بازگشت

مكارم اخلاقها




کانت فاطمة (عليهاالسلام): «کريمة الخليقة، شريفة الملکة، نبيلة النفس، جليلة الحسن، سريعة الفهم، مرهفة الذهن، جزةه المروءه، غرّاء المکارم، فياحة نفاحة، جريئة الصدر، رابطة الجأش، حمية الأنف، نائية عن مذاهب العجب، لايحدّدها ماديّ الخيلاء، و لا يثني أعطافها الزهو و الکبرياء». [1] .

لقد کانت سبطة الخليقة في سماحة و هوادة إلي رحابة صدر وسعة أناه في وقار و سکينة و رفق و رزانه و رکانة و رصانة و عفة و صيانة.

عاشت قبل وفاة أبيها متهلّلة العزة وضّاحة المحيا حسنة البشر باسمة الثغر، و لم تغرب بسمتها إلا منذ وفاة أبيها (صلي اللَّه عليه و آله).

کانت لايجري لسانها بغير الحق و لا تنطق إلا بالصدق، لا تذکر أحداً بسوء، فلا غيبة و لا نميمة، و لا همز و لا لمز، تحفظ السر و تفي بالوعد، و تصدق النصح و تقبل العذر و تتجاوز عن الإساءة، فکثيراً ما أقالت العثرة و تلقت الإساءة بالحلم و الصفح.

«لقد کانت عزوفة عن الشر، ميالة إلي الخير، أمينة، صدوقة في قولها، صادقة في نيتها و وفائها، و کانت في الذروة العالية من العفاف، طاهرة الذيل


عفيفة الطرف، لا يميل بها هواها، إذ هي من آل بيت النبي الذين أذهب اللَّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً.

و کانت إذا ما کلمت انساناً أو خطبت في الرجال يکون بينها و بينهم ستر يحجبها عنهم عفةً و صيانة.

و من عجيب صونها أنّها استقبحت بعد الوفاة ما يصنع بالنساء من أن يطرح علي المرأة الثوب فيصفها. [2] .

و کانت الزهراء (عليهاالسلام) زاهدة قنوعة، موقنة بأن الحرص يفرق القلب و يشتت الأمر، مستمسکة بما قاله لها أبوها: «يا فاطمة! اصبري علي مرارة الدنيا لتفوزي بنعيم الأبد» فکانت راضية باليسير من العيش، صابرة علي شظف الحياة، قانعه بالقليل من الحلال، راضيه مرضيه، لا تطمح إلي ما لغيرها، و لا تستشرف ببصرها إلي ما ليس من حقها، و ما کانت تتنزل إلي سؤال غير اللَّه تعالي، فهي رمز لغني النفس، کما قال أبوها (صلي اللَّه عليه و آله): «إنّما الغني غني النفس».

إنها السيّدة البتول التي انقطعت إلي اللَّه تعالي عن دنياها و عزفت عن زخارفها و صدفت عن غرورها و عرفت آفاتها، و صبرت علي أداء مسؤولياتها و هي تعاني شظف العيش و لسانها رطب بذکر مولاها.

لقد کان همّ الزهراء الآخرة، فلم تحفل بمباهج الدنيا و هي تري إعراض أبيها (صلي اللَّه عليه و آله) عن الدنيا و ما فيها من متع و لذائذ و شهوات.

و عرف عنها صبرها علي البلاء و شکرها عند الرخاء و رضاها بواقع القضاء، و قد روت عن أبيها (صلي اللَّه عليه و آله): «إنّ اللَّه إذا أحبّ عبداً ابتلاه، فإن صبر اجتباه و إن


رضي اصطفاه». [3] .


پاورقي

[1] أهل البيت: 134-132.

[2] أهل البيت: 134-132.

[3] أهل البيت: 137.