بازگشت

المكانة الرفيعة لبيت الزهراء في القرآن و السنة




نزل قول سبحانه: (في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّه أَنْ تُرفَعَ وَ يُذْکَرَ فِيهَا اسْمُهُ) [1] علي قلب سيد المرسلين و هو صلي اللَّه عليه و آله و سلم في المسجد الشريف،


فقام إليه رجل فقال: أي بيوت هذه يا رسول اللَّه؟ قال: بيوت الأنبياء، فقام إليه أبوبکر، فقال: يا رسول اللَّه: أهذا البيت منها؟- مشيراً إلي بيت علي و فاطمة عليهماالسلام- قال: «نعم، من أفاضلها». [2] .

فقوله سبحانه: (في بيوت) ظرف لما تقدمه من قوله (مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکاة فِيها مِصْباح المِصباح في زُجاجة...) [3] فالنور الذي نوهت به الآية بما له من صفات، مصدر إشعاعه هذه البيوت التي أذن اللَّه أن ترفع، فکيف لا يکون لها منزلة و کرامة.

قال السيوطي: أخرج الترمذي و صححه، و ابن جرير و ابن المنذر و الحاکم و صححه، و ابن مردويه، والبيهقي في سننه من طرق عن أُمّ سلمة (رضي اللَّه عنها) قالت: في بيتي نزلت: (إِنّما يُريدُ اللَّه لِيذهبَ عَنْکُمُ الرِّجْس أَهْل البَيْت) و في البيت فاطمة، و علي و الحسن، و الحسين عليهم السلام، فجلّلهم رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و آله و سلم بکساء کان عليه، ثمّ قال: «هولاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيراً».

و قال أيضاً: و أخرج ابن أبي شيبة و أحمد والترمذي و حسنه، و ابن جرير و ابن المنذر و الطبراني و الحاکم و صححه و ابن مردويه عن أنس: انّ رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و اله و سلم کان يمرّ بباب فاطمة عليهاالسلام إذا خرج إلي صلاة


الفجر، و يقول: «الصلاة يا أهل البيت الصلاة (إِنّما يريدُ اللَّه لِيذهب عنکمُ الرِّجس أَهل البيت وَ يُطهّرکُمْ تَطهيراً). [4] .

فإذا کانت هذه منزلة البيت و کرامته عنداللَّه، فيعد اقتحامه و کشفه من أکبر الذنوب وأقبحها.

لکن لم تُراعَ وصية النبي صلي اللَّه عليه و آله و سلم في احترام هذا البيت و أهله، و شهد حوادث مريرة تعرض لها جمع من المؤرخين و المحدّثين ننقل نصّ أقوالهم حسب التسلسل الزمني.

و المؤرخون في المقام علي طائفتين:

فطائفة تعرضت لمحاولات الترويع و التآمر المبيّت والنوايا الخبيثة.

وطائفة أُخري أشارت بمزيد من التفصيل لتلک المحاولات و ما أعقبها من حوادث.

و خصصنا الفصل الأوّل لذکر أسماء الطائفة الأُولي و أقوالهم، کما خصصنا الفصل الثاني لذکر أسماء الطائفة الثانية وأقوالهم.



پاورقي

[1] النور: 36.

[2] الدر المنثور: 203:6، تفسير سورة النور؛ روح المعاني: 174:18.

[3] النور، 53.

[4] الدر المنثور: 604:6- 605، ط دار الفکر، بيروت، المصنف: 527:7.