بازگشت

عرض ولاية فاطمة علي السماوات و علي الأرضين و من فيهن




94/ 1- عليّ بن بابويه قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: أخبرنا محمّد بن همام قال: أخبرنا محمّد بن مابيداد قال: حدّثنا أحمد بن هلال، عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام، عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم:

لمّا اُسري بي إلي السماء أوحي اللَّه إليّ فقال: يا محمّد! إنّي اطّلعت إلي الأرض اطّلاعة فاخترتک منها فجعلتک نبيّاً، و شققت لک اسماً من إسمي، فأنا المحمود و أنت محمّد؛

ثمّ اطلعت الثانية فاخترت منها عليّاً، و جعلته وصيّک و خليفتک و زوج إبنتک، و أباذرّيّتک، و شققت له أسماء من أسمائي، فأنا الأعلي و هو عليّ.

و جعلت فاطمة والحسن والحسين من نورکما، ثمّ عرضت ولايتهم علي الملائکة، فمن قبلها فهو عندي من المقرّبين.

يا محمّد! لو أنّ عبداً عبدني حتّي ينقطع و يصير کالشنّ البالي ثمّ أتاني جاحداً لولايتهم ما أسکنته جنّتي، و لا أظللته تحت عرشي.

يا محمّد! تحبّ أن تراهم؟

قلت: نعم.

فقال تعالي: إرفع رأسک، فرفعت رأسي فإذاً بأنوار عليّ و فاطمة والحسن و الحسين و عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ و جعفر بن محمّد و موسي بن جعفر


و علي بن موسي و محمّد بن عليّ و عليّ بن محمّد والحسن بن عليّ، و القائم في وسطهم کأنّه کوکب درّيّ.

قلت: يا ربّ! من هؤلاء؟

قال: هؤلاء الأئمّة، و هذا القائم الّذي يحلّ حلالي، و يحرّم حرامي، و به أنتقم من أعدائي، و هو راحة لأوليائي، و هو الّذي يشفي قلوب شيعتک من الظالمين والجاحدين والکافرين.

و رواه الصدوق في «عيون الأخبار» (مثله) [1] .

95/ 2- أحمد بن الهيثم، عن ابن زکريّا القطّان، عن ابن حبيب، عن ابن بهلول، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل قال: قال أبوعبداللَّه عليه السلام:

إنّ اللَّه تبارک و تعالي خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام، فجعل أعلاها و أشرفها أرواح محمّد و عليّ و فاطمة والحسن والحسين و الأئمّة بعدهم صلوات اللَّه عليهم، فعرضها علي السماوات و الأرض والجبال، فغشيها نورهم.

فقال اللَّه تبارک للسماوات و الأرض والجبال: هؤلاء أحبّائي و أوليائي و حججي علي خلقي و أئمّة [2] بريّتي، ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منهم لهم، و لمن تولّاهم خلقت جنّتي، و لمن خالفهم و عاداهم خلقت ناري.

فمن ادّعي منزلتهم منّي و محلّهم من عظمتي عذّبته عذاباً لا اُعذّبه أحداً من العالمين، و جعلته والمشرکين في أسفل درک من ناري.

و من أقرّ بولايتهم ولم يدع منزلتهم منّي و مکانهم من عظمتي جعلته معهم في روضات جنّاتي، و کان لهم فيها ما يشاؤون عندي، وأبحتهم کرامتي، واحللتهم جواري، و شفّعتهم في المذنبين من عبادي و أمائي، فولايتهم أمانة عند


خلقي، فأيّکم يحملها بأثقالها و يدّعيها لنفسه دون خيراتي؟

فأبت السماوات و الأرض و الجبال أن يحملنها، و أشفقن من ادّعاء منزلتها و تمنّي محلّها من عظمة ربّها.

فلمّا أسکن اللَّه عزّ و جلّ آدم و زوجته الجنّة، قال لهما: (کُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشجَرَةَ) يعني شجرة الحنطة (فَتَکونا مِنَ الظالِمينَ) [3] .

فنظرا إلي منزلة محمّد و عليّ و فاطمة والحسن والحسين و الأئمّة عليهم السلام بعدهم فوجداها أشرف منازل أهل الجنّة، فقالا: يا ربّنا! لمن هذه المنزلة؟

فقال اللَّه جلّ جلاله: ارفعا رؤوسکما إلي ساق عرشي.

فرفعا رؤوسهما فوجدا اسم محمّد و عليّ و فاطمة والحسن والحسين و الأئمّة صلوات اللَّه عليهم مکتوبة علي ساق العرش بنور من نور الجبّار جلّ جلاله، فقالا: يا ربّنا! ما أکرم أهل هذه المنزلة عليک و ما أحبّهم إليک و ما أشرفهم لديک؟

فقال اللَّه جلّ جلاله: لولاهم ما خلقتکما، هؤلاء خزنة علمي، و اُمنائي علي سرّي، إيّاکما أن تظهرا إليهم بعين الحسد، و تتمنّيا منزلتهم عندي، و محلّهم من کرامتي، فتدخلا بذلک في نهيي و عصياني فتکونا من الظّالمين.

قالا: ربّنا! و من الظالمون؟

قال: المدّعون لمنزلتهم بغير حقّ.

قالا: ربّنا! فأرنا منازل ظالميهم في نارک حتّي نراها کما رأينا منزلتهم في جنّتک.

فأمر اللَّه تبارک و تعالي النار، فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النکال والعذاب، و قال اللَّه عزّ و جلّ: مکان الظالمين لهم المدّعين لمنزلتهم في أسفل درک منها، کلّما أرادوا أن يخرجوا منها اُعيدوا فيها، و کلّما نضجت جلودهم بدّلوا سواها، ليذوقوا العذاب.


يا آدم! و يا حوّاء! لا تنظر إلي أنواري و حججي بعين الحسد فأهبطکما عن جواري، و أحلّ بکما هواني (فَوَسْوَسَ لَهُما الشَيْطانُ لِيُبْديَ لَهُما ما وُرِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَ قالَ ما نَهاکُما رَبُّکُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرة إِلّا أَنْ تَکونا مَلَکيْنِ أَوْ تَکونا مِنَ الْخالِدينَ- وَ قاسَمَهُما إِنّي لَکُما لَمِنَ النّاصِحينَ- فَدَلّاهُما بِغُرورٍ) [4] و حملهما علي تمنّي منزلتهم فنظر إليهم بعين الحسد، فخذلا حتّي أکلا من شجرة الحنطة، فعاد مکان ما أکلا.

فلمّا أکلا من الشجرة طار الحلي والحلل عن أجسادهما و بقيا عريانين (وَ طَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَ ناديهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَکُما عَنْ تِلْکُما الشَّجَرَةِ وَ أَقُلْ لَکُما إِنَّ الشَيْطانَ لَکُما عَدُوٌّ مُبينٌ- قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَکونَنَّ مِنَ الْخاسِرينَ). [5] .

قال: اهبطا من جواري فلا يحاورني في جنّتي من يعصيني، فهبطا موکولين إلي أنفسهما في طلب المعاش.

فلمّا أراد اللَّه عزّ و جلّ أن يتوب عليهما جاءهما جبرئيل فقال لهما: إنّکما إنّما ظلمتها أنفسکما بتمنّي منزلة من فضّل عليکما، فجزاؤکما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار اللَّه عزّ و جلّ إلي أرضه، فسلا ربّکما بحقّ الأسماء الّتي رأيتموها علي ساق العرش حتّي يتوب عليکما.

فقالا: «أللهُمّ إنّا نسألک بحقّ الأکرمين عليک محمّد و عليّ و فاطمة والحسن و الحسين و الأئمّة عليهم السلام إلّا تبت علينا و رحمتنا».

فتاب اللَّه عليهما إنّه هو التوّاب الرحيم، فلم تزل أنبياء اللَّه بعد ذلک يحفظون


هذه الأمانة، و يخبرون بها أوصيائهم، والمخلصين من اُممهم، فيأبون حملها و يشفقون من ادّعائها.

و حملها الإنسان الّذي قد عرف، فأصل کلّ ظلم منه إلي يوم القيامة، و ذلک قول اللَّه عزّ و جلّ: (إِنّا عَرَضْنا الأَمانَةَ عَلَي السَمواتِ وَ الأَرْضِ وَ الْجِبال فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَها الإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولاً) [6] . [7] .

96/ 3- روي صاحب کتاب «الواحدة» أبوالحسن عليّ بن محمّد بن جمهور، عن الحسن بن عبداللَّه الأطروش، عن محمّد بن إسماعيل الأحمسي، عن وکيع بن الجرّاح، عن الأعمش، عن مورق العجلي، عن أبي ذرّ الغفاري قال:

کنت جالساً عند النبيّ صلي الله عليه و آله و سلم ذات يوم في منزل اُمّ سلمة و رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم يحدّثني و أنا أسمع، إذ دخل عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فأشرق وجهه نوراً فرحاً بأخيه و ابن عمّه، ثمّ ضمّه إليه و قبّل بين عينيه، ثمّ التفت إليّ، فقال: يا أباذر! أتعرف هذا الداخل علينا حقّ معرفته؟

قال أبوذرّ: فقلت: يا رسول اللَّه! هذا أخوک و ابن عمّک و زوج فاطمة البتول عليهاالسلام و أبوالحسن والحسين عليهماالسلام سيّدي شباب أهل الجنّة.

فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم: يا أباذرّ! هذا الإمام الأزهر، و رمح اللَّه الأطول، و باب اللَّه الأکبر، فمن أراد اللَّه فليدخل الباب.

يا أباذرّ! هذا القائم بقسط اللَّه، والذابّ عن حريم اللَّه، والنّاصر لدين اللَّه، و حجّة اللَّه علي خلقه، إنّ اللَّه تعالي لم يزل يحتجّ به علي خلقه في الاُمم کلّ اُمّة يبعث فيها نبيّاً.

يا أباذرّ! إنّ اللَّه تعالي جعل علي کلّ رکن من أرکان عرشه سبعين ألف


ملک، ليس لهم تسبيح و لا عبادة إلّا الدعاء لعليّ عليه السلام و شيعته، و الدعاء علي أعدائه.

يا أباذرّ! لولا عليّ ما بان الحقّ من الباطل، و لا مؤمن من الکافر، و لا عبداللَّه، لأنّه ضرب رؤوس المشرکين حتّي أسلموا و عبدوا اللَّه، ولولا ذلک لم يکن ثواب و لا عقاب، و لا يستره من اللَّه ستر، و لا يحجبه من اللَّه حجاب، و هو الحجاب والستر.

ثمّ قرأ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم: (شَرَعَ لَکُمْ مِنَ الدينِ ما وَصَّي بِه نوحاً وَالَّذي أَوْحَيْنا إِلَيْکَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهيمَ وَ موسي وَ عيسي أنْ أَقيمُوا الدينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فيهِ کَبُرَ عَلَي الْمُشْرِکينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدي إِلَيْهِ مَنْ يُنيب) [8] .

يا أباذر! إنّ اللَّه تبارک و تعالي تفرّد بملکه و وحدانيّته، فعرّف عباده المخلصين لنفسه، و أباح لهم الجنّة، فمن أراد أن يهديه عرّفه ولايته، و من أراد أن يطمس علي قلبه أمسک عنه معرفته.

يا أباذرّ! هذا راية الهدي، و کلمة التقوي، والعروة الوثقي، و إمام أوليائي، و نور من أطاعني، و هو الکلمة الّتي ألزمها اللَّه المتّقين، فمن أحبّه کان مؤمناً، و من أبغضه کان کافراً، و من ترک ولايته کان ضالّاً، مضلّاً، و من جحد ولايته کان مشرکاً.

يا أباذّر! يؤتي بجاحد ولاية عليّ عليه السلام يوم القيامة أصمّ و أعمي و أبکم، فيکبکب في ظلمات القيامة، ينادي: (يا حَسْرَتي عَلَي ما فَرَّطتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ) [9] ، و في عنقه طوق من النار، لذلک الطّوق ثلاثمائة شعبة، علي کلّ شعبة


منها شيطان يتفل في وجهه ويکلح من جوف قبره إلي النار.

قال أبوذر: فقلت: فداک أبي و اُمّي؛ يا رسول اللَّه! ملأت قلبي فرحاً و سروراً، فزدني.

فقال: نعم؛ إنّه لمّا عرج بي إلي السماء الدنيا أذّن ملک من الملائکة، و أقام الصلاة، فأخذ بيدي جبرئيل عليه السلام فقدّمني فقال لي: يا محمّد! صلّ بالملائکة، فقد طال شوقهم إليک.

فصلّيت بسبعين صفّاً من الملائکة، الصفّ ما بين المشرق و المغرب، لا يعلم عددهم إلّا الّذي خلقهم.

فلمّا قضيت الصلاة أقبل إليّ شرذمة من الملائکة يسلّمون عليّ و يقولون: لنا إليک حاجة.

فظننت أنّهم يسألوني الشفاعة، لأنّ اللَّه عزّ و جلّ فضّلني بالحوض والشفاعة علي جميع الأنبياء.

فقلت: ما حاجتکم ملائکة ربّي؟

قالوا: إذا رجعت إلي الأرض فاقرأ عليّاً عليه السلام منّا السلام، و أعلمه بأنّا قد طال شوقنا إليه.

فقلت: ملائکة ربّي! تعرفوننا حقّ معرفتنا؟

فقالوا: يا رسول اللَّه! لم لا نعرفکم، و أنتم أوّل خلق خلقه اللَّه، خلقکم اللَّه أشباح نور في نور من نور اللَّه، و جعل لکم مقاعد في ملکوته بتسبيح و تقديس و تکبير له، ثمّ خلق الملائکة ممّا أراد من أنوار شتّي، و کنّا نمرّبکم و أنتم تسبّحون اللَّه و تقدّسون و تکبّرون و تحمدون و تهلّلون، فنسبّح و نقدّس و نحمّد و نهلّل بتسبيحکم و تقديسکم و تحميدکم و تهليلکم و تکبيرکم، فما نزل من اللَّه تعالي فإليکم، و ما صعد إلي اللَّه تعالي فمن عندکم، فَلِمَ لا نعرفکم؟

ثمّ عرج بي إلي السماء الثانية، فقالت الملائکة مثل مقالة أصحابهم.


فقلت: ملائکة ربّي! هل تعرفوننا حقّ معرفتنا؟

قالوا: و لِمَ لا نعرفکم؟ و أنتم صفوة اللَّه من خلقه، و خزّان علمه، و العروة الوثقي، و الحجّة العظمي، و أنتم الجنب و الجانب، و أنتم الکراسيّ و اُصول العلم، فاقرأ عليّاً عليه السلام منّا السلام.

ثمّ عرج بي إلي السماء الثالثة، فقالت لي الملائکة مثل مقالة أصحابهم.

فقلت: ملائکة ربّي! تعرفوننا حقّ معرفتنا؟

قالوا: و لِمَ لا نعرفکم؟ و أنتم باب المقام، و حجّة الخصام، و عليّ عليه السلام دابّة الأرض، و فاصل القضاء، و صاحب العصاء، قسيم النار غداً، و سفينة النجاة، من رکبها نجا، و من تخلّف عنها في النار تردّي يوم القيامة، أنتم الدعائم، و نجوم الأقطار، فَلِم لا نعرفکم؟ فاقرأ عليّاً عليه السلام منّا السلام.

ثمّ عرج بي إلي السماء الرابعة فقالت لي الملائکة مثل مقالة أصحابهم.

فقلت: ملائکة ربّي! تعرفوننا حقّ معرفتنا؟

فقالوا: و لِمَ لا نعرفکم؟ و أنتم شجرة النبوّة، و بيت الرحمة، و معدن الرسالة، و مختلف الملائکة، و عليکم ينزل جبرئيل بالوحي من السماء، فاقرأ عليّاً عليه السلام منّا السلام.

ثمّ عرج بي إلي السماء الخامسة فقالت لي الملائکة مثل مقالة أصحابهم.

فقلت: ملائکة ربّي! تعرفوننا حقّ معرفتنا؟

قالوا: و لِمَ لا نعرفکم؟ و نحن نمرّ عليکم بالغداة والعشيّ بالعرش، و عليه مکتوب:

«لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه و أيّده (أيدته، خ. ل) بعليّ بن أبي طالب».

فعلمنا عند ذلک إنّ عليّاً عليه السلام وليّ من أولياء اللَّه تعالي، فاقرأ عليّاً عليه السلام منّا السلام.

ثمّ عرج بي إلي السماء السادسة فقالت الملائکة مثل مقالة أصحابهم.


فقلت: ملائکة ربّي! تعرفوننا حقّ معرفتنا؟

قالوا: و لِمَ لا نعرفکم؟ و قد خلق اللَّه جنّة الفردوس و علي بابها شجرة و ليس فيها ورقة إلّا، و عليها ورق مکتوب بالنور:

«لا إله إلّا اللَّه، و محمّد رسول اللَّه، و عليّ بن أبي طالب عروة اللَّه الوثقي، و حبل اللَّه المتين و عينه علي الخلائق أجمعين».

فاقرأ عليّاً عليه السلام منّا السلام.

ثمّ عرج بي إلي السماء السابعة فسمعت الملائکة يقولون: الحمدللَّه الّذي صدقنا وعده.

فقلت: بماذا وعدکم؟ قالوا: يا رسول اللَّه! لما خلقکم أشباح نور في نور من نور اللَّه تعالي عرضت علينا ولايتکم، فقبلناها، و شکونا محبّتکم إلي اللَّه تعالي، فأمّا أنت فوعدنا بأن يريناک معنا في السماء و قد فعل.

و أمّا عليّ عليه السلام، فشکونا محبّته إلي اللَّه تعالي، فخلق لنا في صورته ملکاً و أقعده عن يمين عرشه علي سرير من ذهب مرصّع بالدرّ والجوهر، عليه قبّة من لؤلؤة بيضاء، يري باطنها من ظاهرها، و ظاهرها من باطنها، بلا دعامة من تحتها و لا علاقة من فوقها، قال لها صاحب العرش: قومي بقدرتي، فقامت.

فکلّما اشتقنا إلي رؤية عليّ عليه السلام نظرنا إلي ذلک الملک في السماء، فاقرأ عليّاً عليه السلام منّا السلام. [10] .

97/ 4- أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد الحلبي، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:


إنّ اللَّه عرض ولايتنا علي أهل الأمصار فلم يقبلها إلّا الکوفة. [11] .

98/ 5- يعقوب بن يزيد، عن ابن سنان، عن عتيبة- بيّاع القصب، عن أبي بصير قال: سمعت أباعبداللَّه عليه السلام يقول:

إنّ ولايتنا عرضت علي السماوات و الأرض و الجبال و الأمصار ما قبلها قبول أهل الکوفة. [12] .

99/ 6- جماعة، عن التلعکبري، عن أبي عليّ أحمد بن عليّ الرازي الأيادي، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ بن سنان الموصلي العدل، عن أحمد بن محمّد بن خليل، عن محمّد بن صالح الهمداني، عن سليمان بن أحمد، عن الذمال بن مسلم؛ و عبدالرحمان بن يزيد بن جابر، عن سلام قال: سمعت أباسلمي راعي النبيّ صلي الله عليه و آله و سلم يقول:

سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم يقول: سمعت ليلة اُسري بي إلي السماء قال العزيز جلّ ثنائه: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) [13] .

قلت: (وَالمُؤْمِنُونَ)؟

قال: صدقت يا محمّد! من خلّفت لاُمّتک؟

قلت: خيرها.

قال: عليّ بن أبي طالب؟

قلت: نعم؛ يا ربّ!

قال: يا محمّد! إنّي اطّلعت إلي الأرض اطّلاعة فاخترتک منها، فشققت لک إسماً من أسمائي، فلا اُذکر في موضع إلاّ و ذکرت معي، فأنا المحمود و أنت المحمّد.


ثمّ اطّلعت فاخترت منها عليّاً، و شققت له إسماً من أسمائي، فأنا الأعلي و هو عليّ.

يا محمّد! إنّي خلقتک و خلقت عليّاً و فاطمة والحسن والحسين من شبح نور من نوري، و عرضت ولايتکم علي أهل السماوات و الأرضين، فمن قبلها کان عندي من المؤمنين، و من جحدها کان عندي من الکافرين.

يا محمّد! لو أنّ عبداً من عبادي عبدني حتّي ينقطع و يصير مثل الشنّ البالي ثمّ أتاني جاحداً لولايتکم ما غفرت له حتّي يقرّ بولايتکم.

يا محمّد! أتحبّ أن تراهم؟

قلت: نعم؛ يا ربّ.

فقال: التفت عن يمين العرش.

فالتفت فإذا أنا بعليّ و فاطمة والحسن والحسين و عليّ و محمّد و جعفر و موسي و عليّ و محمّد و عليّ والحسن عليهم السلام، و المهديّ عليه السلام في ضحضاح من نور قيام، يصلّون و المهدي عليه السلام في وسطهم، کأنّه کوکب درّيّ.

فقال: يا محمّد! هؤلاء الحجج، و هذا الثائر من عترتک.

يا محمّد! و عزّتي و جلالي؛ إنّه الحجّة الواجبة لأوليائي، والمنتقم من أعدائي.

و رواه في «البحار»، عن جماعة مسنداً، عن أبي سلمي، و في «الطرائف» و «غاية المرام»، عن صدر الأئمّة موفّق بن أحمد أخطب خطباء خوارزم بسنده عن سلامة، عن أبي سليمان- راعي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم- مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ، و ذکر بعد قوله: إنّي خلقتک و خلقت عليّاً و فاطمة والحسن و الحسين: «والأئمّة من ولده»، و ذکر بدل: شبح نور من نوري: «من نوري».

و رواه في «المناقب المائة»، عن أبي سلمان راعي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم مع اختلاف في بعض الألفاظ.


و رواه في «البحار»، عن تفسير فرات بن إبراهيم، عن جعفر بن محمّد مسنداً عن أبي جعفر، عن النبيّ صلي الله عليه و آله و سلم.

و عن کتاب «مقتضب الأثر» بإسناده، عن أبي سلمي.

و رواه في «ينابيع المودّة»: (ص 486) عن أبي المؤيّد موفّق بن أحمد الخوارزمي، عن أبي سليمان راعي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم، مع اختلاف في بعض الألفاظ، و قال: أخرجه الحمويني. [14] .

أقول: و رواه في کتاب «عوالم العلوم» عن مقتضب الأثر: حدّثنا أبوالحسن عليّ بن سنان الموصلي المعدّل قال: أخبرني أحمد بن محمّد الخليلي الآملي قال: حدّثنا محمّد بن صالح الهمداني قال: حدّثنا سليمان بن أحمد قال: أخبرني الريّان بن مسلم، عن عبدالرحمان بن يزيد بن جابر قال: سمعت سلام بن أبي عمرة قال: سمعت أباسلمي راعي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم (ثمّ ذکر الخبر کما مرّ).

و رواه عن کتاب «الغيبة» للشيخ الطوسي: عن جماعة، عن التلعکبري، عن أبي علي أحمد بن عليّ الرازي، عن الحسين بن علي، عن عليّ بن سنان (مثله).

و رواه عن «تأويل الآيات»: عن المقلد بن غالب، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن وهبان، عن محمّد بن أحمد، عن عبدالرحمان بن يزيد (مثله).

و عن کتاب: «مقتل الخوارزمي» و «فرائد السمطين»: بإسناديهما، عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم (مثله). [15] .

100/ 7- عبيد بن کثير، عن محمّد بن جنيد، عن يحيي بن يعلي، عن إسرائيل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلام قال: قال


رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم:

لمّا اُسري بي إلي السماء قال لي العزيز: (آمَنَ الرسُولُ بِمَا اُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) [16] .

قلت: (المُؤْمِنُونَ).

قال: صدقت يا محمّد! عليک السلام، من خلّفت لاُمّتک من بعدک؟

قلت: خيرها لأهلها.

قال: عليّ بن أبي طالب؟

قلت: نعم؛ يا ربّ.

قال عزّ شأنه: يا محمّد! إنّي اطّلعت إلي الأرض اطّلاعة فاخترتک منها، واشتققت لک اسماً من أسمائي لا أذکر في مکان إلّا ذکرت معي، فأنا محمود و أنت محمّد.

ثمّ اطّلعت الثانية اطّلاعة فاخترت منها عليّاً، واشتققت له إسماً من أسمائي، فأنا الأعلي و هو عليّ.

يا محمّد! خلقتک و خلقت عليّاً و فاطمة والحسن والحسين أشباح نور من نوري، و عرضت ولايتکم علي أهل السماوات و أهلها و علي الأرضين و من فيهنّ، فمن قبل ولايتکم کان عندي من الأظفرين، و من جحدها کان عندي من الکفّار.

يا محمّد! لو أنّ عبداً عبدني حتّي ينقطع کالشنّ البالي ثمّ أتاني جاحداً لولايتکم ما غفرت له حتّي يقرّ بولايتکم. [17] .

و حدّثنا جعفر بن محمّد بن سعيد، عن الحسن بن الحسين، عن يحيي بن يعلي (مثله). [18] .


101/ 8- حدّثنا أبوالحارث عبداللَّه بن عبدالملک بن سهل الطبراني قال: حدّثنا محمّد بن المثنّي البغدادي قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الرقّي قال:

حدّثنا موسي بن عيسي بن عبدالرحمان قال: حدّثنا هشام بن عبداللَّه الستوائي قال: حدّثنا عليّ بن محمّد، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن محمّد بن عليّ الباقر عليهماالسلام، عن سالم بن عبداللَّه بن عمر، عن أبيه عبداللَّه بن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم:

إنّ اللَّه عزّ و جلّ أوحي إليّ ليلة اُسري بي يا محمّد! من خلّفت في الأرض في اُمّتک- و هو أعلم بذلک-؟

قلت: يا ربّ! أخي.

قال: يا محمّد! عليّ بن أبي طالب؟

قلت: نعم؛ يا ربّ!

قال: يا محمّد! إنّي اطّلعت إلي الأرض اطّلاعة فاخترتک منها، فلا أذکر حتّي تذکر معي، فأنا المحمود و أنت محمّد.

ثمّ اطّلعت إلي الأرض اطّلاعة اُخري، فاخترت منها عليّ بن أبي طالب، فجعلته وصيّک، فأنت سيّد الأنبياء، و عليّ سيّد الأوصياء، ثمّ شققت له اسماً من أسمائي، فأنا الأعلي و هو عليّ.

يا محمّد! إنّي خلقت عليّاً و فاطمة والحسن والحسين و الأئمّة عليهم السلام من نور واحد، ثمّ عرض ولايتهم علي الملائکة، فمن قبلها کان من المقرّبين، و من جحدها کان من الکافرين.

يا محمّد! لو أنّ عبداً من عبادي عبدني حتّي ينقطع ثمّ لقيني جاحداً لولايتهم أدخلته ناري.

ثمّ قال: يا محمّد! أتحبّ أن تراهم؟

فقلت: نعم؛


فقال: تقدّم أمامک.

فتقدّمت أمامي فإذاً عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين و عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ و جعفر بن محمّد و موسي بن جعفر و عليّ بن موسي و محمّد بن عليّ و عليّ بن محمّد والحسن بن عليّ عليهم السلام، و الحجّة القائم عليه السلام کأنّه الکوکب الدرّي في وسطهم.

فقلت: يا ربّ! من هؤلاء؟

قال: هؤلاء الأئمّة، و هذا القائم محلّل حلالي، و محرّم حرامي، و ينتقم من أعدائي.

يا محمّد! أحببه، فإنّي أحبّه و أحبّ من يحبّه. [19] .



پاورقي

[1] کليات حديث قدسي: 2/ 491- 492 ح 463/ 134.

[2] في نسخه: آيه.

[3] الاعراف: 19.

[4] الاعراف: 20- 22.

[5] الاعراف: 22 و 23.

[6] الاحزاب: 72.

[7] البحار: 11/ 172 ح 19، عن معاني الاخبار، عنه کليات حديث قدسي: 441 ح 412/ 83.

[8] الشوري: 13.

[9] الزمر: 56.

[10] البحار: 40/ 55 ح 90، عن کنز جامع الفوائد.

[11] البحار: 60/ 209 ح10 و 11، عن بصائر الدرجات.

[12] البحار: 60/ 209 ح 10 و 11، عن بصائر الدرجات.

[13] البقره: 285.

[14] منتخب الاثر: 116 ح 25، عن الغيبه للشيخ الطوسي، و رواه العلامه المجلسي رحمه الله في البحار: 27/ 199 ح 167، و 36/ 261 ح 82.

[15] العوالم: 11/ 13 و 14 ح 1.

[16] البقره: 285.

[17] البحار: 16/ 361، و 37/ 62 ح 30، عن تفسير فرات.

[18] البحار: 37/ 62.

[19] غيبه النعماني: 93 و 94 ح 24.