بازگشت

الجواب عن الإشكال




أقول أيضاً: أمّا المسلمون الّذين يتّبعون مذاهب غير مذهب أهل البيت و عترة النبيّ عليهم السلام فلن يقدروا جواباً عن الإشکالات المذکورة و أمثالها أبداً.

و أمّا نحن نتّبع لمذهب أهل البيت العترة الطاهرة عليهم السلام نجيب عن کلّ الإشکالات بالبراهين الواضحة کالشمس في رابعة النهار، و نقول: أوّلاً: نحن نتّبع مذهب أهل البيت و عترة الطاهرة و مذهب وصيّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله المتّصل برسول اللَّه صلي الله عليه و آله يعني مذهب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و عترته الّذين هم لن يفترقوا من القرآن، و کانوا مع الحقّ و الحقّ معهم.

و القرآن يؤيّدهم و يعرّفهم بأنّهم المطهّرون من کلّ رجس، و معصومون من کلّ خطأ و تناقض، لأنّهم لم يتجاوزوا عن قول الرسول صلي الله عليه و آله الّذي «ما يَنْطِقُ عَن الهَوي».

و کلّما يقولون من الأحکام و المعارف و الاُصول و الفروع و الأخلاق و المقرّرات الإسلاميّة سمعوا من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، لأنّ أوّل أئمّتنا و إمامنا هو باب مدينة علم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بنصّه: «أنا مدينة العلم و عليّ بابها».

و نصّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي وجوب متابعتهم في حديث الثقلين المتواترة عند المسلمين جميعاً، و نصّه صلي الله عليه و آله في هذا الحديث المبارک بأنّهم عليهم السلام مع القرآن و لن يفترقا حتّي يردا عليه الحوض.


و ثانياً: في اعتقاد أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام کلّ خبر وحديث و سنّة مخالف لکتاب اللَّه؛ باطل و مردود و مضروب بالجدار، و نحن لا نعمل بها و لا نعتمد عليها أبداً.

و الأدلّة من کلام أئمّتنا و أحاديثهم في إثبات ذلک کثيرة، أذکر هنا حديثين تبرّکاً، و عليک بمراجعة کتب الشيعة في محلّه من الاُصول و الفروع والحديث.

أمّا الحديثان؛

1- قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في خطبة بمني أو- بمکّة-:

يا أيّها الناس! ما جاءکم عنّي يوافق القرآن، فأنا قلته، و ما جاءکم عنّي لا يوافق القرآن، فلم أقله». [1] .

2- قال أبوعبداللَّه عليه السلام: «يا محمّد! ما جاءک في رواية- من برّ أو فاجر- يوافق القرآن فخذ به، و ما جاءک في رواية- من برّ أو فاجر- يخالف القرآن، فلا تأخذ به». [2] .

أقول: خذ هذين الروايتين من کثير، و عليک بالفحص و التحقيق و المراجعة في محلّه تجد الأدلّة لإثبات ذلک کثيرة جدّاً.

و ثالثاً: کتب الشيعة في الاُصول و الفروع و أقوال علمائهم موجودة و مضبوطة، و اعتقاداتهم للعمل بالقرآن و السنّة و الأحاديث و الآثار من أئمّة أهل البيت و عترة النبيّ صلّي اللَّه عليه و عليهم مکتوبة واضحة، و طريق السؤال و البحث عن عقائدهم و فتواهم مفتوحة.

و إذاً فعلي أهل التحقيق أن يراجعوا علي کتب الشيعة المذکورة، و علي فتاوي علمائهم، و البحث معهم، لايوجد في مذهب أهل البيت و متابعيهم تناقض و لا اختلاف بين السنّة و القرآن، و لا بين کلام أئمّتهم و بين کلام النبيّ صلي الله عليه و آله


و بين القرآن، لأنّ المنبع واحد، و هو الوحي و لاينطقون عن الهوي.

فإذاً نحن نقول للمخالفين و أهل کلّ ملّة و أديان: تعالوا نجتمع علي الحقّ و نترک الهوي و الباطل، ففي اتّباع الحقّ نجاحنا و فلاحنا جميعاً في الدنيا و الآخرة.

عودة البحث مع ابن أبي الحديد مرّة اُخري:

و أمّا الکلام مع ابن أبي الحديد حيث يقول: «فميل أهل البيت إلي ما فيه نصرة أبيهم وبيتهم»... [3] .

أقول: إن کان مقصودک من کلامک أنّ ميل أهل بيت الوحي و الرسالة عليهم السلام إلي ما فيه نصرة أبيهم و بيتهم- بيت الوحي و الرسالة- لاتّباعهم الحقّ و الوحي والرسالة، فلازم لک و لکلّ مسلم أن يتّبعوا أباهم و بيتهم.

و إن کان مقصودک من هذا الکلام أنّهم يميلون أن ينصروا أباهم علي التعصّب العمياء و علي اتّباع الهوي، فمعني هذا الکلام کفر و نفاق، لايصدر هذا الکلام من مسلم مؤمن باللَّه و کتابه و رسوله.

لأنّ کلامک هذا يرجع إلي تکذيب اللَّه و کتابه و رسوله، و قد أمر اللَّه سبحانه في سورة النساء بإطاعته و إطاعة رسوله و إطاعة اُولي الأمر. [4] .

و في آية اُخري من سورة الأعراف جعل الفلاح لمن يتّبع النور الّذي اُنزل مع النبيّ. [5] .

و في آية اُخري من سورة المائدة عرّف وليّ الأمر بأنّه آمن و يقيم الصلاة


و يؤت الزکاة في حال الرکوع. [6] .

و بلّغ الرسول صلي الله عليه و آله و عرّف ذلک الوليّ في قضيّة غدير خم، و هو عليّ أميرالمؤمنين أبو أهل بيت الوحي و الرسالة عليهم السلام.

يابن أبي الحديد! هذا کتاب اللَّه جعل عليّاً عليه السلام نفس رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في آية المباهلة، و هذا عمل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في غدير خم، فهل نصرة أهل البيت أباهم و ميلهم إلي بيتهم إلّا بأمر اللَّه تعالي و إطاعة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟

يابن أبي الحديد! هل قرأت آية المباهلة و آية التطهير في شأن فاطمة الزهراء عليهاالسلام بضعة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، و شأن الحسن عليه السلام والحسين عليه السلام سيّدي شباب أهل الجنّة؟ أفهم يميلون إلي بيتهم ونصرة أبيهم علي التعصّب والهوي؟

أفهذا الإفتراء عليهم ليس من الحقد و الکفر و النفاق؟ إن کان المقصود من کلامک هذا المعني.

بلي؛ إنّ أهل البيت ينصرون أباهم و يميلون إلي بيتهم و نحن متابعون لهم عليهم السلام بدليل يوم الغدير، و يوم إکمال الدين و إتمام النعمة، و بدليل رواية يوم الدار، و رواية: «عليّ عليه السلام مع الحقّ و الحقّ مع عليّ عليه السلام».

و بدليل رواية إعطاء الراية يوم خيبر، و بدليل آية المباهلة، و آية التطهير،و آيات اُخري کثيرة.

و بدليل رواية متواترة الثقلين: کتاب اللَّه والعترة، و رواية: «أنا مدينة العلم و عليّ بابها» و رواية: «علّمني رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ألف باباً من العلم...»، و روايات اُخري لاتعدّ و لاتحصي.

و نحن الشيعة لأجل الصداقة و المحبّة ننادي بأعلي أصواتنا، و نقول:

يا أهل العلم و العقلاء و المنصفون! أيّها الأحرار و الطالبون دين الحقّ و دين العدالة و الحريّة و الکرامة الإنسانيّة و...


أيّها الشباب الأعزّاء و أهل الثقافة و العلم و أهل التحقيق واُلوا الألباب!أجيبوا داعي الحقّ و داعي اللَّه: تعالوا إلي مذهب أهل بيت الرسالة مذهب عليّ وأحد عشر من أبنائه المعصومين المطهّرين عليهم السلام تجدوهم سفينة نجاتکم من الهلاکة، و ظلمات الدنيا، و عذاب الآخرة.

تمسّکوا بالعروة الوثقي کما أمرکم ربّکم، و تمسّکوا بسفينة أهل بيت نبيّکم أهل بيت الوحي والرحمة کما أمر به نبيّکم لن تضلّوا بعدها أبداً، و تفلحوا کما وعد اللَّه تبارک و تعالي.

أيّها المثقّفون والأحرار! تفحّصوا عن مذهب أهل البيت، مذهب القرآن و العترة الّذي يرشد إلي العلم و کمال الإنسانيّة مذهب شيعة الإماميّة الإثنا عشريّة.

فإن وجدتموا فيه ما يناقض کتاب اللَّه القرآن الکريم، أو يناقض السنّة الصحيحة،أو مخالف لفطرة الإنسانيّة، أو العقل فدعوه واترکوه، فلا لوم عليکم بعد ذلک، و إن لم تجدوا فيه و لن تجدوا فيه النقص والريب، هناک يتمّ عليکم الحجّة.

و إذا ظهر الحقّ و لم تجيبوه و لم تؤمنوا به و لم تسلّموا، فاعلموا أنّه يصيبکم من اللَّه عذاب أليم بما کنتم تکذبون دين اللَّه الّذي أرسله لعباده و ارتضاه لهم و ينجيهم به من عذاب أليم.

و لا يخفي عليکم بأن تفحّصوا کتب المعتبرة عند الشيعة و الأحاديث و الروايات المعتمدة عندهم، و أقوال فقهائهم و فتاوي علمائهم المعروفين و المعتمدين عندهم الّذين يأخذ الشيعة أحکامهم الدينية منهم، و يسلکون مسلکهم و مذهبهم من زمن أئمّتهم إلي يومنا هذا.

فليس کلّ من يسمّي باسم العالم قوله متبوعة عندهم، و لا کلّ کتاب و لا کلّ رواية موجودة في کتبهم مقبولة عندهم، فلا تغفلوا عن هذا.



پاورقي

[1] مستدرک الوسائل: 17/ 304.

[2] مستدرک الوسائل: 17/ 304.

[3] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16/ 286.

[4] النساء: 59.

[5] الأعراف: 157.

[6] المائدة: 55.