجي في «نور الابصار» ص 45 باللفظين.

قال الامام الباقر عليه السلام: «لما ولدت فاطمه عليهاالسلام اوحي اللَّه عز و جل الي ملک فانطق به لسان محمد صلي اللَّه عليه و آله و سلم فسماها فاطمه ثم قال: اني فطمتک بالعلم. و فطمتک عن الطمث. ثم قال ابوجعفر عليه السلام: و اللَّه لقد فطمها اللَّه تبارک و تعالي بالعلم و عن الطمث بالميثاق [5] ».

ان المقصود من کلمه «الميثاق» هنا هو عالم الذر، ذلک العالم الذي اشار اليه قوله تعالي: «و اذ اخذ ربک من بني آدم من ظهورهم ذريتهم، و اشهدهم علي انفسهم الست بربکم قالوا بلي) [6] .

و ملخص القول: ان اللَّه تعالي اخرج ذريه آدم من صلبه کهيئه الذر، فعرضهم


علي آدم و قال، اني آخذ علي ذريتک ميثاقهم ان يعبدوني و لايشرکوا بي شيئا و علي ارزاقهم، ثم قال لهم: الست بربکم؟ قالوا: بلي شهدنا انک ربنا، فقال للملائکه: اشهدوا، فقالوا: شهدنا.

و قيل: ان اللَّه تعالي جعلهم فهما عقلا يسمعون خطابه و يفهمونه ثم ردهم الي صلب آدم. و الناس محبوسون باجمعهم حتي يخرج کل من اخرجه اللَّه في ذلک الوقت، و کل من ثبت علي الاسلام فهو علي الفطره الاولي، و من کفر و جحد فقد تغير عن الفطره الاولي.

و هذا القول مستخلص من طائفه کبيره من الاحاديث و الاخبار المعتبره، و هذا العالم يسمي (عالم الذکذ) و يسمي (عالم الميثاق).

و الامام الباقر عليه السلام يشير في کلامه الي ان الصديقه الطاهره فاطمه الزهراء عليهاالسلام کانت طاهره من العاده الشهريه من ذلک العالم و من ذلک الوقت.

و اما الاحديث التي تتحدث عن عالم الذر فکثيره جدا و نکتفي هنا بعضها: في «تفسير البرهان» عن الامام ابي عبداللَّه (الصادق) عليه السلام قال: «سئل رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و آله و سلم: باي شي سبقت ولد آدم؟ قال: من اقر بربي ان اللَّه اخذ ميثاق النبيين و اشهدهم علي انفسهم الست بربکم؟ قالوا: بلي. فکنت اول من اجاب».

عن ابي بصير قال: قلت لابي عبداللَّه- الصادق- عليه السلام. کيف اجابوا و هم ذر؟قال: «جعل فيهم ما اذا سالهم اجابوه»، وزاد العياشي: يعني في الميثاق.

و عن زراره، انه سئل من الامام الباقر عليه السلام عن قول اللَّه عز و جل: (و اذ اخذ ربک من بني آدم من ظهورهم ذريتهم).

قال: «من ظهر آدم ذريته الي يوم القيامه فخرجوا کالذر، فعرفهم و اراهم صنعه،و لولا ذلک لم يعرف احد ربه».

و انک تجد طائفه کبيره من الاحاديث التي تتضمن البحث عن عالم الذر في


کتاب «الکافي» للکليني و «البحار» للمجلسي و غيرها من موسوعات الاحاديث.

و قد التبس الامر علي بعض علمائنا. فلم يفهموا الايه فجعلوا يشککون في تلک الاحاديث (سامحهم اللَّه) بالرغم من کثرتها بل بالرغم من صريح الايه.

و خلاصه الکلام ان علم الذر هو عالم الميثاق، و من ذلک العالم بل و قبل ذلک کانت الافضليه لرسول اللَّه صلي اللَّه عليه و آله و سلم و اهل بيته الطاهرين، و من جملتهم ابنته الطاهره فاطمه الزهراء (عليهاالسلام).

و لايصعب عليک قبول هذا القول، فان هناک احاديث کثيره رواها علماء الفريقين من الشيعه و السنه بلغت او تجاوزت حد التواتر و هي تويد هذا الموضوع.

اما الاحاديث المذکوره في کتب الشيعه فيعسر احخصاوها وعدها.

و اما في کتب السنه فقد روي الصفوري الشافعي [7] قال: قال الکسائي و غيره: لما خلق اللَّه آدم... الي ان قال: و عليه جاريه لها نور و شعاع، و علي راسها تاج من الذهب، مرصع بالجواهر لم ير آدم احسن منها. فقال: يا رب من هذه؟ قال: فاطمه بنت محمد صلي اللَّه عليه و آله و سلم. فقال: يا رب من يکون بعلها؟ قال: يا جبرئيل افتح له باب قصر من الياقوت. ففتح له، فراي فيه قبه من الکافور، فيها سرير من ذهب، عليه شاب حسنه کحسن يوسف فقال: هذا بعلها علي بن ابي طالب عليه السلام... الحديث.

وروي العسقلاني عن الامام الحسن بن علي العسکري عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن جابر بن عبداللَّه عن رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و آله و سلم: «لما خلق اللَّه آدم و حوا تبخترا في الجنه، و قالا: من احسن منا؟ فبينما هما کذلک. اذ هما بصوره جاريه لم ير مثلها، لها نور شعشعاني يکاد يطفي الابصار. قالا: يا رب ماهذه؟ قال: صوره فاطمه سيده نساء ولدک، قال: ما هذا التاج علي راسها، قال: علي بعلها، قال: فما القرطان، قال: ابناها، وجد ذلک في غامض علمي قبل ان اخلقک بالفي


عام» [8] .

قال الامام الصادق عليه السلام: «اتدرون اي شي تفسير فاطمه؟ قلت: اخبرني يا سيدي قال، من الشر. ثم قال: لولا ان اميرالمومنين تزوجها لما کان لها کفو الي يوم القيامه علي وجه الارض، آدم فمن دونه».

و کان هذا الاسم محبوبا عند اهل البيت عليهم السلام يحترمونه و يحترمون من سميت به، و سال الامام الصادق عليه السلام احد اصحابه- و قد رزقه اللَّه بنتا- بم سميتها؟ قال الرجل: سميتها فاطمه. قال الامام الصادق عليه السلام: «فاطمه؟سلام اللَّه علي فاطمه اما ان سميتها فاطمه فلاتلطمها و لاتشتمها و اکرمها».

و عن السکوني قال لي: «يا سکوني ما غمک؟ فقلت: ولدت لي ابنه... فقال: ما سميتها؟ قلت: فاطمه. قال: آه آه آه ثم قال: اما اذا سميتها فاطمه فلا تسبها ولا تلعنها و لاتضربها» [9] .

و عن ابي الحسن (الکاظم) عليه السلام قال: «لايدخل الفقر بيتا فيه اسم محمد...و فاطمه من النساء» [10] .

سماها رسول اللَّه عليه السلام و سلم (فاطمه) وحيا من اللَّه تعالي علي لسان ملک بعثه اليه يخبره انه فطمها بالعلم شيعتها من النار، و انه وقع في علمه سبحانه ان النبي صلي اللَّه عليه و آله و سلم يتزوج في الاحيا و انهم يطمعون في وراثه هذا الامر من بعده فسماها (فاطمه) لما اخرج منها طيبه تکون الخلافه فيهم فقطعهم عما طمعوا فيه [11] .

و اسماوها (عليهاالسلام): فاطمه و فاطم ترخيما.


و کناها: ام الحسن و الحسين و ام الائمه و ام ابيها.

و القابها: الزهراء، والبتول، والحطان، والحورا، والسيده و الصديقه، و مريم الکبري، و والده الحسن و الحسين، و ام النقي، و ام التقي، و ام البلجه، و ام الرافه، و ام العطيه، و ام الموانح، و ام النورين، و ام العلا، و ام البديه، و ام الرواق، الحسيبه، و ام البدريين.

و من اسما ابي الحسن لها ام البرکات، و ام الهادي، و ام الرحبه (عليهاالسلام).



پاورقي

[1] ينابيع الموده: ص 397، کنزالعمال: ج 3 ص 94.

[2] ذکره ابن شهر آشوب السروي في «المناقب»: ج 4 ص 24.

[3] اخرجه الحاکم في «المستدرک» ج 3 ص 152 و قال: هذا حديث صحيح الاسناد.

[4] في الصواعق: تمام. والصحيح: ابوتمام.

[5] البحار: ج 10.

[6] سوره الاعراف: آيه 172.

[7] نزهه المجالس: ج 2 ص 223.

[8] لسان الميزان: ج 3 ص 346.

[9] وسائل الشيعه: ج 7.

[10] سفينه البحار:

[11] هذا مضمون احاديث في «علل الشرائع» ص 70 باب 147.