الاحتمال 03
ان يکون هذا الاهتمام بامر من اللَّه عز و جل لحکمه الاهيه، و مصلحه دينيه، فاختار عز و جل الزهراء لتقوم بخطوه تکمل بها المسيره الميدانيه للنبوه بعد ابيها صلي اللَّه عليه و آله و سلم و تودي مهمه کبيره لا يستطيع احد غيرها ادائها بما في ذلک النص الشرعي (الکتاب و السنه) فکان التخطيط الرباني ان يجعل موشرا ماديا واضح لا يقبل التاويل و لا التشابه يشير الي الجهه الصحيحه التي تستحق وراثه النبي في قياده الامه و مسيره الدعوه الاسلاميه، و بناء نظام الحکم و السياسه في الاسلام، فکان هذا الموشر هو الصديق الکبري فاطمه الزهرا عليهاالسلام.
هذا الاحتمال هو الذي ينسجم مع طبيعه الامور و الواقع من جانب، و مع النظره
العقائديه للرسول صلي اللَّه عليه و آله و سلم بنص القرآن الکريم.
يقول عز و جل عن رسوله صلي اللَّه عليه و آله و سلم:
(انه لقول رسول کريم ذي قوه عند ذي العرش مکين مطاع ثم امين و ما صاحبکم بمجنون) [1] .
و يقول:
(انه لقول رسول کريم و ما بقول شاعر قليلا ما تومنون و لا بقول کاهن قليلا ما تذکرون تنزيل من رب العالمين) [2] .
و يقول کذلک:
(و ما ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي علمه شديد القوي) [3] .
و قال:
(لو تقول علينا بعض الاقاويل الخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منکم من احد عنه حاجزين) [4] .
و علي اساس هذا المنطق القرآني لا يمکن ان نفترض ان النبي صلي اللَّه عليه و آله و سلم اهتم بالزهراء- عبثا- او ان دافعه کان عاطفيا لمجرد العاطفه الغريزيه البحته، ليتجاوز وظيفه النبوه، و يتقول علي ربه بشانها، فجعل رضا اللَّه من رضاها و سخطه من سخطها. لا يقول ذلک مسلم ابذا.
و اذا کان لابد من هدف اسمي و اعلي و هذا الهدف هو: الاعداء الرباني لدور کبير للزهراء تقوم به في مرحله ما بعد النبي صلي اللَّه عليه و آله و سلم.
پاورقي
[1] التکوير آيه 19- 22.
[2] سوره الحاقه الايه 40- 43.
[3] النجم الايه 2- 6.
[4] الحاقه الايه 44- 47.