بازگشت

استجابة دعاء فاطمة و فضل اليوم التاسع من شهر ربيع الأول و أعماله




3774/ 1- قال السيّد ابن طاووس رحمه الله في کتاب «زوائد الفوائد»:

روي ابن أبي العلاء الهمداني الواسطيّ، و يحيي بن محمّد بن حويج البغدادي، قالا: تنازعنا في ابن الخطّاب واشتبه علينا أمره، فقصدنا جميعاً أحمد بن إسحاق القمّي صاحب أبي الحسن العسکري عليه السلام بمدينة قم، فقرعنا عليه الباب.

فخرجت علينا صبيّة عراقيّة، فسألناها عنه، فقالت: هو مشغول بعيده، فإنّه يوم عيد.

فقلت: سبحان اللَّه! إنّما الأعياد أربعة للشيعة: الفطر، والأضحي، والغدير، والجمعة.

قالت: فإنّ أحمد بن إسحاق يروي عن سيّده أبي الحسن عليّ بن محمّد العسکري عليه السلام: أنّ هذا اليوم؛ يوم عيد، و هو أفضل الأعياد عند أهل البيت عليهم السلام و عند مواليهم.

قلنا: فاستأذني عليه و عرِّفيه مکاننا.

قالا: فدخلت عليه فعرَّفته، فخرج علينا و هو مستور بمئزر يفوح مسکاً، و هو يمسح وجهه، فأنکرنا ذلک عليه.

فقال: لا عليکما، فإنّي اغتسلت للعيد.


قلنا أوّلاً: هذا يوم عيد؟

قال: نعم؛ و کان يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل.

قالا: فأدخلنا داره و أجلسنا.

ثمّ قال: إنّي قصدت مولاي أبي الحسن عليه السلام کما قصد تماني ب «سرّ من رآي»، فاستأذنت عليه، فأذن لي، فدخلت في مثل هذا اليوم، و هو يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل، فرأيت سيّدنا عليه و علي آبائه السلام قد أوعز إلي کلّ واحد من خدمه أن يلبس ما يمکنهم من الثياب الجدد، و کان بين يديه مجمرة يحرق العود فيها بنفسه.

فقلت له: بآبائنا و اُمّهاتنا يابن رسول اللَّه! هل تجدّد لأهل البيت في هذا اليوم فرح؟

فقال عليه السلام: و أيّ يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم التاسع من شهر ربيع الأوّل؟

و لقد حدّثني أبي عليه السلام: أنّ حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم علي جدّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

قال حذيفة: رأيت أميرالمؤمنين عليه السلام و ولديه عليهماالسلام يأکلون مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و هو يتبسّم في وجوههم، و يقول لولديه الحسن والحسين عليهماالسلام: کلا هنيئاً لکما برکة هذا اليوم و سعادته، فإنّه اليوم الّذي يهلک اللَّه فيه عدوّه و عدوّ جدّکما.

و إنّه اليوم الّذي يقبل اللَّه أعمال شيعتکما و محبّيکما؛

واليوم الّذي يصدق فيه قول اللَّه جلّ جلاله: (فَتِلْکَ بُيوتهُمْ خاوِيَة بِما ظَلَمُوا).

واليوم الّذي نسف فيه فرعون أهل البيت و ظالمهم و غاصبهم حقّهم؛

واليوم الّذي يقدم اللَّه إلي ما عملوا من عمل، فجعلناه هباء منثوراً.


قال حذيفة: فقلت: يا رسول اللَّه! وفي اُمّتک و أصحابک من ينهتک هذه المحارم؟

قال: نعم؛ يا حذيفة! جبت من المنافقين يرتاس عليهم، و يستعمل في اُمّتي الرؤيا، و يحمل علي عاتقه درّة الخزي، و يصدّ الناس عن سبيل اللَّه، يحرّف کتاب اللَّه، و يغيّر سنّتي، و يشتمل علي إرث ولدي، و ينصب نفسه علماً، و يتطاول علي إمامه من بعدي، و يستخلب أموال الناس من غير حلّها، و ينفقها في غير طاعة اللَّه، و يکذّبني و يکذِّب أخي و وزيري، و يحسد ابنتي عن حقّها، فتدعو اللَّه عزّ و جلّ عليه، فيستجيب دعاءها في مثل هذا اليوم.

قال حذيفة: فقلت: يا رسول اللَّه! فادع ربّک ليهلکه في حياتک.

فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: يا حذيفة! لا اُحبّ أن أجتري ء علي قضاء اللَّه عزّ و جلّ لما قد سبق في علمه، لکن سألت اللَّه عزّ و جلّ أن يجعل لليوم الّذي يهلکه فيه فضيلة علي سائر الأيّام، ليکون ذلک سنّة يستنّ بها أحبّائي، و شيعة أهل بيتي و محبّيهم.

فأوحي اللَّه إليّ جلّ من قائل: يا محمّد! إنّه کان في سابق علمي أن تمسّک و أهل بيتک محن الدنيا و بلاؤها، و ظلم المنافقين والغاصبين من عبادي، من نصحت لهم و خانوک، و محضت لهم و غشّوک، و صافيتهم و کشحوک، و أرضيتهم و کذبوک، و جنيتهم و أسلموک.

فإنّي بحولي و قوّتي و سلطاني لأفتحنّ علي من يغصب بعدک عليّاً وصيّک حقّاً ألف باب من النيران، من أسفل الفيلوق، و لاُصلينّه و أصحابه قعراً يشرف عليه إبليس آدم فيلعنه، و لأجعلنّ ذلک المنافق عبرة في القيامة کفراعنة الأنبياء و أعداء الدّين في المحشر، و لأحشرنّهم و أولياءهم و جميع الظلمة والمنافقين إلي جهنّم زرقاً کالحين، أذلّة حياري نادمين، و لاُضلّنّهم فيها أبد الآبدين.

يا محمّد! إنّ مرافقک و وصيّک في منزلک يمسّه البلوي، من فرعونه


و غاصبه الّذي يجتري ء و يبدّل کلامي و يشرک بي، و يصدّ الناس عن سبيلي، و ينصب من نفسه عجلاً لاُمّتک، و يکفر بي في عرشي.

إنّي قد أمرت ملائکتي في سبع سماواتي و شيعتک و محبّيک أن يعيّدوا في اليوم الّذي أهلکته فيه، و أمرتهم أن ينصبوا کرسيّ کرامتي بإزاء البيت المعمور ويثنوا عَلَيّ، و يستغفرون لشيعتک و محبّيک من ولد آدم.

يا محمّد! و أمرت الکرام الکاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق في ذلک اليوم، و لا يکتبون شيئاً من خطاياهم کرامة لک و لوصيّک.

يا محمّد! إنّي قد جعلت ذلک اليوم يوم عيد لک و لأهل بيتک، و لمن يتبعهم من المؤمنين و شيعتهم، و آليت علي نفسي بعزّتي و جلالي و علوّي في مکاني؛ لأحبونّ من يعيّد في ذلک اليوم محتسباً في ثواب الحافين، و لأشفعنّه في ذوي رحمه، و لأزيدنّ في ماله إن وسّع علي نفسه و عياله، و لأعتقنّ من النار في کلّ حول في مثل ذلک اليوم آلافاً من شيعتکم و محبّيکم و مواليکم، و لأجعلنّ سعيهم مشکوراً، و ذنبهم مغفوراً، و عملهم مقبولاً.

قال حذيفة: ثمّ قام رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فدخل بيت اُمّ سلمة رضي اللَّه عنها.

و رجعت عنه و أنا غير شاکّ في أمر الثاني، حتّي رأيت بعد وفاة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و أتيح الشرّ و عاود الکفر، وارتدّ عن الدين، و شمّر للملک، و حرّف القرآن، و أحرق بيت الوحي، وابتدع السنن و غيّرها، و غيّر الملّة، و نقل السنّة، و ردّ شهادة أميرالمؤمنين عليه السلام.

و کذّب فاطمة عليهاالسلام بنت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، واغتصب فدک منها، و أرضي اليهود والنصاري والمجوس، و أسخط قرّة عين المصطفي صلي الله عليه و آله و لم يرضها، و غيّر السنن کلّها، و دبّر علي قتل أميرالمؤمنين عليه السلام.

و أظهر الجور، و حرّم ما حلّله اللَّه، و حلّل ما حرّم اللَّه، و أبقي الناس أن يحتذوا النقد من جلود الإبل، و لطم وجه الزکيّة عليهاالسلام.


و صعد منبر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ظلماً و عدواناً، وافتري علي أميرالمؤمنين عليه السلام و عانده و سفّه رأيه.

قال حذيفة: فاستجاب اللَّه دعوة مولاي عليه أفضل الصلاة والسلام علي ذلک المنافق، و جري کما جري قتله علي يد قاتله رحمة اللَّه علي قاتله.

قال حذيفة: فدخلت علي أميرالمؤمنين عليه السلام لمّا قتل ذلک المنافق لاُهنّئه بقتله و مصيره إلي ذلک الخزي والإنتقام.

فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: يا حذيفة! تذکر اليوم الّذي دخلت فيه علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، و أنا و سبطاه نأکل معه؟ فدلّک علي فضل هذا اليوم، دخلت فيه عليه؟

فقلت: نعم، يا أخا رسول اللَّه!

فقال عليه السلام: هو واللَّه؛ هذا اليوم الّذي أقرّ اللَّه تبارک و تعالي فيه عيون أولاد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، و إنّي لأعرف لهذا اليوم اثنين و سبعين اسماً.

فقلت: يا أميرالمؤمنين! إنّي اُحبّ أن تسمعني أسماء هذا اليوم التاسع من شهر ربيع الأوّل.

فقال عليه السلام: يا حذيفة! هذا يوم الاستراحة، و يوم تنفيس الهمّ والکرب، والغدير الثاني، و يوم تحطيط الأوزار، و يوم الحبوة، و يوم رفع القلم، و يوم الهدي، و يوم العقيقة، و يوم البرکة، و يوم الثارات؛

وعيد اللَّه الأکبر، و يوم يستجاب فيه الدعوات، و يوم الموقف الأعظم، و يوم التولية، و يوم الشرط، و يوم نزع الأسوار، و يوم ندامة الظالمين، و يوم انکسار الشيعة، و يوم نفي الهموم، و يوم الفتح، و يوم العرض، و يوم القدرة، و يوم التصفيح؛

و يوم فرح الشيعة، و يوم التروية، و يوم الإنابة، و يوم الزکاة العظمي، و يوم الفطر الثاني، و يوم سبيل اللَّه تعالي، و يوم التجرّع بالريق، و يوم الرضا؛


وعيد أهل البيت عليهم السلام، و يوم ظفرت به بنوإسرائيل، و يوم قبل اللَّه أعمال الشيعة، و يوم تقديم الصدقة، و يوم طلب الزيادة، و يوم قتل المنافق، و يوم الوقت المعلوم؛

و يوم سرور أهل البيت عليهم السلام، و يوم المشهود، و يوم يعضّ الظالم علي يديه، و يوم هدم الضلالة، و يوم النيلة، و يوم الشهادة، و يوم التجاوز عن المؤمنين، و يوم المستطاب، و يوم ذهاب سلطان المنافق، و يوم التسديد؛

و يوم يستريح فيه المؤمنون، و يوم المباهلة، و يوم المفاخرة، و يوم قبول الأعمال، و يوم النحيل، و يوم النحيلة، و يوم الشکر، و يوم نصرة المظلوم، و يوم الزيارة، و يوم التودّد، و يوم النحيب، و يوم الوصول؛

و يوم البرکة، و يوم کشف البدع، و يوم الزهد في الکبائر، و يوم المنادي، و يوم الموعظة، و يوم العبادة، و يوم الإسلام.

قال حذيفة: فقمت من عند أميرالمؤمنين عليه السلام و قلت في نفسي: لو لم أدرک من أفعال الخير ما أرجو به الثواب إلّا حبّ هذا اليوم، لکان مناي.

قال محمّد بن أبي العلا الهمدانيّ و يحيي بن جريح:

فقام کلّ واحد منّا نقبّل رأس أحمد بن إسحاق، و قلنا: الحمدللَّه الّذي ما قبضنا حتّي شرّفنا بفضل هذا اليوم المبارک، وانصرفنا من عنده، وعيّدنا فيه، فهو عيد الشيعة، تمّ الخبر.

والحمدللَّه وحده، و صلّي اللَّه علي محمّد و آله و سلّم من خطّ محمّد بن عليّ بن محمّد بن طي رحمه الله.

و وجدنا فيما تصفّحنا من الکتب عدّة روايات موافقة لها، فاعتمدنا عليها، فينبغي تعظيم هذا اليوم المشار إليه و إظهار السرور فيه مطلقاً لسرّ يکون في مطاويه علي الوجه الّذي ظهر احتياطاً للروايات، فيستحبّ أن يسمّي ذلک اليوم يوم العيد مجازاً. [1] .


3775/ 2- إقبال الأعمال: يوم التاسع من ربيع الأوّل: اعلم! أنّ هذا اليوم وجدنا فيه رواية عظيمة الشأن، و وجدنا جماعة من العجم والإخوان يعظّمون السرور فيه، يذکرون أنّه يوم هلاک بعض من کان يهون باللَّه جلّ جلاله و رسوله صلوات اللَّه عليه يعاديه، ولم أجد فيما تصفّحت من الکتب إلي الآن موافقة أعتمد عليها للرواية الّتي رويناها ابن بابويه تغمّده اللَّه بالرضوان.

فإن أراد أحد تعظيمه مطلقاً لسرّ يکون في مطاويه عن غير الوجه الّذي ظهر فيه احتياطاً للرواية، فکذا عادة ذوي الرّعاية.

أقول: و إنّما قد ذکرت في کتاب «التعريف للمولد الشريف» عن الشيخ الثقة محمّد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي في کتاب «الدلائل» في الإمامة:

أنّ وفاة مولانا الحسن العسکري صلوات اللَّه عليه کانت لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأوّل، و کذلک ذکر محمّد بن يعقوب الکلينيّ رحمه الله في کتاب الحجّة.

و کذلک قال محمّد بن هارون التلعکبري، و کذلک ذکر حسين بن حمدان بن الخطيب، و کذلک ذکر الشيخ المفيد في کتاب «الإرشاد»، و کذلک قال المفيد أيضاً في کتاب «مولد النبيّ و الأوصياء عليهم السلام».

و کذلک ذکر أبوجعفر الطوسيّ رحمه الله في کتاب «تهذيب الأحکام»، و کذلک قال حسين بن خزيمة، و کذلک قال نصر بن عليّ الجهضميّ في کتاب «المواليد».

و کذلک الخشّاب في کتاب «المواليد» أيضاً، و کذلک قال ابن شهر اشوب في کتاب «المواليد».

فإذا کانت وفاة مولانا الحسن العسکري عليه السلام کما ذکر هؤلاء لثمان خلون من ربيع الأوّل، فيکون ابتداء ولاية المهدي عليه السلام علي الاُمّة يوم تاسع ربيع الأوّل؛

فلعلّ تعظيم هذا اليوم و هو يوم تاسع الأوّل لهذا الوقت المفضّل والعناية لمولي المعظّم المکمل.


فصل: أقول: و إن کان يمکن أن يکون تأويل ما رواه أبوجعفر ابن بابويه في أنّ قتل من ذکر کان يوم تاسع ربيع الأوّل لعلّ معناه أنّ السبب الّذي اقتضي عزم القاتل علي قتل من قتل کان ذلک السبب يوم تاسع ربيع الأوّل، فيکون اليوم الّذي فيه سبب القتل أصل القتل، و يمکن أن يسمّي مجازاً بالقتل.

و يمکن أن يتأوّل بتأويل آخر، و هو أن يکون توجّه القاتل من بلده إلي البلد الّذي وقع القتل فيه يوم تاسع ربيع الأوّل، أو يوم وصول القاتل إلي المدينة الّتي وقع فيها القتل کان يوم سابع ربيع الأوّل.

و أمّا تأويل من تأوّل أنّ الخبر بالقتل وصل إلي بلد أبي جعفر ابن بابويه يوم تاسع من ربيع الأوّل، فلأنّه لا يصحّ، لأنّ الحديث الّذي رواه ابن بابويه عن الصادق عليه السلام ضمن أنّ القتل کان في يوم تاسع ربيع الأوّل، فکيف يصحّ تأويل أنّه يوم بلغ الخبر إليهم. [2] .



پاورقي

[1] البحار: 98/ 351- 355 ح 1.

[2] البحار: 98/ 355 و 356، نقله عن اقبال الاعمال: 597 و 598.