بازگشت

مناقبها و فضائلها و بعض أحوالها و معجزاتها


1 - أقول: قد مر في باب الرکبان يوم القيامة عن النبي صلي الله عليه و اله برواية ابن عباس أنه قال: لن يرکب يومئذ إلا أربعة: أنا و علي و فاطمة و صالح نبي الله فأما أنا فعلي البراق، و أما فاطمة إبنتي فعلي ناقتي العضباء تمام الخبر.

2 - جا: عمر بن محمد الصيرفي، عن محمد بن همام، عن محمد بن القاسم.

عن إسماعيل بن إسحاق، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن الثمالي، عن الباقر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: إن الله ليغضب لغضب فاطمة و يرضي لرضاها.

3 - ل: ابن إدريس، عن أبيه، عن الاشعري، عن أبي عبد الله الرازي عن ابن أبي عثمان، عن موسي بن بکر، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: إن الله تعالي اختار من النساء أ ربع: مريم و آسية و خديجة و فاطمة الخبر.

4 - ن: بالاسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله إن الله ليغضب لغضب فاطمة، و يرضي لرضاها.

صح: عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام مثله.

5 - ن: بإسناد التميمي، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي صلي الله عليه و اله


الحسن و الحسين خير أهل الارض بعدي و بعد أبيهما، و أمهما أفضل نساء أهل الارض.

6 - ن: بإسناد التميمي، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي صلي الله عليه و اله إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها علي النار.

7 - لي: الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، عن جعفر بن محمد بن جعفر العلوي، عن محمد بن علي بن خلف، عن حسن بن صالح بن أبي الاسود، عن أبي معشر، عن محمد بن قيس قال: کان النبي صلي الله عليه و اله إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة عليها السلام فدخل عليها فأطال عندها المکث فخرج مرة في سفر فصنعت فاطمة عليها السلام مسکتين من ورق و قلادة و قرطين [1] و سترا لباب البيت لقدوم أبيها و زوجها عليهما السلام فلما قدم رسول الله صلي الله عليه و اله دخل عليها فوقف أصحابه علي الباب لا يدرون يقفون أو ينصرفون لطول مکثه عندها فخرج عليهم رسول الله صلي الله عليه و اله و قد عرف الغضب في وجهه حتي جلس عند المنبر فظنت فاطمة عليها السلام أنه إنما فعل ذلک رسول الله صلي الله عليه و اله لما رأي من المسکتين و القلادة و القرطين و الستر، فنزعت قلادتها و قرطيها و مسکتيها: و نزعت الستر، فبعثت به إلي رسول الله صلي الله عليه و اله و قالت للرسول: قل له: تقرأ عليک ابنتک السلام و تقول: اجعل هذا في سبيل الله، فلما أتاه قال: فعلت فداها أبوها ثلاث مرات ليست الدنيا من محمد و لا من آل محمد و لو کانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما أسقي فيها کافرا شربة ماء ثم قام فدخل عليها.

8 - ج: عن الحسين بن زيد، عن جعفر الصادق عليه السلام أن رسول الله صلي الله عليه و اله قال لفاطمة: يا فاطمة إن الله عز و جل يغضب لغضبک و يرضي لرضاک قال: فقال المحدثون بها، قال: فأتاه ابن جريج فقال: يا أبا عبد الله حدثنا اليوم حديثا استشهره الناس، قال: و ما هو؟ قال: حدثت أن رسول الله صلي الله عليه و اله قال لفاطمة: إن الله ليغضب


لغضبک، و يرضي لرضاک، قال: فقال عليه السلام نعم إن الله ليغضب فيما تروون لعبده المؤمن و يرضي لرضاه؟ فقال: نعم فقال عليه السلام فما تنکرون أن تکون ابنة رسول الله صلي الله عليه و اله مؤمنة يرضي الله لرضاها و يغضب لغضبها؟ قال: صدقت.

الله أعلم حيث يجعل رسالته.

9 - لي: القطان، عن السکري، عن الجوهري، عن العباس بن بکار، عن عبد الله بن المثني، عن عمه ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالک، عن امه قالت: ما رأت فاطمة عليها السلام دما في حيض و لا في نفاس.

10 - لي: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن أبي إسحاق، عن الحسن بن زياد العطار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قول رسول الله صلي الله عليه و اله: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة أسيدة نساء عالمها؟ قال: تاک مريم، و فاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الاولين و الآخرين فقلت: فقول رسول الله صلي الله عليه و اله: الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة؟ قال: هما و الله سيدا شباب أهل الجنة من الاولين و الآخرين.

11 - لي: الطالقاني، عن أحمد بن إسحاق المادرائي، عن أبي قلابة، عن غانم بن الحسن السعدي، عن مسلم بن خالد المکي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، عن جابر بن عبد الله الانصاري، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قالت فاطمة عليها السلام لرسول الله صلي الله عليه و اله: يا أبتاه أين ألقاک يوم الموقف الاعظم، و يوم الاهوال و يوم الفزع الاکبر؟ قال: يا فاطمة عند باب الجنة و معي لواء " الحمد الله " و أنا الشفيع لامتي إلي ربي قالت يا أبتاه فان لم ألقک هناک، قال: القيني علي الحوض و أنا أسقي أمتي قالت: يا أبتاه فان لم ألقک هناک قال: القيني علي الصراط و أنا قائم أقول: رب سلم أمتي قالت: فان لم ألقک هناک، قال: القيني و أنا عند الميزان أقول رب سلم أمتي قالت: فان لم ألقک هناک، قال: القيني علي شفير جهنم أمنع شررها و لهبها عن أمتي فاستبشرت فاطمة بذلک صلي الله عليها و علي أبيها و بعلها و بينها.

12 - لي: يحيي بن زيد بن العباس، عن عمه علي بن العباس، عن


علي بن المنذر، عن عبد الله بن سالم، عن حسين بن زيد، عن علي بن عمر بن علي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله أنه قال: يا فاطمة إن الله تبارک و تعالي ليغضب لغضبک، و يرضي لرضاک قال: فجاء صندل فقال لجعفر بن محمد عليهما السلام يا أبا عبد الله إن هؤلاء الشباب يجيئونا عنک بأحاديث منکرة فقال له جعفر عليه السلام: و ما ذاک يا صندل، قال: جاؤونا عنک أنک حدثتهم أن الله ليغضب لغضب فاطمة و يرضي لرضاها؟ قال: فقال جعفر عليه السلام: يا صندل ألستم رويتم فيما تروون أن الله تبارک و تعالي ليغضب لغضب عبده المؤمن، و يرضي لرضاه؟ قال: بلي قال: فما تنکرون أن تکون فاطمة عليها السلام مؤمنة يغضب الله لغضبها و يرضي لرضاها، قال: فقال له: الله أعلم حيث يجعل رسالته.

ما: الغضائري، عن الصدوق، عن يحيي مثله.

13 - لي: ابن موسي، عن الاسدي، عن البرمکي، عن جعفر بن أحمد التميمي، عن أبيه، عن عبد الملک بن عمير، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس عن النبي صلي الله عليه و اله قال: إبنتي فاطمة سيدة نساء العالمين الخبر.

14 - لي: الطالقاني، عن الجلودي، عن هشام بن جعفر، عن حماد عن عبد الله بن سليمان قال: قرأت في الانجيل في وصف النبي صلي الله عليه و اله نکاح النساء ذوا النسل القليل، إنما نسله من مبارکة لها بيت في الجنة، لا صخب فيه و لا نصب يکفلها في آخر الزمان کما کفل زکريا امک، لها فرخان مستشهدان، و قد مر الخبر بتمامه في کتاب أحوال النبي صلي الله عليه و اله.

15 - لي: ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن عيسي، عن محمد بن يحيي الخزاز عن موسي بن إسماعيل، عن أبيه، عن موسي بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال علي عليه السلام: إن رسول الله صلي الله عليه و اله دخل علي ابنته فاطمة عليها السلام و إذا في عنقها قلادة فأعرض عنها فقطعتها ورمت بها، فقال لها رسول الله صلي الله عليه و اله: أنت مني يا فاطمة ثم جاء سائل فناولته القلادة ثم قال رسول الله صلي الله عليه و اله: اشتد غضب الله و غضبي علي من


أهرق دمي و آذاني في عترتي.

کشف: عن موسي بن جعفر عليه السلام مثله.

16 - فس: الحسين بن محمد، عن المعلي، عن الوشاء، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله " إنها لاحدي الکبر نذيرا للبشر " [2] قال: يعني فاطمة عليها السلام.

17 - جا، ما: المفيد، عن المراغي، عن الحسن بن علي الکوفي، عن جعفر بن محمد بن مروان، عن أبيه، عن عبد الله بن الحسن الاحمسي، عن خالد بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن سعد بن مالک يعني ابن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول: فاطمة بضعة مني من سرها فقد سرني و من ساءها فقد ساءني فاطمة أعز الناس علي.

18 - ما: ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن يعقوب بن يوسف الضبي، عن عبيد الله بن موسي، عن جعفر الاحمري، [عن الشيباني]، عن جميع بن عمير قال: قالت عمتي لعائشة و أنا أسمع: لله أنت [3] مسيرک إلي علي عليه السلام ما کان؟ قالت: دعينا منک إنه ما کان من الرجال أحب إلي رسول الله صلي الله عليه و اله من علي عليه السلام و لا من النساء أحب إليه من فاطمة عليها السلام.

19 - ما: بالاسناد إلي عبيد الله بن موسي، عن زکريا، عن فراس، عن مسروق، عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة عليها السلام تمشي لا و الله الذي لا إله إلا هو ما مشيها يخرم من مشية رسول الله صلي الله عليه و اله فلما رآها قال: مرحبا بابنتي مرتين قالت فاطمة عليها السلام فقال لي: أما ترضين أن تأتي يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الامة.


توضيح: قال الجوهري: ما خرمت منه شيئا أي ما نقصت و ما قطعت، و قال الجزري: في حديث سعد ما خرمت من صلاة رسول الله صلي الله عليه و اله شيئا أي ما ترکت.

20 - لي: الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن جعفر بن سلمة الاهوازي عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن إبراهيم بن موسي، عن أبي قتادة، عن عبد الرحمن ابن علاء الحضرمي، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلي الله عليه و اله کان جالسا ذات يوم و عنده علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام فقال: أللهم إنک تعلم أن هؤلاء أهل بيتي و أکرم الناس علي فأحبب من أحبهم، و أبغض من أبغضهم، ووال من و الاهم، و عاد من عاداهم، و أعن من أعانهم، و اجعلهم مطهرين من کل رجس، معصومين من کل ذنب، و أيدهم بروح القدس منک.

ثم قال عليه السلام: يا علي أنت إمام أمتي و خليفتي عليها بعدي و أنت قائد المؤمنين إلي الجنة و کأني أنظر إلي إبنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة علي نجيب من نور عن يمينها سبعون ألف ملک، و عن يسارها سبعون ألف ملک، و بين يديها سبعون ألف ملک، و خلفها سبعون ألف ملک، تقود مؤمنات أمتي إلي الجنة.

فأيما إمرأة صلت في اليوم و الليلة خمس صلوات، و صامت شهر رمضان و حجت بيت الله الحرام، و زکت مالها، و أطاعت زوجها، و والت عليا بعدي دخلت الجنة بشفاعة إبنتي فاطمة و إنها لسيدة نساء العالمين.

فقيل: يا رسول اله أ هي سيدة نساء علامها؟ فقال صلي الله عليه و اله: ذاک لمريم بنت عمران، فأما إبنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الاولين و الآخرين و إنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملک من الملائکة المقربين و ينادونها بما نادت به الملائکة مريم فيقولون: يا فاطمة " إن الله اصطفاک و طهرک و اصطفاک علي نساء العالمين " [4] .

ثم التفت إلي علي عليه السلام فقال: يا علي إن فاطمة بضعة مني و هي نور عيني و ثمرة فؤادي يسوؤني ما ساءها و يسرني ما سرها و إنها أول من يلحقني من أهل


بيتي فأحسن إليها بعدي، و أما الحسن و الحسين فهما ابناي و ريحانتاي و هما سيدا شباب أهل الجنة فليکرما عليک کسمعک و بصرک.

ثم رفع صلي الله عليه و اله يده إلي السماء فقال: أللهم إني اشهدک أني محب لمن أحبهم، و مبغض لمن أبغضهم، و سلم لمن سالمهم، و حرب لمن حاربهم، و عدو لمن عاداهم، و ولي لمن و الاهم.

21 - ع: أبي، سعد، عن ابن عيسي، عن علي بن الحکم، عن أبي جميلة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن بنات الانبياء صلوات الله عليهم لا يطمثن إنما الطمث عقوبة و أول من طمثت سارة.

22 - ما: حمويه، عن أبي الحسين، عن أبي خليفة، عن العباس بن الفضل، عن عثمان بن عمر، عن إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: ما رأيت من الناس أحدا أشبه کلاما و حديثا برسول الله صلي الله عليه و اله من فاطمة کانت إذا دخلت عليه رحب بها و قبل يديها و أجلسها في مجلسه فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبت به و قبلت يديه، و دخلت عليه في مر ضه فسارها فبکت ثم سارها فضحکت فقلت: کنت أري لهذه فضلا علي النساء فإذا هي إمرأة من النساء، بينما هي تبکي إذ ضحکت، فسألتها فقالت: إذا إني لبذرة، فلما توفي رسول الله صلي الله عليه و اله سألتها فقالت: إنه أخبرني أنه يموت فبکيت ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحکت.

بيان: قال الجزري: في حديث فاطمة عند وفاة النبي صلي الله عليه و اله قالت لعائشة: " إني إذا لبذرة " البذر الذي يفشي السر و يظهر ما يسمعه.

23 - فس: " إن الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخرة وأعد لهم عذاب مهينا " [5] قال: نزلت فيمن غصب أمير المؤمنين حقه و أخذ حق فاطمة و آذاها، و قد قال النبي صلي الله عليه و اله: من آذاها في حياتي کمن آذاها بعد موتي و من آذاها بعد موتي کمن آذاها في حياتي و من آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد


آذي الله و هو قول الله " إن الذين يؤذون الله و رسوله " الآية.

24 - ل: فيما أوصي به النبي صلي الله عليه و اله إلي علي عليه السلام يا علي إن الله عز و جل أشرف علي الدنيا فاختارني منها علي رجال العالمين، ثم إطلع الثانية فاختارک علي رجال العالمين بعدي، ثم إطلع الثالثة فاختار الائمة من ولدک علي رجال العالمين بعدک ثم إطلع الرابعة فاختار فاطمة علي نساء العالمين.

25 - مع: الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن قول رسول الله صلي الله عليه و اله في فاطمة: إنها سيدة نساء العالمين أ هي سيدة نساء عالمها؟ فقال: ذاک لمريم کانت سيدة نساء عالمها، و فاطمة سيدة نساء العالمين من الاولين و الآخرين.

26 - مع: القطان، عن أحمد الهمداني [6] ، عن المنذر بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن جعفر بن سليمان، عن إسماعيل بن مهران، عن عباية، عن ابن عباس، عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: إن فاطمة شجنة [7] مني يؤذيني ما آذاها و يسرني ما سرها و إن الله تبارک و تعالي ليغضب لغضب فاطمة و يرضي لرضاها.

27 - مع: محمد بن هارون الزنجاني، عن علي بن عبد العزيز قال: سمعت القاسم بن سلام يقول في معني قول النبي صلي الله عليه و اله: الرحمن شجنة من الله عز و جل يعني [أنه] قرابة مشتبکة کأشتباک العروق و قول القائل الحديث ذو شجون إنما هو تمسک بعضه ببعض و قال بعض أهل العلم يقال: شجر مشجن إذا التف بعضه ببعض و يقال شجنة و شجنة و الشجنة کالغصن يکون من الشجرة.

28 - صح: عن الرضا، عن آبائه، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: حدثتني


أسماء بنت عميس قالت: کنت عند فاطمة جدتک إذ دخل رسول الله صلي الله عليه و اله و في عنقها قلادة من ذهب کان علي بن أبي طالب عليه السلام اشتراها له من فيئ له فقال النبي صلي الله عليه و اله: لا يغرنک الناس أن يقولوا بنت محمد و عليک لباس الجبابرة فقطعتها و باعتها و اشترت بها رقبة فأعتقتها فسر رسول الله صلي الله عليه و اله بذلک.

29 - يج/: روي عن عمران بن الحصين قال: کنت عند النبي صلي الله عليه و اله جالسا إذ أقبلت فاطمة عليها السلام و قد تغير وجهها من الجوع، فقال لها: ادني، فدنت منه، فرفع يده حتي وضعها علي صدرها في موضع القلادة و هي صغيرة ثم قال: أللهم مشبع الجاعة و رافع الوضعة، لا تجع فاطمة، قال: فرأيت الدم علي وجهها کما کانت الصفرة فقالت: ما جعت بعد ذلک.

30 - يج/: روي عن جابر بن عبد الله قال: إن رسول الله صلي الله عليه و اله أقام أياما و لم يطعم طعاما حتي شق ذلک عليه، فطاف في ديار أزواجه فلم يصب عند إحداهن شيئا فأتي فاطمة فقال: يا بنية هل عندک شيء آکلة، فاني جايع؟ قالت: لا و الله بنفسي وأخي فلما خرج عنها بعثت جارية لها رغيفين و بضعة لحم فأخذته و وضعته تحت جفنة و غطت عليها و قالت: و الله لا و ثرن بها رسول الله صلي الله عليه و اله علي نفسي و غيري و کانوا محتاجين إلي شبعة طعام، فبعثت حسنا أو حسينا إلي رسول الله صلي الله عليه و اله فرجع إليها فقالت: قد أتانا الله بشيء فخبأته لک فقال: هلمي علي يا بنية، فکشفت الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا و لحما فلما نظرت إليه: بهتت و عرفت أنه من عند الله، فحمدت الله وصلت علي نبيه أبيها و قدمته إليه فلما رآه حمد الله و قال: من أين لک هذا؟ قالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.

فبعث رسول الله صلي الله عليه و اله إلي علي فدعاه و أحضره و أکل رسول الله صلي الله عليه و اله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و جميع أزواج النبي حتي شبعوا، قالت فاطمة: و بقيت الجفنة کما هي فأوسعت منها علي جميع جيراني جعل الله فيها برکة و خيرا کثيرا.

31 - يج/: روي أن أبا عبد الله عليه السلام قال: إن خديجة لما توفيت جعلت فاطمة تلوذ برسول الله صلي الله عليه و اله و تدور حوله و تسأله يا رسول الله أين أمي فجعل النبي صلي الله عليه و اله


لا يجيبها، فجعلت تدور علي من تسأله، و رسول الله لا يدري ما يقول، فنزل جبرئيل فقال: إن ربک يأمرک أن تقرأ علي فاطمة السلام و تقول لها: إن امک في بيت من قصب، کعابه من ذهب، و عمده من ياقوت أحمر، بين آسية إمرأة فرعون و مريم بنت عمران، فقالت فاطمة: إن الله هو السلام و منه السلام و إليه السلام.

إيضاح: قال الجوهري کعوب الرمح النواشر في أطراف الانابيب.

32 - يج/: روي أن ام أيمن لما توفيت فاطمة، حلفت أن لا تکون بالمدينة إذ لا تطيق أن تنظر إلي مواضع کانت بها، فخرجت إلي مکة، فلما کانت في بعض الطريق عطشت عطشا شديدا فرفعت يديها قالت: يا رب أنا خادمة فاطمة تقتلني عطشا فأنزل الله عليها دلوا من السماء فشربت فلم تحتج إلي الطعام و الشراب سبع سنين و کان الناس يبعثونها في اليوم الشديد الحر فما يصيبها عطش [8] .

33 - يج/: روي أن سلمان قال: کانت فاطمة عليها السلام جالسة قد أمها رحي تطحن بها الشعير، و علي عمود الرحي دم سائل و الحسين في ناحية الدار يتضور من الجوع، فقلت: يا بنت رسول الله دبرت کفاک و هذه فضة، فقالت أو صاني رسول الله صلي الله عليه و اله أن تکون الخدمة لها يوما، فکان أمس يوم خدمتها قال سلمان: قلت: إني مولي عتاقه ما أنا أطحن الشعير أو أسکت الحسين لک؟ فقالت: أنا بتسکينه أرفق و أنت تطحن الشعير، فطحنت شيئا من الشعير فإذا أنا بالاقامة، فمضيت و صليت مع رسول الله صلي الله عليه و اله فلما فرغت قلت لعلي ما رأيت فبکي و خرج ثم عاد فتبسم فسأله عن ذلک رسول الله صلي الله عليه و اله قال: دخلت علي فاطمة و هي مستلقية لقفاها و الحسين نائم علي صدرها، و قد أمها رحي تدور من يد، فتبسم رسول الله صلي الله عليه و اله و قال: يا علي أما علمت أن لله ملائکة سيارة في الارض يخدمون محمدا و آل محمد إلي


أن تقوم الساعة.

34 - يج/: روي أن أبا ذر قال: بعثني رسول الله صلي الله عليه و اله أدعو عليا فأتيت بيته فناديته فلم يجبني أحد و الرحي تطحن و ليس معها أحد، فناديته فخرج و أصغي إليه رسول الله، فقال له شيئا لم أفهمه، فقلت: عجبا من رحي في بيت علي تدور و ليس معها أحد، قال: إن إبنتي فاطمة ملا الله قلبها و جوارحها إيمانا و يقينا و إن الله علم ضعفها فأعانها علي دهرها و کفاها أما علمت أن لله ملائکة موکلين بمعونة آل محمد صلي الله عليه و اله.

35 - يج/: روي أن عليا عليه السلام أصبح يوما فقال لفاطمة: عندک شيء تغذينيه قالت: لا، فخرج و استقرض دينارا ليبتاع ما يصلحهم فإذا المقداد في جهد و عياله جياع فأعطاه الدينار و دخل المسجد وصلي الظهر و العصر مع رسول الله صلي الله عليه و اله ثم أخذ النبي بيد علي و انطلقا إلي فاطمة و هي في مصلاها و خلفها جفنة تفور.

فلما سمعت کلام رسول الله صلي الله عليه و اله خرجت فسلمت عليه و کانت أعز الناس عليه، فرد السلام و مسح بيده علي رأسها ثم قال: عشينا غفر الله لک و قد فعل فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله صلي الله عليه و اله قال: يا فاطمة أني لک هذا الطعام الذي لم أنظر إلي مثل لونه قط و لم أشم مثل رائحته قط و لم آکل أطيب منه؟ و وضع کفه بين کتفي و قال: هذا بدل عن دينارک إن الله يرزق من يشآء بغير حساب.

أقول: قال الزمخشري في الکشاف عند ذکر قصة زکريا و مريم: و عن النبي صلي الله عليه و اله أنه جاع في زمن قحط فأهدت له فاطمة رغيفين و بضعة لحم آثرته بها فرجع بها إليها فقال: هلمي يا بنية و کشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خبرا و لحما فبهتت و علمت أنها نزلت من الله فقال لها: أني لک هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فقال عليه السلام: الحمد لله الذي جعلک شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل ثم جمع رسول الله صلي الله عليه و اله علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين و جميع أهل بيته حتي شبعوا و بقي الطعام کما هو و أوسعت فاطمة علي جيرانها.


36 - قب، يج/: روي أن عليا استقرض من يهودي شعيرا فاسترهنه شيئا فدفع إليه ملاءة فاطمة رهنا و کانت من الصوف فأدخلها اليهودي إلي دار و وضعها في بيت فلما کانت الليلة دخلت زوجته البيت الذي فيه الملاءة بشغل فرأت نورا ساطعا في البيت أضاء به کله فانصرفت إلي زوجها فأخبرته بأنها رأت في ذلک البيت ضوءا عظيما فتعجب اليهودي زوجها و قد نسي أن في بيته ملاءة فاطمة، فنهض مسرعا و دخل البيت فإذا ضياء الملاءة ينشر شعاعها کأنه يشتعل من بدر منير يلمع من قريب، فتعجب من ذلک فأنعم النظر في موضع الملاءة فعلم أن ذلک النور من ملاءة فاطمة، فخرج اليهودي يعدو إلي أقربائه و زوجته تعدو إلي أقربائها فاجتمع ثمانون من اليهود فرأوا ذلک فأسلموا کلهم.

بيان: الملاءة بالضم و المد الازار و الريطة [9] .

37 - يج/: روي أن اليهود کان لهم عرس فجاؤوا إلي رسول الله صلي الله عليه و اله و قالوا: لنا حق الجوار فنسألک أن تبعث فاطمة بنتک إلي دارنا حتي يزداد عرسنا بها و ألحوا عليه، فقال: إنها زوجة علي بن أبي طالب و هي بحکمه و سألوه أن يشفع إلي علي في ذلک، و قد جمع اليهود الطم و الرم [10] من الحلي و الحلل، و ظن اليهود أن فاطمة تدخل في بذلتها و أرادوا استهانة بها، فجاء جبرئيل بثياب من الجنة و حلي و حلل لم يروا مثلها فلبستها فاطمة و تحلت بها فتعجب الناس من زينتها و ألوانها و طيبها، فلما دخلت فاطمة دار اليهود سجد لها نساؤهم يقبلن الارض بين يديها و أسلم بسبب ما رأوا خلق کثير من اليهود.

إيضاح: قال الجوهري: الرم بالکسر الثري يقال: جاء بالطم و الرم إذا جاء بالمال الکثير و قال: الطم البحر و قال الفيروز آبادي: جاء بالطم و الرم:


بالبحري و البري أو الرطب و اليابس أو التراب و الماء أو بالمال الکثير، و الرم بالکسر ما يحمله الماء أو ما علي وجه الارض من فتات الحشيش، و قال: الطم بالکسر الماء أو ما علي وجهه أو ما ساقه من غثاء و البحر و العدد الکثير.

38 - شيء: عن سيف، عن نجم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن فاطمة عليها السلام ضمنت لعلي عليه السلام عمل البيت و العجين و الخبز وقم البيت و ضمن لها علي عليه السلام ما کان خلف الباب: نقل الحطب و أن يجئ بالطعام، فقال لها يوما: يا فاطمة هل عندک شيء؟ قالت: و الذي عظم حقک ما کان عندنا منذ ثلاثة أيام [11] شيء نقريک به قال: أفلا أخبرتني؟ قالت: کان رسول الله صلي الله عليه و اله نهاني أن أسألک شيئا فقال: لا تسألين ابن عمک شيئا إن جاءک بشيء [عفو] و إلا فلا تسأليه.

قال: فخرج عليه السلام فلقي رجلا فاستقرض منه دينارا ثم أقبل به و قد أمسي، فلقي مقداد بن الاسود فقال للمقداد: ما أخرجک في هذه الساعة؟ قال: الجوع و الذي عظم حقک يا أمير المؤمنين، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: و رسول الله صلي الله عليه و اله حي؟ قال: و رسول الله صلي الله عليه و اله حي، قال: فهو أخرجني و قد استقرضت دينارا و ساؤثرک به فدفعه إليه فأقبل فوجد رسول الله صلي الله عليه و اله جالسا و فاطمة تصلي و بينهما شيء مغطي فلما فرغت اجترت ذلک الشيء فإذا جفنة من خبز و لحم قال: يا فاطمة أني لک هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فقال له رسول الله صلي الله عليه و اله: ألا أحدثک بمثلک و مثلها؟ قال: بلي، قال: مثلک مثل زکريا إذ دخل علي مريم المحراب فوجد عندها رزقا قال: يا مريم أني لک هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب فأکلوا منها شهرا و هي الجفنة التي يأکل منها القائم عليه السلام و هي عندنا.

39 - قب: الخر کوشي في کتابيه: اللوامع، و شرف المصطفي بإسناده عن سلمان، و أبو بکر الشيرازي في کتابه عن أبي صالح، و أبو إسحاق الثعلبي، و علي بن


أحمد الطائي، و أبو محمد الحسن بن علويه القطان في تفاسيرهم، عن سعيد بن جبير و سفيان الثوري، و أبو نعيم الاصفهاني فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه السلام عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، و عن أبي مالک، عن ابن عباس و القاضي النطنزي عن سفيان بن عيينة، عن جعفر الصادق عليه السلام و اللفظ له، في قوله " مرج البحرين يلتقيان " [12] قال: علي و فاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما علي صاحبه، و في رواية " بينهما برزخ ": رسول الله " يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان " الحسن و الحسين عليهما السلام.

عمار بن ياسر في قوله تعالي: " فاستجاب لهم ربهم أني لا اضيع عمل عامل منکم من ذکر أو أنثي " [13] قال: فالذکر علي و الانثي فاطمة عليهما السلام وقت الهجرة إلي رسول الله صلي الله عليه و اله في الليلة [14] .

الباقر عليه السلام في قوله تعالي " و ما خلق الذکر و الانثي " [15] فالذکر أمير المؤمنين و الانثي فاطمة عليهما السلام " إن سعيکم لشتي " لمختلف " فأما من أعطي و اتقي و صدق بالحسني " بقوته و صام حتي و فابنذره و تصدق بخاتمه و هو راکع، و آثر المقداد بالدينار علي نفسه قال: " و صدق بالحسني " و هي الجنة و الثواب من الله فسنيسره لک فجعله إماما في الخير و قدوة و أبا للائمة يسره الله لليسري.

الباقر عليه السلام في قوله تعالي " و لقد عهدنا إلي آدم من قبل " [16] کلمات في محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الائمة من ذريتهم عليه السلام کذا نزلت علي محمد صلي الله عليه و اله.

القاضي أبو محمد الکرخي في کتابه عن الصادق عليه السلام قالت فاطمة عليها السلام: لما


نزلت: " لا تجعلوا دعاء الرسول بينکم کدعاء بعضکم بعضا " [17] [ر] هبت رسول الله صلي الله عليه و اله أن أقول له: يا أبة فکنت أقول يا رسول الله فأعرض عني مرة أو اثنتين أو ثلاثا ثم أقبل علي فقال: يا فاطمة إنها لم تنزل فيک، و لا في أهلک و لا في نسلک، أنت مني و أنا منک إنما نزلت في أهل الجفاء و الغلظة من قريش أصحاب البذخ و الکبر قولي: يا أبة، فانها أحيي للقلب، و أرضي للرب.

و اعلم أن الله تعالي ذکر اثنتي عشرة إمرأة في القرآن علي وجه الکناية " أسکن أنت و زوجک الجنة " [18] حوا " ضرب الله مثلا للذين کفروا إمرأة نوح و إمرأة لوط " [19] " إذ قالت رب ابن لي عندک بيتا في الجنة " [20] إمرأة فرعون " و إمرأته قائمة " [21] لابراهيم " و أصلحنا له زوجه " [22] لزکريا " الآن حصحص الحق " [23] زليخا " و آتيناه أهله [24] لايوب " إني وجدت إمرأة تملکهم " [25] بلقيس " إني أريد أن أنکحک " [26] لموسي " و إذ أسر النبي إلي بعض أزواجه حديثا " [27] حفصة و عائشة " و وجدک عائلا " [28] خديجة " مرج البحرين " [29] فاطمة عليها السلام.

ثم ذکرهن بخصال: التوبة من حوا " قالا ربنا ظلمنا " [30] و الشوق من آسية " رب ابن لي عندک بيتا " [31] و الضيافة من سارة " و إمرأته قائمة " [32] و العقل من بلقيس " إن الملوک إذا دخلوا قرية " [33] و الحياء من إمرأة موسي


" فجاءته إحديهما تمشي " [34] و الاحسان من خديجة " و وجدک عائلا " [35] و النصيحة لعائشة و حفصة " يا نساء النبي لستن کأحد - إلي قوله - و أطعن الله و رسوله " [36] و العصمة من فاطمة عليها السلام " و نساءنا و نساءکم " [37] .

و إن الله تعالي أعطي عشرة أشياء لعشرة من النساء: التوبة لحوا زوجة آدم، و الجمال لسارة زوجة إبراهيم، و الحفاظ لرحمة زوجة أيوب، و الحرمة لآسية زوجة فرعون و الحکمة لزليخا زوجة يوسف، و العقل لبلقيس زوجة سليمان، و الصبر لبرخانه ام موسي، و الصفوة لمريم ام عيسي، و الرضي لخديجة زوجة المصطفي، و العلم لفاطمة زوجة المرتضي.

و الاجابة لعشرة " و لقد نادانا نوح فلنعم المجيبون " [38] " فاستجاب له ربه فصرف عنه کيدهن " [39] يوسف " قال: قد أجيبت دعوتکما " [40] موسي و هارون " فاستجبنا له " يونس [41] " فاستجبنا له فکشفنا ما به من ضر ".

[42] أيوب " فاستجبنا له و وهبنا له يحيي " [43] زکريا " ادعوني أستجب لکم " [44] للمخلصين " أمن يجيب المضطر " [45] للمضطرين " و إذا سألک عبادي " [46] للداعين " فاستجاب لهم ربهم " [47] فاطمة و زوجها.

و کان رسول الله صلي الله عليه و اله يهتم لعشرة أشياء فآمنه الله منها و بشرة بها: لفراقه وطنه، فأنزل الله " إن الذي فرض عليک القرآن لرادک إلي معاد " [48] و لتبديل القرآن بعده کما فعل بسائر الکتب فنزل " إنا نحن نزلنا الذکر و إنا له لحافظون " [49] .


و لامته من العذاب فنزل: " و ما کان الله ليعذبهم و أنت فيهم " [50] و لظهور الدين فنزل: " ليظهره علي الدين کله " [51] و للمؤمنين بعده فنزل: " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة " [52] و لخصمائهم فنزل: " يوم لا يخزي الله النبي و الذين آمنوا " [53] و الشفاعة فنزل: " و لسوف يعطيک ربک فترضي " [54] و للفتنة بعده علي وصيه فنزل: " فإما نذهبن بک فانا منهم منتقمون " [55] يعني بعلي، و لثبات الخلافة في أولاده فنزل: " ليستخلفنهم في الارض " [56] و لابنته حال الهجرة فنزل: " الذين يذکرون الله قياما و قعودا " [57] الايات.

و رأس التوابين أربعة: آدم " قالا ربنا ظلمنا أنفسنا " [58] و يونس قال: " سبحانک إني کنت من الظالمين " [59] و داود " و خر راکعا و أناب " [60] و فاطمة " الذين يذکرون الله قياما و قعودا " [61] .

و خوف أربعة من الصالحات: آسية عذبت بأنواع العذاب فکانت تقول: " رب ابن لي عندک بيتا في الجنة " [62] و مريم خافت من الناس و هربت " فناديها من تحتها ألا تحزني " [63] و خديجة عذلها النساء في النبي صلي الله عليه و اله فهجرنها فقالت فاطمة: [64] أما کان أبي رسول الله صلي الله عليه و اله ألا يحفظ في ولده، أسرع ما أخذتم، و أعجل ما نکصتم.

و رأس البکائين ثمانية: آدم، و نوح، و يعقوب، و يوسف، و شعيب، و داود و فاطمة، وزين العابدين عليهم السلام، قال الصادق: أما فاطمة فبکت علي رسول الله صلي الله عليه و اله حتي تأذي بها أهل المدينة فقالوا لها: قد آذيتينا بکثرة بکائک، إما أن تبکي


بالليل و إما أن تبکي بالنهار، فکانت تخرج إلي مقابر الشهداء فتبکي.

و خير نساء العالمين أربعة: کتاب أبي بکر الشيرازي و روي أبو الهذيل عن مقاتل، عن محمد بن الحنفية، عن أبيه أن رسول الله صلي الله عليه و اله قرأ " إن الله اصطفاک و طهرک " الاية فقال لي: يا علي خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمد، و آسية بنت مزاحم.

أبو نعيم في الحلية و ابن البيع في المسند و الخطيب في التاريخ و ابن بطة في الابانة و أحمد السمعاني في الفضائل بأسانيدهم عن معمر، عن قتادة، عن أنس و روي الثعلبي في تفسيره و السلامي في تأريخ خراسان و أبو صالح المؤذن في الاربعين بأسانيدهم عن أبي هريرة، و روي الشعبي عن جابر بن عبد الله و سعيد بن المسيب، و روي کريب عن ابن عباس و روي مقاتل عن سليمان، عن الضحاک عن ابن عباس و قد رواه أبو مسعود و عبد الرزاق و أحمد و إسحاق کلهم عن النبي صلي الله عليه و اله و اللفظ للحلية أنه قال صلي الله عليه و اله: حسبک من نساء العالمين مريم بنت عمران، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمد، و آسية إمرأة فرعون، و في رواية مقاتل و الضحاک و عکرمة عن ابن عباس: و أفضلهن فاطمة.

الفضائل عن عبد الملک العکبري و مسند أحمد بإسنادهما، عن کريب، عن ابن عباس أنه قال صلي الله عليه و اله: سيدة نساء أهل الجنة مريم الخبر سواء.

تأريخ بغداد باسناد الخطيب، عن حميد الطويل، عن أنس قال النبي صلي الله عليه و اله: خير نساء العالمين الخبر سواء.

ثم إن النبي صلي الله عليه و اله فضلها علي سائر نساء العالمين في الدنيا و الآخرة روت عائشة و غيرها عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: يا فاطمة ابشري فان الله تعالي اصطفاک علي نساء العالمين و علي نساء الاسلام و هو خير دين.

حذيفة إن النبي صلي الله عليه و اله قال: أتاني ملک فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة أو نساء أمتي.

البخاري و مسلم في صحيحيهما و أبو السعادات في فضائل العشرة و أبو بکر بن


شيبة في أمالية و الديلمي في فردوسه أنه صلي الله عليه و اله قال: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.

حلية أبي نعيم: روي جابر بن سمرة عن النبي صلي الله عليه و اله في خبر أما إنها سيدة نساء يوم القيامة.

تأريخ البلاذري إن النبي صلي الله عليه و اله قال لفاطمة: أنت أسرع أهلي لحاقا بي فوجمت، فقال لها: أما ترضين أن تکوني سيدة نساء أهل الجنة فتبسمت.

بيان: وجم کوعد أي سکت علي غيظ.

40 - قب: الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: أسر النبي صلي الله عليه و اله إلي فاطمة شيئا فضحکت، فسألتها فقالت: قال لي: ألا ترضين أن تکوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء أمتي.

حلية الاولياء و کتاب الشيرازي روي عمران بن حصين و جابر بن سمرة أن النبي صلي الله عليه و اله دخل علي فاطمة فقال: کيف تجدينک يا بنية؟ قال: إني لوجعة و إنه ليزيدني أنه مالي طعام آکلة قال: يا بنية أما ترضين أنک سيدة نساء العالمين؟ قالت: يا أبة فأين مريم بنت عمران؟ قال: تلک سيدة نساء عالمها وإنک سيدة نساء عالمک أم و الله زوجتک سيدا في الدنيا و الآخرة.

و قيل للصادق عليه السلام: قول الرسول صلي الله عليه و اله: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة أي سيدة نساء عالمها؟ قال: ذاک مريم و فاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الاولين و الآخرين.

و في الحديث: إن آسية بنت مزاحم و مريم بنت عمران و خديجة يمشين أمام فاطمة کالحجاب لها إلي الجنة.

و سأل بزل الهروي الحسين بن روح - ره - فقال: کم بنات رسول الله صلي الله عليه و اله فقال: أربع، فقال: أيتهن أفضل؟ فقال: فاطمة، قال: و لم صارت أفضل و کانت أصغر هن سنا و أقلهن صحبة لرسول الله صلي الله عليه و اله؟ قال: لخصلتين خصها الله بهما: إنها ورثت رسول الله صلي الله عليه و اله، و نسل رسول الله صلي الله عليه و اله منها، و لم يخصها بذلک إلا بفضل إخلاص عرفه من نيتها.


و قال المرتضي رحمه الله: التفضيل هو کثرة الثواب بأن يقع إخلاص و يقين و نية صافية، و لا يمتنع من أن تکون عليها السلام قد فضلت علي أخواتها بذلک، و يعتمد علي أنها عليها السلام أفضل نساء العالمين بإجماع الامامية، و علي أنه قد ظهر من تعظيم الرسول صلي الله عليه و اله لشأن فاطمة عليها السلام و تخصيصها من بين سائرهن ما ربما لا يحتاج إلي الاستدلال عليه.

جامع الترمذي و إبانة العکبري و أخبار فاطمة عن أبي علي الصولي و تاريخ خراسان عن السلامي مسندا أن جميعا التيمي قال: دخلت مع عمتي علي عائشة فقالت لها عمتي: ما حملک علي الخروج علي علي؟ فقالت عائشة: دعينا فو الله ما کان أحد من الرجال أحب إلي رسول الله من علي و لا من النساء أحب إليه من فاطمة.

فضائل العشرة عن أبي السعادات، و فضائل الصحابة عن السمعاني و في روايات عن الشريک و الاعمش و کثير النوا و ابن الحجام کلهم، عن جميع بن عمير، عن عائشة و عن اسامة، عن النبي صلي الله عليه و اله و روي عن عبد الله بن عطا، عن عبد الله ابن بريدة، عن أبيه قال: سألت رسول الله صلي الله عليه و اله أي النساء أحب إليک؟ قال: فاطمة، قلت: من الرجال؟ قال: زوجها.

جامع الترمذي قال بريدة: کان أحب النساء إلي رسول الله صلي الله عليه و اله فاطمة و من الرجال علي.

قوت القلوب عن أبي طالب المکي و الاربعين عن أبي صالح المؤذن و فضائل الصحابة عن أحمد بالاسناد عن سفيان، و عن الاعمش، عن أبي الجحاف، عن جميع عن عائشة أنه قال علي للنبي صلي الله عليه و اله لما جلس بينه و بين فاطمة و هما مضطجعان: أينا أحب إليک أنا أوهي؟ فقال صلي الله عليه و اله: هي أحب إلي و أنت أعز علي منها.

و في خبر عن جابر بن عبد الله أنه افتخر علي و فاطمة بفضائلهما فأخبر جبرئيل النبي صلي الله عليه و آله أنهما قد أطالا الخصومة في محبتک فاحکم بينهما فدخل وقص عليهما مقالتهما، ثم أقبل علي فاطمة و قال: لک حلاوة الولد و له


عز الرجال و هو أحب إلي منک، فقالت فاطمة: و الذي اصطفاک و اجتباک و هداک و هدي بک الامة لا زلت مقرد له ما عشت.

عامر الشعبي و الحسن البصري و سفيان الثوري و مجاهد و ابن جبير و جابر الانصاري و محمد الباقر و جعفر الصادق عليهما السلام عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: إنما فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني أخرجه البخاري عن المسور بن مخرمة.

و في رواية جابر: فمن آذاها فقد آذاني فقد آذي الله.

و في مسلم و الحلية إنما فاطمة إبنتي بضعة مني يريبني ما أرابها و يؤذيني ما آذاها.

بيان: قال الجزري: و في الحديث " فاطمة بضعة مني " البضعة بالفتح القطعة من اللحم و قد تکسر أي إنها جزء مني کما أن القطعة من اللحم جزء من اللحم.

و قال: و في حديث فاطمة: يريبني مايريبها أي يسوؤني مايسوؤها و يزعجني ما يزعجها، يقال: رابني هذا الامر و أرابني إذا رأيت منه ما تکره.

41 - قب: سعد بن أبي وقاص سمعت النبي صلي الله عليه و اله يقول: فاطمة بضعة مني من سرها فقد سرني و من ساءها فقد ساءني، فاطمة أعز البرية علي.

مستدرک الحاکم، عن أبي سهل بن زياد، عن إسماعيل، و حلية أبي نعيم عن الزهري، و ابن ابي مليکة، و المسور بن مخرمة أن النبي صلي الله عليه و اله قال: إنما فاطمة شجنة مني يقبضني ما يقبضها و يبسطني مايبسطها.

و جاء سهل بن عبد الله إلي عمربن عبد العزيز فقال: إن قومک يقولون: إنک تؤثر عليهم ولد فاطمة، فقال عمر، سمعت الثقة من الصحابة أن النبي صلي الله عليه و اله قال: فاطمة بضعة مني يرضيني ما أرضاها و يسخطني ما أسخطها، فو الله إني لحقيق أن أطلب رضي رسول الله، و رضاه و رضاها في رضي ولدها.

و قد علموا أن النبي يسره مسرتها جدا و يشني اغتمامها [65] قوله صلي الله عليه و اله هذا يدل علي عصمتها لانها لو کانت ممن تقارف الذنوب لم يکن مؤذيها مؤذيا له صلي الله عليه و اله علي کل حال، بل کان من فعل المستحق - [66] من ذمها و إقامة


الحد إن کان الفعل يقتضيه - سار اله صلي الله عليه و اله و مطيعا.

أبو ثعلبة الخشني قال: کان رسول الله صلي الله عليه و اله إذا قدم من سفره يدخل علي فاطمة، فدخل عليها فقامت إليه و اعتنقته و قبلت بين عينيه.

الاربعين عن ابن المؤذن بإسناده، عن النضر بن شميل.

عن ميسرة، عن المنهال، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة بنت أبي بکر، و في فضائل السمعاني بإسناده عن عکرمة قالا: کان النبي صلي الله عليه و اله إذا قدم من مغازيه قبل فاطمة.

و رووا عن عائشة أن فاطمة کانت إذا دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و اله قام لها من مجلسه و قبل رأسها و أجلسها مجلسه، و إذا جاء إليها لقيته و قبل کل واحد منهما صاحبه و جلسا معا.

أبو السعادات في فضائل العشرة و ابن المؤذن في الاربعين بالاسناده عن عکرمة عن ابن عباس، و عن أبي ثعلبة الخشني، و عن نافع، عن ابن عمر قالوا: کان النبي صلي الله عليه و اله إذا أراد سفرا کان آخر الناس عهدا بفاطمة، و إذا قدم کان أول الناس عهدا بفاطمة، و لو لم يکن لها عند الله تعالي فضال عظيم لم يکن رسول الله صلي الله عليه و اله يفعل معها ذلک، إذ کانت ولده و قد أمر الله بتعظيم الولد للوالد، و لا يجوز أن يفعل معها ذلک و هو بضد ما أمر به أمته عن الله تعالي.

أبو سعيد الخدري قال: کانت فاطمة من أعز الناس علي رسول الله صلي الله عليه و اله فدخل عليها يوما و هي تصلي فسمعت کلام رسول الله صلي الله عليه و اله في رحلها، فقطعت صلاتها و خرجت من المصلي فسلمت عليه، فمسح يده علي رأسها و قال: يا بنية کيف أميست رحمک الله عشينا غفر الله لک و قد فعل.

أخبار فاطمة عن أبي علي الصولي قال عبد الله بن الحسن: دخل رسول الله صلي الله عليه و اله علي فاطمة فقد مت إليه کسرة يابسة من خبز شعير فأفطر عليها ثم قال: يا بنية هذا أول خبز أکل أبوک منذ ثلاثة أيام، فجعلت فاطمة تکبي و رسول الله يمسح وجهها بيده.

أبو صالح المؤذن في الاربعين بالاسناد عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن


إبراهيم، عن مسروق، عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و يقول: إن الله تعالي ما أمرني أن ازوج فاطمة من علي ففعلت، فقال لي جبرئيل: إن الله تعالي بني جنة من لؤلؤة بين کل قصبة إلي قصبة لؤلؤة من ياقوت مشذرة بالذهب و جعل سقوفها زبر جدا أخضر، و جعل فيها طاقات من لؤلؤ مکللة بالياقوت.

ثم جعل غرفها لبنة من ذهب، و لبنة من فضة، و لبنة من در، و لبنة من ياقوت، و لبنة من زبرجد، ثم جعل فيها عيونا تنبع من نواحيها و حفت بالانهار و جعل علي الانهار قبا يا من در قد شعبث بسلاسل الذهب و حفت بأنواع الشجر و بني في کل غصن قبة و جعل في کل قبة أريکة من درة بيضاء غشاؤها السندس و الاستبرق، و فرش أرضها بالزعفران، و فتق بالمسک و العنبر، و جعل في کل قبة حوراء، و القبة لها مائة باب علي کل باب جاريتان و شجرتان في کل قبة مفرش و کتاب مکتوب حول القباب آية الکرسي، فقلت: يا جبرئيل لمن بني الله هذه الجنة؟ قال، بنا ها لعلي بن أبي طالب و فاطمة ابنتک سوي جنانهما تحفة أتحفهما الله، و لتقر بذلک عينک يا رسول الله.

بيان: قوله: " لؤلؤة من ياقوت " لعل المعني أنها في صفاء اللؤلؤ و لون الياقوت، و لا يبعد أن تکون " من " زائدة من النساخ أو يکون الظرف متعلقا بقوله مشذرة أي اللؤلؤة مرصعة من الياقوت بالذهب قال الفيروز آبادي: الشذر قطع من الذهب تلقط من معدنه بلا إذابة، أو خرز يفصل بها النظم أو هو اللؤلؤ الصغار.

قوله: قد شعبت، الشعب الجمع و التفريق، و لعل الاظهر هنا الاول و قال الفيروز آبادي: الاريکة کسفينة سرير في حجلة، أو کل ما يتکا عليه من سرير و منصة و فراش، أو سرير منجد مزين في قبة أو بيت، فإذا لم يکن فيه سرير فهو حجلة، و السندس: الرقيق من الحرير، و الاستبرق الغليظ منه.

قوله: " و فتق " أي جعل بين الزعفران المسک وا لعنبر أو بين فرشها المبسوطة من الفتق بمعني الشق، و المفرش کمنبر شيء کالشاذ کونة.


42 - قب: ابن عبد ربه الاندلسي في العقد عن عبد الله بن الزبير في خبر عن معاوية بن أبي سفيان قال: دخل الحسن بن علي علي جده صلي الله عليه و اله و هو يتعثر بذيله فأسر إلي النبي صلي الله عليه و اله سرا فرأيته و قد تغير لونه، ثم قام النبي صلي الله عليه و اله حتي أتي منزل فاطمة فأخذ بيدها فهزها إليه هزا قويا ثم قال: يا فاطمة إياک و غضب علي فان الله يغضب لغضبه و يرضي لرضاه، ثم جاء علي فأخذ النبي صلي الله عليه و اله بيده ثم هزها إليه هزا خفيفا ثم قال: يا أبا الحسن إياک و غضب فاطمة فان الملائکة تغضب لغضبها و ترضي لرضاها، فقلت: يا رسول الله مضيت مذعورا و قد رجعت مسرورا، فقال: يا معاوية کيف لا أسر و قد أصلحت بين اثنين هما أکرم الخلق علي الله.

و في رواية عبد الله بن الحارث و حبيب بن ثابت و علي بن إبراهيم: أحب اثنين في الارض إلي.

قال ابن بابويه: هذا معتمد لانهما منزهان أن يحتاجا أن يصلح بينهما رسول الله صلي الله عليه و اله.

الباقر و الصادق عليهما السلام أنه کان النبي صلي الله عليه و اله لا ينام حتي يقبل عرض وجه فاطمة، يضع وجهه بين ثدبي فاطمة و يدعو لها، و في رواية حتي يقبل عرض وجنة فاطمة أو بين ثدييها.

أبو بکر محمد بن عبد الله الشافعي و ابن شهاب الزهري و ابن المسيب کلهم عن سعد بن أبي وقاص، و أبو معاذ النحوي المروزي و أبو قتادة الحراني، عن سفيان الثوري، عن هاشم بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، و الخرکوشي في شرف النبي، و الاشنهي في الاعتقاد، و السمعاني في الرسالة، و أبو صالح المؤذن في الاربعين، و أبو السعادات في الفضائل، و من أصحابنا أبو عبيدة الحذاء و غيره، عن الصادق عليه السلام أنه کان رسول الله صلي الله عليه و اله يکثر تقبيل فاطمة فأنکرت عليه بعض نسائه فقال صلي الله عليه و اله: إنه لما عرج بي إلي السماء أخذ بيدي جبرئيل فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأکلتها - في رواية: فناولني منها تفاحة فأکلتها -


فتحول ذلک نطفة في صلبي، فلما هبطت إلي الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء إنسية فکلما اشتقت إلي رائحة الجنة شممت رائحة إبنتي.

و دخل النبي صلي الله عليه و اله علي فاطمة فرآها منزعجة فقال لها: ما بک؟ فقالت: الحميرا افتخرت علي أمي أنها لم تعرف رجلا قبلک و أن أمي عرفتها مسنة فقال صلي الله عليه و اله: إن بطن امک کان للامامة وعاء.

ابن عبد ربه في العقد أن المهدي رأي في منامه شريکا القاضي مصروفا وجهه عنه، فلما انتبه قص رؤياه علي الربيع فقال: إن شريکا مخالف لک و إنه فاطمي محضا، قال المهدي: علي بشريک، فاتي به، فلما دخل عليه قال: بلغني أنک فاطمي، قال: اعيذک بالله أن تکون فاطمي إلا أن تعني فاطمة بنت کسري، قال: لا و لکن أعني فاطمة بنت محمد، قال: فتلعنها؟ قال: لا، معاذ الله، قال: فما تقول في من يلعنها؟ قال: عليه لعنة الله، قال: فالعن هذا يعني الربيع؟ قال: لا و الله ما ألعنها يا أمير المؤمنين، قال له شريک: يا ماجن فما ذکرک لسيدة نساء العالمين و ابنة سيد المرسلين في مجالس الرجال، قال المهدي: فما وجه المنام؟ قال: إن رؤياک ليست برؤيا يوسف عليه السلام و إن الدماء لا تستحل بالاحلام.

و اتي برجل شتم فاطمة إلي الفضل بن الربيع فقال لا بن غانم: أنظر في أمره ما تقول، قال: يجب عليه الحد، قال له الفضل: هي ذا امک إن حددته، فأمر بأن يضرب ألف سوط و يصلب في الطريق.

43 - قب: روي أن فاطمة تمنت وکيلا عند غزاة علي عليه السلام فنزل: " رب المشرق و المغرب لا إله إلا هو فاتخذه وکيلا " [67] .

صحيح الدار قطني أن رسول الله صلي الله عليه و اله أمر بقطع لص فقال اللص: يا رسول الله قد مته في الاسلام و تأمره بالقطع؟ فقال: لو کانت إبنتي فاطمة، فسمعت فاطمة فحزنت فنزل جبرئيل بقوله: " لئن أشرکت ليحبطن عملک " [68] فحزن


رسول الله صلي الله عليه و اله فنزل " لو کان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " [69] فتعجب النبي من ذلک فنزل جبرئيل و قال: کانت فاطمة حزنت من قولک فهذه الايات لموافقتها لترضي.

بيان: لعل المعني أن هذه الايات نزلت لتعلم فاطمة عليها السلام أن مثل هذا الکلام المشروط لا ينافي جلالة المخاطب و المسند إليه و براءته لوقوع ذلک بالنسبة إلي الرسول صلي الله عليه و اله من الله عز و جل، أو لبيان أن قطع يد فاطمة بمنزلة الشرک أو أن هذا النوع من الخطاب المراد به الامة إنما صدر لصدور هذا النوع من الکلام بالنسبة إلي فاطمة فکان خلافا للاولي، و الاول أصوب و أوفق بالاصول.

44 - قب: سئل الصادق عليه السلام عن معني حي علي خير العمل، فقال: خير العمل بر فاطمة و ولدها، و في خبر آخر الولاية.

أبو صالح في الاربعين، عن أبي حامد الاسفرائيني باسناده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: أول شخص تدخل الجنة فاطمة.

عن النبي صلي الله عليه و اله قال: لما خلق الله الجنة خلقها من نور وجهه ثم أخذ ذلک النور فقذفه فأصابني ثلث النور، و أصاب فاطمة ثلث النور، و أصاب عليا و أهل بيته ثلث النور، فمن أصابه من ذلک النور اهتدي إلي ولاية آل محمد، و من لم يصبه من ذلک النور ضل عن ولاية آل محمد.

الحسين بن زيد بن علي، عن الصادق عليه السلام، و جابر الجعفي، عن الباقر عليه السلام قال النبي صلي الله عليه و اله: إن الله ليغضب لغضب فاطمة و يرضي لرضاها.

ابن شريح بإسناده عن الصادق عليه السلام، و أبو سعيد الواعظ في شرف النبي صلي الله عليه و اله عن أمير المؤمنين، و أبو صالح المؤذن في الفضائل، عن ابن عباس، و أبو عبد الله العکبري في الابانة و محمود الاسفرائيني في الديانة رووا جميعا أن النبي صلي الله عليه و اله قال: يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبک و يرضي لرضاک.

أبو بکر مردويه في کتابه بالاسناد عن سنان الاوسي قال النبي صلي الله عليه و اله: حدثني جبرئيل أن الله تعالي لما زوج فاطمة عليا عليه السلام أمر رضوان فأمر شجرة


طوبي فحملت رقاعا لمحبي آل بيت محمد صلي الله عليه و اله ثم أمطرها ملائکة من نور بعد دتيک الرقاع فأخذ تلک الملائکة الرقاع، فإذا کان يوم القيامة و استوت بأهلها أهبط الله الملائکة بتلک الرقاع فإذا لقي ملک من تلک الملائکة رجلا من محبي آل بيت محمد دفع إليه رقعة براءة من النار.

و جاء في کثير من الکتب منها کشف الثعلبي و فضائل أبي السعادات في معني قوله: " لا يرون فيها شمسا و لا زمهريرا " [70] أنه قال ابن عباس: بينا أهل الجنة في الجنة بعد ما سکنوا رأوا نورا أضاء الجنان فيقول أهل الجنة: يا رب إنک قد قلت في کتابک المنزل علي نبيک المرسل " لا يرون فيها شمسا " فينادي مناد: ليس هذا نور الشمس و لا نور القمر، و إن عليا و فاطمة تعجبا من شيء فضحکا فأشرقت الجنان من نورهما.

أبو علي الصولي في أخبار فاطمة و أبو السعادات في فضائل العشرة بالاسناد عن أبي ذر الغفاري قال: بعثني النبي صلي الله عليه و اله أدعو عليا فأتيت بيته و ناديته فلم يجبني فأخبرت النبي صلي الله عليه و اله فقال: عد إليه فانه في البيت و دخلت عليه فرأيت الرحي تطحن و لا أحد عندها، فقلت لعلي: إن النبي صلي الله عليه و اله يدعوک، فخرج متوحشا حتي أتي النبي صلي الله عليه و اله فأخبرت النبي صلي الله عليه و اله بما رأيت فقال: يا أبا ذر لا تعجب فان لله ملائکة سياحون في الارض موکلون بمعونة آل محمد.

الحسن البصري و ابن إسحاق، عن عمار و ميمونة أن کليهما قالا: وجدت فاطمة نائمة و الرحي تدور فأخبرت رسول الله بذلک فقال: إن الله علم ضعف أمته فأوحي إلي الرحي أن تدور فدارت.

و قد رواه أبو القاسم البستي في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام و أبو صالح المؤذن في الاربعين عن الشعبي باسناده عن ميمونة و ابن فياض في شرح الاخبار.

و روي أنها عليها السلام ربما اشتغلت بصلاتها و عبادتها فربما بکي ولدها فرأي المهد يتحرک و کان ملک يحرکه.


محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام قال: بعث رسول الله صلي الله عليه و اله سلمان إلي فاطمة قال: فوقفت بالباب وقفة حتي سلمت، فسمعت فاطمة تقرء القرآن من جوا و الرحي تدور من برأ، و ما عندها أنيس، و قال في آخر الخبر: فتبسم رسول الله صلي الله عليه و اله و قال: يا سلمان إن إبنتي فاطمة ملا الله قلبها و جوارحها إيمانا إلي مشاشها تفرغت لطاعة الله فبعث الله ملکا اسمه زوقا بيل و في خبر آخر جبرئيل فأدار لها الرحي و کفاها الله مؤنة الدنيا مع مؤنة الآخرة.

بيان: المراد بالجوا داخل البيت و بالبر ا خارجه و لم أظفر بهما في اللغة نعم قال في النهاية: في حديث سلمان: من أصلح جوانيه أصلح الله برانية، أراد بالبر اني العلانية، و الالف و النون من زيادات النسب، و أصله من قولهم خرج فلان برأ أي خرج إلي البر و الصحراء، و قال الفيروز آبادي: الجو داخل البيت کالجوانية، و قال في النهاية في صفته صلي الله عليه و اله: جليل المشاش، أي عظيم رؤوس العظام کالمرفقين و الکعبين و الرکبتين، و قال الجوهري: هي رؤوس العظام اللينة التي يمکن مضغها، و منه الحديث ملئ عمار إيمانا إلي مشاشه.

انتهي.

45 - قب: علي بن معمر قال: خرجت ام أيمن إلي مکة لما توفيت فاطمة عليها السلام و قالت: لا أري المدينة بعدها، فأصابها عطش شديد في الجحفة حتي خافت علي نفسها، قال: فکسرت عينيها نحو السماء ثم قالت: يا رب أتعطشني و أنا خادمة بنت نبيک؟ قال: فنزل إليها دلو من ماء الجنة فشربت و لم تجع و لم تطعم سبع سنين.

بيان: قال الفيروز آبادي: کسر من طرفه غض.

46 - قب: مالک بن دينار رأيت في مودع الحج إمرأة ضعيفة علي دابة نحيفة و الناس ينصحونها لتنکص، فلما توسطنا البادية کلت دابتها فعذلتها في إتيانها، فرفعت رأسها إلي السماء و قالت: لا في بيتي ترکتني و لا إلي بيتک حملتني، فو عزتک و جلالک لو فعل بي هذا غيرک لما شکوته إلا إليک، فإذا شخص أتاها من الفيفاء و في يده زمام ناقة فقال لها: ارکبي، فرکبت و سارت الناقة کالبرق الخاطف، فلما بلغت المطاف رأيتها تطوف، فحلفتها من أنت؟ فقالت: أنا شهرة بنت مسکة بنت فصة خادمة الزهراء عليها السلام.


و رهنت عليها السلام کسوة لها عند إمرأة زيد اليهودي في المدينة و استقرضت الشعير فلما دخل زيد داره قال: ما هذه الانوار في دارنا؟ قالت: لکسوة فاطمة فأسلم في الحال و أسلمت إمرأته و جيرانه حتي أسلم ثمانون نفسا.

و سألت عليها السلام رسول الله صلي الله عليه و اله خاتما فقال: ألا اعلمک ما هو خير من الخاتم؟ إذا صليت صلاة الليل فاطلبي من الله عز و جل خاتما فانک تنالين حاجتک، قال: فدعت ربها تعالي، فإذا بهاتف يهتف: يا فاطمة الذي طلبت مني تحت المصلي فرفعت المصلي فإذا الخاتم ياقوت لا قيمة له فجعلته في إصبعها و فرحت، فلما نامت من ليلتها رأت في منامها کأنها في الجنة فرأت ثلاثة قصور لم تر في الجنة مثلها قالت: لمن هذه القصور؟ قالوا: لفاطمة بنت محمد، قال: فکأنها دخلت قصرا من ذلک و دارت فيه فرأت سريرا قد مال علي ثلاث قوائم، فقالت عليها السلام: ما لهذا السرير قد مالت علي ثلاث؟ قالوا: لان صاحبته طلبت من الله خاتما فنزع أحد القوائم و صيغ لها خاتما و بقي السرير علي ثلاث قوائم، فلما أصبحت دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و اله وقصت القصة فقال النبي صلي الله عليه و اله: معاشر آل عبد المطلب ليس لکم الدنيا إنما لکم الآخرة، و ميعادکم الجنة، ما تصنعون بالدنيا فانها زائلة غرارة، فأمر ها النبي صلي الله عليه و اله أن ترد الخاتم تحت المصلي فردت ثم نامت علي المصلي، فرأت في المنام أنها دخلت الجنة، فدخلت ذلک القصر و رأت السرير علي أربع قوائم فسألت عن حاله فقالوا: ردت الخاتم و رجع السرير إلي هيئته.

أبو جعفر الطوسي في اختيار الرجال، عن أبي عبد الله عليه السلام، و عن سلمان الفارسي أنه لما استخرج أمير المؤمنين عليه السلام من منزله خرجت فاطمة حتي انتهت إلي القبر فقالت: خلوا عن ابن عمي فو الذي بعث محمدا بالحق لئن لم تخلوا عنه لانشرن شعري و لاضعن قميص رسول الله صلي الله عليه و اله علي رأسي و لاصرخن إلي الله فما ناقة صالح بأکرم علي الله من ولدي، قال سلمان: فرأيت و الله أساس حيطان المسجد تقلعت من أسفلها حتي لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها نفذ، فدنوت منها و قلت: يا سيدتي و مولاتي إن الله تبارک و تعالي بعث أباک رحمة فلا تکوني نقمة فرجعت الحيطان حتي سطعت الغبرة من أسفلها، فدخلت في خياشيمنا.


بريدة قال النبي صلي الله عليه و اله: إن ملک الموت خيرني فاستنظرته إلي نزول جبرئيل.

فتجلي ابنته فاطمة الغشي فقال لها: يا بنتي احفظني عليک فانک و بعلک و ابنيک معي في الجنة.

بشرت مريم بولدها " إن الله يبشرک بکلمة " [71] و بشرت فاطمة بالحسن و الحسين في الحديث إن النبي صلي الله عليه و اله بشرها عند ولادة کل منهما بأن يقول لها: ليهنئک أن ولدت إماما يسود أهل الجنة و أکمل الله تعالي ذلک في عقبها، قوله " و جعلها کلمة باقية في عقبه " [72] يعني عليا عليه السلام.

أبو عبد الله عليه السلام کانت مدة حملها تسع ساعات، و ولدت فاطمة الحسن و الحسين و بينهما ستة أشهر علي رواية وردت.

و مريم بنت عمران، و فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و اله و شرف الناس بآبائهم.

و نذرت ام مريم لله محررا، و محمد صلي الله عليه و اله أکثر الخلق تقربا إلي الله في سائر الاحوال و ذلک يوجب أن يکون قد أتي عند أن سأله الزهراء عليها السلام بأضعاف ما قالت ام مريم بموجب فضله علي الخلائق، و کان نذرها من قبل الام و هو يقتضي تنصف منزلته مما ينذره الاب.

قوله " و کفلها زکريا [73] و الزهراء کفلها رسول الله صلي الله عليه و اله و لا خلاف في فضل کفالة رسول الله صلي الله عليه و اله علي کل کفالة و کفالة اليتيم مندوب إليها و کفالة الولد واجبة.

ولدت مريم بعيسي عليه السلام في أيام الجاهلية، و ولدت فاطمة بالحسن و الحسين علي فطرة الاسلام.

و کان الله أعلم مريم بسلامتها و بسلامة ما حملته فلا يجوز أن يتطرق إليها خوف، و الزهراء حملت بهما و هي لا تعلم ما يکون من حالها في الحمل و الوضع من السلامة و العطب، فينبغي أن يکون في ذلک مثوبة زائدة، و لذلک فضل المسلمون علي الملائکة يوم بدر في القتال، لانهم کانوا بين الخوف و الرجاء في سلامتهم


و الملائکة ليسوا کذلک.

و قيل لها " لا تحزني " [74] و قال النبي صلي الله عليه و اله: يا فاطمة إن الله يرضي لرضاک، و قيل لها " فنفخنا فيه من روحنا " [75] و فاطمة عليها السلام خامسة أهل العباء و افتخار جبرئيل بکل واحد منهم قوله: من مثلي و أنا سادس خمسة.

و لها " تساقط عليک رطبا جنيا فکلي و اشربي " [76] يحتمل أن النخلة و النهر کانا موجودين قبل ذلک لانه لم يبق لهما أثر مثل ما بقي لزمزم و المقام و موضع التنور و انفلاق البحر ورد الشمس، و للزهراء عليها السلام حديث التمر الصيحاني و قدس الماء.

و روي أنه بکت ام أيمن و قالت: يا رسول الله فاطمة زوجتها و لم تنثر عليها شيئا، فقال: يا ام أيمن لم تکذبين فان الله تعالي لما زوج فاطمة عليا أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها و حللها و ياقوتها و درها و زمردها و إستبرقها فأخذوا منها ما لا يعلمون.

و تکلمت الملائکة مع مريم " إن الله اصطفاک و طهرک و اصطفاک علي نساء العالمين " [77] أراد نساء عالم أهل زمانها کقوله لبني إسرائيل " و إني فضلتکم علي العالمين " [78] و ليسوا بأفضل من المسلمين قوله " کنتم خير امة " [79] ثم إن الصفات في هذه الاية يشارکها غيرها قوله " إن الله اصطفي آدم - إلي قوله - ذرية بعضها من بعض " [80] و فاطمة و ذريتها من جملتهم و قال النبي صلي الله عليه و اله: فاطمة سيدة نساء العالمين من الاولين و الآخرين و إنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملک من المقربين و ينادونها بما نادت به الملائکة مريم فيقولون: يا فاطمة " إن الله اصطفاک و طهرک و اصطفاک علي نساء العالمين " [81] .


و أنه " کلما دخل عليها زکريا المحراب وجد عندها رزقا " [82] و ليس في نفس الآية أن ذلک کان الله تعالي يخلقه اختراعا أ يأتيها به الملک و إنما هو يدل علي کثرة شکرها لله تعالي کما تقول: رزقني الله اليوم درهما کما قال: " قل کل من عند الله " [83] و للزهراء من هذا الباب ما لا ينکره مسلم من حديث المقداد و خبر الطائر و الرمان و العنب و التفاح و السفرجل و غيرها، و ذلک مما يقطع علي أنها کانت تأکل ما لم يکن لغيرها من جميع الخلق بعد هبوط آدم و حوا، و في الحديث أن النبي صلي الله عليه و اله دخل علي فاطمة و هي في مصلاها و خلفها جفنة يفور دخانها فأخرجت فاطمة الجفنة فوضعتها بين أيديهما فسأل علي عليه السلام أني لک هذا قالت هو من فضل الله و رزقه إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.

و رزق مريم من الجنة و خلق فاطمة من رزق الجنة، و في الحديث فناولني جبرئيل رطبة من رطبها فأکلتها فتحولت ذلک نطفة في صلبي.

و قد مدح الله تعالي مريم في القرآن بعشرين مدحة و صح في الاخبار لفاطمة عشرون اسما کل اسم يدل علي فضيلة ذکرها ابن بابوبه في کتاب مولد فاطمة عليها السلام.

و قال لها: " و مريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها " [84] يريد بذلک العفاف لا الملامسة و الذرية لانه لو لم يکن کذلک لجعل حملها له و وضعها و مخاضها بغير ما جرت به العادة فلما جعله علي مجري العادة دل علي مقالنا و يؤکد ذلک الاخبار الواردة في مدح التزويج و طلب الولد و ذم العزوبة، و قال تعالي للزهراء و لاولادها: " إنما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت " [85] .

حسان بن ثابت: و إن مريم أحصنت فرجها و جاءت بعيسي کبدر الدجي فقد أحصنت فاطم بعدها و جاءت بسبطي نبي الهدي 47 - يل، فضل: دخل رسول الله صلي الله عليه و اله علي علي فوجده هو و فاطمة عليهما السلام


يطحنان في الجاروش فقال النبي صلي الله عليه و اله: أيکما أعيي؟ فقال علي فاطمة يا رسول الله فقال لها: قومي يا بنية، فقامت و جلس النبي صلي الله عليه و اله موضعها مع علي عليه السلام فواساه في طحن الحب.

48 - کشف: من کتاب معالم العترة لعبد العزيز بن الاخضر بأسانيده مرفوعا إلي قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: خير نسائها مريم و خير نسائها فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و اله.

و باسناده إلي أحمد بن حنبل يرفعه إلي أنس أن النبي صلي الله عليه و اله قال: حسبک من نساء العالمين مريم بنت عمران، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و اله و آسية بنت مزاحم إمرأة فرعون.

و بإسناده عن أنس أن النبي صلي الله عليه و اله قال: حسبک من نساء العالمين مريم بنت عمران، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و اله.

و منه قالت عائشة لفاطمة عليها السلام: ألا أبشرک أني سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول: لسيدات نساء أهل الجنة أربع: مريم بنت عمران، و فاطمة بنت محمد، و خديجة بنت خويلد، و آسية بنت مزاحم إمرأة فرعون.

و من مسند أحمد عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة تمشي کأن مشيتها مشية رسول الله صلي الله عليه و اله، فقال: مرحبا يا بنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثا فبکت، قلت: استخصک رسول الله صلي الله عليه و اله بحديثه ثم تبکين، ثم أسر إليها حديثا فضحکت، فقلت: ما رأيت کاليوم فرحا أقرب من حزن فسألتها عما قالا، فقالت: ما کنت لافشي سر رسول الله صلي الله عليه و اله، حتي قبض رسول الله صلي الله عليه و اله سألتها فقالت: أسر إلي فقال: إن جبرئيل عليه السلام کان يعارضني بالقرآن في کل عام مرة و إنه عارضني به العام مرتين و لا أراه إلا قد حضر أجلي، وإنک أول أهل بيتي لحوقا بي و نعم السلف أنا لک فبکيت لذلک، فقال: ألا ترضين أن تکوني سيدة نساء هذه الامة و نساء المؤمنين؟ قالت: فضحکت لذلک [86] .


و روي ابن خالويه في کتاب الال عن أبي عبد الله الحنبلي، عن محمد بن أحمد ابن قضاعة، عن عبد الله [87] بن محمد، عن أبي محمد العسکري، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: لما خلق الله آدم و حوا تبخترا في الجنة، فقال آدم لحوا: ما خلق الله خلقا هو أحسن منا، فأوحي الله إلي جبرئيل: إئت بعبدي الفردوس الاعلي، فلما دخلا الفردوس نظرا إلي جارية علي در نوک من درانيک الجنة و علي رأسها تاج من نور و في اذنيها قرطان من نور قد أشرقت الجنان من حسن [88] وجهها فقال آدم: حبيبي جبرئيل من هذه الجارية التي قد أشرقت الجنان من حسن [89] وجهها؟ فقال: هذه فاطمة بنت محمد نبي من ولدک يکون في آخر الزمان، قال: فما هذا التاج الذي علي رأسها؟ قال: بعلها علي بن أبي طالب عليه السلام.

قال ابن خالويه: البعل في کلام العرب خمسة أشياء: الزوج، و الصنم من قوله: " أ تدعون بعلا " [90] ، و البعل اسم إمرأة و بها سميت بعلبک، و البعل من النخل ما شرب بعروقه من سقي، و البعل السماء، و العرب يقول: السماء بعل الارض.

قال: فما القرطان اللذان في اذنيها؟ قال: ولداها الحسن و الحسين، قال آدم: حبيبي جبرئيل أخلقوا قبلي؟ قال: هم موجودون في غامض علم الله قبل أن تخلق بأربعة آلاف سنة.

و عن ابن خالويه من کتاب الال يرفعه إلي علي بن موسي الرضا، عن آبائه، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: إذا کان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش يا معشر الخلائق غضوا أبصارکم حتي تجوز فاطمة عليها السلام بنت


محمد صلي الله عليه و آله.

و زاد ابن عرفة عن رجاله يرفعه إلي أبي أيوب الانصاري، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: إذا کان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش يا أهل الجمع نکسوا رؤوسکم و غضوا أبصارکم حتي تجوز فاطمة عليها السلام علي الصراط فتمر و معها سبعون ألف جارية من الحور العين.

و منه عن نافع ابن أبي الحمراء قال: شهدت رسول الله صلي الله عليه و اله ثمانية أشهر إذا خرج إلي صلاة الغداة مر بباب فاطمة عليها السلام فقال: السلام عليکم أهل البيت و رحمة الله و برکاته، الصلاة " إنما يريد الله ليذهب عنکم الرجس أهل البيت و يطهرکم تطهيرا " [91] .

و منه، عن الحسين بن علي، عن أبيه، عن النبي صلي الله عليه و اله أنه قال: يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبک و يرضي لرضاک.

و من کتاب أبي إسحاق الثعلبي، عن جميع بن عمير، عن عمته، قالت: سألت عائشة من کان أحب [92] إلي رسول الله صلي الله عليه و اله؟ فقالت: فاطمة عليها السلام قلت: إنما أسألک عن الرجال، قالت: زوجها، و ما يمنعه فو الله ان کان ما علمت صواما قواما جديرا أن يقول بما يحب الله و يرضي.

و عن جابر قال: ما رأيت فاطمة عليها السلام تمشي إلا ذکرت [93] رسول الله صلي الله عليه و اله، تميل علي جانبها الايمن مرة و علي جانبها الايسر مرة.

و عن عائشة - و ذکرت فاطمة عليها السلام -: ما رأيت أصدق منها إلا أباها.

و من کتاب مولد فاطمة لا بن بابويه: روي أن النبي صلي الله عليه و اله قال: اشتاقت الجنة إلي أربع من النساء: مريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم زوجة فرعون و هي زوجة النبي صلي الله عليه و اله في الجنة، و خديجة بنت خويلد زوجة النبي صلي الله عليه و اله في الدنيا


و الآخرة، و فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و اله.

و روي عن علي عليه السلام قال: کنا جلوسا عند رسول الله صلي الله عليه و اله فقال: أخبروني أي شيء خير للنساء، فعيينا بذلک کلنا حتي تفرقنا فرجعت إلي فاطمة عليها السلام فأخبرتها الذي قال لنا رسول الله صلي الله عليه و اله و ليس أحد منا علمه و لا عرفه فقالت: و لکني أعرفه، خير للنساء أن لا يرين الرجال و لا يراهن الرجال، فرجعت إلي رسول الله صلي الله عليه و اله فقلت: يا رسول الله سألتنا أي شيء خير للنساء و خير لهن أن لا يرين الرجال و لا يراهن الرجال، قال: من أخبرک فلم تعلمه و أنت عندي؟ قلت: فاطمة، فأعجب ذلک رسول الله صلي الله عليه و اله و قال: إن فاطمة بضعة مني.

و روي عن مجاهد قال: خرج النبي صلي الله عليه و اله و هو آخذ بيد فاطمة عليها السلام فقال: من عرف هذه فقد عرفها، و من لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد، و هي بضعة مني و هي قلبي و روحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني، و من آذاني فقد آذي الله.

[و روي عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: إن الله ليغضب لغضب فاطمة و يرضي لرضاها.

و بهذا الاسناد عنه عليه السلام مثله فقال له: يا ابن رسول الله بلغنا أنک قلت و ذکر الحديث.

قال: فما تنکرون من هذا؟ فو الله إن الله ليغضب لغضب عبده المؤمن و يرضي لرضاه] [94] .

و عنه عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: إن فاطمة شجنة مني يسخطني ما أسخطها و يرضيني ما أرضاها.

و بالاسناد عنه عليه السلام مثله.

و نقلت من کتاب لابي إسحاق الثعلبي، عن مجاهد قال: خرج رسول الله صلي الله عليه و اله و قد أخذ بيد فاطمة و قال: من عرف هذه فقد عرفها، و من لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد، و هي بضعة مني، و هي قلبي الذ بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني، و من آذاني فقد آذي الله.

و عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله: إن فاطمة شعرة مني فمن آذي شعرة مني فقد آذاني و من آذاني فقد آذي الله و من آذي الله لعنه الله ملء السماوات و الارض.


و عن حذيفة کان رسول الله صلي الله عليه و اله لا ينام حتي يقبل عرض وجنة فاطمة عليها السلام أو بين ثدييها.

و عن جعفر بن محمد عليهما السلام کان النبي لا ينام ليلته حتي يضع وجهه بين ثديي فاطمة عليها السلام.

و روي أن محمد بن أبي بکر قرأ " و ما أرسلنا من قبلک من رسول و لا نبي " [95] و لا محدث قلت: و هل تحدث الملائکة إلا الانبياء؟ قال: مريم لم تکن نبية و سارة إمرأة إبراهيم قد عاينت الملائکة و بشروها بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب [96] و لم تکن نبية، و فاطمة بنت محمد رسول الله صلي الله عليه و اله کانت محدثة و لم تکن نبية.

و عن ام سلمة قالت: کانت فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و اله أشبه الناس وجها و شبها برسول الله صلي الله عليه و اله.

و روي عن علي عليه السلام، عن فاطمة عليها السلام قالت: قال لي رسول الله صلي الله عليه و اله: يا فاطمة من صلي عليک غفر الله له و ألحقه بي حيث کنت من الجنة.

و روي عن الزهري، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: قال علي بن أبي طالب لفاطمة عليهما السلام: سألت أباک فيما سألت أين تلقينه يوم القيامة؟ قالت: نعم، قال لي: اطلبيني عند الحوض قلت: إن لم أجدک ههنا؟ قال: تجديني إذا مستظلا بعرش ربي و لن يستظل به غيري، قالت فاطمة: فقلت: يا أبة أهل الدنيا يوم القيامة عراة؟ فقال: نعم يا بنية، فقلت: و أنا عريانة؟ قال: نعم و أنت عريانة و أنه لا يلتفت فيه أحد إلي أحد، قالت فاطمة عليها السلام: فقلت له: وا سوأتاه يومئذ من الله عز و جل فما خرجت حتي قال لي: هبط علي جبرئيل الروح الامين عليه السلام فقال لي: يا محمد اقرأ فاطمة السلام و أعلمها أنها استحيت من الله تبارک و تعالي فاستحيي الله منها فقد وعدها أن يکسوها يوم القيامة حلتين من نور قال علي عليه السلام: فقلت لها: فهلا سألتيه يعن ابن عمک؟ فقالت: قد فعلت فقال: إن عليا أکرم علي الله عز وجل من أن يعريه يوم القيامة.


49 - فضائل شهر رمضان للصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمد الکوفي، عن المنذر بن محمد، عن الحسن بن علي الخزاز، عن الرضا عليه السلام قال في حديث طويل: کانت فاطمة عليها السلام إذا طلع هلال شهر رمضان يغلب نورها الهلال و يخفي، فإذا غابت عنه ظهر.

50 - بشا: بالاسناد إلي أبي علي الحسن بن محمد الطوسي، عن محمد بن الحسين المعروف بإبن الصقال، عن محمد بن معقل العجلي، عن محمد بن أبي الصهبان، عن ابن فضال، عن حمزة بن حمران، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: صلي بنا رسول الله صلي الله عليه و اله صلاة العصر فلما انفتل جلس في قبلته و الناس حوله، فبيناهم کذلک إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب عليه سمل قد تهلل و أخلق و هو لا يکاد يتمالک کبرا و ضعفا، فأقبل عليه رسول الله صلي الله عليه و اله يستحثه الخبر فقال الشيخ: يا نبي الله أنا جائع فأطمعني، و عاري الجسد فاکسني، و فقير فارشني.

فقال صلي الله عليه و اله: ما أجد لک شيئا و لکن الدال علي الخير کفاعله، انطلق إلي منزل من يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله، يؤثر الله علي نفسه، انطلق إلي حجرة فاطمة، و کان بيتها ملاصق بيت رسول الله صلي الله عليه و اله الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه، و قال: يا بلال قم فقف به علي منزل فاطمة، فانطلق الاعرابي مع بلال، فلما وقف علي باب فاطمة نادي بأعلي صوته: السلام عليکم يا أهل، بيت النبوة! و مختلف الملائکة، و مهبط جبرئيل الروح الامين بالتنزيل، من عند رب العالمين فقالت فاطمة: و عليک السلام فمن أنت يا هذا؟ قال: شيخ من العرب أقبلت علي أبيک سيد البشر مهاجرا من شقة و أنا يا بنت محمد عاري الجسد، جائع الکبد فواسيني يرحمک الله، و کان لفاطمة و علي في تلک الحال و رسول الله صلي الله عليه و اله ثلاثا ما طعموا فيها طعاما، و قد علم رسول الله صلي الله عليه و اله ذلک من شأنهما.


فعمدت فاطمة إلي جلد کبش مدبوغ بالقرظ کان ينام عليه الحسن و الحسين فقالت: خذ هذا أيها الطارق! فعسي الله أن يرتاح لک ما هو خير منه، قال الاعرابي: يا بنت محمد شکوت إليک الجوع فناولتيني جلد کبش ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب.

قال: فعمدت لما سمعت هذا من قوله إلي عقد کان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب، فقطعته من عنقها و نبذته إلي الاعرابي فقالت: خذه و بعه فعسي الله أن يعوضک به ما هو خير منه، فأخذ الاعرابي العقد و انطلق إلي مسجد رسول الله و النبي صلي الله عليه و اله جالس في أصحابه، فقال: يا رسول الله أعطتني فاطمة [بنت محمد] هذا العقد فقالت: بعه فعسي الله أن يصنع لک.

قال: فبکي النبي صلي الله عليه و اله و قال: و کيف لا يصنع الله لک و قد أعطتکه فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم.

فقام عمار بن ياسر رحمة الله عليه فقال: يا رسول الله أتأذن لي بشراء هذا العقد؟ قال: اشتره يا عمار فلو اشترک فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار، فقال عمار: بکم العقد يا أعرابي؟ قال: بشبعة من الخبز و اللحم، و بردة يمانية أستر بها عورتي و أصلي فيها لربي، و دينار يبلغني إلي أهلي، وکان ن عمار قد باع سهمه الذي نفله رسول الله صلي الله عليه و اله من خبير و لم يبق منه شيئا فقال: لک عشرون دينارا و مأتا درهم هجرية و بردة يمانية و راحلتي تبلغک أهلک و شبعک من خبز البر و اللحم.

فقال الاعرابي: ما أسخاک بالمال أيها الرجل، و انطلق به عمار فوفاه ما ضمن له.

و عاد الاعرابي إلي رسول الله صلي الله عليه و اله، فقال له رسول الله صلي الله عليه و اله: أشبعت و اکتسيت؟ قال الاعرابي: نعم و استغنيت بأبي أنت و أمي، قال: فاجز فاطمة بصنيعها فقال الاعرابي: أللهم إنک إله ما استحدثناک، و لا إله لنا نعبده سواک و أنت رازقنا علي کل الجهات أللهم أعط فاطمة ما لا عين رأت و لا اذن سمعت.

فأمن النبي صلي الله عليه و اله علي دعائه و أقبل علي أصحابه فقال: إن الله قد أعطي


فاطمة في الدنيا ذلک: أنا أبوها و ما أحد من العالمين مثلي، و علي بعلها و لو لا علي ما کان لفاطمة کفوأبدا، و أعطاها الحسن و الحسين و ما للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الانبياء و سيدا شباب أهل الجنة - و کان بإزائه مقداد و عمار و سلمان - فقال: و أزيدکم؟ قالوا: نعم يا رسول الله.

قال: أتاني الروح يعني جبرئيل عليه السلام أنها إذا هي قبضت و دفنت يسألها الملکان في قبرها: من ربک؟ فتقول: الله ربي، فيقولان: فمن نبيک؟ فتقول: أبي، فيقولان: فمن وليک؟ فتقول: هذا القائم علي شفير قبري علي بن أبي طالب عليه السلام.

ألا و أزيدکم من فضلها: إن الله قد و کل بها رعيلا من الملائکة يحفظونها من بين يديها و من خلفها و عن يمينها و عن شمالها و هم معها في حياتها و عند قبرها و عند موتها يکثرون الصلاة عليها و علي أبيها و بعلها و بنيها.

فمن زارني بعد وفاتي فکأنما زارني في حياتي و من زار فاطمة فکأنما زارني، و من زار علي بن أبي طالب فکأنما زار فاطمة، و من زار الحسن و الحسين فکأنما زار عليا، و من زار ذريتهما فکأنما زارهما.

فعمد عمار إلي العقد، فطيبه بالمسک، و لفه في بردة يمانية، و کان له عبد اسمه سهم ابتاعه من ذلک السهم الذي أصابه بخيبر، فدفع القد إلي المملوک و قال له: خذ هذا العقد فادفعه إلي رسول الله صلي الله عليه و اله و أنت له، فأخذ المملوک العقد فأتي به رسول الله صلي الله عليه و اله و أخبره بقول عمار، فقال النبي: انطلق إلي فاطمة فادفع إليها العقد و أنت لها، فجاء المملوک بالعقد و أخبرها بقول رسول الله صلي الله عليه و اله فأخذت فاطمة عليها السلام العقد و أعتقت المملوک، فضحک الغلام، فقالت: ما يضحکک يا غلام؟ فقال: أضحکني عظم برکة هذا العقد، أشبع جائعا، و کسي عريانا و أغني فقيرا، و أعتق عبدا، و رجع إلي ربه.

بيان: السمل بالتحريک الثوب الخلق، قوله: قد تهلل أي الرجل من قولهم تهلل وجه إذا استنار و ظهر فيه آثار السرور، أو الثوب کناية عن انخراقه [97] .


قوله: يستحثه الخبر أي يسأله الخبر و يحثه و يرغبه علي ذکر أحواله.

قوله: أرشني قال الجزري: يقع الرياش علي الخصب و المعاش و المال المستفاد، و منه حديث عائشة: و يريش مملقها أي يکسوه و يعينه، و أصله من الريش کان الفقير المملق لا نهوض به کالمقصوص الجناح، يقال: راشه يريشه إذا أحسن إليه، و القرظ: ورق السلم يدبغ به، و يقال: ارتاح الله لفلان أي رحمه، و السغب الجوع، و قال الجزري يقال للقطعة من الفرسان: رعلة و لجماعة الخيل: رعيل و منه حديث علي عليه السلام سراعا إلي أمره رعيلا، أي رکابا علي الخيل.

51 - فر: عبيد بن کثير معنعنا عن أبي سعيد الخدري قال: أصبح علي ابن أبي طالب عليه السلام ذات يوم ساغبا، فقال: يا فاطمة هل عندک شيء تغذينيه؟ قالت: لا و الذي أکرم أبي بالنبوة و أکرمک بالوصية ما أصبح الغداة عندي شيء، و ما کان شيء اطعمناه مذيومين إلا شيء کنت اؤثرک به علي نفسي و علي ابني هذين الحسن و الحسين، فقال علي: يا فاطمة ألا کنت أعلمتيني فأبغيکم شيئا، فقالت: يا أبا الحسن إني لاستحيي من إلهي أن أکلف نفسک ما لا تقدر عليه، فخرج علي بن أبي طالب من عند فاطمة عليهما السلام واثقا بالله بحسن الظن فاستقرض دينارا، فبينا الدينار في يد علي بن أبي طالب عليه السلام يريد أن يبتاع لعياله ما يصلحهم، فتعرض له المقداد بن الاسود في يوم شديد الحر قد لو حته الشمس من فوقه و آذته من تحته، فلما رآه علي بن أبي طالب عليه السلام أنکر شأنه فقال: يا مقداد ما أزعجک هذه الساعة من رحلک، قال: يا أبا الحسن خل سبيلي و لا تسألني عما ورائي، فقال: يا أخي إنه لا يسعني أن تجاوزني حتي أعلم علمک فقال: يا أ با الحسن رغبة إلي الله و إليک أن تخلي سبيلي و لا تکشفني عن حالي فقال له: يا أخي إنه لا يسعک أن تکتمني حالک، فقال: يا أبا الحسن أما إذ أبيت فو الذي أکرم محمدا بالنبوة و أکرمک بالوصية ما أزعجني من رحلي إلا الجهد و قد ترکت عيالي يتضاغون جوعا، فلما سمعت بکاء العيال لم تحملني الارض فخرجت مهموما راکب رأسي، هذه حالي و قصتي، فانهملت عينا علي بالبکاء


حتي بلت دمعته لحيته فقال له: أحلف بالذي حلفت ما أزعجني إلا الذي أزعجک من رحلک فقد استقرضت دينارا فقد آثرتک علي نفسي، فدفع الدينار إليه و رجع حتي دخل مسجد النبي صلي الله عليه و اله فصلي فيه الظهر و العصر و المغرب، فلما قضي رسول الله صلي الله عليه و اله المغرب مر بعلي بن أبي طالب و هو في الصف الاول فغمزة برجله فقام علي عليه السلام متعقبا خلف رسول الله صلي الله عليه و اله حتي لحقه علي باب من أبواب المسجد فسلم عليه فرد رسول الله صلي الله عليه و آله [السلام] فقال: يا أبا الحسن هل عندک شيء نتعشاه فنميل معک فمکث مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول الله صلي الله عليه و اله و هو يعلم ما کان من أمر الدينار و من أين أخذه و أين وجهه، و قد کان أوحي الله تعالي إلي نبيه محمد صلي الله عليه و اله أن يتعشي الليلة عند علي بن أبي طالب عليه السلام، فلما نظر رسول الله صلي الله عليه و اله إلي سکوته فقال: يا أبا الحسن مالک لا تقول: لا، فأنصرف أو تقول: نعم، فأمضي معک، فقال حياء وتر کما فاذهب بنا، فأخذ رسول الله صلي الله عليه و اله يد [ي] علي بن أبي طالب عليه السلام فانطلقا حتي دخلا علي فاطمة الزهراء عليها السلام و هي في مصلا ها قد قضت صلاتها و خلفها جفنة تفور دخانا، فلما سمعت کلام رسول الله صلي الله عليه و اله في رحلها خرجت من مصلاها فسلمت عليه و کانت أعز الناس عليه فرد عليها السلام و مسح بيده علي رأسها و قال لها: يا بنتاه کيف أمسيت رحمک الله تعالي [98] عشينا غفر الله لک و قد فعل، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي النبي صلي الله عليه و اله و علي بن أبي طالب، فلما نظر علي بن أبي طالب إلي طعام وشم ريحه رمي فاطمة ببصرة رميا شحيحا، قالت له فاطمة: سبحان الله ما أشح نظرک و أشده هل أذنبت فيما بيني و بينک ذنبا استوجبت له السخطة؟ قال: وأي ذنب أعظم من ذنب أصبتيه أ ليس عهدي إليک اليوم الماضي و أنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما مذيومين؟ قال: فنظرت إلي السماء فقالت: إلهي يعلم في سمائه و يعلم في أرضه أني لم أقل إلا حقا، فقال لها: يا فاطمة أني لک هذا الطعام الذي لم أنظر إلي مثل لونه قط و لم أشم مثل ريحه قط و ما آکل أطيب منه


قال: فوضع رسول الله صلي الله عليه و اله کفه الطيبة المبارکة بين کتفي علي بن أبي طالب عليه السلام فغمزها ثم قال: يا علي هذا بدل دينارک و هذا جزاء دينارک من عند الله " إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " [99] ثم استعبر النبي صلي الله عليه و اله باکيا ثم قال: الحمد الله الذي [هو] أبي لکم أن تخرجا من الدنيا حتي يجز يکما و يجريک [100] يا علي مجري زکريا و يجري فاطمة مجري مريم بنت عمران " کلما دخل عليها زکريا المحراب وجد عندها رزقا " [101] .

کشف: عن أبي سعيد مثله [102] .

ما: جماعة عن أبي المفضل، عن محمد بن جعفر بن مسکان، عن عبد الله ابن الحسين، عن يحيي بن عبد الحميد الحماني، عن قيس بن الربيع، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد مثله.

بيان: قال الجوهري: لو حت الشيء بالنار أحميته، و قال في النهاية: فيه إن شئت دعوت الله أن يسمعک تضاغيهم في النار، أي صياحهم و بکاءهم يقال: ضغا يضغو ضغوا و ضغاء إذا صاح، و منه الحديث: و صبيتي يتضاغون حولي.

قوله: رميا شحيحيا، الشح البخل مع حرص و هو لا يناسب المقام إلا يتکلف و يحتمل أن يکون أصله سحيحا بالسين المهملة من السح بمعني السيلان کناية عن المبالغة في النظر و التحديق بالبصر، و علي ما في النسخ يحتمل أن يکون من الحرص کناية عن المبالغة في النظر أو البخل کناية عن النظر بطرف البصر علي وجه الغيظ.

52 - کا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسحاق بن عبد العزيز، عن


زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاءت فاطمة تشکو إلي رسول الله صلي الله عليه و اله بعض أمرها فأعطاها رسول الله صلي الله عليه و اله کربة و قال: تعلمي ما فيها، فإذا فيها: من کان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذي جاره، و من کان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليکرم ضيفه، و من کان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسکت.

بيان: کرب النخل أصول السعف أمثال الکتف.

53 - کا: العدة، عن البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن عبيد بن معاوية عن معاوية بن شريح، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: خرج رسول الله صلي الله عليه و اله يريد فاطمة عليها السلام و أنا معه، فلما انتهينا إلي الباب وضع يده عليه فدفعه ثم قال: السلام عليکم فقالت فاطمة عليها السلام: عليک السلام يار سول الله، قال: أدخل؟ قالت: ادخل يا رسول الله! قال: أدخل أنا و من معي؟ فقالت: يا رسول الله ليس علي قناع، فقال: يا فاطمة خذي فضل ملحفتک، فقنعي به رأسک، ففعلت، ثم قال: السلام عليکم، فقالت: و عليک السلام يا رسول الله، قال: أدخل؟ قالت: نعم ادخل يا رسول الله قال: أنا و من معي؟ قالت: أنت و من معک، قال جابر: فدخل رسول الله صلي الله عليه و اله و دخلت أنا و إذا وجه فاطمة أصفر کأنه بطن جرادة فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: مالي أري وجهک أصفر؟ قالت: يا رسول الله الجوع، فقال: أللهم مشبع الجوعة و رافع الضيعة أشبع فاطمة بنت محمد، فقال جابر: فو الله فنظرت إلي الدم ينحدر من قصاصها حتي عاد وجهها أحمر فما جاعت بعد ذلک اليوم.

54 - فر: الحسين بن سعيد معنعنا عن جعفر، عن أبيه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: إذا کان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش، يا معشر الخلائق غضوا أبصارکم حتي تمر بنت حبيب الله إلي قصرها [فتمر إلي قصرها ظ] فاطمة إبنتي و عليها ريطتان خضراوان حواليها سبعون ألف حوراء فإذا بلغت إلي باب قصرها وجدت الحسن قائما و الحسين نائما مقطوع الرأس فتقول للحسن: من هذا؟ فيقول: هذا أخي إن امة أبيک قتلوه و قطعوا رأسه، فيأتيها النداء من عند الله يا بنت حبيب الله إني إنما أريتک


ما فعلت به امة أبيک لاني ادخرت لک عندي تعزية بمصيبتک فيه، إني جعلت تعزيتک اليوم أني لا أنظر في محاسبة العباد حتي تدخل الجنة أنت و ذريتک و شيعتک و من أولادکم معروفا ممن ليس هو من شيعتک قبل أن أنظر في محاسبة العباد.

فتدخل فاطمة إبنتي الجنة و ذريتها و شيعتها و من أولادها معروفا ممن ليس من شيعتها فهو قول الله عز و جل " لا يحزنهم الفزع الاکبر " [103] قال: هول يوم القيامة " و هم فيما اشتهت أنفسهم خالدون [104] هي و الله فاطمة و ذريتها و شيعتها و من أولادهم معروفا ممن ليس هو من شيعتها.

55 - کا: محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي صلي الله عليه و اله لفاطمة: يا فاطمة قومي فاخرجي تلک الصحفة: فقامت فأخرجت صحفة فيها تريد و عراق يفور، فأکل النبي صلي الله عليه و اله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام ثلاثة عشر يوما ثم إن ام أيمن رأت الحسين معه شيء فقالت له: من أين لک هذا؟ قال: إنا لنأکله منذ أيام، فأتت ام أيمن فاطمة عليها السلام فقالت: يا فاطمة إذا کان عند ام أيمن شيء فانما هو لفاطمة و لولدها، و إذا کان عند فاطمة شيء فليس لام أيمن منه شيء، فأخرجت لها منه، فأکلت منه ام أيمن و نفدت الصحفة، فقال لها النبي صلي الله عليه و اله أما لو لا أنک أطعمتها لاکلت منها أنت و ذريتک إلي أن تقوم الساعة ثم قال أبو جعفر عليه السلام: و الصحفة عندنا يخرج بها قائمنا عليه السلام في زمانه.

بيان: قال الجوهري: العرق: العظم الذي اخذ عنه اللحم و الجمع عراق بالضم انتهي.

و المراد هنا العظم مع اللحم کما ورد في اللغة أيضا قال الفيروز آبادي: العرق و کغراب العظم أکل لحمه و الجمع ککتاب و غراب نادر، أو العراق: العظم بلحمه فإذا أکل لحمه فعراق، أو کلاهما لکليهما.


56 - کا: محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن ابن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عقبة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما عبد الله بشيء من التمجيد أفضل من تسبيح فاطمة عليها السلام، و لو کان شيء أفضل منه لنحله رسول الله صلي الله عليه و اله فاطمة.

57 - فر: سهل بن أحمد الدينوري معنعنا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال جابر لابي جعفر عليه السلام: جعلت فداک يا ابن رسول الله حدثني بحديث في فضل جدتک فاطمة إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلک.

قال أبو جعفر عليه السلام حدثني أبي، عن جدي، عن رسول الله صلي الله عليه و اله قال: إذا کان يوم القيامة نصب للانبياء و الرسل منابر من نور فيکون منبري أعلي منابرهم يوم القيامة، ثم يقول الله: يا محمد أخطب، فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الانبياء و الرسل بمثلها.

ثم ينصب للاوصياء منابر من نور و ينصب لوصيي علي بن أبي طالب في أوساطهم منبر من نور فيکون منبره أعلي منابرهم، ثم يقول الله: يا علي أخطب فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الاوصياء بمثلها.

ثم ينصب لاولاد الانبياء و المرسلين منابر من نور فيکون لابني و سبطي و ريحانتي أيام حياتي منبر من نور، ثم يقال لهما: اخطبا، فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الانبياء و المرسلين بمثلهما.

ثم ينادي المنادي و هو جبرئيل عليه السلام: أين فاطمة بنت محمد؟ أين خديجة بنت خويلد؟ أين مريم بنت عمران؟ أين آسية بنت مزاحم؟ أين ام کلثوم ام يحيي بن زکريا؟ فيقمن فيقول الله تبارک و تعالي: يا أهل الجمع لمن الکرم اليوم؟ فيقول محمد و علي و الحسن و الحسين: لله الواحد القهار، فيقول الله تعالي: يا أهل الجمع إني قد جعلت الکرم لمحمد و علي و الحسن و الحسين و فاطمة، يا أهل الجمع طأطؤا الرؤوس و غضوا الابصار فان هذه فاطمة تسير إلي الجنة.

فيأتيها جبرئيل بناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، خطامها من اللؤ لؤ المخفق الرطب، عليها رحل من المرجان فتناخ بين يديها فترکبها فيبعث إليها مأة


ألف ملک فيسيرون علي يمينها، و يبعث إليها مأة ألف ملک فيصيرون علي يسارها و يبعث إليها مأة ألف ملک يحملونها علي أجنحتهم حتي يسيرونها علي باب الجنة.

فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت: فيقول: الله: يا بنت حبيبي ما التفاتک و قد أمرت بک إلي جنتي؟ فتقول: يا رب أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم فيقول الله: يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من کان في قبله حب لک أو لاحد من ذريتک خذي بيده فادخليه الجنة.

قال أبو جعفر عليه السلام: و الله يا جابر إنها ذلک اليوم لتلتقط شيعتها و محبيها کما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الردي، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا فيقول الله عز و جل: يا أحبائي ما التفاتکم و قد شفعت فيکم فاطمة بنت حبيبي، فيقولون: يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم، فيقول الله: يا أحبائي ارجعوا و انظروا من أحبکم لحب فاطمة، أنظروا من أطعمکم لحب فاطمة، أنظروا من کساکم لحب فاطمة، أنظروا من سقاکم شربة في حب فاطمة، أنظروا من رد عنکم غيبة في حب فاطمة خذوا بيده و أدخلوا الجنة.

قال أبو جعفر: و الله لا يبقي في الناس إلا شاک أو کافر أو منافق، فإذا صاروا بين الطبقات نادوا کما قال الله تعالي " فما لنا من شافعين و لا صديق حميم " [105] فيقولون: " فلو أن لنا کرة فنکون من المؤمنين " [106] .

قال أبو جعفر عليه السلام: هيهات هيهات منعوا ما طلبوا " و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و إنهم لکاذبون " [107] .

58 - فر: محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: " إنا أنزلناه في ليلة القدر " [108] الليلة فاطمة و القدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرک ليلة القدر، و إنما سميت فاطمة لان الخلق فطمعوا عن معرفتها.


59 - مهج: عن الشيخ علي بن محمد بن علي بن عبد الصمد، عن جده، عن الفقية أبي الحسن، عن أبي البرکات علي بن الحسين الجوزي، عن الصدوق، عن الحسن ابن محمد بن سعيد، عن فرات بن إبراهيم، عن جعفر بن محمد بن بشرويه، عن محمد بن إدريس بن سعيد الانصاري، عن داود بن رشيد و الوليد بن شجاع بن مروان، عن عاصم، عن عبد الله بن سلمان الفارسي، عن أبيه قال: خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه و اله بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي طالب عليه السلام ابن عم الرسول محمد صلي الله عليه و اله فقال لي: يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله صلي الله عليه و اله، فقلت: حبيبي أبا الحسن مثلکم لا يجفي أن حزني علي رسول الله صلي الله عليه و اله طال فهو الذي منعني من زيارتکم، فقال عليه السلام: يا سلمان إئت منزل فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و اله فانها إليک مشتاقة تريد أن تتحفک بتحفة قدا تحفت بها من الجنة، قلت لعلي عليه السلام، قد اتحفت فاطمة عليها السلام بشيء من الجنة بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه و اله؟ قال: نعم بالامس.

قال سلمان الفارسي: فهرولت إلي منزل فاطمة عليها السلام بنت محمد صلي الله عليه و اله، فإذا هي جالسة و عليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلي ساقها و إذا غطت ساقها انکشف رأسها، فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت: يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي صلي الله عليه و اله قلت: حبيبتي أ أجفاکم؟ قالت: فمه اجلس و أعقل ما أقول لک.

إني کنت جالسة بالامس في هذا المجلس و باب الدار مغلق و أنا أتفکر في انقطاع الوحي عنا و انصراف الملائکة عن منزلنا، فإذا انفتح الباب من أن يفتحه أحد، فدخل علي ثلاث جوار لم ير الراؤون بحسنهن و لا کهيئتهن و لا نضارة وجوههن و لا أزکي من ريحهن، فلما رأيتهن قمت إليهن متنکرة لهن فقلت: بأبي أنتن من أهل مکة أم من أهل المدينة؟ فقلن: يا بنت محمد لسنا من أهل مکة و لا من أهل المدينة و لا من أهل الارض جميعا أننا جوار من الحوار العين من دار السلام أرسلنا رب العزة إليک يا بنت محمد إنا إليک مشتاقات.


فقلت للتي أظن أنها أکبر سنا: ما اسمک؟ قالت: اسمي مقدودة، قلت: و لم سميت مقدودة؟ قالت: خلقت للمقداد بن الاسود الکندي صاحب رسول الله صلي الله عليه و اله فقلت للثانية: ما اسمک؟ قالت: ذرة، قلت: و لم سميت ذرة و أنت في عيني نبيلة؟ قالت: خلقت لابي ذر الغفاري صاحب رسول الله صلي الله عليه و اله.

فقلت للثالثة: ما اسمک؟ قالت: سلمي، قلت: و لم سميت سلمي؟ قالت: أنا لسلمان الفارسي مولي أبيک رسول الله صلي الله عليه و اله.

قالت فاطمة: ثم أخرجن لي رطبا أزرق کأمثال الخشکنانج [109] الکبار أبيض من الثلج و أزکي ريحا من المسک الاذفر، [فأحضرته] [110] فقالت لي: يا سلمان أفطر عليه عشيتک فإذا کان غدا فجئني بنواه أو قالت: عجمه.

قال سلمان: فأخذت الرطب فما مررت بجمع من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله إلا قالوا: يا سلمان أ معک مسک؟ قلت: نعم، فلما کان وقت الافطار أفطرت عليه فلم أجد له عجما و لا نوي، فمضيت إلي بنت رسول الله صلي الله عليه و اله في اليوم الثاني فقلت لها: إني أفطرت علي ما أتحفتيني به فما وجدت له عجما و لا نوي، قالت: يا سلمان و لن يکون له عجم و لا نوي و إنما هو نخل غرسه الله في دار السلام بکلام علمنيه أبي محمد صلي الله عليه و اله کنت أقوله غدوة و عشية.

قال سلمان: قلت: علمني الکلام يا سيدتي، فقالت: إن سرک أن لا يمسک أذي الحمي ما عشت في دار الدنيا فواظب عليه.

ثم قال سلمان: علمتني هذا الحرز فقالت: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور علي نور، بسم الذي هو مدبر الامور، بسم الله الذي خلق النور من النور، الحمد الله الذي خلق النور من النو ر، و أنزل النور علي الطور، في کتاب مسطور، في رق منشور، بقدر مقدور، علي نبي محبور، الحمد الله الذي هو بالعز مذکور


و بالفخز مشهور، و علي السراء و الضراء مشکور، وصلي الله علي سيدنا محمد و آله الطاهرين.

قال سلمان: فتعلمتهن فو الله لقد علمتنهن أکثر من ألف نفس من أهل المدينة و مکة ممن بهم الحمي فکل بري من مرضه باذن الله تعالي.

بيان: الاعتجاز: لف العمامة علي الرأس، قولها عليها السلام: فمه.

أي فما السبب في ترک زيارتنا أو أسکت؟ و التنکر: التغير علي وجه الاستيحاش و الکراهة، و لما کانت الذرة موضوعة للصغيرة من النملة قالت عليها السلام: أنت مع نبلک و شرفک لم سميت بإسم يدل علي الحقارة، و الخشکنانج لعله معرب أي الخبز اليابس.

60 - من بعض کتب المناقب: باسناده عن اسامة قال: مررت بعلي و العباس و هما قاعدان في المسجد فقالا: يا اسامة استأذن لنا علي رسول الله صلي الله عليه و اله، فقلت: يا رسول الله هذا علي و العباس يستأذن، فقال: هل تدري ما جاء بهما؟ قلت: لا و الله ما أدري، قال: لکني أدري ما جاء بهما فأذن لهما فدخلا فسلما ثم قعدا فقالا: يا رسول الله أي أهلک أحب إليک؟ قال: فاطمة.

و بإسناده عن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة أنها کانت إذا ذکرت فاطمة بنت النبي صلي الله عليه و اله قالت: ما رأيت أحدا کان أصدق لهجة منها إلا أن يکون الذي ولدها.

و بإسناده، عن أحمد بن محمد الثعلبي، عن عبد الله بن حامد، عن أبي محمد المزني، عن أبي يعلي الموصلي، عن سهل بن زنجلة الرازي، عن عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة، عن محمد بن المنکدر، عن جابر بن عبد الله أن النبي صلي الله عليه و اله أقام أياما لم يطعم طعاما حتي شق ذلک عليه، و طاف في منازل أزواجه فلم يصب عند واحدة منهن شيئا، فأتي فاطمة فقال: يا بنية هل عندک شيء آکلة فاني جائع؟ فقالت: لا و الله بأبي أنت و أمي، فلما خرج من عندها بعث إليها جارة لها برغيفين و قطعة لحم، فأخذته منها فوضعته في جفنة لها و غطت عليها و قالت: لاؤثرن بها رسول الله صلي الله عليه و اله علي نفسي و من عندي، و کانوا جميعا محتاجين إلي شبعة طعام


فبعثت حسنا أو حسينا إلي رسول الله صلي الله عليه و اله فرجع إليها، فقالت: بأبي أنت و أمي قد أتانا الله بشيء فخبأته، قال: هلمي، فأتته فکشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبرا و لحما، فلما نظرت إليه بهتت فعرفت أنها کرامة من الله عز و جل فحمد ت الله وصلت علي نبيه، فقال صلي الله عليه و اله: من أين لک هذا يا بنية؟ فقالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فحمد الله عز و جل و قال: الحمد الله الذي جعلک شبيهة بسيدة نساء العالمين في نساء بني إسرائيل في وقتهم، فإنها کانت إذا رزقها الله تعالي فسئلت عنه قالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فبعث رسول الله صلي الله عليه و اله إلي علي ثم أکل رسول الله صلي الله عليه و اله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و جميع أزواج النبي صلي الله عليه و اله و أهل بيته جميعا و شبعوا و بقيت الجفنة کما هي، قالت فاطمة: فأوسعت منها علي جميع جيراني و جعل الله فيها البرکة و الخير کما فعل الله بمريم عليها السلام.

قب: الثعلبي في تفسيره و ابن المؤذن في الاربعين بإسنادهما عن محمد بن المنکدر، عن جابر مثله.

61 - و من کتاب المناقب المذکور عن أبي الفرج محمد بن أحمد المکي، عن المظفر بن أحمد بن عبد الواحد، عن محمد بن علي الحلواني، عن کريمة بنت أحمد ابن محمد المروزي، و أخبرني أيضا به عاليا قاضي القضاة محمد بن الحسين البغدادي عن الحسين بن محمد بن علي الزينبي، عن الکريمة فاطمة بنت أحمد بن محمد المروزية بمکة حرسها الله تعالي، عن أبي علي زاهر بن أحمد، عن معاذ بن يوسف الجرجاني عن أحمد بن محمد بن غالب، عن عثمان بن أبي شيبة، عن [ابن] نمير، عن مجالد عن ابن عباس.

قال: خرج أعرابي من بني سليم يتبدي في البرية، فإذا هو بضب قد نفر من بين يديه، فسعي وراءه حتي اصطاده، ثم جعله في کمه و أقبل يزدلف نحو النبي صلي الله عليه و اله فلما أن وقف بإزائه ناداه: يا محمد يا محمد، و کان من أخلاق رسول الله صلي الله عليه و اله إذا قيل له: يا محمد قال: يا محمد، و إذا قيل له: يا أحمد قال: يا أحمد، و إذا قيل


له: يا أبا القاسم، قال: يا أبا القاسم، و إذا قيل [له]: يا رسول الله، قال: لبيک و سعديک و تهلل وجهه فلما أن ناداه الاعرابي يا محمد يا محمد قال له النبي: يا محمد يا محمد، قال له: أنت الساحر الکذاب الذي ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء من ذي لهجة هو أکذب منک، أنت الذي تزعم أن لک في هذه الخضراء إلها بعث بک إلي الاسود و الابيض و اللات و العزي، لو لا أني أخاف أن قومي يسمونني العجول لضربتک بسيفي هذا ضربة أقتلک بها، فأسود بک الاولين و الآخرين.

فوثب إليه عمر بن الخطاب ليبطش به فقال النبي صلي الله عليه و اله: اجلس يا باحفص فقد کاد الحليم أن يکون نبيا.

ثم التفت النبي صلي ا لله عليه و اله إلي الاعرابي فقال له: يا أخا بني سليم هکذا تفعل العرب؟ يتهجمون علينا في مجالسنا يجبهوننا بالکلام الغليظ؟ يا أعرابي و الذي بعثني بالحق نبيا إن من ضربي في دار الدنيا هو غدا في النار يتلظي، يا أعرابي و الذي بعثني بالحق نبيا إن أهل السماء السابعة يسمونني أحمد الصادق، يا أعرابي أسلم تسلم من النار يکون لک مالنا و عليک ما علينا و تکون أخانا في الاسلام.

قال.

فغضب الاعرابي و قال: و اللات و العزي لا أو من بک يا محمد أو يؤمن هذا الضب، ثم رمي بالضب عن کمه، فلما أن وقع الضب علي الارض ولي هاربا، فناداه النبي صلي الله عليه و اله: أيها الضب أقبل إلي، فأقبل الضب ينظر إلي النبي صلي الله عليه و اله، قال: فقال له النبي صلي الله عليه و اله: أيها الضب من أنا؟ فإذا هو ينطق بلسان فصيح ذرب قطع فقال: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، فقال له النبي صلي الله عليه و اله: من تعبد؟ قال: أعبد الله عز و جل الذي فلق الحبة وبرأ النسمة و اتخذ إبراهيم خليلا و اصطفاک يا محمد حبيبا ثم أنشأ يقول: ألا يا رسول الله إنک صادق فبورکت مهديا و بورکت هاديا شرعت لنا دين الحنيفة بعد ما عبدنا کأمثال الحمير الطواغيا


فيا خير مدعو و يا خير مرسل إلي الجن بعد الانس لبيک داعيا و نحن أناس من سليم و إننا أتيناک نرجو أن ننال العواليا أتيت ببرهان من الله واضح فأصبحت فينا صادق القول زاکيا فبورکت في الاحوال حيا و ميتا و بورکت مولودا و بورکت ناشيا قال: ثم أطبق علي فم الضب فم يحرجوابا، فلما أن نظر الاعرابي إلي ذلک قال: وا عجبا ضب اصطدته من البرية ثم أتيت به في کمي لا يفقه و لا ينقه و لا يعقل يکلم محمدا صلي الله عليه و اله بهذا الکلام و يشهد له بهذه الشهادة أنا لا أطلب أثرا بعد عين، مد يمينک فأنا أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، فأسلم الاعرابي و حسن إسلامه.

ثم التفت النبي صلي الله عليه و اله إلي أصحابه فقال لهم: علموا الاعرابي سورا من القرآن قال: فلما أن علم الاعرابي سورا من القرآن قال له النبي صلي الله عليه و اله: هل لک شيء من المال؟ قال: و الذي بعثک بالحق نبيا إنا أربعة آلاف رجل من بني سليم ما فيهم أفقر مني و لا أقل ما لا.

ثم التفت النبي صلي الله عليه و اله إلي أصحابه فقال لهم: من يحمل الاعرابي علي ناقة أضمن له علي الله ناقة من نوق الجنة قال: فوثب إليه سعد بن عبادة قال: فداک أبي و أمي عندي ناقة حمراء عشراء و هي للاعرابي.

فقال له النبي صلي الله عليه و اله: يا سعد تفخر علينا بناقتک؟ ألا أصف لک الناقة التي نعطيکها بدلا من ناقة الاعرابي، فقال: بلي فداک أبي و أمي.

فقال: يا سعد ناقة من ذهب أحمر و قوائمها من العنبر، و و برها من الزعفران و عيناها من ياقوتة حمراء، و عنقها من الزبرجد الاخضر، و سنامها من الکافور الاشهب و ذقنها من الدر، و خطامها من اللؤلؤ الرطب، عليها قبة من درة بيضاء يري باطنها من ظاهرها و ظاهرها من باطنها تطير بک في الجنة.

ثم التفت النبي صلي الله عليه و اله إلي أصحابه فقال لهم: من يتوج الاعرابي أضمن له


علي الله تاج التقي، قال: فوثب إليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و قال: فداک أبي و أمي و ما تاج التقي فذکر من صفته، قال: فنزع علي عليه السلام عمامته فعمم بها الاعرابي.

ثم التفت النبي صلي الله عليه و اله فقال: من يزود الاعرابي و أضمن له علي الله عز و جل زاد التقوي، قال: فوثب إليه سلمان الفارسي فقال: فداک أبي و أمي و ما زاد التقوي؟ قال: يا سلمان إذا کان آخر يوم من الدنيا لقنک الله عز و جل قول شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فان أنت قلتها لقيتني و لقيتک، و إن أنت لم تقلها لم تلقني و لم ألقک أبدا.

قال: فمضي سلمان حتي طاف تسعة أبيات من بيوت رسول الله صلي الله عليه و اله فلم يجد عند هن شيئا، فلما أن ولي راجعا نظر إلي حجرة فاطمة عليها السلام فقال: إن يکن خير فمن منزل فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و اله، فقرع الباب فأجابته من وراء الباب: من بالباب؟ فقال لها: أنا سلمان الفارسي فقالت له: يا سلمان و ما تشاء؟ فشرح قصة الاعرابي و الضب مع النبي صلي الله عليه و اله.

قالت له: يا سلمان و الذي بعث محمدا صلي الله عليه و اله بالحق نبيا إن لنا ثلاثا ما طعمنا، و إن الحسن و الحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع، ثم رقدا کأنها فرخان منتوفان، و لکن لا أرد الخير إذا نزل الخير ببابي.

يا سلمان خذ درعي هذا ثم أمض به إلي شمعون اليهودي و قل له: تقول لک فاطمة بنت محمد: أقرضني عليه صاعا من تمر و صاعا من شعير أرده عليک إنشاء الله تعالي.

قال: فأخذ سلمان الدرع ثم أتي به إلي شمعون اليهودي فقال له: يا شمعون هذا درع فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و اله تقول لک: أقرضني عليه صاعا من تمر و صاعا من شعير أرده عليک إنشاء الله.

قال: فأخذ شمعون الدرع ثم جعل يقلبه في کفه وعيناه تذرفان بالدموع و هو يقول: يا سلمان هذا هو الزهد في الدنيا هذا الذي أخبرنا به موسي بن عمران


في التوراة أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، فأسلم و حسن إسلامه.

ثم دفع إلي سلمان صاعا من تمر و صاعا من شعير فأتي به سلمان إلي فاطمة فطحنته بيدها و اختبزته خبزا ثم أتت به إلي سلمان فقالت له: خذه و امض به إلي النبي صلي الله عليه و اله، قال: فقال لها سلمان: يا فاطمة خذي منه قرصا تعللين به الحسن و الحسين، فقالت: يا سلمان هذا شيء أمضيناه لله عز و جل لسنا نأخذ منه شيئا.

قال: فأخذه سلمان فأتي به النبي صلي الله عليه و اله فلما نظر النبي صلي الله عليه و اله إلي سلمان قال له: يا سلمان من أين لک هذا؟ قال: من منزل بنتک فاطمة، قال: و کان النبي صلي الله عليه و اله لم يعطم طعاما منذ ثلاث.

قال: فوثب النبي صلي الله عليه و اله حتي ورد إلي حجرة فاطمة، فقرع الباب و کان إذا قرع النبي صلي الله عليه و اله الباب لا يفتح له الباب إلا فاطمة فلما أن فتحت له الباب نظر النبي صلي الله عليه و اله إلي صفار وجهها و تغير حدقتيها، فقال لها: يا بنية ما الذي أراه من صفار وجهک و تغير حدقتيک؟ فقالت: يا أبه إن لنا ثلاثا ما طعمنا طعاما و إن الحسن و الحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ثم رقدا کأنهما فرخان منتوفان.

قال: فأنبههما النبي صلي الله عليه و اله فأخذ واحدا علي فخذه الايمن و الاخر علي فخذه الايسر و أجلس فاطمة بين يديها و اعتنقها النبي صلي الله عليه و اله و دخل علي بن أبي طالب عليه السلام فاعتنق النبي صلي الله عليه و اله من ورائه، ثم رفع النبي صلي الله عليه و اله طرفه نحو السماء فقال: إلهي و سيدي و مولاي هؤلاء أهل بيتي أللهم أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

قال: ثم و ثبت فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و آله حتي دخلت إلي مخدع لها فصفت قدميها فصلت رکعتين ثم رفعت باطن کفيها إلي السماء و قالت: إهلي و سيدي هذا محمد نبيک، و هذا علي ابن عم نبيک، و هذان الحسن و الحسين


سبطا نبيک إلهي أنزل علينا مائدة من السماء کما أنزلتها علي بني إسرائيل أکلوا منها و کفروا بها، أللهم أنزلها عليها فإنا بها مؤمنون.

قال ابن عباس: و الله ما استتمت الدعوة فإذا هي بصحفة من ورائها يفورقتارها و إذا قتارها أزکي من المسک الاذفر، فاحتضنتها ثم أتت بها إلي النبي صلي الله عليه و اله و علي و الحسن و الحسين، فلما أن نظر إليها علي بن أبي طالب عليه السلام قال لها: يا فاطمة من أين لک هذا؟ و لم يکن عهد عندها شيئا فقال له النبي صلي الله عليه و اله: کل يا أبا الحسن و لا تسأل الحمد لله الذي لم يمتني حتي رزقني ولدا مثلها مثل مريم بنت عمران " کلما دخل عليها زکريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أني لک هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " [111] .

قال: فأکل النبي صلي الله عليه و اله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و خرج النبي صلي الله عليه و اله.

و تزود الاعرابي و استوي علي راحلته و أتي بني سليم و هم يومئذ أربعة آلاف رجل فلما أن وقف في وسطهم ناداهم بعلو صوته: قولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله.

قال: فلما سمعوا منه هذه المقالة أسرعوا إلي سيوفهم فجردوها، ثم قالوا له: لقد صبوت إلي دين محمد الساحر الکذاب، فقال لهم: ما هو بساحر و لا کذاب.

ثم قال: يا معشر بني سليم إن إله محمد صلي الله عليه و اله خير إله، و إن محمدا صلي الله عليه و اله خير نبي: أتيته جائعا فأطعمني، و عاريا فکساني، و راجلا فحلمني، ثم شرح لهم قصة الضب مع النبي صلي الله عليه و اله و أنشدهم الشعر الذي أنشد في النبي صلي الله عليه و اله.

ثم قال: يا معاشر بني سليم أسلموا تسلموا من النار، فأسلم في ذلک اليوم أربعة آلاف رجل و هم أصحاب الرايات الخضر و هم حول رسول الله صلي الله عليه و اله.

أقول: وجدت هذا الحديث في کتاب قديم من مؤلفات العامة قال: حدثنا أبو بکر أحمد بن علي الطرشيشي ببغداد سنة أربع و ثمانين و أربعمأة، قال: حدثتنا


کريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزي - بمکة حرسها لله - بقراءتها علينا في المسجد الحرام في ذي الحجة سنة إحدي و ثلاثين و أربعمأة، قالت: أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقية بسرخس، قا ل: حدثنا معاذ بن يوسف الجرجاني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن غالب، عن عثمان بن أبي شيبة، عن ابن نمير، عن مجالد عن ابن عباس مثله.

بيان: قال الجوهري: تبدي الرجل: أقام بالبادية، و ازدلف أي تقدم و قطع کفرح و کرم لم يقدر علي الکلام، و نقه الحديث کفرح: فهمه، و العشراء من النوق بضم العين و فتح الشين التي مضي لحملها عشرة أشهر أو ثمانية أو هي کالنفساء من النساء، و ذرفت عينه أي سأل دمعها، و يقال: علله بطعام و غيره أي شغله به، و المخدع: البيت الصغير الذي يکون داخل البيت الکبير و تضم ميمه و تفتح، و يقال: صبأ فلان إذا خرج عن دين إلي دين غيره و قد تقلب الهمزة واوا.

62 - و من الکتاب المذکور: روي في المراسيل أن الحسن و الحسين کان عليهما ثياب خلق و قد قرب العيد فقالا لامهما فاطمة عليها السلام: إن بني فلان خيطت لهم الثياب الفاخرة أفلا تخيطين لنا ثيابا للعيد يا أماه؟ فقالت: يخاط لکما إنشاء الله، فلما أن جاء العيد جاء جبرئيل بقميصين من حلل الجنة إلي رسول الله صلي الله عليه و اله، فقال له رسول الله صلي الله عليه و اله: ما هذا يا أخي جبرئيل، فأخبره بقول الحسن و الحسين لفاطمة و بقول فاطمة يخاط لکما إنشاء الله، ثم قال جبرئيل: قال الله تعالي لما سمع قولها: لا نستحسن أن نکذب فاطمة بقولها: يخاط لکما إنشاء الله.

و عن سعيد الحفاظ الديلمي بإسناده عن أنس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله: بينما أهل الجنة في الجنة يتنعمون، و أهل النار في النار يعذبون إذا لاهل الجنة نورساطع، فيقول بعضهم لبعض: ما هذا النور لعل رب العزة إطلع فنظر إلينا فيقول لهم رضوان: لا و لکن علي عليه السلام مازح فاطمة فتبسمت فأضاء ذلک النور من ثناياها.


و بالاسناد عن ابن عباس، عن النبي صلي الله عليه و اله قال: لما أسري بي و دخلت الجنة بلغت إلي قصر فاطمة فرأيت سبعين قصرا من مرجانة حمراء مکللة باللؤلؤ أبوابها و حيطانها و اسرتها من عرق واحد.

و قال الحسن: ما کان في الدنيا أعبد من فاطمة عليها السلام، کانت تقوم حتي تتورم قدماها.

63 - نبه: بينما النبي صلي الله عليه و اله و الناس في المسجد ينتظرون بلالا أن يأتي فيؤذن إذ أتي بعد زمان فقال له النبي صلي الله عليه و اله: ما حبسک يا بلال؟ فقال: إني اجتزت بفاطمة عليها السلام و هي تطحن واضعة ابنها الحسن عند الرحي و هي تبکي، فقلت لها: أيما أحب إليک إن شئت کفيتک ابنک، و إن شئت کفيتک الرحي، فقالت: أنا أرفق بابني، فأخذت الرحي فطحنت فذاک الذي حبسني، فقال النبي صلي الله عليه و اله: رحمتها رحمک الله.

أقول: روي ابن شيرويه في الفردوس، عن ابن عباس، و أبي سعيد، عن النبي صلي الله عليه و اله قال: فاطمة سيدة نساء العالمين ما خلا مريم بنت عمران.

و عن المسور بن مخرمة عنه صلي الله عليه و اله قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني أو آذاها فقد آذاني.

و عن عمر بن الخطاب عنه صلي الله عليه و اله: فاطمة و علي و الحسن و الحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن عز و جل.

أقول: قال السيد ابن طاووس قدس الله روحه في کتاب سعد السعود قال: وجدت في کتاب ما نزل من القرآن الحکيم في النبي صلي الله عليه و اله و أهل بيته عليهم السلام تأليف محمد بن العباس بن علي بن مروان، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد البخاري عن جعفر بن عبد الله العلوي، عن يحيي بن هاشم، عن جعفر بن سليمان، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: أهديت إلي رسول الله صلي الله عليه و آله قطيفة منسوجة بالذهب أهداها له ملک الحبشة، فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: لا عطينها رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله


و رسوله فمد أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله أعناقهم إليها فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: أين علي قال عمار بن ياسر: فلما سمعت ذلک و ثبت حتي أتيت عليا عليه السلام فأخبرته فجاء فدفع رسول الله صلي الله عليه و اله القطيفة إليه فقال: أنت لها، فخرج بها إلي سوق الليل فنقضها سلکا سلکا فقسمها في المهاجرين و الانصار ثم رجع إلي منزله و ما معه منها دينار، فلما کان من غد استقبله رسول الله صلي الله عليه و اله فقال: يا أبا الحسن أخذت أمس ثلاثة آلاف مثقال من ذهب فأنا و المهاجرون و الانصار نتغدي عندک غدا، فقال علي عليه السلام نعم يا رسول الله.

فلما کان الغد أقبل رسول الله صلي الله عليه و اله في المهاجرين و الانصار حتي قرعوا الباب، فخرج إليهم و قد عرق من الحياء، لانه ليس في منزله قليل و لا کثير فدخل رسول الله صلي الله عليه و اله و دخل المهاجرون و الانصار حتي جلسوا و دخل علي علي فاطمة فإذا هو بجفنة مملوءة ثريدا عليها عراق يفور منها ريح المسک الاذفر فضرب علي بيده عليها فلم يقدر علي حملها، فعاونته فاطمة علي حملها حتي أخرجها فوضعها بين يدي رسول الله، فدخل صلي الله عليه و اله علي فاطمة فقال: أي بنية أني لک هذا؟ قالت: يا أبت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: الحمد الله الذي لم يخرجني من الدنيا حتي رأيت في إبنتي ما رأي زکريا في مريم بنت عمران، فقالت فاطمة: يا أبة أنا خير أم مريم؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و اله: أنت في قومک، و مريم في قومها.

64 - مصباح الانوار: عن أبي جعفر عليه السلام قال: أقبلت فاطمة عليها السلام إلي رسول الله صلي الله عليه و اله فعرف في وجهها الخمص - قال: يعني الجوع - فقال لها: يا بنية ههنا فأجلسها علي فخذه الايمن، فقالت: يا أبتاه إني جائعة، فرفع يديه إلي السماء فقال: أللهم رافع الوضعة و مشبع الجاعة أشبع فاطمة بنت نبيک، قال أبو جعفر عليه السلام: فو الله ما جاعت بعد يومها حتي فارقت الدنيا.

و عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن فاطمة بنت محمد وجدت علة فجاءها رسول الله صلي الله عليه و اله عائدا فجلس عندها و سألها عن حالها، فقالت: إني أشتهي طعاما


طيبا، فقام النبي صلي الله عليه و اله إلي طاق في البيت فجاء بطبق فيه زبيب و کعک و أقط و قطف عنب [112] فوضعه بين يدي فاطمة عليها السلام فوضع رسول الله صلي الله عليه و اله يده في الطبق و سمي الله و قال: کلوا بسم الله، فأکلت فاطمة و رسول الله صلي الله عليه و اله و علي و الحسن و الحسين فبينما هم يأکلون إذ وقف سائل علي الباب فقال: السلام عليکم أطعمونا مما رزقکم الله، فقال النبي صلي الله عليه و اله: اخسأ، فقالت فاطمة: يا رسول الله! ما هکذا تقول للمسکين، فقال النبي صلي الله عليه و اله إنه الشيطان و أن جبرئيل جاءکم بهذا الطعام من الجنة فأراد الشيطان أن يصيب منه و ما کان ذلک ينبغي له.

و عن حذيفة قال: کان النبي صلي الله عليه و اله لا ينام حتي يقبل عرض وجنة فاطمة عليها السلام أو بيت ثدييها.

و عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال کان رسول الله صلي الله عليه و اله لا ينام حتي يضع وجهه الکريم بين ثديي فاطمة عليها السلام.

65 - ع: القطان، عن السکري، عن الجوهري، عن شعيب بن واقد عن إسحاق بن جعفر بن محمد بن عيسي بن زيد بن علي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إنما سميت فاطمة محدثة لان الملائکة کانت تهبط من السماء فتناديها کما تنادي مريم بنت عمران فتقول: يا فاطمة " إن الله اصطفيک و طهرک و اصطفيک علي نساء العالمين - يا فاطمة - اقنتي لربک و اسجدي و ارکعي مع الراکعين " [113] فتحدثهم و يحدثونها فقالت لهم ذات ليلة: أ ليست المفضلة علي نساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا: إن مريم کانت سيدة نساء عالمها و إن الله عز و جل جعلک سيدة نساء عالمک و عالمها و سيدة نساء الاولين و الآخرين.


کتاب دلائل الامامة للطبري عن أبي محمد هارون بن موسي التلعکبري عن الصدوق مثله.

66 - ع: أبي، عن عبد الله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن علي الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن إسماعيل بن بشار قال: حدثنا علي بن جعفر الحضرمي بمصرمنذ ثلاثين سنة، قال: حدثنا سليمان، قال محمد بن أبي بکر، لما قرأ: و ما أرسلنا من قبلک من رسول و لا نبي [114] و لا محدث قلت: و هل يحدث الملائکة إلا الانبياء؟ قال: إن مريم لم تکن نبية و کانت محدثة، وأم موسي بن عمران کانت محدثة و لم تکن نبية، و سارة إمرأة إبراهيم قد عاينت الملائکة فبشروها بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب و لم تکن نبية، و فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و اله کانت محدثة و لم تکن نبية.

قال الصدوق - رحمه الله -: قد أخبر الله عز و جل في کتابه بأنه ما أرسل من النساء أحدا إلي الناس في قوله تبارک و تعالي " و ما أرسلناک قبلک إلا رجالا نوحي إليهم " [115] و لم يقل نساء، و المحدثون ليسوا برسل و لا أنبياء.

67 - ير [کا]: أحمد بن محمد و محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب عن أبي عبيدة قال: سأل أبا عبد الله عليه السلام بعض أصحابنا، عن الجعفر، فقال: هو جلد ثور مملوء علما، فقال له: ما الجامعة؟ قال تلک صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الاديم مثل فخذ الفالج فيها کل ما يحتاج الناس إليه و ليس من من قضية إلا و فيها حتي أرش الخدش، قال له: فمصحف فاطمة؟ فسکت طويلا ثم قال: إنکم لتبحثون عما تريدون و عما لا تريدون، إن فاطمة مکثت بعد رسول الله صلي الله عليه و اله خمسة و سبعين يوما و قد کان دخلها حزن شديد علي أبيها، و کان جبرئيل يأتيها فيحسن عزاءها علي أبيها و يطيب نفسها و يخبرها عن أبيها و مکانه و يخبرها بما يکون بعدها في ذريتها، وکان ن علي عليه السلام يکتب ذلک، فهذا مصحف فاطمة. [116] .


68 - ير: أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: تظهرزنادقة سنة ثمانية و عشرين و مائة و ذلک لاني نظرت في مصحف فاطمة، قال: فقلت: و ما مصحف فاطمة؟ فقال: إن الله تباک و تعالي لما قبض نبيه صلي الله عليه و اله دخل علي فاطمة من وفاته من الحزن مالايعلمه إلا الله عز و جل، فأرسل إليها ملکا يسلي عنها غمها و يحدثها، فشکت ذلک إلي أمير المؤمنين عليه السلام فقال لها: إذا أحسست بذلک و سمعت الصوت قولي لي، فأعلمته فجعل يکتب کلما سمع حتي أثبت من ذلک مصحفا، قال: ثم قال: أما إنه ليس من الحلال و الحرام، و لکن فيه علم ما يکون.

69 - کا: العدة، عن أحمد بن محمد مثله [117] .

أقول: قد أوردنا کثيرا من فضائلها و مناقبها و سيرها صلوات الله عليها في باب غصب فدک و باب فضائل أصحاب الکساء عليهم السلام.

و روي الحسن بن سليمان في کتاب المحتضر من تفسير الثعلبي بإسناده عن مجاهد قال: خرج رسول الله صلي الله عليه و اله و قد أخذ بيد فاطمة عليها السلام و قال: من عرف هذه فقد عرفها و من لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد و هي بضعة مني و هي قلبي الذي بين جنبي فمن آذاها فقد آذاني، و من آذاني فقد آذي الله.

کتاب الدلائل للطبري، عن أبي الفرج المعافا، عن إسحاق بن محمد، عن أحمد بن الحسن، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن جعفر بن محمد، عن أبيه عن عمه زيد بن علي قال: حدثتني فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و اله قالت: قال لي رسول الله صلي الله عليه و اله: ألا أبشرک؟ إذا أراد الله أن يتحف زوجة وليه في الجنة بعث إليک تبعثين إليها من حليک.



پاورقي

[1] المسکة - بالتحريک - السوار و الخلخال و الورق: الفضة، و القلادة - بالکسر - ما يجعل في العنق من الحلي، و القرط - بالضم - ما يعلق في شحمة الاذن من الجواهر و غيرها.

[2] المدثر: 38 و 39.

[3] کلمة يقال عند الاشفاق و قد قال علي عليه السلام: " لله أبوهم و هل أحد أشد لها مراسا " و أما في النسخ المطبوعة و هکذا في المصدر ص 211 " و أنا أسمع له أنت مسيرک " و هو تصحيف، و لو کان أراد إرجاع الضمير لقال: " و أنا أستمع لها " فانه کان يستمع لکلام عمته مع عائشة. علي أنه لا معني لقوله: " أنت مسيرک إلي علي ".

[4] آل عمران: 37.

[5] الاحزاب: 57.

[6] في المصدر المطبوع ص 303 السند هکذا: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الکوفي مولي بني هاشم قال: أخبرنا المنذر بن محمد قراءة قال: حدثنا جعفر بن سليمان التميمي الخ.

[7] الشجنة مثلثلة - الشعبة من کل شيء يقال: " بينهما شجنة رحم " أي شعبة رحم کأنها حبل من حبال صلته.

[8] و قد روي مثل ذلک عن ام ايمن عند مهاجر تها من مکة إلي المدينة و روي عنها أيضا أنها قالت: کان للنبي صلي الله عليه و آله فخارة يبول فيها بالليل فکنت إذا أصبحت صببتها فقمت ليلة و أنا عطشانة فغلطت فشربتها فذکرت ذلک للنبي صلي الله عليه و آله فقال: " انک لا تشتکي بطنک بعد يومک هذا " راجع الاصابة ج 4 ص 416.

[9] کذا في القاموس.

و في اقرب الموارد: هي الريطة ذات لفقين و - ثوب يلبس علي الفخذين.

[10] يقال: جاء بالطم و الرم، أي بکل ما کان عنده مستقصي فما کان من البحر فهو الطم و ما کان من البر فهو الرم.

[11] صححناه علي المصدر: راجع ج 1 ص 171.

[12] الرحمن: 19.

[13] آل عمران: 195.

[14] يريد معني قوله تعالي في تمام الاية: " فالذين هاجروا و أخرجوا من ديارهم و أوذوا في سبيلي " اي وقت الهجرة.

[15] الليل: 3 - 7.

[16] طه: 115.

[17] النور: 63.

[18] البقرة: 35.

[19] التحريم: 10.

[20] التحريم: 11.

[21] هود: 71.

[22] الانبياء: 90.

[23] يوسف: 51.

[24] الانبياء: 84.

[25] النمل: 23.

[26] القصص: 27.

[27] التحريم: 2.

[28] الضحي: 8.

[29] الرحمن: 19.

[30] الاعراف: 22.

[31] التحريم: 11.

[32] هود: 71.

[33] النمل: 34.

[34] القصص: 25.

[35] الضحي: 8.

[36] الاحزاب: 32.

[37] آل عمران: 61.

[38] الصافات: 75.

[39] يوسف: 32.

[40] يونس: 89.

[41] الانبياء: 88.

[42] الانبياء: 84.

[43] الانبياء: 90.

[44] المؤمن: 60.

[45] النمل: 62.

[46] البقرة: 186.

[47] آل عمران: 195.

[48] القصص: 85.

[49] الحجر: 9.

[50] الانفال: 33.

[51] براءة: 34.

[52] إبراهيم: 27.

[53] التحريم: 8.

[54] الضحي: 4.

[55] الزخرف: 41.

[56] النور: 55.

[57] آل عمران: 191.

[58] الاعراف: 22.

[59] الانبياء: 87.

[60] ص: 24.

[61] آل عمران 191.

[62] التحريم: 11.

[63] مريم: 23.

[64] کذا في النسخ و في المصدر ايضا ج 3 ص 322 و الظاهر أن الصحيح هکذا: و فاطمة فقالت.

[65] يشني من شنأ الرجل: أبضغه.

[66] يعني ما يستحقها بعد تقارف الذنوب.

[67] المزمل: 9.

[68] المزمر: 65.

[69] الانبياء: 22.

[70] الدهر: 13.

[71] آل عمران: 40.

[72] الزخرف: 28.

[73] آل عمران: 33.

[74] مريم: 24.

[75] التحريم: 12:.

[76] مريم: 25 و 26.

[77] آل عمران: 37.

[78] البقرة: 44.

[79] آل عمران: 106.

[80] آل عمران: 31.

[81] آل عمران: 37.

[82] آل عمران: 34.

[83] النساء: 81.

[84] التحريم: 12.

[85] الاحزاب: 34.

[86] راجع المصدر ج 2 ص 8 - المطبعة الاسلامية.

[87] في المصدر: عبدان راجع ج 2 ص 12، اختصر العلامة المجلسي قدس سره سند الحديث.

[88] في المصدر من نور وجهها في کلا الموضعين.

[89] في المصدر من نور وجهها في کلا الموضعين.

[90] الصافات: 125.

[91] الاحزاب: 34.

[92] في المصدر: أحب الناس، راجع ج 2 ص 19.

[93] في المصدر: مشية رسول الله.

[94] ما جعلناه بين العلامتين ساقط عن النسخ المطبوعة، و الضمير في قوله: " و عنه عليه السلام " راجع إلي الصادق عليه السلام راجع المصدر ج 2 ص 57 - المطبعة الاسلامية.

[95] الحج: 51.

[96] اشارة إلي الاية 74 من سورة هود.

[97] هذا هو المتعين لانه وصف للسمل لا للرجل، و القياس أن يقول: قد تهلهل.

[98] کذا في النسخ و المصدر و في کشف الغمة: قالت بخير، قال: عشينا رحمک الله.

[99] آل عمران: 33.

[100] کذا في النسخ و في المصدر، حتي يجزيکما هدايا يا علي في المنازل الذي جزي فيها زکريا و يجزيک يا فاطمة في الذي جزيت فيه مريم الخ و في کشف الغمة: الحمد الله الذي أبي لکما أن تخرجا من الدنيا حتي يجريک الخ.

[101] المصدر، 21، و الاية في آل عمران: 33.

[102] راجع کشف الغمة المطبعة الاسلامية ج 2 ص 26 - 29.

[103] الانبياء: 103.

[104] الانبياء: 102.

[105] الشعراء: 100 - 102.

[106] الشعراء: 100 - 102.

[107] الانعام: 28.

[108] القدر: 1.

[109] خشکنانج معرب خشکنانه و هو الخبز السکري الذي يختبز مع الفستق و اللوز.

[110] ما جعلناه بين العلامتين ساقط عن النسخ المطبوعة.راجع المصدر ص 8 و قد نقله المصنف رحمه الله في المجلد المتمم للعشرين فراجع.

[111] آل عمران: 33.

[112] الکعک خبز معروف فارسي معرب -.

و الاقط بفتح الهمزة و کسر القاف و قد تسکن للتخفيف مع فتح الهمزة و کسرها لبن يابس متحجر يتخذ من مخيض الغنم يقال له بالفارسية " کشک " -.

و القطف بالکسر العنقود.

[113] آل عمران: 37 و 38.

[114] الحج: 51.

[115] الانبياء: 7.

[116] أصول الکافي ج 1 ص 241.

[117] الکافي ج 1 ص 240.