بازگشت

الزهراء عند الأئمة و الصحابة و المؤرخين




عن علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام): «لم يولد لرسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله) من خديجة علي فطرة الإسلام إلا فاطمة». [1] .

و عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): «و اللَّه لقد فطمها اللَّه تبارک و تعالي بالعلم». [2] .

و عن أبي عبداللَّه الصادق (عليه السلام): «إنّما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها.» [3] .

و عن ابن عباس: أن رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله) کان جالساً ذات يوم و عنده علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال: «اللهم إنک تعلم أن هولاء أهل بيتي و أکرم الناس علي فأحبب من أحبهم و أبغض من أبغضهم و والِ من والاهم و عاد من عادهم، و أعن من أعانهم و اجعلهم مطهرين من کل رجس معصومين من کل ذنب و أيّدهم بروح القدس منک». [4] .

و عن ام سلمة أنها قالت: کانت فاطمة بنت رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله)أشبه الناس وجهاً وشبهاً برسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله). [5] .

و عن عائشة أنّها قالت: ما رأيت أحداً کان أصدق لهجةً من فاطمة إلا أن يکون الذي ولدها [6] و کانت إذا دخلت علي رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله) قام فقبلها


و رحب بها و أخذ بيدها و أجلسها في مجلسه، و کان النبي (صلي اللَّه عليه و آله) إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته و أخذت بيده و اجلسته في مجلسها، و کان الرسول دائماً يختصها بسره و يرجع اليها في أمره. [7] .

و عن الحسن البصري أنّه ما کان في هذه الامة أعبد من فاطمة، کانت تقوم حتي تورم قدماها. [8] .

و دخل عبداللَّه بن حسن علي عمر بن عبدالعزيز و هو حديث السن، و له و قرة، فرفع مجلسه و أقبل عليه و قضي حوائجه، ثم أخذ عکنة [9] من عکنه فغمزها حتي أوجعه و قال له: اذکرها عند الشفاعة.

فلما خرج لامَهُ أهله و قالوا: فعلت هذا بغلام حديث السن، فقال: إنّ الثقة حدثني حتي کأنّي أسمعه من في رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله) قال: «إنما فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرها» و أنا أعلم أن فاطمة (عليهاالسلام) لو کانت حيّة لسرها ما فعلت بابنها، قالوا: فما معني غمزک بطنه، و قولک ما قلت؟ قال: إنّه ليس أحد من بني هاشم إلّا وله شفاعة، فرجوت أن أکون في شفاعة هذا. [10] .

قال ابن الصباغ المالکي:... و هي بنت من اُنزل عليه (سبحان الذي أسري)، ثالثة الشمس و القمر، بنت خير البشر، الطاهرة الميلاد، السيّدة بإجماع أهل السداد. [11] .

و قال الحافظ أبونعيم الإصفهاني عنها: «من ناسکات الأصفياء وصفيّات الأتقياء فاطمة- رضي اللَّه تعالي عنها- السيدة البتول، البضعة.


الشبيهة بالرسول... کانت عن الدنيا و متعتها عازفة، و بغوامض عيوب الدنيا و آفاتها عارفة. [12] .

و قال عبدالحميد بن أبي الحديد المعتزلي: و أکرم رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله) فاطمة إکراماً عظيماً أکثر مما کان الناس يظنونه... حتي خرج بها عن حب الاباء للأولاد، فقال لمحضر الخاص و العام مراراً لامرّة واحدة و في مقامات مختلفة لا في مقام واحد: «إنّها سيّدة نساء العالمين و إنّها عديلة مريم بنت عمران، و إنّها إذا مرت في الموقف نادي منادٍ من جهة العرش: يا أهل الموقف غضوا أبصارکم لتعبر فاطمة بنت محمدٍ»، و هذا من الأحاديث الصحيحة و ليس من الأخبار المستضعفة، و کم قال لامرّة: «يؤذيني ما يؤذيها و يغضبني ما يغضبها، و إنّها بضعة مني يريبني ما رابها». [13] .

و قال المؤرخ المعاصر الدکتور علي حسن ابراهيم: و حياه فاطمة هي صفحة فذة من صفحات التاريخ نلمس فيها ألوان العظمة، فهي ليست کبلقيس أو کليو بطرة استمدت کل منهما عظمتها من عرش کبير و ثروة و طائلة و جمال نادر، و هي ليست کعائشة نالت شهرتها لما اتصفت به من جرأة جعلتها تقود الجيوش و تتحدي الرجال، ولکنا أمام شخصية استطاعت أن تخرج إلي العالم و حولها هالة من الحکمة و الجلال، حکمة ليس مرجعها الکتب و الفلاسفة و العلماء، و إنما تجارت الدهر الملي ء بالتقلّبات و المفاجآت، و جلال ليس مستمداً من ملک أو ثراء و إنّما من صميم النفس.... [14] .



پاورقي

[1] روضه الکافي: ح 536.

[2] کشف الغمة: 1/ 463.

[3] بحارالأنوار: 43/ 19.

[4] بحارالانوار: 43/ 65 و 24.

[5] کشف الغمة: 1/ 471.

[6] ذخائر العقبي: 54.

[7] أهل البيت: 144 لتوفيق أبوعلم.

[8] بحارالانوار: 43/ 84.

[9] و قرة: رزانة و حلم، العکنة: الطي الذي في البطن من السمن (المختار/ باب عکن).

[10] الأغاني: 8/ 307، و راجع مقاتل الطالبيين: 124.

[11] الفصول المهمة: 141، طبعة بيروت.

[12] حليه الأولياء: 2/ 39 طبعة بيروت.

[13] شرح نهج البلاغة: 9/ 193.

[14] راجع فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفي: 21.