بازگشت

قصة خطبة عمر ام كلثوم و جنية النجرانية




3918/ 1- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، و حمّاد، عن زرارة، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في تزويج اُمّ کلثوم عليهاالسلام.

فقال: إنّ ذلک فرج غصبناه. [1] .

أقول: للعلّامة المجلسي رحمه الله ذيل هذا الحديث بيان أذکره مختصراً: قال رحمه الله:

هذه الأخبار لا ينافي ما مرّ من قصّة الجنيّة، لأنّها قصّة مخفيّة اطّلعوا عليها خواصّهم، ولم يکن يتمّ به الإحتجاج علي المخالفين.

بل ربّما کانوا يحترزون عن إظهار أمثال تلک الاُمور لأکثر الشيعة أيضاً، لئلّا تقبله عقولهم، و لئلّا يغلو فيهم.

فالمعني: غصبناه ظاهراً و بزعم الناس، إن صحّت تلک القصّة.

و قال الشيخ المفيد قدّس اللَّه روحه في جواب المسائل السرويّة:

إنّ الخبر الوارد بتزويج أميرالمؤمنين عليه السلام ابنته من عمر لم يثبت، و طريقته من الزبير بن بکّار، و لم يکن موثوقاً به في النقل، و کان متّهماً فيما يذکره من بغضه لأميرالمؤمنين عليه السلام و غير مأمون.

والحديث نفسه مختلف، فتارة يروي: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام تولّي العقد له علي ابنته؛


و تارة يروي عن العبّاس: أنّه تولّي ذلک عنه؛

و تارة يروي: أنّه لم يقع العقد إلّا بعد وعيد من عمر، و تهديد لبني هاشم؛

وتارة يروي: أنّه کان عن اختيار و إيثار.

ثمّ بعض الرواية يذکر: أنّ عمر أولدها ولداً سمّاه زيداً.

و بعضهم يقول: إنّ لزيد بن عمر عقباً؛

و منهم من يقول: إنّه قتل و لا عقب له؛

و منهم من يقول: إنّه و اُمّه قتلا؛

و منهم من يقول: إنّ اُمّه بقيت بعده؛

و منهم من يقول: إنّ عمر أمهر اُمّ کلثوم عليهاالسلام أربعين ألف درهم؛

و منهم من يقول: مهرها أربعة آلاف درهم؛

و منهم من يقول: کان مهرها خمسمائة درهم؛

و هذا الإختلاف ممّا يبطل الحديث.

ثمّ ذکر رحمه الله توجيهاً علي فرض صحّة تزويج عمر مع اُمّ کلثوم عليهاالسلام، و ذکر کلاماً من السيّد المرتضي رحمه الله في توجيه ذلک.

ثمّ بعد ذلک قال العلّامة المجلسي رحمه الله: أقول: بعد إنکار عمر النصّ الجليّ و ظهور نصبه و عداوته لأهل البيت عليهم السلام يشکل القول بجواز مناکحته من غير ضرورة و لا تقيّة، إلّا أن يقال بجواز مناکحة کلّ مرتدّ عن الإسلام، و لم يقل به أحد من أصحابنا.

و لعلّ الفاضلين إنّما ذکرا ذلک استظهاراً علي الخصم.

و کذا إنکار المفيد رحمه الله أصل الواقعة إنّما هو لبيان أنّه لم يثبت ذلک من طرقهم و إلّا فبعد ورود ما مرّ من الأخبار إنکار ذلک عجيب.

3919/ 2- و قد روي الکليني عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن محمّد بن زياد، عن عبداللَّه بن سنان؛ و معاوية بن عمّار، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:


إنّ عليّاً عليه السلام لمّا توفّي عمر أتي اُمّ کلثوم عليهاالسلام، فانطلق بها إلي بيته.

وروي نحو ذلک عن محمّد بن يحيي و غيره، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبداللَّه عليه السلام. [2] .

والأصل في الجواب هو: أنّ ذلک وقع علي سبيل التقيّة والإضطرار، و لا استبعاد في ذلک، فإنّ کثيراً من المحرّمات تنقلب عند الضرورة و تصير من الواجبات، علي أنّه ثبت بالأخبار الصحيحة أنّ أميرالمؤمنين و سائر الأئمّة عليهم السلام کانوا قد أخبرهم النبيّ صلي الله عليه و آله بما يجري عليهم من الظلم و بما يجب عليهم فعله عند ذلک.

فقد أباح اللَّه تعالي له خصوص ذلک بنصّ الرسول صلي الله عليه و آله، و هذا ممّا يسکّن استبعاد الأوهام، واللَّه يعلم حقائق أحکامه و حججه عليهم السلام. [3] .

أقول: هذا کلام الأعلام رحمهم اللَّه تعالي، و مع ذلک لا تغفل عن الجنيّة النجرانيّة، فإنّ الرجس لا تنال في الواقع طاهرة مطهّرة، والتّمثيل عقلاً و نقلاً ممکن، فلمّا علم عدوّ اللَّه و أراد أن يظهره للنّاس قتل فلم يمهله اللَّه، فصار إلي مصيره و بئس المصير، و لا ينافيه الأخبار.

3920/ 3- الصفّار، عن أبي بصير، عن جذعان بن نصر، عن محمّد بن مسعدة، عن محمّد بن حمويه بن إسماعيل، عن أبي عبداللَّه الربيبيّ، عن عمر بن اُذينة قال: قيل لأبي عبداللَّه عليه السلام: إنّ الناس يحتجّون علينا و يقولون: إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام زوّج فلاناً ابنته اُمّ کلثوم عليهاالسلام.

و کان متّکئاً فجلس، و قال: أيقولون ذلک؟ إنّ قوماً يزعمون ذلک لا


يهتدون إلي سواء السّبيل، سبحان اللَّه! ما کان اللَّه يقدر أميرالمؤمنين عليه السلام أن يحول بينه و بينها فينقذها؟ کذبوا و لم يکن ما قالوا، إنّ فلاناً خطب إلي عليّ عليه السلام بنته اُمّ کلثوم عليهاالسلام، فأبي عليّ عليه السلام.

فقال للعبّاس: واللَّه؛ لئن لم تزوّجني لأنتزعنّ منک السقاية و زمزم.

فأتي العبّاس عليّاً عليه السلام، فکلّمه.

فأبي عليه، فألحّ العبّاس، فلمّا رآي أميرالمؤمنين عليه السلام مشقّة کلام الرجل علي العبّاس، و أنّه سيفعل بالساقية ما قال، أرسل أميرالمؤمنين عليه السلام إلي جنيّة من أهل نجران يهوديّة يقال لها: سحيفة [4] بنت جريريّة، فأمرها.

فتمثّلت في مثال اُمّ کلثوم، و حجبت الأبصار عن اُمّ کلثوم عليهاالسلام، و بعث بها إلي الرجل فلم تزل عنده حتّي أنّه استراب بها يوماً.

فقال: ما في الأرض أهل بيت أسحر من بني هاشم، ثمّ أراد أن يظهر ذلک للنّاس فقتل و حوت الميراث و انصرفت إلي نجران، و أظهر أميرالمؤمنين عليه السلام اُمّ کلثوم عليهاالسلام. [5] .

أقول: و هذا طريق الجمع بين الروايات المختلفة بأنّ أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام لمّا رآي شقاوته و أنّه سيفعل بالساقية أو بإقامة الشهادة علي أميرالمؤمنين عليه السلام، أو يقوم بأمر مهلک للنّاس و مبدع في الدّين، أو مضرّ بأساس الإسلام أمر جنيّة النجرانيّة بأن يتمثّل علي أعين الناس في مثال اُمّ کلثوم، و أنّ النّاس في الظاهر يزعمون أنّها اُمّ کلثوم عليهاالسلام.

و لا يبعد ذلک، فإنّ اللَّه قدير علي ما أراد، و فوّض أسرار عباده بيد أوليائه،


خصوصاً وليّ الأولياء و أميرالمؤمنين عليه آلاف التحيّة والثناء.

والحمد للَّه الّذي يؤمن الخائفين، و ينجّي الصادقين، و يجعل لأعدائه من الشيطان قرين، فبعداً للقوم الغاوين.

3921/ 4- أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلي المستظلّ، قال:

إنّ عمر بن الخطّاب خطب إلي عليّ عليه السلام اُمّ کلثوم عليهاالسلام، فاعتلّ بصغرها.

فقال له: لم أکن اُريد الباه، ولکن سمعت رسول اللَّه يقول:

کلّ حسب و نسب منقطع يوم القيامة ما خلا حسبي و نسبي، و کلّ قوم؛ فإنّ عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة عليهاالسلام، فإنّي أنا أبوهم و عصبتهم.

کنز الکراجکي: عن القاضي السلميّ أسد بن إبراهيم، عن عمر بن عليّ العتکيّ، عن محمّد بن إسحاق، عن الکديميّ، عن بشر بن مهران، عن شريک بن شبيب، عن عروة، عن المستطيل بن حصين (مثله)، إلّا أنّ فيه:

فاعتلّ بصغرها، و قال: إنّي أعددتها لابن أخي جعفر، و مکان: «کلّ قوم»: «کلّ بني اُنثي». [6] .



پاورقي

[1] البحار: 42/ 106، عن الکافي.

[2] الکافي: 6/ 115 و 116.

[3] البحار: 42/ 106- 109.

[4] في (خ) و (م): سحيقة. (هامش البحار).

[5] البحار: 42/ 88 ح 16، عن الخرائج.

[6] البحار: 42/ 97، عن الطرائف.