بازگشت

الطبق المتلالي ء بالانوار




.. امتدت اجنحة جبرائيل الامين، المتقاطر من بينها عِبق نسيم الجنان يبثها نحو المشرق و المغرب، و هو يحمل معه نبأً عظيماً ليزفه الي الارض: نبأً ترنمت لاجله الخمائل الخضراء.

واجتمعت لأجله افنان الاشجار و الوان الازهار، تتباري لتصنع اکليلاً رائعاً من الزهور... فتزفه مع جبرائيل إلي نور الهدي، المصطفي الکريم.

و ها هو الملک يلقي سلام ربه علي سيد المرسلين، ثم ينبئه بما اتحفه خالقه.

و اُنزل الطبق المتلألي ء بالنور و حوله ملائکة ربّ العالمين، و هم ينثرون حول النبي اطيب الرياحين.

انها مائدة الرحمن من ارض الکرامة و الرضوان، (طبق مغطي باستبرق و سندس من ترابيب جنان العلليين) [1] .

التمعت عيون النبي العظيم بفرحة لا توصف، و هو يري کرامة ربه، فيخاطبه الامين قائلاً:


(يأمرک ربک ان تجعل اليلة افطارک علي هذا الطعام و انه لمحرّم إلّا عليک).

.. ارتسم طيف ابتسامة علي ثغر المصطفي، و هو رافعاً يديه الي السماء يشکر اللَّه علي نعمه و آلائه.

ثم کشف الغطاء عن الطبق المتلألي ء بالثمار الفردوسية و اذا هو!!

«غدق من رطب و عنقود من عنب» [2] ، عندها رفع طرفة نحو السماء يتأملها بعمق روحه الايمانية و لسانه يرتل ببليغ الحمد التسبيح.

ثم بدأت انامله الشريفة تلتقط من هذه التحفة، من رطبها و عنبها، ثم ما يحمد اللَّه و هو يمسح يديه، بمنديل من الجنة.

و استقبل القبلة کعادته، ليصلي (النافلة) زهرة قلوب الانبياء، لکنه رأي نور جبرائيل غطي محرابه، و لم يفارقه... فما عساه يبغي يا تري؟

.. فتسرع نيرات الملک الامين و قد فاضت بشراً لتفصح عمّا يأمر به الخالق نبيه قائلاً له:

«إن اللَّه يأمرک بالاسراع الي بيت خديجة سلام عليها و ان يترک نافلته فهي محرمة عليه في وقته حتي يأتي منزلها» [3] .



پاورقي

[1] «نطفة فاطمة من الجنة» من علماء العامة: الخوارزمي في مقتل الحسين ص 63- 68، اخبار الدول ص 87 ط بغداد للعلامة أحمد بن يوسف الدمشقي، الذهبي في الاعتدال: ج 2 ص 26، المستدرک ج 3 ص 156 للحاکم النيشابوري، العسقلاني في لسان الميزان ج 4 ص 36، ميزان الاعتدال ج 1 ص 253 والخوارزمي ص 68 مقتل الحسين يرويان الحديث عن عمر بن الخطاب.

«رائحة فاطمة من الجنة» «کان صلي اللَّه عليه و آله و سلم يشم رائحة فاطمة اذا اشتاق إلي الجنة» روي هذا الحديث علماء العام ء منهم: الخطيب البغدادي ج 5 ص 87 في تاريخ بغداد، الخوارزمي في مقتل الحسين ص 63، الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 38، العسقلاني في لسان الميزان ص 160 ج 5، القندوزي الحنفي في ينابيع المودة، ذخائر العقبي لمحب الدين الطبري ص 43، تاريخ بغداد ج 5 ص 87 ط مصر يروي عن عائشة، الخوارزمي ص 63 ط الغري- عن عائشة، الزرندي في «نظم درر السمطين ص 177- عن عائشة، أرجح المطالب ص 239 ط- لاهور-عن عائشة، وسيلة المأل للعلامة الحضرمي ص 78 ط مکتب الظاهرية- دمشق.

[2] روي عن عائشة: قلت يا رسول الله صلي اللَّه عليه و آله و سلم مالک اذا اقبلت فاطمة عليهاالسلام جعلت لسانک في فيها فکأنک تريد تلقمها عسلاً فقال صلي اللَّه عليه و آله و سلم: انه لما اُسري بي ادخلني جبرئيل الجنة فناولني (تفاحة) فاکلتها فصارت نطفة في ظهري فلما نزلت من السماء واقعت خديجة ففاطمة من تلک النطفة فکلما اشتقت الي تلک النطفة قبلتها. ذکره: مؤمن الشبلنجي في نور الابصار ص 40، کذلک اخرجه أبوسعد في شرف النبوة، و أيضاً أخرجه محب الدين الطبري في ذخائر العقبي ص 36، و کذلک أيضاً تاريخ البغدادي للخطيب البغدادي ج 5 ص 87، السيوطي في الدر المنثور ج 4 ص 153 عن الطبراني.

و بقليل من التغيير في کنز العمال ج 7 ص 111 عن ابن عساکر المناوي في فيض القدير ج 5 ص 176، ذکره أيضاً عن ابن داود اسدالغابة لابن الاثير ج 5 ص 522، الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 42، و قال: رواه الطبري في الاوسط و رجاله ثقات. اضف إلي حديث (ابن عبّاس).

[3] بحارالانوار. بيت الاحزان للقمي.