بازگشت

الزهراء في سورة الدهر




مرض الحسن و الحسين فعادهما رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله) في ناسٍ معه فقالوا: يا أباالحسن لو نذرت علي ولديک، فنذر علي و فاطمة و فضة (و هي جارية لهما) إن برئا ممّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام، فشفيا و ما معهم شي ء، فاستقرض علي (عليه السلام) من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثه أصوع من شعير، فطحنت فاطمة (عليهاالسلام) صاعاً و اختبزت خمسة أقراص علي عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل فقال: السلام عليکم أهل بيت محمّد، مسکين من مساکين المسلمين أطعموني أطعمکم اللَّه من موائد الجنّة، فآثروه و باتوا لم يذوقوا إلا الماء و أصبحوا صياماً، فلمّا أمسوا و وضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه، و وقف عليهم أسير في الثالثة


ففعوا مثل ذلک، فلما أصبحوا أخذ عليّ (رضي اللَّه عنه) بيد الحسن و الحسين و أقبلوا إلي رسول اللَّه (صلي اللَّه عليه و آله) فلما أبصرهم و هم يرتعشون کالفراخ من شدة الجوع قال: ما أشد ما يسوؤني ما أري بکم! وقام فانطلق معهم فرأي فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها و غارت عيناها فساءه ذلک، فنزل جبرئيل ثم قال: خذها يا محمد هناک اللَّه في أهل بيتک فأقرأه السورة. [1] .

فالزهراء ممن شهد اللَّه لها بأنّها من الأبرار الذين يشربون من کأسٍ کان مزاجها کافوراً، و ممن يوفون بالنذر و يخافون يوماً کان شره مستطيراً، و ممن يطعمون الطعام علي حبه، و يؤثرون علي أنفسهم و لو کان بهم خصاصة و أنهم إنما يعطمون لوجه اللَّه لا يربدون منهم جزاءً و لا شکوراً، و أنهم ممن صبروا في ذات اللَّه... و أنهم ممن و قاهم اللَّه شر ذلک اليوم العبوس القمطرير... ولقاهم نضرة و سروراً، و جزاهم بما صبروا جنةً و حريراً. [2] .


پاورقي

[1] سورة الدهر أو الإنسان أو أهل أتي.

[2] راجع الکشاف للزمخشري و الثعلبي في تفسيره الکبير و اُسد الغابة: 5/ 530 و التفسير الکبير للفخر الرازي.