ان الحسين قال: امي خير مني
4031/ 1- (في رواية المفيد، قال:) قال عليّ بن الحسين عليهماالسلام:
إنّي جالس في تلک الليلة الّتي قتل أبي في صبيحتها، و عندي عمّتي زينب تمرّضني، إذا اعتزل أبي في خباء له، و عنده فلان [1] مولي أبي ذرّ الغفاري، و هو يعالج سيفه و يصلحه و أبي عليه السلام يقول:
يا دهر اُفّ لک من خليل
کم لک بالإشراق والأصيل
من صاحب و طالب قتيل
والدهر لا يقنع بالبديل
و إنّما الأمر إلي الجليل
و کلّ حيّ سالک سبيلي
فأعادها مرّتين أو ثلاثاً، حتّي فهمتها... و علمت أنّ البلاء قد نزل.
و أمّا عمّتي زينب عليهاالسلام؛ فلمّا سمعت ما سمعت... فقالت: يا ويلتاه!...
ثمّ لطمت وجهها وهوت إلي جيبها و شقّته و خرّت مغشيّة عليها.
فقام إليها الحسين عليه السلام، فصبّ علي وجهها الماء، و قال لها:
يا اُختاه! اتّقي اللَّه، و تعزّي بعزاء اللَّه، واعلمي أنّ أهل الأرض يموتون، و أهل السماء لا يبقون، و أنّ کلّ شي ء هالک إلّا وجه اللَّه تعالي الّذي خلق الخلق بقدرته، و يبعث الخلق، و يعودون و هو فرد وحده.
و أبي خير منّي، و اُمّي خير منّي، و أخي خير منّي، ولي و لکلّ مسلم برسول اللَّه صلي الله عليه و آله اُسوة.
فعزّاها بهذا و نحوه، و قال لها: يا اُختاه! إنّي أقسمت عليک فأبرّي قسمي، لا تشقّي عَلَيّ جيباً، و لا تخمشي عَلَيّ وجهاً، و لا تدعي عَلَيّ بالويل والثبور إذا أنا هلکت.
ثمّ جاء بها حتّي أجلسها عندي، الخبر. [2] .
أقول: قد اختصرت العبارات و أخذت موضع الحاجة إليه، فراجع المأخذ.
پاورقي
[1] جون، خ ل.
[2] البحار: 45/ 1- 3.