بازگشت

ابن قتيبة و الامامة و السياسة




المؤرخ الشهير عبداللَّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري (213- 276) و هو من رواد الأدب و التاريخ، و قد ألف کتباً کثيرة منها «تأويل مختلف الحديث» و «أدب الکاتب» و غيرهما من الکتب. [1] .

قال في کتابه الإمامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء:

إنّ أبابکر رضي اللَّه عنه تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند علي کرم اللَّه وجهه، فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم و هم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب، و قال: والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنها علي من فيها، فقيل له: يا أباحفص انّ فيها فاطمة، فقال: وإن.

إلي أن قال:

ثمّ قام عمر فمشي معه جماعة حتي أتوا فاطمة فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلي


صوتها: يا أبت [يا] رسول اللَّه، ماذا لقينا بعدک من ابن الخطاب، و ابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها و بکاءها انصرفوا باکين. وکادت قلوبهم تتصدع وأکبادهم تتفطر وبقي عمر و معه قوم فأخرجوا علياً فمضوا به إلي أبي بکر، فقالوا له بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذاً و اللَّه الذي لا إله إلّا هو نضرب عنقک.... [2] .

إنّ من قرأ کتاب «الإمامة و السياسة» يري أنّها نظير سائر الکتب لقدمائنا المؤرخين کالبلاذري والطبري و غيرهم، و قد نسب هذا الکتاب إليه ابن أبي الحديد في شرحه علي نهج البلاغة، و نقل عنه مطالب کثيرة ربما لا توجد في هذه النسخة المطبوعة بمصر، و هذا إن دلّ علي شي ء فإنّما يدل علي تطرق التحريف لهذا الکتاب، کما نسبه إليه الياس سرکيس في معجمه. [3] .

نعم ذکر صاحب الأعلام انّ للعلماء نظراً في نسبته إليه، و معني ذلک انّ غيره تردد في نسبته إليه، والتردد غير الإنکار.

و علي کلّ حال فهو کتاب تاريخي نظير سائر الکتب التاريخية.



پاورقي

[1] الأعلام: 137:4.

[2] الإمامة والسياسة: 12، 13 طبعة المکتبة التجارية الکبري، مصر.

[3] معجم المطبوعات العربية: 212:1.