بازگشت

لمحة موجزة عن فصول الكتاب




تناول الشهيد الصدر (قضية فدک) بالمنظور الفاطمي أي بأبعادها المتشعّبة في جوانب الحياة الإسلامية، و في آماد الزمان اللاحق، و لذلک اعتبرها أي (قضية فدک) ثورة شاملة، فعرض لخلفية (الحدث) أي ما اعتمل في ذهن الزهراء (سلام اللَّه عليها) من أفکار، و ما دار في خلدها من ذکريات عظيمة في حياة أبيها رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و آله و سلم، ثمّ ها هي تصحو علي واقع مؤلم مرير يموج بالمحنة و بالفتنة التي لا تقف عند حدود، فيحفّزها ذلک إلي أن تُطلق صرختها، و تعلن عن الشروع بالمجابهة. ثمّ ينتقل السيّد الشهيد إلي الفصل الثاني (فدک في معناها


الحقيقي و معناها الرمزي) فيعرّف بها، ثم ينتقل معها عِبرَ مراحل التاريخ المتعاقبة منذ أن انتُزِعت من يد الزهراء عليهاالسلام، إلي آخر ما استقرّ عليها أمرها في أواخر زمن العباسيّين. ثمّ يتحوّل إلي الفصل الثالث الذي عنونه ب (تاريخ الثورة) فيتحدّث عن الثورة ممهّداً لها بالکلام علي شروط البحث و اُسلوب کتابة تاريخ الفرد و الاُمّة مُشيداً بعصر صدر الإسلام و ما تحقّق فيه من إنجازات. يعرّج بعد ذلک إلي کتاب العقّاد «فاطمة والفاطميّون» فينعي عليه المعالجة المُبْتَسرة لمثل تلک القضية الخطيرة و محاولته- أي العقّاد- حصرها في نطاق ضيّق متابِعاً في مناقشته لها منطق التعبّد و التقليد للمتوارث من غير رويّة أو إعمال فکر. ثمّ ينطق بعد ذلک ليحدّد أبعاد (فدک)، بأنّها ليست منازعة في أمرٍ محدود و حقٍّ مغصوب، بل هو يراها أکبر من ذلک بکثير، قال: «إنّنا نحسُّ إذا درسنا الواقع التاريخي لمشکلة فدک و منازعاتها أنّها مطبوعة بطابع الثورة التي توفّرت بواعثها، و نتبيّن أنّ هذه المنازعات کانت في واقعها و دوافعها ثورة علي السياسة العليا...». ثمّ يقدّم تبريراً منطقيّاً لتناوله القضية بکل تلک الأبعاد فيقول: «اُدرس ما شئت من المستندات التاريخيّة الثابتة للمسألة، فهل تري نزاعاً ماديّاً؟ أو تري اختلافاً حول (فدک) بمعناها المحدود، و واقعها الضيّق؟ أو تري تسابقاً علي غِلّات أرض... کلّا، بل هي الثورة علي اُسس الحکم، والصرخة التي أرادت الزهراء عليهاالسلام أن تقتلع بها الحجر الأساس الذي بُني عليه التاريخ بعد يوم السقيفه...». و من هنا يبدأ السيّد الشهيد في رصد الأحداث قبل يوم السقيفة ثمّ يلاحقها مناقِشاً، مسلِّطاً الضوء علي الزوايا والخفايا سواء فيما يتعلّق بالمواقف أو بالشخصيّات، مبرِزاً مواقف الإمام علي عليه السلام التي أملتها


المصلحة الإسلاميّة العليا... ينتقل السيّد الشهيد في فصل آخر إلي (الخطاب الفاطمي) فيحلّل، و يدين المقاصد والأغراض، و ينطلق خلال ذلک ليکشف عن خصائص و مواقف أميرالمؤمنين عليه السلام، تلک الخاصئص والميزات التي تؤهّله دون غيره لاحتلال المرکز القيادي الأوّل والمرجعيّة الفکريّة والسياسيّة لاُمّة الإسلام. ثمّ يختم الکتاب بفص عنونه ب (محکمة الکتاب) ناقش فيه (قضية فدک) مبيّناً ملابساتها و حيثيّاتها، مثيراً الإشکالات العميقة علي مباني القوم في حرمان الزهراء (سلام اللَّه عليها) من حقّها الثابت، مستنداً في کل ذلک إلي النصوص الثابتة قرآناً و سنّةً، و إلي ما يقتضيه قانون الشرع و منطق الحقّ و الإنصاف.

ذلک باختصار لمحات عن فصول الکتاب الذي سيجد فيه القارئ العزيز تحليلاً عميقاً، و مناقشات رصينة، باُسلوب بليغ، مع التزام بشرائط البحث و مقتضياته.