بازگشت

علي نفس رسول الله




آية المباهلة دلت علي أن عليا نفس رسول الله لإجماع المفسرين علي أن المراد من أنفسنا علي عليه السلام، کما أن المراد من أبنائنا: الحسن والحسين و (المراد) من نسائنا: فاطمة عليهاالسلام، فجعله الله نفس رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [1] .




و ليس المراد من النفسية الاتحاد بحسب الحقيقة، بل المراد المساواة في الأوصاف الکمالية التي منها الزعامة الدينية والحجية، و منها صدق المقالة، و حقيقة الشهادة، فلا يجوز الرد عليه کما لا يجوز الراد علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم و لقد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: علي مني و أنا من علي، رواه الترمذي و احمد وابن ماجه و غيرهم. و قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح [2] .


پاورقي

[1] قال الشاعر:



و هو في آية التباهل نفس

المصطفي ليس غيره إياها.

[2] دلت آية المباهلة علي فضل علي عليه السلام و کونه نفس النبي صلي الله عليه و سلم، و جاريا بنص الآية مجراه، و علي هذا يجب أن يکون علي أفضل الأمة و أولاها برسول الله حيا و ميتا، و قد صرح أولياء أهل البيت و اعترف أعداؤهم بدلالة الآية علي هذا التفضيل، و ذهب بعض العلماء إلي أبعد من ذلک، فقال: بأفضلية علي حتي علي من سبق محمدا من الأنبياء- قال الرازي: کان في الري رجل يقال له محمود بن الحسين الحمصي و کان معلم الاثني عشرية و کان يزعم أن عليا عليه السلام أفضل من جميع الأنبياء سوي محمد صلي الله عليه و سلم، و استدل علي ذلک بقوله تعالي: و أنفسنا و أنفسکم إذ ليس المراد بقوله و أنفسنا نفس محمد لأن الإنسان لا يدعو نفسه، بل المراد غيرها، و أجمعوا علي أن ذلک الغير کان علي بن أبي طالب، فدلت الآية لعي أن فنس علي هي نفس محمد. و لا يمکن أن يکون المراد أن هذه النفس هي عين تلک، فالمراد أن هذه النفس مثل تلک النفس و ذلک يقتضي المساواة في جميع الوجوه، ترکنا العمل بهذا العموم في حق النبوة، و في حق الفضل لقيام الدلائل علي أن محمدا صلي الله عليه و سلم کان نبيا، و ما کان علي کذلک، و لا نعقاد الإجماع علي أن محمدا کان أفضل من علي» فبقي فيما وراءه معمولا به، ثم الإجماع دل علي أن محمدا کان أفضل من سائر الأنبياء. فهذا وجه الاستدلال بظواهر هذه الآية الکريمة.