بازگشت

في بيان أسماء الكتب التي سميت ب«الخصائص» و علة تسمية هذا الكتاب ب«الخصائص الفاطمية»




فليعلم سادة هذا الحقير و ملجأ هذا العبد الغارق في التقصير، يعني السادات من بني فاطمة- کثر الله نظراءهم- و کافة الشيعة:

الأول: إن أول من ألف في الخصائص و سماه بهذا الإسم هو المرحوم ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الکليني- طاب رمسه و طهر مضجعه- حيث ألف کتاب «خصائص الغدير» جمع فيه فضائل ذلک اليوم و جملة من وقائعه و خصائصه و مميزاته بطرق مستوفية، و صار مرجعا للعلماء الأعلام في مسألة الإمامة، فاعتمدوا علي هذا الکتاب المستطاب واستشهدوا بأخباره وتمسکوا بهها.

الثاني: ابوالفتح عثمان بن جني الموصلي النحوي المعروف، المتوفي سنة ثلاثمائة و تسع في بغداد، و زمانه قريب من زمان المرحوم ثقة الإسلام، ألف کتاب


الخصائص «في النحو» و کل إناء بالذي فيه يرشح».

الثالث: النسائي صاحب کتاب السنن؛ المعروف ب«الحافظ»، المکني بأبي عبدالرحمن، الموسوم بأحمد بن علي، الساکن في القاهرة من مصر، و کان معاصرا للمسعودي- عليه الرحمة- و أبونصر الفارابي محمد بن طرحان الحکيم والفيلسوف المعروف.

ألف کتاب «الخصائص في فضائل أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسلام».

قال ابن خلکان: «نساء- بفتح النون والسين المهملة بعدها والهمزة- و هي مدينة معروفة بخراسان خرج منه جماعة من الأعيان» [1] (منهم النسائي؛ ولد سنة مائتين و أربعة عشر في نساء، هاجر من موطنه و أقام في القاهرة من مصر، و کان يصوم يوما و يفطر يوما، و ذکر باختصار علة تصنيفه لهذا الکتاب وفقا لما هو مدون في أغلب مؤلفات المؤرخين من أهل السنة والجماعة: هاجر النسائي سنة ثلاثمائة واثنتين من مصر إلي الشام فسأله أهل الشام أن يروي لهم شيئا في فضائل معاوية فقال النسائي: ما أعرف له فضيلة و دعا عليه [2] ، و کان أهل الشام يتعصبون لمعاوية و قد شبوا علي محبته، فآذوا النسائي و ضربوه بأرجلهم حتي أغمي عليه فلم يستطع المقام في الشام، فخرج إلي الرملة علي حدود فلسطين، ثم حمل إلي مکة، و کانت وفاته في شعبان من سنة ثلاثمائة و ثلاث و دفن بين الصفا والمروة.

قال ابن خلکان: توفي يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر [3] .


قال أبونعيم الإصفهاني: له کتاب «الخصائص» في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام و أکثر روايته فيه عن أحمد بن حنبل، فلما صنفه قيل له: لم لا صنفت في فضائل الأصحاب الأطياب؟ قال: رأيت أهل الشام منحرفين عن ولاية علي، فصنفت ذلک رجاء أن يهديهم الله بهذا الکتاب [4] .

فلا يخفي علي المؤمنين العقلاء المنصفين العدلاء؛ أن النسائي کان شيعيا إماميا، و دليل تشيعه بديهي صريح، والعاقبة أنه فاز بنيل الشهادة في سبيل محبة ذلک المولي [5] .

الرابع: ذکر في تاريخ مصر کتاب موسوم ب«خصائص يوم الجمعة» لأحد علماء العامة فيه فضائل ذلک اليوم الشريف.

و قد ألف علماء الإمامية رسائل عديدة في فضل يوم الجمعة و ليلتها، و کانت لهم في الزمان السالف بحوث في حرمة صلاة الجمعة و جوازها.

الخامس: أبوالحسن، شمس الدين يحيي بن محمد بن بطريق الحلي الشيعي- عليه الرحمة- صاحب کتاب «نهج العلوم إلي نفي المعدوم» و کتاب «صحاح الأثر في إمامة الأئمة الإثني عشر» و کتاب «تصفح الصحيحين في تحليل المتعتين» و کتاب «العمدة في عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار» يشتمل علي تسعمائة و ثلاثة عشر حديثا و قد طبع هذا الکتاب الشريف أخيرا، و جميع أخباره و أحاديثه أخذت من الکتب المعتبرة عند أهل السنة و ما رووه في مناقب سلطان الولاية عليه السلام.


و ألف کتابا سماه «خصائص الوحي المبين في مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام» جمع فيه الآيات النازلة في شأن أميرالمؤمنين عليه السلام من کتب أهل الخلاف. و کم کان هذا العلم متتبعا و متبحرا و جامعا و فاضلا و کان عصره قريبا من عصر المرحوم شيخ الطائفة الشيخ الطوسي عليه الرحمة.

السادس:

کتاب «الخصائص النبوية» للسيوطي.

کتاب «الخصائص العلوية» لأبي عبدالله النطنزي.

کتاب «خصائص النبي» لابن الجوزي.

و لابن الملقن کتاب بهذا العنوان.

و ذکر المرحوم الکفعمي کتاب «الخصائص» للأصفهاني.

و ذکر المرحوم المجلسي عليه الرحمة في بحارالأنوار کتاب «الدر الثمين في خصائص النبي الأمين» و لا أعرف مؤلفه و لعله الحافظ أبونعيم الأصفهاني نفسه.

و للسيوطي کتاب معروف اسمه «أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب» و لعله نفس کتاب «الخصائص النبوية».

السابع: کتاب «خصائص الأئمة» للمرحوم محمد بن الحسن الموسوي المعروف ب«السيد الرضي» قدس سره المعاصر للقادر بالله العباسي، المتوفي سنة أربعمائة و أربعة في بغداد، و هو مؤلف و جامع کتاب «نهج البلاغة».

و کتب في المقدمة سبب تأليفه هذا الکتاب المبارک قائلا:

«ابتدأت بتأليف کتاب في خصائص الأئمة عليهم السلام يشتمل علي محاسن أخبارهم و جواهر کلامهم و فرغت من الخصائص التي تخص أميرالمؤمنين


عليا عليه السلام، و عاقت عن إتمام بقية الکتاب محاجزات الأيام و مماطلات الزمان، و کنت قد بوبت ما خرج من ذلک أبوابا و فصلته فصولا، فجاء في آخرها فصل يتضمن محاسن ما نقل عنه- من الکلام القصير في المواعظ والحکم والأمثال والآداب فاستحسن جماعة من الأصدقاء ما اشتمل عليه الفصل المقدم ذکره... و سألوني عند ذلک أن أبتدئ بتأليف کتاب يحتوي علي مختار کلام مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام في جميع فنونه.. من خطب و کتب و مواعظ و أدب، علما أن ذلک يتضمن من عجائب البلاغة و غرائب الفصاحة فأجبتهم إلي الإبتداء بذلد عالما بما فيه من عظيم النفع و منشور و مذخور الأجر».

بناءا علي ذلک، تهبين أن تأليف کتاب «نهج البلاغة» الشريف من برکات کتاب «خصائص الأئمة».

و کثيرا ما تجد في کتب الفضائل والمناقب عند الشيعة الإمامية عنوان «خصائص الأئمة»، لکني لا أوفق لمطالعتها لحد الآن.

الثامن: من العلماء المعاصرين: المرحوم العالم الکامل الورع البصير الخبير الناصح الفريد الحاج الشيخ جعفر الشوشتري المجتهد المعروف رحمة الله عليه، ألف کتاب «الخصائص الحسينية» و هو مطبوع، فيه مجموعة موجزة من المناقب المختصة بالإمام الحسين عليه السلام و فيه تطبيقات جيدة مبتکرة لم يسبق إليها، و لا زال أهل العلم والخبر ينتفعون به دائما لحسن الأسلوب والطرز المرغوب الذي امتاز به.

التاسع: ذکر الچلبي کتاب «خصائص الطرب» لأبي الفتح محمود بن حسين المعروف ب«کشاجم» المتوفي سنة ثلاثمائة و خمسون.


العاشر: «خصائص السواک» لأبي الخير أحمد بن إسماعيل القزويني الطالقاني يشتمل علي اثني عشر فصلا مختصرة جدا.


پاورقي

[1] وفيات الاعيان 1/ 99 ترجمه رقم 29.

[2] کان دعاوه عليه هو دعاء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في الحقيقه، حيث اجابهم النسائي- کما ذکر في مقدمه سننه-: «ما اعرف له فضيله الا «لا اشبع الله بطنه».

[3] وفيات الاعيان 1/ 98.

[4] انظر «تهذيب التهذيب» 1/ 38.

[5] لا يعد مجرد تصنيفه کتابا في فضائل اميرالمومنين عليه السلام دليلا علي تشيعه؛ انظر مولفاته الاخري علي فقه اهل السنه.