بازگشت

ان المائدة نزلت علي فاطمة في موارد شتي




2576/ 1- روي: أنّ فاطمة عليهاالسلام قالت: يا رسول اللَّه! إنّ الحسن والحسين عليهماالسلام جائعان.

قال: ما لکما يا حبيبيّ؟

قالا: نشتهي طعاماً.

فقال: اللهمّ أطعمهما طعاماً.

قال سلمان: فنظرت، فإذا بيد النبيّ صلي الله عليه و آله سفرجلة مشبهة بالجرّة الکبيرة أشدّ بياضاً من اللبن، ففرکها بإبهامه، فصيّرها نصفين، فدفع نصفها للحسن عليه السلام و نصفها للحسين عليه السلام فجعلت أنظر إليها و أنا أشتهي.

فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: هذا طعام من الجنّة لا يأکله رجل حتّي ينجو من الحساب غيرنا، و إنّک علي خير. [1] .

2577/ 2- عن أبي سعيد الخدريّ، قال: أصبح عليّ عليه السلام ذات يوم، فقال: يا فاطمة! عندک شي ء تغدّينيه؟

قالت: لا، والّذي أکرم أبي بالنبوّة، و أکرمک بالوصيّة ما أصبح الغداة عندي شي ء اُغدّيکه، و ما کان عندي شي ء منذ يومين إلّا شي ء کنت اُوثرک به علي نفسي و علي ابنيّ هذين حسن و حسين عليهماالسلام- ثمّ ساق الخبر إلي قوله صلي الله عليه و آله-: و يجري


فاطمة عليهاالسلام مجري مريم بن عمران عليهاالسلام... [2] .

أقول: أخرجه في «العوالم» عن «تفسير فرات» عن أبي سعيد الخدري؛ و عن «کشف الغمّة» عن أبي سعيد (مثله)؛

و عن «أمالي الطوسي» عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن محمّد بن جعفر بن مسکان، عن عبداللَّه بن الحسين، عن يحيي بن عبدالحميد الحمانيّ، عن قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبديّ، عن أبي سعيد (مثله). [3]

2578/ 3- جماعة، عن أبي المفضّل، عن عبدالرّزاق بن سليمان، عن الحسن بن عليّ الأزديّ، عن عبدالوهّاب بن همام الحميريّ، عن جعفر بن سليمان، عن أبي هارون العبديّ، عن ربيعة السعديّ، عن حذيفة بن اليمان، قال:

لمّا خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلي النبيّ صلي الله عليه و آله قدم جعفر و النبيّ صلي الله عليه و آله بأرض خيبر، فأتاه بالفرع من الغالية و القطيفة.

فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: لأدفعنّ هذه القطيفة إلي رجل يحبّ اللَّه و رسوله و يحبّه اللَّه و رسوله.

فمدّ أصحاب النبيّ صلي الله عليه و آله أعناقهم إليها.

فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: أين عليّ عليه السلام؟

فوثب عمّار بن ياسر، فدعا عليّاً عليه السلام، فلمّا جاء قال له النبيّ صلي الله عليه و آله: يا عليّ! خذ هذه القطيفة إليک.

فأخذها عليّ عليه السلام و أمهل حتّي قدم المدينة، فانطلق إلي البقيع- و هو سوق المدينة- فأمر صائغاً، ففصّل سلکاً سلکاً، فباع الذّهب و کان ألف مثقال، ففرّقه عليّ عليه السلام في فقراء المهاجرين و الأنصار، ثمّ رجع إلي منزله و لم يترک من الذهب قليلاً ولا کثيراً.


فلقيه النبيّ صلي الله عليه و آله من غد في نفر من أصحابه، فيهم حذيفة و عمّار، فقال: يا عليّ! إنّک أخذت بالأمس ألف مثقال، فاجعل غدائي اليوم و أصحابي هؤلاء عندک.

ولم يکن عليّ عليه السلام يرجع يومئذ إلي شي ء من العروض ذهب أو فضَّة، فقال- حياء منه و تکرّماً-: نعم يا رسول اللَّه! و في الرحب و السعة أدخل يا نبي اللَّه! أنت و من معک.

قال: فدخل النبيّ صلي الله عليه و آله، ثمّ قال لنا: ادخلوا.

قال حذيفة: و کنّا خمسة نفر: أنا و عمّار و سلمان و أبوذر و المقداد رضي اللَّه عنهم، فدخلنا و دخل عليّ عليه السلام علي فاطمة عليهاالسلام يبتغي عندها شيئاً من زاد، فوجد في وسط البيت جفنة من ثريد تفور و عليها عراق کثير، و کان رائحتها المسک.

فحملها عليّ عليه السلام حتّي وضعها بين يدي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و من حضر معه، فأکلنا منها حتّي تملّأنا ولا ينقص منها قليل و لا کثير.

و قام النبيّ صلي الله عليه و آله حتّي دخل علي فاطمة عليهاالسلام، و قال: أنّي لک هذا الطعام يا فاطمة؟

فردّت عليه و نحن نسمع قولهما فقالت: هو من عنداللَّه، إنّ اللَّه يرزق من يشاء بغير حساب.

فخرج النبيّ صلي الله عليه و آله إلينا مستعبراً و هو يقول: الحمد للَّه الّذي لم يمتني حتّي رأيت لابنتي ما رآي زکريّا لمريم رضي الله عنه کان إذا دخل عليها المحراب وجد عندها رزقاً، فيقول لها: يا مريم! أنّي لک هذا، فتقول: (هُوَ مِنْ عِنْدِاللَّه إنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) [4] . [5] .


أقول: و ذکر العلّامة المجلسي رحمه الله هذا الحديث بهذا الإسناد في موضع آخر من «البحار» في باب غزوة خيبر و فدک إلّا أنّ بدلاً من: «عبد الرزاق بن سليمان» ذکر «عبدالرحمان بن سليمان الأزدي»، فراجع. [6] .

وفي «الدرر النظيم» رواه عن حذيفة أيضاً، قال: لمّا خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلي النبيّ صلي الله عليه و آله أرسل النجاشيّ من غالية و قطيفة منسوجة بالذهب هدية إلي النبيّ صلي الله عليه و آله، فقدم جعفر و النبيّ صلي الله عليه و آله بأرض خيبر، فأتاه بالقدح من الغالية و القطيفة... إلي آخر الخبر. [7] .

2579/ 4- الخرکوشيّ في «شرف المصطفي» عن زينب بنت حصين- في خبر-:

أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله دخل علي فاطمة عليهاالسلام غداة من الغدوات، فقالت: يا أبتاه! قد أصبحنا و ليس عندنا شي ء.

فقال: هاتي ذينک الطيرين.

فالتفتت فإذا طيران خلفها، فوضعتهما عنده، فقال لعليّ و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام: کلوا باسم اللَّه.

فبينما هم يأکلون، إذ جاءهم سائل، فقام علي الباب، فقال: السلام عليکم أهل البيت أطعمونا ممّا رزقکم اللَّه.

فردّ النبيّ صلي الله عليه و آله: يطعمک اللَّه يا عبداللَّه!

فمکث غير بعيد، ثمّ رجع، فقال مثل ذلک، ثمّ ذهب، ثمّ رجع فقالت فاطمة عليهاالسلام: يا أبتاه! سائل.

فقال: يا بنتاه! هذا هو الشيطان جاء ليأکل من هذا الطعام، ولم يکن اللَّه


ليطعمه هذا من طعام الجنّة. [8] .

2580/ 5- و ذکر الصّدوق رحمه الله في کتاب «إکمال الدين» قال: حدّثنا عبداللَّه بن محمّد بن عبدالوهّاب الشجريّ، عن محمّد بن القاسم الرقّي؛ و عليّ بن الحسن بن جنکاء اللائکي قال:... حدّثنا أبومعمّر المغربي، قال: سمعت عليّ بن أبي طالب عليه السلام يقول:

أصاب النبيّ صلي الله عليه و آله جوع شديد، و هو في منزل فاطمة عليهاالسلام.

قال عليّ عليه السلام: فقال لي النبيّ صلي الله عليه و آله: يا عليّ! هات المائدة.

فقدّمت المائدة فإذا عليها خبز و لحم مشويّ. [9] .

أقول: ذکرت السند من أوّل الباب، و اختصرت بذکر مورد الحاجة من الصفحة 228 من روايات أبوالدّنيا، فراجع «البحار» و ذکرت السند بأدني تغيير غير مغيّر للمعني، فراجع المأخذ.

2581/ 6- العلّانيّ بإسناده إلي ابن عبّاس- في خبر طويل- أنّه اجتمع النبيّ صلي الله عليه و آله و عليّ عليه السلام و جعفر عند فاطمة عليهاالسلام و هي في صلاتها، فلمّا سلّمت أبصرت عن يمينها رطباً علي طبق و علي يسارها سبعة أرغفة و سبع طيور مشويّات و جام من لبن، و طاس من عسل، و کأس من شراب الجنّة، و کوز من ماء معين.

فسجدت. و حمدت و صلّت علي أبيها، و قدّمت الرطب، فلمّا فرغوا من أکله قدّمت المائدة، فإذا بسائل ينادي من وراء الباب: أهل بيت الکرم هل لکم في إطعام المساکين؟

فمدّت فاطمة عليهاالسلام يدها إلي رغيف وضعت عليه طيراً و حملت بالجام و أرادت أن تدفع إلي السائل.


فتبسّم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في وجهها، و قال: إنّها محرّمة علي هذا السائل، ثمّ نبّأها بأنّه إبليس لعنه اللَّه، و أنّه لو واسيناه لصار من أهل الجنّة.

فلمّا فرغوا من الطعام خرج عليّ عليه السلام من الدار و واجه إبليس و بکته و وبّخه، و قال له: الحکم بيني و بينک السيف ألا تعلم بفناء من نزلت يا لعين؟

شوّشت ضيافة نور اللَّه في أرضه- في کلام له-.

فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: أمره إلي ديّان يوم الدّين.

فقال إبليس: يا رسول اللَّه!

اشتقت إلي رؤية عليّ عليه السلام فجئت أخذ منه الحظّ الأوفر و أيم اللَّه أنّي من أودّائه و أنّي لاُواليه. [10] .

2582/ 7- أبوصالح المؤذّن في «الأربعين» بإسناده عن زينب بنت جحش- في حديث دخول النبيّ صلي الله عليه و آله علي فاطمة عليهاالسلام و قوله لها: هاتي ذلک الطيران و کان من موائد الجنّة-.

فإذا سائل، فقال: السلام عليکم يا أهل البيت! أطعمونا ممّا رزقکم اللَّه.

فردّ النبيّ صلي الله عليه و آله: يطعمک اللَّه يا عبداللَّه!

فجاء مرّة اُخري، فردّه... إلي آخر الخبر. [11] .

2583/ 8- کتاب أبي إسحاق العدل الطبريّ، عن عمر بن عليّ، عن أبيه أميرالمؤمنين عليه السلام قال:

دعانا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أنا (و عليّ) و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ثمّ نادي بالصحفة، فيها طعام کهيئة السکنجبين، و کهيئة الزبيب الطائفيّ الکبار، فأکلنا منه، فوقف سائل علي الباب.


فقال له رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: اخسأ.

ثمّ قال: ارفع ما فضل، فرفعه.

فقالت فاطمة عليهاالسلام: يا رسول اللَّه! لقد رأيتک صنعت اليوم شيئاً ما کنت تفعله؟ سأل سائل، فقلت: اخسأ، و رفعت فضل الطعام ولم أرک رفعت طعاماً قطّ.

فقال صلي الله عليه و آله: إنّ الطّعام کان من طعام الجنّة، و إنّ السائل کان شيطاناً. [12] .

2584/ 9- أحمد بن محمّد الثعلبي، عن عبداللَّه بن حامد، عن أبي محمّد المزني، عن أبي يعلي الموصليّ، عن سهل بن زنجلة الرازي، عن عبداللَّه بن صالح، عن ابن لهيعة، عن محمّد بن المنکدر، عن جابر بن عبداللَّه:

أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله أقام أيّاماً لم يطعم طعاماً حتّي شقّ ذلک عليه، و طاف في منازل أزواجه فلم يجد عند واحدة منهنّ شيئاً، فأتي فاطمة عليهاالسلام فقال: يا بنيّة! هل عندک شي ء آکله، فإنّي جائع؟

فقالت: لا واللَّه؛ بأبي أنت و اُمّي.

فلمّا خرج من عندها بعث إليها جارة لها برغيفين و قطعة لحم، فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وغطّت عليها، و قالت: لأوثرنّ بها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي نفسي و من عندي.

و کانوا جميعاً محتاجين إلي شبعة طعام، فبعثت حسناً عليه السلام- أو حسيناً عليه السلام- إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فرجع إليها.

فقالت: بأبي أنت و اُمّي؛ قد أتانا اللَّه بشي ء، فخبأته.

قال: هلمّي.

فأتته، فکشفت عن الجفنة، فإذا هي مملوءة خبزاً و لحماً، فلمّا نظرت إليه بهتت، فعرفت أنّها کرامة من اللَّه عزّ و جلّ، فحمدت اللَّه و صلّت علي نبيّه.


فقال صلي الله عليه و آله: من أين لک هذا يا بنيّة؟

فقالت: هو من عنداللَّه، إنّ اللَّه يرزق من يشاء بغير حساب.

فحمد اللَّه عزّ و جلّ، و قال: الحمد للَّه الّذي جعلک شبيهة بسيّدة نساءالعالمين في نساء بني إسرائيل في وقتهم، فإنّها کانت إذا رزقها اللَّه تعالي، فسألت عنه، قالت: (هُوَ مِنْ عِنْدِاللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ). [13] .

فبعث رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي عليّ عليه السلام، ثمّ أکل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام و جميع أزواج النبيّ صلي الله عليه و آله و أهل بيته جميعاً، وشبعوا و بقيت الجفنة کما هي.

قالت فاطمة عليهاالسلام: فأوسعت منها علي جميع جيراني، و جعل اللَّه فيها البرکة والخير کما فعل اللَّه بمريم عليهاالسلام.

المناقب لابن شهراشوب: الثعلبيّ في تفسيره، و ابن المؤذّن في «الأربعين» بإسنادهما عن محمّد بن المنکدر، عن جابر (مثله). [14] .

2585/ 10- من کتاب المناقب المذکور عن أبي الفرج محمّد بن أحمد المکّي، عن المظفّر بن أحمد بن عبد الواحد، عن محمّد بن عليّ الحلوانيّ، عن کريمة بنت أحمد بن محمّد المروزي؛

و أخبرني أيضاً به عالياً قاضي القضاة محمّد بن الحسين البغداديّ، عن الحسين بن محمّد بن عليّ الزينبيّ، عن الکريمة فاطمة بنت أحمد بن محمّد


المروزية- بمکّة حرسها اللَّه تعالي- عن أبي عليّ زاهر بن أحمد، عن معاذ بن يوسف الجرجاني، عن أحمد بن محمّد بن غالب، عن عثمان بن أبي شيبة، عن (ابن) نمير، عن مجالد، عن ابن عبّاس، قال:

خرج أعرابيّ من بني سليم يتبدّي في البريّة، فإذا هو بضبّ قد نفر من بين يديه، فسعي وراءه حتّي اصطاده، ثمّ جعله في کمّه و أقبل يزدلف نحو النبيّ صلي الله عليه و آله، فلمّا أن وقف بإزائه ناداه: يا محمّد! يا محمّد!

و کان من أخلاق رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إذا قيل له: يا محمّد، قال: يا محمّد، و إذا قيل له: يا أحمد، قال: يا أحمد، و إذا قيل له: يا أباالقاسم، قال: يا أباالقاسم، و إذا قيل (له): يا رسول اللَّه، قال: لبّيک وسعديک و تهلّل وجهه.

فلمّا أن ناداه الأعرابيّ: يا محمّد! يا محمّد!

قال له النبيّ صلي الله عليه و آله: يا محمّد! يا محمّد! قال له: أنت السّاحر الکذّاب الّذي ما أظلّت الخضراء، ولا أقلّت الغبراء من ذي لهجة هو أکذب منک، أنت الّذي تزعم أنّ لک في هذه الخضراء إلهاً بعث بک إلي الأسود و الأبيض، و اللات و العزّي؛ لولا أنّي أخاف أنّ قومي يسمّونني العجول لضربتک بسيفي هذا ضربة أقتلک بها، فأسود بک الأوّلين و الآخرين!!

فوثب إليه عمر بن الخطّاب ليبطش به!!

فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: اجلس يا أباحفص! فقد کاد الحليم أن يکون نبيّاً.

ثمّ التفت النبيّ صلي الله عليه و آله إلي الأعرابيّ، فقال له: يا أخا بني سليم! هکذا تفعل العرب؟ يتهجّمون علينا في مجالسنا يجبهوننا بالکلام الغليظ؟

يا أعرابيّ! والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً؛ إنّ من ضرّ بي في دار الدنيا هو غداً في النار يتلظّي.

يا أعرابي! والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً؛ أنّ أهل السّماء السّابعة يسمّونني أحمد الصادق.


يا أعرابيّ! أسلم تسلم من النار يکون لک ما لنا، و عليک ما علينا، و تکون أخانا في الإسلام.

قال: فغضب الأعرابيّ، و قال: واللّات والعزّي؛ لا اُومن بک يا محمّد! أو يؤمن هذا الضبّ.

ثمّ رمي بالضبّ عن کمّه، فلمّا أن وقع الضبّ علي الأرض ولّي هارباً.

فنادي النبيّ صلي الله عليه و آله: أيّها الضبّ! أقبل إليّ.

فأقبل الضبّ ينظر إلي النبيّ صلي الله عليه و آله.

قال: فقال له النبيّ صلي الله عليه و آله: أيّها الضبّ! من أنا؟

فإذا هو ينطق بلسان فصيح ذرب غير قطع، فقال: أنت محمّد بن عبداللَّه بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبد مناف.

فقال له النبيّ صلي الله عليه و آله: من تعبد؟

قال: أعبد اللَّه عزّ و جلّ الّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، واتّخذ إبراهيم خليلاً، واصطفاک يا محمّد! حبيباً.

ثمّ أنشأ يقول:


ألا يا رسول اللَّه! إنّک صادق

فبورکت مهديّاً و بورکت هاديا


شرعت لنا دين الحنيفة بعدما

عبدنا لأمثال الحمير الطّواغيا


فيا خير مدعوّ و يا خير مرسل

إلي الجنّ بعد الإنس لبّيک داعيا


و نحن أُناس من سليم و إنّنا

أتيناک نرجو أن ننال العواليا


أتيت ببرهان من اللَّه واضح

فأصبحت فينا صادق القول زاکيا


فبورکت في الأحوال حيّاً و ميّتاً

و بورکت مولوداً و بورکت ناشيا


قال: ثمّ أطبق علي فم الضبّ، فلم يحر جواباً.

فلمّا أن نظر الأعرابيّ إلي ذلک قال: وا عجباً! ضبّ اصطدته من البريّة، ثمّ أتيت به في کمّي لا يفقه ولا ينقه ولا يعقل يکلّم محمّداً صلي الله عليه و آله بهذا الکلام، و يشهد له


بهذه الشهادة، أنا لا أطلب أثراً بعد عين، مدّ يمينک فأنا أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، و أشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله.

فأسلم الأعرابيّ و حسن إسلامه.

ثمّ التفت النبيّ صلي الله عليه و آله إلي أصحابه، فقال لهم: علّموا الأعرابيّ سوراً من القرآن.

قال: فلمّا أن علّم الأعرابيّ سوراً من القرآن، قال له النبيّ صلي الله عليه و آله: هل لک شي ء من المال؟

قال: والّذي بعثک بالحقّ نبيّاً؛ أنّ أربعة آلاف رجل من بني سليم ما فيهم أفقر منّي، ولا أقلّ مالاً.

ثمّ التفت النبيّ صلي الله عليه و آله إلي أصحابه، فقال لهم: من يحمل الأعرابيّ علي ناقة أضمن له علي اللَّه ناقة من نوق الجنّة.

قال: فوثب إليه سعد بن عبادة قال: فداک أبي و اُمّي؛ عندي ناقة حمراء عشراء و هي للأعرابيّ.

فقال له النبيّ صلي الله عليه و آله: يا سعد! تفخر علينا بناقتک، ألا أصف لک الناقة الّتي نعطيکها بدلاً من ناقة الأعرابيّ؟

فقال: بلي فداک أبي و اُمّي.

فقال: يا سعد! ناقة من ذهب أحمر، و قوائمها من العنبر، و وبرها من الزعفران، و عيناها من ياقوتة حمراء، و عنقها من الزّبرجد الأخضر، و سنامها من الکافور الأشهب، و ذقنها من الدّرّ، و خطامها من اللؤلؤ الرّطب، عليها قبّة من درّة بيضاء، يري باطنها من ظاهرها، و ظاهرها من باطنها، تطير بک في الجنّة.

ثمّ التفت النبيّ صلي الله عليه و آله إلي أصحابه، فقال لهم: من يتوّج الأعرابيّ أضمن له علي اللَّه تاج التّقي.

قال: فوثب إليه أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وقال: فداک أبي


و اُمّي؛ و ما تاج التّقي، فذکر من صفته.

قال: فنزع عليّ عليه السلام عمامته، فعمّم بها الأعرابيّ.

ثمّ التفت النبيّ صلي الله عليه و آله فقال: من يزوّد الأعرابيّ وأضمن له علي اللَّه عزّ و جلّ زاد التقوي؟

قال: فوثب إليه سلمان الفارسي، فقال: فداک أبي و اُمّي؛ وما زاد التقوي؟

قال: يا سلمان! إذا کان آخر يوم من الدنيا لقّنک اللَّه عزّ و جلّ قول شهادة أن لا إله إلّا اللَّه، و أنّ محمّداً رسول اللَّه، فإن أنت قلتها لقيتني و لقيتک، و إن أنت لم تقله لم تلقني ولم ألقک أبداً.

قال: فمضي سلمان حتّي طاف تسعة أبيات من بيوت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فلم يجد عندهنّ شيئاً، فلمّا أن ولّي راجعاً نظر إلي حجرة فاطمة عليهاالسلام، فقال: إن يکن خير فمن منزل فاطمة عليهاالسلام بنت محمّد صلي الله عليه و آله.

فقرع الباب، فأجابته من وراء الباب: من بالباب؟

فقال لها: أنا سلمان الفارسيّ.

فقالت له: يا سلمان! و ما تشاء؟

فشرح قصّة الأعرابيّ والضبّ مع النبيّ صلي الله عليه و آله.

قالت له: يا سلمان! والّذي بعث محمّداً صلي الله عليه و آله بالحقّ نبيّاً، إنّ لنا ثلاثاً ما طعمنا، و إنّ الحسن والحسين عليهماالسلام قد اضطربا عليّ من شدّة الجوع، ثمّ رقدا کأنّهما فرخان منتوفان، ولکن لا أردّ الخير إذا نزل الخير ببابي.

يا سلمان! خذ درعي هذا، ثمّ امض به إلي شمعون اليهوديّ، و قل له: تقول لک فاطمة بنت محمّد صلي الله عليه و آله: أقرضني عليه صاعاً من تمر وصاعاً من شعير أردّه عليک إن شاءاللَّه تعالي.

قال: فأخذ شمعون الدّرع، ثمّ جعل يقلّبه في کفّه و عيناه تذرفان بالدموع و هو يقول: يا سلمان! هذا هو الزهد في الدنيا، هذا الّذي أخبرنا به موسي بن


عمران في التوراة، أنا أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، و أشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله.

فأسلم و حسن إسلامه.

ثمّ دفع إلي سلمان صاعاً من تمر، و صاعاً من شعير، فأتي به سلمان إلي فاطمة عليهاالسلام، فطحنته بيدها و اختبزته خبزاً، ثمّ أتت به إلي سلمان، فقالت له: خذه وامض به إلي النبيّ صلي الله عليه و آله.

قال: فقال لها سلمان: يا فاطمة! خذي منه قرصاً تعلّلين به الحسن والحسين عليهماالسلام.

فقالت: يا سلمان! هذا شي ء أمضيناه للَّه عزّ و جلّ لسنا نأخذ منه شيئاً.

قال: فأخذه سلمان، فأتي به النبيّ صلي الله عليه و آله فلمّا نظر النبيّ صلي الله عليه و آله إلي سلمان، قال له: يا سلمان! من أين لک هذا؟

قال: من منزل بنتک فاطمة عليهاالسلام.

قال: و کان النبيّ صلي الله عليه و آله لم يطعم طعاماً منذ ثلاث.

قال: فوثب النبيّ صلي الله عليه و آله حتّي ورد إلي حجرة فاطمة عليهاالسلام، فقرع الباب؛ و کان إذا قرع النبيّ صلي الله عليه و آله الباب لا يفتح له الباب إلّا فاطمة عليهاالسلام.

فلمّا أن فتحت له الباب نظر النبيّ صلي الله عليه و آله إلي صفار وجهها و تغيّر حدقتيها، فقال لها: يا بنيّة! ما الّذي أراه من صفار وجهک و تغيّر حدقتيک؟

فقالت: يا أبه! إنّ لنا ثلاثاً ما طعمنا طعاماً، و أنّ الحسن والحسين عليهماالسلام قد اضطربا عليّ من شدّة الجوع، ثمّ رقدا کأنّهما فرخان منتوفان.

قال: فأنبههما النبيّ صلي الله عليه و آله فأخذ واحداً علي فخذه الأيمن، و الآخر علي فخذه الأيسر، و أجلس فاطمة عليهاالسلام بين يديه، و اعتنقها النبيّ صلي الله عليه و آله و دخل عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فاعتنق النبيّ صلي الله عليه و آله من ورائه، ثمّ رفع النبيّ صلي الله عليه و آله طرفه نحو السماء فقال:

إلهي و سيّدي و مولاي! هؤلاء أهل بيتي، اللهمّ أذهب عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيراً.


قال: ثمّ و ثبت فاطمة عليهاالسلام بنت محمّد صلي الله عليه و آله حتّي دخلت إلي مخدع لها، فصفّت قدميها، فصلّت رکعتين، ثمّ رفعت باطن کفّيها إلي السماء، و قالت:

إلهي و سيّدي! هذا محمّد نبيّک، و هذا عليّ ابن عمّ نبيّک، و هذان الحسن والحسين سبطا نبيّک، إلهي أنزل علينا مائدة من السماء، کما أنزلتها علي بني إسرائيل، أکلوا منها و کفروا بها، اللهمّ أنزلها علينا، فإنّا بها مؤمنون.

قال ابن عبّاس: واللَّه؛ ما استتمّت الدعوة فإذا هي بصحفة من ورائها يفور قتارها، و إذا قتارها أزکي من المسک الأذفر، فاحتضنتها، ثمّ أتت بها إلي النبيّ صلي الله عليه و آله و عليّ والحسن والحسين عليهماالسلام.

فلمّا نظر إليها عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال لها: يا فاطمة! من أين لک هذا؟ ولم يکن عهد عندها شيئاً.

فقال له النبيّ صلي الله عليه و آله: کل يا أباالحسن! و لا تسأل، الحمد للَّه الّذي لم يمتني حتّي رزقني ولداً مثلها مثل مريم بنت عمران (کُلَّما دَخَلَ عَلَيْهِ زَکَرِيّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أنّي لَکِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِاللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٌ). [15] .

قال: فأکل النبيّ صلي الله عليه و آله و عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهماالسلام، و خرج النبيّ صلي الله عليه و آله.

وتزوّد الأعرابيّ، واستوي علي راحلته، و أتي بني سليم- و هم يومئذ أربعة آلاف رجل- فلمّا أن وقف في وسطهم ناداهم بعلوّ صوته: قولوا: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه.

قال: فلمّا سمعوا منه هذه المقالة أسرعوا إلي سيوفهم فجرّدوها، ثمّ قالوا له: لقد صبوت إلي دين محمّد السّاحر الکذّاب؟!


فقال لهم: ما هو بساحر ولا کذّاب.

ثمّ قال: يا معشر بني سليم! أنّ إله محمّد صلي الله عليه و آله خير إله، و أنّ محمّداً صلي الله عليه و آله خير نبيّ، أتيته جائعاً فأطعمني، و عارياً فکساني، و راجلاً فحملني.

ثمّ شرح لهم قصّة الضبّ مع النبيّ صلي الله عليه و آله، ثمّ قال: يا معاشر بني سليم! أسلموا تسلموا من النار.

فأسلم في ذلک اليوم أربعة آلاف رجل، و هم أصحاب الرايات الخضر، و هم حول رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

أقول: وجدت الحديث في کتاب قديم من مؤلّفات العامّة، قال: حدّثنا أبوبکر أحمد بن عليّ الطرشيشي- ببغداد سنة أربع و ثمانين و أربع مائة- قال: حدّثتنا کريمة بنت أحمد بن محمّد بن حاتم المروزي بمکّة حرسها اللَّه بقرائتها علينا في المسجد الحرام في ذي الحجّة سنة إحدي و ثلاثين و أربع مائة؛

قالت: أخبرنا أبوعلي زاهر بن أحمد الفقيه- بسرخس- قال: حدّثنا معاذ بن يوسف الجرجانيّ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن غالب، عن عثمان بن أبي شيبة، عن ابن نمير، عن مجالد، عن ابن عبّاس (مثله). [16] .

2586/ 11- مصباح الأنوار: عن أبي جعفر عليه السلام، قال:

أقبلت فاطمة عليهاالسلام إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فعرف في وجهها الخمص.-

قال: يعني الجوع-

فقال لها: يا بنيّة! هاهنا.

فأجلسها علي فخذه الأيمن، فقالت: يا أبتاه! إنّي جائعة.

فرفع يديه إلي السّماء فقال: اللهمّ رافع الوضعة، و مشبع الجاعة، اشبع فاطمة بنت نبيک.


قال أبوجعفر عليه السلام: فو الله؛ ما جاعت بعد يومها حتي فارقت الدنيا. [17] .

2587/ 12- و عن أميرالمؤمنين عليه السلام، قال:

إن فاطمة عليهاالسلام بنت محمد صلي الله عليه و آله وجدت علة، فجاءها رسول الله صلي الله عليه و آله عائدا، فجلس عندها و سألها، عن حالها.

فقالت: إني أشتهي طعاما طيبا.

فقام النبي صلي الله عليه و آله إلي طاق في البيت، فجاء بطبق فيه زبيب، وکعک، و أقط، و قطف عنب، فوضعه بين يدي فاطمة عليهاالسلام، فوضع رسول الله صلي الله عليه و آله يده في الطبق وسمي الله، و قال: کلوا بسم الله.

فأکلت فاطمة و رسول الله صلي الله عليه و آله والحسن والحسين و علي عليهم السلام، فبينما هم يأکلون إذ وقف سائل علي الباب، فقال: السلام عليکم، أطعمونا مما رزقکم الله.

فقال النبي صلي الله عليه و آله: أخسأ.

فقالت فاطمة عليهاالسلام: يا رسول الله! ما هکذا تقول للمسکين.

فقال النبي صلي الله عليه و آله إنه الشيطان، و إن جبرئيل جاءکم بهذا الطعام من الجنة، فأراد الشيطان أن يصيب منه، و ما کان ذلک ينبغي له. [18] .

2588/ 13- عبيد بن کثير معنعنا عن أبي سعيد الخدري، قال:

أصبح علي بن أبي طالب عليه السلام ذات يوم ساغبا، فقال: يا فاطمة! هل عندک شي ء تغذينيه؟

قالت: لا، والذي أکرم أبي بالنبوة، و أکرمک بالوصية؛ ما أصبح الغداة عندي شي ء، و ما کان شي ء أطعمناه مذ يومين إلا شي ء کنت اؤثرک به علي نفسي و علي ابني هذين الحسن والحسين عليهماالسلام.


فقال علي عليه السلام: يا فاطمة! ألا کنت أعلمتيني فأبغيکم شيئا؟

فقالت: يا أباالحسن! إني لأستحيي من إلهي أن اکلف نفسک ما لا تقدر عليه.

فخرج علي بن أبي طالب عليه السلام من عند فاطمة عليهاالسلام واثقا بالله بحسن الظن، فاستقرض دينارا.

فبينا الدينار في يد علي بن أبي طالب عليه السلام يريد أن يبتاع لعياله ما يصلحهم، فتعرض له المقداد بن الأسود في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه، و آذته من تحته.

فلما رآه علي بن أبي طالب عليه السلام أنکر شأنه، فقال: يا مقداد! ما أزعجک هذه الساعة من رحلک؟

قال: يا أباالحسن! خل سبيلي، ولا تسألني عما ورائي.

فقال: يا أخي! إنه لا يسعني أن تجاوزني حتي أعلم علمک.

فقال: يا أباالحسن! رغبة إلي الله و إليک أن تخلي سبيلي و لا تکشفني عن حالي.

فقال له: يا أخي! إنه لا يسعک أن تکتمني حالک.

فقال: يا أباالحسن! أمّا إذا أبيت، فو الّذي أکرم محمّداً بالنبوّة، و أکرمک بالوصيه؛ ما أزعجني من رحلي إلّا الجهد، و قد ترکت عيالي يتضاغون جوعاً، فلمّا سمعت بکاء العيال لم تحملني الأرض، فخرجت مهموماً راکب رأسي، هذه حالي وقصّتي.

فانهملت عينا عليّ عليه السلام بالبکاء حتّي بلّت دمعته لحيته، فقال له: أحلف بالّذي حلفت ما أزعجني إلّا الّذي أزعجک من رحلک، فقد استقرضت ديناراً، فقد آثرتک علي نفسي.

فدفع الدّينار إليه، و رجع حتّي دخل مسجد النبيّ صلي الله عليه و آله، فصلّي فيه الظهر


و العصر و المغرب، فلمّا قضي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله المغرب مرّ بعليّ بن أبي طالب عليه السلام و هو في الصفّ الأوّل، فغمزه برجله.

فقام عليّ عليه السلام متعقّباً خلف رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حتّي لحقه علي باب من أبواب المسجد، فسلّم عليه.

فردّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله (السلام) فقال: يا أبا الحسن! هل عندک شي ء نتعشّاه فنميل معک؟

فمکث مطرقاً لا يحير جواباً حياء من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، و هو يعلم ما کان من أمر الدّينار، و من أين أخذه، و أين وجّهه، و قد کان أوحي اللَّه تعالي إلي نبيّه محمّد صلي الله عليه و آله أن يتعشّي الليلة عند عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

فلمّا نظر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي سکوته، فقال: يا أباالحسن! مالک لا تقول: لا، فأنصرف، أو تقول: نعم، فأمضي معک.

فقال- حياءً و تکرّماً-: فاذهب بنا.

فأخذ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يد (ي) عليّ بن أبي طالب عليه السلام فانطلقا حتّي دخلا علي فاطمة الزهراء عليهاالسلام، و هي في مصلّاها قد قضت صلاتها، و خلفها جفنة تفور و دخاناً.

فلمّا سمعت کلام رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في رحلها خرجت من مصلّاها، فسلّمت عليه، و کانت أعزّ النّاس عليه.

فردّ عليهاالسلام، و مسح بيده علي رأسها، و قال لها: يا بنتاه! کيف أمسيت رحمک اللَّه تعالي؟

(قالت: بخير. قال:) [19] .

عشّينا غفر اللَّه لک، و قد فعل.


فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي النبيّ صلي الله عليه و آله و عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فلمّا نظر عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلي طعام وشمّ ريحه رمي فاطمة عليهاالسلام ببصره رمياً شحيحاً.

قالت له فاطمة عليهاالسلام: سبحان اللَّه! ما أشحّ نظرک و أشدّه هل أذنبت فيما بيني و بينک ذنباً استوجبت به السخطة؟

قال: و أيّ ذنب أعظم من ذنب أصبتيه؟ أليس عهدي إليک اليوم الماضي و أنت تحلفين باللَّه مجتهدة ما طعمت طعاماً مذ يومين؟

قال: فنظرت إلي السماء، فقالت: إلهي يعلم في سمائه و يعلم في أرضه أنّي لم أقل إلّا حقّاً.

فقال لها: يا فاطمة! أنّي لک هذا الطعام الّذي لم أنظر إلي مثل لونه قطّ، و لم أشمّ مثل ريحه قطّ، و ما آکل أطيب منه؟

قال: فوضع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله کفّه الطيّبة المبارکة بين کتفي عليّ بن أبي طالب عليه السلام فغمزها، ثمّ قال: يا علي! هذا بدل دينارک، و هذا جزاء دينارک من عنداللَّه (إنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ).

ثمّ استعبر النبيّ صلي الله عليه و آله باکياً، ثمّ قال: الحمدالله الّذي (هو) أبي لکم أن تخرجا من الدّنيا حتّي يجزيکما و يجريک يا عليّ! مجري زکريّا، و يجري فاطمة عليهاالسلام مجري مريم بن عمران (کُلَّما دَخَلَ عَلَيْهِ زَکَريّا المِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً). [20] .

کشف الغمّة: عن أبي سعيد (مثله).

أمالي الطوسي: جماعة، عن أبي المفضّل، عن محمّد بن جعفر بن مسکان، عن عبداللَّه بن الحسين، عن يحيي بن عبدالحميد الحماني، عن قيس بن الرّبيع،


عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد (مثله). [21] .

مصباح الأنوار: روي عن أبي سعيد الخدري، قال: أصبح عليّ عليه السلام ذات يوم فقال: يا فاطمة! عندک شي ء تغذّيناه؟... [22] إلي آخر الحديث، و فيه بعد (عِنْدَها رِزْقاً): (قالَ يا مَرْيَمُ أنّي لَکِ هذا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِاللَّهَ إنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ).

أقول: و هذا الحديث بعينه هو الّذي أوردت من «البحار»، و لذا لم أذکر تمام الحديث هنا حذراً من الإطالة و التکرار، فراجع المأخذ.

2589/ 14-... لئن أطعم إدريس من تحف الجنّة بعد وفاته، فإنّ محمّداً صلي الله عليه و آله أطعم في الدنيا في حياته بينما يتضوّر جوعاً، فأتاه جبرئيل بجام من الجنّة، فيه تحفة، فهلّل الجام، و هلّلت التحفة في يده و سبّحا و کبّرا و حمّدا، فناوله أهل بيته، ففعل الجام مثل ذلک.

فهمّ أن يناولها بعض أصحابه، فتناولها جبرئيل عليه السلام، فقال له: کلها، فإنّها تحفة من الجنّة أتحفک اللَّه بها، و إنّها لاتصلح إلّا لنبيّ أو وصيّ نبيّ.


فأکل صلي الله عليه و آله و أکلنا معه، و إنّي لأجد حلاوتها ساعتي هذه. [23] .

أقول: هذه العبارات من کلام أميرالمؤمنين عليه السلام في سؤال اليهوديّ، و قد اختصرت و أخذت موضع الحاجة إليه، فراجع المأخذ.

2590/ 15- زيد بن أرقم- في خبر طويل-:

إنّ النبيّ صلي الله عليه و آله أصبح طاوياً، فأتي فاطمة عليهاالسلام، فرآي الحسن والحسين عليهماالسلام يبکيان من الجوع، و جعل يزقّهما بريقه حتّي شبعا و ناما، فذهب مع عليّ عليه السلام إلي دار أبي الهيثم.

فقال: مرحباً برسول اللَّه! ما کنت أحبّ أن تأتيني و أصحابک إلّا و عندي شي ء، و کان لي شي ء، ففرّقته في الجيران.

فقال: أوصاني جبرئيل بالجار، حتّي حسبت أنّه سيورثه.

قال: فنظر النبيّ صلي الله عليه و آله إلي نخلة في جانب الدار، فقال: يا أباالهيثم! تأذن في هذه النخلة؟

فقال: يا رسول اللَّه! إنّه لفحل، و ما حمل شيئاً قطّ، شأنک به.

فقال: يا عليّ! ائتني بقدح ماء، فشرب منه، ثمّ مجّ فيه، ثمّ رشّ علي النخلة، فتملّت أعذاقاً من بسر و رطب ما شئنا، فقال: ابدءوا بالجيران.

فأکلنا و شربنا ماء بارداً حتّي روينا.

فقال: يا عليّ! هذا من النعيم الّذي يسألون عنه يوم القيامة.

يا علي! تزوّد لمن وراث لفاطمة والحسن والحسن عليهم السلام.

قال: فما زالت تلک النخلة عندنا نسمّيها نخلة الجيران حتّي قطعها يزيد لعنه اللَّه عام الحرّة. [24] .


2591/ 16- روي: أنّ عليّاً عليه السلام قال: دخلت السوق فابتعت لحماً بدرهم و ذرّة بدرهم، فأتيت بهما فاطمة عليهاالسلام حتّي إذا فرغت من الخبز و الطبخ، قالت: لو أتيت أبي، فدعوته.

فخرجت و هو مضطجع يقول: أعوذ باللَّه من الجوع ضجيعاً.

فقلت: يا رسول اللَّه! عندنا طعام.

فاتّکأ عليّ و مضينا نحو فاطمة عليهاالسلام، فلمّا دخلنا قال: هلمّي طعامک يا فاطمة!

فقدمت إليه البرمة و القرص، فغطّي القرص، و قال: اللهمّ بارک لنا في طعامنا.

ثمّ قال: اغرفي لعائشة، فغرفت.

ثمّ قال: اغرفي لاُمّ سلمة.

فما زالت تغرف حتّي وجّهت إلي النساء التسع بقرصة قرصة و مرق.

ثمّ قال: اغرفي لأبيک و بعلک. ثمّ قال: اغرفي و أهدي لجيرانک، ففعلت و بقي عندهم ما يأکلون أيّاماً. [25] .

2592/ 17- المناقب لابن شهر اشوب: الحسن البصريّ و أُمّ سلمة:

أنّ الحسن والحسين عليهماالسلام دخلا علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و بين يديه جبرئيل، فجعلا يدوران حوله يشبّهانه بدحية الکلبيّ.

فجعل جبرئيل يؤمي ء بيده کالمتناول شيئاً، فإذا في يده تفّاحة و سفرجلة و رمّانة، فناولهما و تهلّلت وجوههما و سعيا إلي جدّهما.

فأخذ منهما فشمّها، ثمّ قال: صيرا إلي اُمّکما بما معکما و بدوکما بأبيکما أعجب.


فصارا کما أمرهما، فلم يأکلوا حتّي صار النبيّ صلي الله عليه و آله إليهم، فأکلوا جميعاً، فلم يزل کلّما أکل منه عاد إلي ما کان حتّي قبض رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

قال الحسين عليه السلام: فلم يحلقه التغيير و النقصان أيّام فاطمة بنت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حتّي توفّيت، فلمّا توفيّت فقدنا الرمّان، و بقي التفّاح و السفرجل أيّام أبي عليه السلام، فلمّا استشهد أميرالمؤمنين عليه السلام فقد السفرجل، و بقي التفّاح علي هيئته عند الحسن عليه السلام حتّي مات في سمّه.

و بقيت التفّاحة إلي الوقت الّذي حوصرت، عن الماء، فکنت أشمّها إذا عطشت، فيسکن لهب عطشي، فلمّا اشتدّ عليّ العطش عضضتها و أيقنت بالفناء.

قال عليّ بن الحسين عليهماالسلام: سمعته يقول ذلک قبل مقتله بساعة، فلمّا قضي نحبه وجد ريحها في مصرعه، فالتمست فلم ير لها أثر، فبقي ريحها بعد الحسين عليه السلام، و لقد زرت قبره فوجدت ريحها يفوح من قبره، فمن أراد ذلک من شيعتنا الزائرين للقبر، فليلتمس ذلک في أوقات السحر، فإنّه يجده إذا کان مخلصاً. [26] .

2593/ 18- روي: أنّ عليّا عليه السلام أصبح يوماً، فقال لفاطمة عليهاالسلام: عندک شي ء تغذّينيه؟

قالت: لا.

فخرج و استقرض ديناراً ليبتاع ما يصلحهم، فإذا المقداد في جهد، و عياله جياع.

فأعطاه الدّينار، و دخل المسجد، و صلّي الظهر و العصر مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، ثمّ أخذ النبيّ صلي الله عليه و آله بيد علي عليه السلام وانطلقا إلي فاطمة عليهاالسلام و هي في مصلّاها و خلفها جفنة تفور.


فلمّا سمعت کلام رسول اللَّه صلي الله عليه و آله خرجت فسلّمت عليه، و کانت أعزّ النّاس عليه.

فرد السّلام، و مسح بيده علي رأسها، ثمّ قال: عشّينا غفر اللَّه لک، و قد فعل.

فأخذت الجفنة، فوضعتها بين يدي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال: يا فاطمة! أنّي لک هذا الطّعام الّذي لم أنظر إلي مثل لونه قطّ، و لم أشمّ مثل رائحته قطّ، و لم آکل أطيب منه؟

ووضع کفّه بين کتفي، و قال: هذا بدل، عن دينارک، إن اللَّه يرزق من يشآء بغير حساب. [27] .

2594/ 19- محمّد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبيّ صلي الله عليه و آله لفاطمة عليهاالسلام: يا فاطمة! قومي فاخرجي تلک الصّحفة.

فقامت فأخرجت صحفة فيها تريد و عراق يفور، فأکل النبيّ صلي الله عليه و آله و عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ثلاثة عشر يوماً.

ثمّ إنّ اُمّ أيمن رأت الحسين عليه السلام معه شي ء، فقالت له: من أين لک هذا؟

قال: إنّا لنأکله منذ أيّام.

فأتت اُمّ أيمن فاطمة عليهاالسلام فقالت: يا فاطمة! إذا کان عند اُمّ أيمن شي ء فإنّما هو لفاطمة عليهاالسلام و لولدها، و إذا کان عند فاطمة عليهاالسلام شي ء فليس لاُمّ أيمن منه شي ء؟

فأخرجت لها منه، فأکلت منه اُمّ أيمن و نفدت الصّحفة.

فقال لها النبيّ صلي الله عليه و آله: أما لولا أنّک أطعمتها لأکلت منها أنت و ذريّتک إلي أن تقوم السّاعة.


ثمّ قال أبوجعفر عليه السلام: والصحفة عندنا يخرج بها قائمنا عليه السلام في زمانه. [28] .

2595/ 20- زينب بنت عليّ عليه السلام، قالت:

صلّي أبي مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله صلاة الفجر، ثمّ أقبل عليّ عليه السلام فقال: هل عندکم طعام؟

فقال: لم آکل منذ ثلاثة أيّام طعاماً، و ما ترکت في منزلي طعاماً.

قال: امض بنا إلي فاطمة عليهاالسلام.

فدخلا و هي تلتوي من الجوع وابناها معها.

فقال: يا فاطمة! فداک أبوک؛ هل عندک شي ء.

فاستحيت، فقالت: نعم، و قامت و صلّت، ثمّ سمعت حسّاً فالتفتت فإذا صحفة ملأي ثريداً و لحماً، فاحتملتها، فجاءت بها و وضعتها بين يدي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فجمع عليّاً و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

و جعل عليّ عليه السلام يطيل النظر إلي فاطمة عليهاالسلام، و يتعجّب و يقول: خرجت من عندها و ليس عندها طعام فمن أين هذا؟

ثمّ أقبل عليها، فقال: يا ابنة رسول اللَّه! أنّي لک هذا؟

قالت: هو من عنداللَّه إنّ اللَّه يرزق من يشاء بغير حساب.

فضحک النبيّ صلي الله عليه و آله وقال: الحمد للَّه الّذي جعل في أهلي نظير زکريّا و مريم إذ قال لها: (أنّي لَکِ هذا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِاللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ). [29] .

فبينما هم يأکلون إذ جاء سائل بالباب، فقال: السلام عليکم يا أهل البيت! أطعموني ممّا تأکلون.


فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: اخسأ اخسأ، ففعل ذلک ثلاثاً.

و قال عليّ عليه السلام: أمرتنا أن لانردّ سائلاً، من هذا الّذي أنت تخسأه؟

فقال: يا عليّ! إن هذا إبليس، علم أنّ هذا طعام الجنّة، فتشبّه بسائل لنطعمه منه.

فأکل النبيّ صلي الله عليه و آله و عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام حتّي شبعوا، ثمّ رفعت الصحفة، فأکلوا من طعام الجنّة في الدنيا. [30] .

2596/ 21- أبوالحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن شاذان، و في المناقب المائة، عن سلمان الفارسي رحمه الله، قال: أتيت النبيّ صلي الله عليه و آله، فسلّمت عليه، ثمّ دخلت علي فاطمة عليهاالسلام، فسلّمت عليها.

قالت: يا أباعبداللَّه! إنّ الحسن والحسين عليهماالسلام جائعان يبکيان، فخذ بيدهما، فاخرج (بهما) إلي جدّهما.

فأخذت بأيديهما، فحملتهما حتّي أتيت بهما إلي النبيّ صلي الله عليه و آله.

فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: ما لکما يا حبيبيّ؟

قالا: نشتهي طعاماً يا رسول اللَّه!

فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: اللهمّ أطعمهما- ثلاثاً-.

فنظرت، فإذا سفرجلة في يد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله شبيهة قلّة من قلال هجر، أشدّ بياضاً من اللبن، و أحلي من العسل، و ألين من الزبد، ففرکها بإبهامه، فصيّرها نصفين، ثمّ دفع إلي الحسن عليه السلام نصفها، و إلي الحسين عليه السلام نصفها، فجعلت أنظر إلي النصفين في أيديهما و أنا أشتهيها.

فقال: يا سلمان! هذا طعام الجنّة، لايأکله أحد حتّي ينجو من الحساب،


و إنّک لعلي خير. [31] .

2597/ 22- مدينة المعاجز عن الثاقب في المناقب: عن عبدالرحمان بن أبي ليلي مرسلاً، فقال:

دخل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي فاطمة عليهاالسلام و ذکر فضلها و فضل زوجها و ابنيها في- حديث طويل- فقالت: لقد باتا و إنّهما لجائعان.

فقال صلي الله عليه و آله: يا فاطمة! قومي فهات القصاع.

فقالت: يا رسول اللَّه! و ما هاهنا من قصاع؟!

قال: يا فاطمة! قومي، فإنّه من أطاعني فقد أطاع اللَّه، و من عصاني فقد عصي اللَّه.

قال: فقامت إلي المسجد، و إذا هي بقصاع مغطّي.

قال: فوضعته قدام النبيّ صلي الله عليه و آله.

فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: فإذا هو مغطّي بمنديل شامي.

فقال: دعا بعليّ عليه السلام و أيقظ الحسن والحسين عليهماالسلام، ثمّ کشف عن الطبق، فإذا فيه کعک أبيض ککعک الشام، و زبيب يشبه زبيب الطائف، و تمر يشبه العجوة يسمّي الرابع.

- (و في رواية:) وصيحاني مثل صيحاني المدينة-.

فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: کلوا. [32] .

2598/ 23- قال: حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان، قال: حدّثنا عبدالرحمان بن محمّد الحسني، قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الکوفي، قال: حدّثني الحسن بن الحسين بن محمّد، قال: حدّثني علي بن أحمد بن الحسين بن سليمان


القطّان، قال: حدّثنا الحسن بن جبرئيل الهمداني، قال: أخبرنا إبراهيم بن جبرئيل، قال: حدّثنا أبوعبداللَّه الجرجاني، عن نعيم النخعي، عن الضحّاک، عن ابن عبّاس قال:

کنت عند رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و بين يديه عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام إذ هبط عليه جبرئيل، و معه تفّاحة، فحيّا بها النبيّ صلي الله عليه و آله، وحيّأ بها کلّ واحد منهم.

و ذکر الحديث... إلي أن قال: و عليها سطران مکتوبان:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذه تحيّة من اللَّه عزّ و جلّ إلي محمّد المصطفي، و عليّ المرتضي، و فاطمة الزهراء، والحسين والحسين، و أمان لمحبّيهم يوم القيامة من النّار. [33] .

2599/ 24- الثعلبي في «قصص الأنبياء»: (ص513)؛ والزمخشري في «الکشّاف» في تفسير قوله تعالي: (کُلَّما دَخَلَ عَلَيهَا زَکَريّا المِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً) [34] في سورة آل عمران؛

والسيوطي في «الدرّ المنثور» في ذيل تفسير الآية المذکورة نقلاً عن أبي يعلي أنّه أخرج عن جابر، و اللفظ للثعلبي، قال: أخبرنا عبداللَّه بن حامد بإسناده عن جابر بن عبداللَّه:

أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أقام أيّاماً لم يطعم طعاماً حتّي شقّ ذلک عليه، فطاف في منازل أزواجه، فلم يصب في بيت أحد منهنّ شيئاً.

فأتي فاطمة عليهاالسلام، فقال: يا بنيّة! هل عندک شي ء آکل، فإنّي جائع؟

فقالت: لا واللَّه؛ بأبي أنت و اُمّي.

فلمّا خرج رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من عندها بعثت إليها جارة لها برغيفين، و بضعة


لحم، فأخذته منها و وضعته في جفنة و غطّت عليه، و قالت: لأُوثرنّ بها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي نفسي و من عندي، و کانوا جميعاً محتاجين إلي شبعة من طعام.

فبعثت حسناً و حسيناً عليهماالسلام إلي جدّهما رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فرجع إليها.

فقالت: بأبي أنت و أُمّي؛ يا رسول اللَّه! قد أتانا اللَّه بشي ء، فخبأته لک.

قال: فهلمّي به.

فأتي به فکشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبز و لحماً، فلمّا نظرت إليه بهتت و عرفت أنّها برکة من اللَّه، فحمدت اللَّه تعالي وصلّت علي نبيّه.

فقال صلي الله عليه و آله: من أين لک هذا يا بنيّة؟

قالت: هو من عنداللَّه إنّ اللَّه يرزق من يشاء بغير حساب.

فحمد اللَّه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، و قال: الحمد للَّه الّذي جعلک شبيهة بسيّدة نساء بني إسرائيل، فإنّها کانت إذا رزقها اللَّه رزقاً حسناً، فسألت عنه، قالت: (هُوَ مِنْ عِنْدِاللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ). [35] .

فبعث رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي عليّ عليه السلام.

فأتي فأکل الرسول صلي الله عليه و آله و عليّ و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، و جميع أزواج النبيّ صلي الله عليه و آله حتّي شبعوا و بقيت الجفنة کما هي.

قالت فاطمة عليهاالسلام: وأوسعت منها علي جميع جيراني، و جعل اللَّه فيها برکة و خيراً

2600/ 25- عن کعب الأحبار، أنّه قال: مرضت فاطمة رضي الله عنه فجاء عليّ عليه السلام إلي منزلها، فقال: يا فاطمة! ما يريد قلبک من حلاوات الدنيا؟

فقالت: يا عليّ! أشتهي رمّاناً.

فتفکّر ساعة، لأنّه ما کان معه شي ء، ثمّ قام و ذهب إلي السوق و استقرض درهماً و اشتري به رمّانة.


فرجع إليها، فرآي شخصاً مريضاً مطروحاً علي قارعة الطريق، فوقف عليّ عليه السلام، فقال له: ما يريد قلبک يا شيخ؟

فقال يا عليّ! خمسة أيّام هنا أنا مطروح، ومرّ الناس عليّ و لم يلتفت أحد إليّ يريد قلبي رمّاناً.

فتفکّر في نفسه ساعة، فقال لنفسه: اشتريت رمّانة واحدة لأجل فاطمة عليهاالسلام، فإن أعطيتها لهذا السائل بقيت فاطمة عليهاالسلام محرومة و إن لم أعطه خالفت قوله تعالي: (وَأمّا السائِلَ فَلا تَنْهَرْ) [36] ، والنبيّ صلي الله عليه و آله قال: «لا تردّوا السائل و لو کان علي فرس».

فکسر الرمّانة، فأطعم الشيخ، فعوفي في الساعة؛

و عوفيت فاطمة عليهاالسلام، و جاء عليّ عليه السلام و هو مستحي.

فلمّا رأته فاطمة عليهاالسلام قامت إليه و ضمّته إلي صدرها، فقالت: أمّا إنّک مغموم، فوعزّة اللَّه و جلاله؛ إنّک لمّا أطعمت ذلک الشيخ الرمّانة زال عن قلبي اشتهاء الرمّان.

ففرح عليّ عليه السلام بکلامها، فأتي رجل، فقرع الباب، فقال عليّ عليه السلام: من أنت؟

فقال: أنا سلمان الفارسي، افتح الباب.

فقام عليّ عليه السلام و رآي سلمان الفارسي، و بيده طبق مغطّي رأسه بمنديل، فوضعه بين يديه.

فقال عليّ عليه السلام: ممّن هذا يا سلمان؟

فقال: من اللَّه إلي الرسول، و من الرسول إليک.

فکشف الغطاء فإذا فيه تسع رمّانات.

فقال: يا سلمان! لو کان هذا إليّ لکان عشراً، لقوله تعالي: «مَنْ جاءَ


بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمثالِها) [37] فضحک سلمان، فأخرج رمّانة من کمّه فوضعها في الطبق، فقال: يا علي! واللَّه؛ کانت عشراً، ولکن أردت بذلک أن اُجرّبک. [38] .

2601/ 26- روي رکن الأئمّة عبدالحميد بن ميکائيل، عن يوسف بن منصور الساويّ، عن عبداللَّه بن محمّد الأزديِّ، عن سهل بن عثمان، عن منصور بن محمّد النسفيِّ، عن عبداللَّه بن عمرو، عن الحسن بن موسي، عن سعدان، عن مالک بن سليمان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة، قالت:

کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله جائعاً لايقدر علي ما يأکل، فقال لي: هاتي رداي.

فقلت: أين تريد؟ قال: إلي فاطمة ابنتي، فأنظر إلي الحسن والحسين عليهماالسلام، فيذهب بعض ما بي من الجوع.

فخرج حتّي دخل علي فاطمة عليهاالسلام، فقال: يا فاطمة! أين ابناي؟

فقالت: يا رسول اللَّه! خرجا من الجوع و هما يبکيان.

فخرج النبيُّ صلي الله عليه و آله في طلبهما، فرآي أبا الدَّرداء، فقال: يا عويمر! هل رأيت ابنيَّ؟

قال: نعم يا رسول اللَّه! هما نائمان في ظلّ حائط بني جدعان.

فانطلق النبيُّ صلي الله عليه و آله فضمّهما و هما يبکيان و هو يمسح الدُّموع عنهما.

فقال له أبو الدَّرداء: دعني أحملهما.

فقال: يا أباالدَّرداء! دعني أمسح الدُّموع عنهما، فو الّذي بعثني بالحقِّ نبيّاً؛ لو قطر قطرة في الأرض لبقيت المجاعة في اُمّتي إلي يوم القيامة.

ثمّ حملهما و هما يبکيان و هو يبکي.


فجاء جبرئيل، فقال: السلام عليک يا محمّد! ربُّ العزَّة جلَّ جلاله يقرئک السلام و يقول: ما هذا الجزع؟

فقال النبيُّ صلي الله عليه و آله: يا جبرئيل! ما أبکي جزعاً بل أبکي من ذلِّ الدُّنيا.

فقال جبرئيل: إنَّ اللَّه تعالي يقول: أيسرُّک أن اُحوِّل لک اُحداً ذهباً، ولا ينقص لک ممّا عندي شي ء؟

قال: لا.

قال: لِمَ؟

قال: لأنَّ اللَّه تعالي لم يحبَّ الدُّنيا، و لو أحبّها لما جعل للکافر أکملها.

فقال جبرئيل عليه السلام: يا محمّد! اُدع بالجفنة المنکوسة الّتي في ناحية البيت.

قال: فدعا بها، فلمّا حملت فإذا فيها ثريد و لحم کثير.

فقال: کل يا محمّد! و أطعم ابنيک و أهل بيتک.

قال: فأکلوا، فشبعوا. قال: ثمّ أرسل بها إليَّ، فأکلوا و شبعوا و هوعلي حالها.

قال: ما رأيت جفنة أعظم برکة منها.

فرفعت عنهم، فقال النبيُّ صلي الله عليه و آله: والّذي بعثني بالحقِّ؛ لو سکتّ لتداولها فقراء اُمّتي إلي يوم القيامة. [39] .

2602/ 27- أقول: وجدت في بعض مؤلّفات أصحابنا: أنّه روي مرسلاً عن جماعة من الصّحابة، قالوا:

دخل النبيُّ صلي الله عليه و آله دار فاطمة عليهاالسلام فقال: يا فاطمة! إنَّ أباک اليوم ضيفک.

فقالت عليهاالسلام: يا أبه! إنَّ الحسن والحسين عليهماالسلام يطالباني بشي ء من الزادّ، فلم أجد لهما شيئاً يقتاتان به.

ثمّ إنَّ النبيَّ صلي الله عليه و آله دخل و جلس مع عليّ والحسن والحسين و فاطمة عليهم السلام، و فاطمة عليهاالسلام متحيّرة ما تدري کيف تصنع؟


ثمّ إنَّ النبيّ صلي الله عليه و آله نظر إلي السماء ساعة، و إذا بجبرئيل عليه السلام قد نزل، و قال:

يا محمّد! العليُّ الأعلي يقرئک السّلام، و يخصّک بالتحيّة والإکرام، و يقول لک: قل لعليّ و فاطمة والحسن والحسين: أيَّ شي ء يشتهون من فواکه الجنّة؟

فقال النبيُّ صلي الله عليه و آله: يا عليُّ! و يا فاطمة! و يا حسن! و يا حسين! إنَّ ربَّ العزَّة علم أنّکم جياع، فأيَّ شي ء تشتهون من فواکه الجنّة؟

فأمسکوا عن الکلام، ولم يردّوا جواباً حياء من النبيِّ صلي الله عليه و آله.

فقال الحسين عليه السلام: عن إذنک يا أباه يا أميرالمؤمنين! و عن إذنک يا اُمّاه ياسيّدة نساءالعالمين! و عن إذنک يا أخاه الحسن الزکيَّ! أختار لکم شيئاً من فواکه الجنّة؟

فقالوا جميعاً: قل: يا حسين! ما شئت، فقد رضينا بما تختاره لنا.

فقال: يا رسول اللَّه! قل لجبرئيل: إنّا نشتهي رطباً جنيّاً.

فقال النبيُّ صلي الله عليه و آله: قد علم اللَّه ذلک.

ثمّ قال: يا فاطمة! قومي وادخلي البيت واحضري إلينا ما فيه.

فدخلت فرأت فيه طبقاً من البلّور، مغطّي بمنديل من السندس الأخضر، و فيه رطب جنيٌّ في غير أوانه.

فقال النبيُّ صلي الله عليه و آله: يا فاطمة! أنّي لک هذا؟ قالت: هو من عنداللَّه إنَّ اللَّه يرزق من يشاء بغير حساب، کما قالت مريم بنت عمران.

فقام النبيُّ صلي الله عليه و آله و تناوله و قدَّمه بين أيديهم، ثمّ قال: بسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم.

ثمّ أخذ رطبة واحدة، فوضعها في فم الحسين عليه السلام، فقال: هنيئاً مريئاً لک يا حسين!

ثمّ أخذ رطبة، فوضعها في فم الحسن عليه السلام و قال: هنيئاً مريئاً يا حسن!

ثمّ أخذ رطبة ثالثة، فوضعها في فم فاطمة الزهراء عليهاالسلام و قال لها: هنيئاً مريئاً لک يا فاطمة الزَّهراء!


ثمّ أخذ رطبة رابعة، فوضعها في فم عليّ عليه السلام و قال: هنيئاً مريئاً لک يا عليُّ!

ثمّ ناول عليّاً عليه السلام رطبة اُخري، والنبيُّ صلي الله عليه و آله يقول له: هنيئاً مريئاً يا عليُّ!

ثمّ وثب النبيُّ صلي الله عليه و آله قائماً، ثمّ جلس ثمّ أکلوا جميعاً عن ذلک الرطب، فلمّا اکتفوا وشبعوا ارتفعت المائدة إلي السماء بإذن اللَّه تعالي.

فقالت فاطمة عليهاالسلام: يا أبه! لقد رأيت اليوم منک عجباً.

فقال: يا فاطمة! أمّا الرُّطبة الاُولي الّتي وضعتها في فم الحسين، و قلت له: هنيئاً يا حسين! فإنّي سمعت ميکائيل و إسرافيل يقولان: هنيئاً لک يا حسين؛

فقلت أيضاً موافقاً لهما في القول.

ثمّ أخذت الثانية، فوضعتها في فم الحسن، فسمعت جبرئيل و ميکائيل يقولان: هنيئاً لک يا حسن؛

فقلت: أنا موافقاً لهما في القول.

ثمّ أخذت الثالثة، فوضعتها في فمک يا فاطمة، فسمعت الحور العين مسرورين مشرفين علينا من الجنان، و هنّ يقلن: هنيئاً لک يا فاطمة؛

فقلت موافقاً لهنّ بالقول.

و لمّا أخذت الرّابعة، فوضعتها في فم عليّ عليه السلام سمعت النداء من (قبل)الحقّ سبحانه و تعالي يقول: هنيئاً مريئاً لک يا عليُّ.

فقلت موافقاً لقول اللَّه عزَّ و جلَّ.

ثمّ ناولت عليّاً رطبة اُخري، ثمّ اُخري و أنا أسمع صوت الحقِّ سبحانه و تعالي يقول: هنيئاً مريئاً لک يا عليُّ.

ثمّ قمت إجلالاً لربِّ العزِّة جلَّ جلاله، فسمعته يقول: يا محمّد! و عزَّتي وجلالي؛ لو ناولت عليّاً من هذه الساعة إلي يوم القيامة رطبة رطبة لقلت له: هنيئاً مريئاً بغير انقطاع. [40] .



پاورقي

[1] البحار: 37/ 101 ح 5، عن الخرائج.

[2] البحار: 37/ 103 ح 7، عن کشف الغمه.

[3] العوالم: 11/ 158 - 161

[4] آل عمران: 37.

[5] البحار: 37/ 105 و 106 ح 8، عن امالي الطوسي.

[6] البحار: 21/ 19 ح 14.

[7] البحار: 37/ 107.

[8] البحار: 39/ 120.

[9] البحار: 51/ 225 و 228.

[10] البحار: 37/ 101 ح 6، عن المناقب لابن شهر اشوب.

[11] البحار: 37/ 102.

[12] البحار: 37/ 102- 103.

[13] آل عمران: 37.

[14] البحار: 43/ 68 و 69. اقول: اخرج الخبر في العوالم: 11/ 164 عن الخرائج عن جابر، و ذکر في الهامش: رواه في ثاقب المناقب: 260، و مقصد الراغب: 117، والثعلبي في تفسيره: 2/ 20 و ص 92 (مخطوط)، و العرائس: 57، و مقتل الحسين عليه السلام: 1/ 57، و فرائد السمطين: 2/ 51، وابن کثير في البدايه و النهايه: 6/ 111، و في تفسيره: 2/ 222، و الدر المنثور: 2/ 20، و روح المعاني: 3/ 124، والتکمله: 87 (مخطوط)، عن بعضها الاحقاق: 3/ 538 و 10/ 314.

[15] آل عمران: 37.

[16] البحار: 43/ 69- 74 ح 61. اقول: ذکر الخبر في العوالم: 11/ 165 - 171، عن المناقب لابن شهر اشوب، و قال في الهامش: ورواه في مقتل الحسين عليه السلام: 1/ 71، و في نزهه المجالس: 1/ 224، عنه الاحقاق: 10/ 318.

[17] البحار: 43/ 77 ح 64، العوالم: 11/ 180.

[18] البحار: 43/ 77 و 78، العوالم: 11/ 180.

[19] ما بين المعقوفين اثبتناه من هامش البحار.

[20] آل عمران: 37.

[21] البحار: 43/ 59- 61 ح 51، عن تفسير فرات اقول: و ذکر الخبر في کتاب «فاطمه الزهراء عليها السلام بهجه قلب المصطفي صلي الله عليه و آله»: 100 و 101، و قال: خرجه الحافظ الدمشقي في الاربعين الطوال نقله عن ذخائر العقبي: 45- 47 (ط. القدسي.).

[22] البحار: 93/ 147 ح 25، أقول: و ذکر في الهامش ما هکذا لفظه: وقد أخرج الحديث بهذا اللفظ في کشف الغمّة: ص 141 و 142 «الطبعة الحجريّة»، و مثله في تفسير العيّاشي: 1/ 171، و ذکر الزمخشري في الکشّاف عند ذکر قصّة زکريّا و مريم عليهماالسلام؛ و عن النبي صلي الله عليه و آله أنّه جاع... و أوردناه من البحار: 43/ 29، فراجع أرقامنا 14 من هذا العنوان.

و قال في هامش العوالم: (الکشّاف): 1/ 275 عنه الإقبال: 529، و البحار 43/ 29، و أهل البيت: 143.

ورواه البيضاوي في تفسيره: 1/ 17، والدر واللآل: 20، عنه الإحقاق: 30/ 538، و 19/ 149، عن أهل البيت، (فضائل الخمسة: 2/ 124، 126).

[23] البحار: 10/ 29 ضمن ح 1.

[24] البحار: 18/ 41 و 42، عن أمالي الطوسي.

[25] البحار: 18/ 30 ح 20، عن الخرائج.

[26] البحار: 45/ 91 ح 31.

[27] البحار: 43/ 29 ح 35، و العوالم: 11/ 209.

[28] البحار: 43/ 63 ح 55، عن الکافي: 2/ 358 ح 7، العوالم: 11/ 181 و 182، فاطمة الزهراء عليهاالسلام بهجة قلب المصطفي صلي الله عليه و آله: 99 و 100.

[29] آل عمران: 37.

[30] مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام: 109 و 110، عن الثاقب في المناقب.

[31] مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام: 327، عن مدينة المعاجز.

[32] مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام: 347 العوالم: 11/ 174.

[33] کليّات حديث قدسي: 406 ح 337/ 48.

[34] آل عمران: 37.

[35] آل عمران: 37.

[36] الضحي: 10.

[37] الأنعام: 160.

[38] فاطمة الزهراء عليهاالسلام بهجة قلب المصطفي صلي الله عليه و آله: 102 و 103.

[39] البحار: 43/ 309 و 310.

[40] البحار: 43/ 310- 312، مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام: 88.