بازگشت

الزهراء في آية المباهلة




أجمع أهل القبلة حتي الخوارج منهم علي أنّ النبي (صلي اللَّه عليه و آله) لم يَدْعُ للمباهلة من النساء سوي بضعته الزهراء و من الأبناء سوي سبطيه و ريحانتيه الحسن و الحسين (عليهماالسلام) و من الأنفس الا أخاه علياً (عليه السلام) الذي کان منه بمنزلة هارون من موسي، فهؤلاء أصحاب هذه الآية بحکم الضرورة التي لا يمکن جحودها لم يشارکهم فيها أحد من العالمين، کما هو بديهي لکم من ألم بتاريخ المسلمين، و بهم خاصه نزلت لا بسواهم. [1] .

لقد باهل النبي (صلي اللَّه عليه و آله) بهم خصومه من أهل نجران فانتصر عليهم،


و امهات المومنين کن حينئذٍ في حجراته (صلي اللَّه عليه و آله) فلم يدع واحدةً منهنّ، و لم يدع صفيّة و هي شقيقة أبيه، و لا اُم هاني و هي کريمة عمه، و لا واحدة من نساء الخلفاء الثلاثة و غيرهم من المهاجرين و الأنصار.

کما أنّه لم يدعُ مع سيدي شباب أهل الجنة أحداً من أبناء الهاشميين و لا أحداً من أبناء الصحابة، و کذلک لم يدع مع علي أحداً من عشيرته الأقربين و لا واحداً من السابقين الأوّلين، و إنما خرج و عليه مرط من شعر أسود- کما يقول الرازي في تفسيره- و قد احتضن الحسين و أخذ بيد الحسن و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها و هو يقول: إذا أنا دعوت فأمِّنوا، فقال أسقف نجران: يا معشر النصاري! إنّي لأري وجوهاً لو سألوا اللَّه أن يزيل جبلاً لأزاله بها، فلا تباهلوهم فتهلکوا، و لا يبقي علي وجه الأرض نصرانيّ إلي يوم القيامة. [2] .

قال الرازي بعد نقل هذا الحدث: هذه الآية دالة علي أن الحسن و الحسين (عليهماالسلام) کانا ابني رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله) وَعَدَ أن يدعو ابناءه فدعا الحسن و الحسين (عليهماالسلام) فوجب أن يکونا ابنيه [3] .



پاورقي

[1] راجع الکلمة الغرّاء: 181.

[2] قال السيد عبدالحسين شرف الدين: ذکر هذا الحديث المفسرون و المحدثون و کل من أرّخ حوادث السنه العاشرة للهجرة و هي سنة المباهلة، و راجع کذلک صحيح مسلم: کتاب فضائل الصحابة، والکشاف للزمخشري في تفسير الآية 61 من سورة آل عمران.

[3] راجع التفسير الکبير: ذيل تفسير الآية، و الصواعق المحرقة: 238، و أسباب النزول للواحدي: 75.